القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُنَينِير الكل
المجموع : 4
في طول عمرك عمّن قد مضى خلفُ
في طول عمرك عمّن قد مضى خلفُ / ولليالي إذا ملّيتها الشرفُ
يا من له في العلا والمجد متّلد / ومن له في الندى والجود مطّرفُ
أنت العليم بما يأتي الزمان به / وأنت بالدهر والأيام معترف
يضحي الفتى وسهام الخطب ترشقه / كأنما المرء في الدنيا لها هدف
تالله تبقى أمر اضحت له رصداً / يد المنايا فترويه وتختطف
تعزّ إذ لك فيمن قد مضى عظة / وعبرة الحيّ بالقوم الذي سلفوا
تبّا لدار بلاء لا نعيم بها / إلا وعقباه ترحال ومنصرفُ
ويا فجيعة دهري بالخليل ويا / جند العزاء على قلبي الشجيّ قفوا
فكلما نظرت عيني ولم تره / فالقلب ملتهب والجفنُ منذرفُ
يا ابنالنبي ولا تحصى منا قبكم / ولن يعددها الإسهاب والسرفُ
الحلم والصبر لولاكم لما عرفا / وإنما الخلق من تباركم عرفوا
لا يكمل الدين إلا في محبتكم / وليس يوجد فيما قلت مختلفُ
وأنتم السر سر الله أودعهُ / في ظهر آدم إذ جاءت به الصحف
من ذا يسوي بكم خلقا لقد خسرت / يداه وهو عن الإسلام منحرفُ
يا وارث الهدي عن آبائه وله / غزرُ الفضائل هذا الفخر والشرفُ
عادت عليّ بلوم فيكم عصب / ما الجهل إلا الذي قالوا وما وصفوا
وغيرتك أناس ضل سعيهم / عني وحبي لكم كالصبح منكشف
سأجعل الصبر في جيك معتصما / لعل رأيك لي بالخير ينعطف
ولى فأسرع في الفراق وما شفى
ولى فأسرع في الفراق وما شفى / صبّا أقام من السقام على شفا
ريم صفا ماء الجمال بوجه / لما غدا والقلب منه كالصفا
راثت لواحظه لقتلى اسهما / واستلّ منه القدّ سيفا مرهفا
فأصاب قلبي دون جسمي سهمه / وأذاب جسمي إذ غدا متحيفا
وسألته صفحا بردّ صفيحه / فعفا ولكن بعد جسم قد عفا
عجبوا الدقة خصره وقد اغتدى / جسدي على حبيه منها أنحفا
فلو أنّ جسمي كان تحت هباءة / وعتمّدوا نظراً إليه لاختفى
يا قاتلي بمحاسن قد اعزبت / في الحسن حتى جاوزت أن توصفا
ضعفت عهودك لي ونحن بذي الحمى / لكن صبري راح منها أضعفا
فارحم فديتك مغرما أسلمتهُ / بعد الوصال إلى القطيعة والجفا
يخفي هواك عن الوشاة ودمعه / من شأنه سرّ الهوى أن يكشفا
أعربت في حبّي له ورفعتهُ / فعسى بواوي صدغه أن يعطفا
وسجيّتي حفظ الوداد له كما / أن الوفاء سجيّة لابي الوفا
من جودهُ طبع وإن رام امرؤٌ / جوداً لقاصده أماه تكلّفا
احا بنال كفّه ميت الندى / فغدا بطرق المكرمات معرّفا
تاللّه أي يد شكرت لبّره / تلق يدا منها أجلّ وأشرفا
يعطيك قبل سؤاله إن غيره / أبدى المطال لسائليه وسوّفا
وترى الصيانة والرصافة والتقى / كملت لديه والمروءة والوفا
يا ابن المعرّف والمحصّب من منى / والبيت حقا وابن زمزم والصفا
مدحي تقصّر عن مدى اوصافكم / إذ أنزل الرحمان فيها المصحفا
احرز تم غُرر المناقب والعلى / بوراثةٍ عن حيدر والمصطفى
أنتم مصابيح الهدى والعروة ال / وثقى لمن سلك الضلال وحرّفا
ولأنتم يا آل طه عصمة ال / لاجي إذا دهر غدا مخيّفا
أأبا الوفاء ضفت جلابب حبّكم / منّي وورد نوالكم لي قد صفا
ما كنت ممتدحا سواكم في الورى / إلا أتى مدحي له متكلّفا
يحكي نداه ولي مدائح فيكم / طبع كجودكم الذي منه الشفا
خذ بكر فكر أنت كفؤ نكامها / فلقد غدوت بها أحق وأحلفا
حتّام تقطع بالقطيعة والجفا
حتّام تقطع بالقطيعة والجفا / قلبا غدا يوم التفرق مدنفا
يخفي هواك وإن من سيما الهوى / لما أضرّ بجسمه أن يكشفا
لو عاذ لي يجد الذي بي لم يكن / يوم الرحيل مفندا ومعنّفا
ولقد حبست الدمع حتى لم أجد / عذرا لدمع العين أن لا يذرفا
وظللت غذ بان الخليط مودعا / اذري دما ما زلت منه مكفكفا
وأروم من بعد التفرق أن أرى / طيف الخيال يزورني متعطفا
سقم الجفون أعاد جسمي سقما / ولمى الشفاه اللعس أعدمني الشفا
ريم من الأتراك غادر مقلتي / قرحي وخلفني به متلهّفا
ثمل القوام تخال في أجفانه / سحرا وريق الثغر منه قرقفا
ما شدّ بند قبائه إلا وقد / حل اصطباري إذ يجور عن الوفا
ما إن شفى داء الغرام وإنما / أضحى المحبّ من الفراق على شفا
فالخدّ ورد زانه في وجهه / ماء الحياء فمنيتي أن أقطفا
والردف دعص نابت من فوقه / غصن يحاكي غصن بات أهيفا
كم قلت لما لج في هجرانه / وغدا يصدّ تجبّرا وتحيّفا
يا أيّها البدر الذي ببعاده / تلف المحب أما خشيت الموقفا
هلّا رحمت منى بحبك حاله / بين البرية قد غدا مستطرفا
قد بت أغضي الجفن منك على قذى / لما غدوت مواصلا لي بالجفا
أصليتني نار الصدود وإنني / قد كنت أقنع من وفائك باللفا
ووعدتني وصلا وقد أخلفتني / إن الكريم لوعده لني خلفا
لا تركننّ إلى الزمان وصرفه / إن الحوادث صرفها لن يصرفا
قمصتني ثوبي ضنني ومذلّة / حتى غدوت من الصبابة متلفا
غني ساصفيك الوداد كما غدا / قلبي لأحمد بالمودّة قد صفا
ملك إذا ما شمت عارض جوده / ألقيت أكبر همه أن يسعفا
ملك به اكتست الليال بهجة / وبجوده راح الزمان مشنّفا
إن جاد اخجل طيئا أوصال أع / جز مذحجا أو قال أفحم خذفا
كالغيث إلا أن ذلك هاطل / زمنا وذا في الجود أضحى مسرفا
كالليث إلا أنّ ذلك صافل / جهلا وأحمد للنوائب كشفا
شرفت بنو مهران منك بمالك / للدهر والأيام راح مشرّفا
أضحوا بخوم المكرمات وأحمد / شمسا ولكن نورها لن يكسفها
يا أيها الملك المسير ذكره / بين الأنام تصوّنا وتعفّفا
قد سرت أقوم سيرة من ضيّة / حتى سررت بذاك قلب المصطفى
شيّدت دين الله لما أن وهى / وأعدت برد الحق منك مفوّفا
وبخبت للإسلام مجدا باقيا / ورفعت ما بين الأنام المصحفا
لو أن بيت الله ذو قدم سعى / شوقا إليك لكي يروح مشرّفا
أو زرته لسررت منه محصبا / وعممت بالمعروف منك معرّفا
ومريت مروته بحسن شمائل / وبثثت أخلاق الصفا عند الصفا
أهلت ربوع المجد منك بمالك / ندب وقد كانت قفاراً أصفصفا
يا أيها المولى الذي بمديحه / شرّفت ألفاظي ومنتُ الأحرفا
غادرتني يعقوب بعد تقرّب / بعدا ورحت لسوء حظي يوسفا
شفيت أعدائي فصرت لديهم / من بعد شدّة قوّبي مستضعفا
لكنّني ارضى رضاك وكلّما / تاتي به فعساك أن تتعطّفا
لم آت جرما والكريم إذا أتى / عبد له ذنبا تعمّده عفا
سيّرت من غرر القوافي فيكم / ما جل عقد نظامه أن يوصفا
فسلمت للعافين غيثا هاطلا / أبدا وللأعداء سيفا مرهفا
لولا تذكر عهد بالحمى سلفا
لولا تذكر عهد بالحمى سلفا / ما فاض دمعي على ربع ولا وكفا
ولا سقيت ربا الجرعاء من إضم / دمعا غدا يوم سار الحيّ منذر فا
كم لي أكتم أشواقي ويظهرها / سقم برى أعظمي بعد النوى اسفا
وفي الهوادج لي شمس إذا برزت / يظل منها جبين الشمس منكسفا
لولا النصيف بواري من اشعّتها / لما رأيت بمرأى وجهها سدفا
ولو بدا ثغرها يوما رايت له / برقا تألق للابصار مختطفا
ومقلتاها وغداها وطرتها / لنحلت في الوجه منها روضة أنفا
صدّت بجانبة عنّي فرحت أرى / صدودها وتجافيها نوىً قذفا
حتى نأت فغدالي من قطيتها / وبعدها سببا فقل قد اختلفا
الفتها ونأت عني فرخت بها / حلف الضنى أو المنعنى كل من الفا
لا أرتضي عيشتي من بعدما تركت / بد النوى بدني طول المدى دنفا
ابكي دما يعد تفرين الفريق أسى / من بعدهم وكفى جفني الذي وكفا
يا ذا الملامة فيهم كم تعنفني / إن الصفا لو رأى حالي بهم لصفا
دعني أكابد برح الوجد في كبد / حرّى وأندب ربعا قد خلا وعفا
واسقل بعب لو تحمله / رضوى لأوهاه حتى كل أوضعفا
كشفت سترها هم بالصدود كما / غازى بن يوسف طرق الجود قد كشفا
ملك إذا عدم الاجواد كلهم / كانت فضالة ما يولي لهم خلفا
تنقل الجود لم يبلغ لدى أحد / مدى فحين تناهى عنده وقفا
لطف بنيلك ما ترجو ويكنفه / بأس فؤاد الليالي منه قد وجفا
في كل يوم ترى من فيض انعمه / ملا رئي مثله جود ولا عرفا
فلو عدا الكرم الوصوف منه يدا / لما استعدّ به يوما ولا وصفا
استودع الله من سارت ركائبه / عنّى فاودعني من بعده أسفا
جاد الزمان على حين برؤيته / وكان مثل خيال في الكرى خطفا
أمرّ عيشتي منآه وكدّره / من بعدما كان فيه قد حلا وصفا
فرحت أوسع دهري من جوى وهوى / حمدا وذما لما أولى وما اقترفا
يا ابن الملوك الألى لولا مآثرهم / لم يوجد الجود ماثورا ولا عرفا
الباذ لي عرفهم والسحب مخلفة / والمانعي جارهم والدهر قد جنفا
ما أشرفت من هضاب المجد منزلة / إلا تعالوا على هاماتها شرفا
فرّقت وفرك في الدنيا فعاد وقد / أعاد مجدك موفورا وموتلفا
ذكاؤك الصبح إن ليل الشكوك دجا / وبأسُك الجار إن رسم الجوار عفا
أن يدّعي الفخر أقوام فحقكم ال / موروث متلدا منه ومطّرفا
الست من معشر نادت مكارمهم / في الناس إن محيا الجود قد كشفا
من آل أيّوب حيث الملك منسبل / والحمد مغتنم والظلّ قد ورفا
قوم إذا اسرفوا في البذل من كرم / لم يتبعوا بذلهم منّا ولا سرفا
فلو قفت حادثات الدهر نهجهم / لم تختلف في مجاريها ولا اختلفا
ادنيت خطيّ إذ أدنيت منزلتي / فعاد عنّي صرف الدهر قد صرفا
كلفت بالجود إذ لم تلف مبتهجا / بغيره وجدير أن ترى كلفا
لأشكرن فيك أيامي على بخل / فيها وأغفر ذنبا عندها سلفا
فامدد إليّ يمين العفو عن زللي / فأنت ممن إذا استغوي الجهول عفا
فما تخلفت عن تود يعكم طمعا / في أن أرى من زماني عنكم خلفا
لكنّما سورة الصهباء ساورني / منها الرقاد فألقى مقلتي هدفا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025