المجموع : 4
في طول عمرك عمّن قد مضى خلفُ
في طول عمرك عمّن قد مضى خلفُ / ولليالي إذا ملّيتها الشرفُ
يا من له في العلا والمجد متّلد / ومن له في الندى والجود مطّرفُ
أنت العليم بما يأتي الزمان به / وأنت بالدهر والأيام معترف
يضحي الفتى وسهام الخطب ترشقه / كأنما المرء في الدنيا لها هدف
تالله تبقى أمر اضحت له رصداً / يد المنايا فترويه وتختطف
تعزّ إذ لك فيمن قد مضى عظة / وعبرة الحيّ بالقوم الذي سلفوا
تبّا لدار بلاء لا نعيم بها / إلا وعقباه ترحال ومنصرفُ
ويا فجيعة دهري بالخليل ويا / جند العزاء على قلبي الشجيّ قفوا
فكلما نظرت عيني ولم تره / فالقلب ملتهب والجفنُ منذرفُ
يا ابنالنبي ولا تحصى منا قبكم / ولن يعددها الإسهاب والسرفُ
الحلم والصبر لولاكم لما عرفا / وإنما الخلق من تباركم عرفوا
لا يكمل الدين إلا في محبتكم / وليس يوجد فيما قلت مختلفُ
وأنتم السر سر الله أودعهُ / في ظهر آدم إذ جاءت به الصحف
من ذا يسوي بكم خلقا لقد خسرت / يداه وهو عن الإسلام منحرفُ
يا وارث الهدي عن آبائه وله / غزرُ الفضائل هذا الفخر والشرفُ
عادت عليّ بلوم فيكم عصب / ما الجهل إلا الذي قالوا وما وصفوا
وغيرتك أناس ضل سعيهم / عني وحبي لكم كالصبح منكشف
سأجعل الصبر في جيك معتصما / لعل رأيك لي بالخير ينعطف
ولى فأسرع في الفراق وما شفى
ولى فأسرع في الفراق وما شفى / صبّا أقام من السقام على شفا
ريم صفا ماء الجمال بوجه / لما غدا والقلب منه كالصفا
راثت لواحظه لقتلى اسهما / واستلّ منه القدّ سيفا مرهفا
فأصاب قلبي دون جسمي سهمه / وأذاب جسمي إذ غدا متحيفا
وسألته صفحا بردّ صفيحه / فعفا ولكن بعد جسم قد عفا
عجبوا الدقة خصره وقد اغتدى / جسدي على حبيه منها أنحفا
فلو أنّ جسمي كان تحت هباءة / وعتمّدوا نظراً إليه لاختفى
يا قاتلي بمحاسن قد اعزبت / في الحسن حتى جاوزت أن توصفا
ضعفت عهودك لي ونحن بذي الحمى / لكن صبري راح منها أضعفا
فارحم فديتك مغرما أسلمتهُ / بعد الوصال إلى القطيعة والجفا
يخفي هواك عن الوشاة ودمعه / من شأنه سرّ الهوى أن يكشفا
أعربت في حبّي له ورفعتهُ / فعسى بواوي صدغه أن يعطفا
وسجيّتي حفظ الوداد له كما / أن الوفاء سجيّة لابي الوفا
من جودهُ طبع وإن رام امرؤٌ / جوداً لقاصده أماه تكلّفا
احا بنال كفّه ميت الندى / فغدا بطرق المكرمات معرّفا
تاللّه أي يد شكرت لبّره / تلق يدا منها أجلّ وأشرفا
يعطيك قبل سؤاله إن غيره / أبدى المطال لسائليه وسوّفا
وترى الصيانة والرصافة والتقى / كملت لديه والمروءة والوفا
يا ابن المعرّف والمحصّب من منى / والبيت حقا وابن زمزم والصفا
مدحي تقصّر عن مدى اوصافكم / إذ أنزل الرحمان فيها المصحفا
احرز تم غُرر المناقب والعلى / بوراثةٍ عن حيدر والمصطفى
أنتم مصابيح الهدى والعروة ال / وثقى لمن سلك الضلال وحرّفا
ولأنتم يا آل طه عصمة ال / لاجي إذا دهر غدا مخيّفا
أأبا الوفاء ضفت جلابب حبّكم / منّي وورد نوالكم لي قد صفا
ما كنت ممتدحا سواكم في الورى / إلا أتى مدحي له متكلّفا
يحكي نداه ولي مدائح فيكم / طبع كجودكم الذي منه الشفا
خذ بكر فكر أنت كفؤ نكامها / فلقد غدوت بها أحق وأحلفا
حتّام تقطع بالقطيعة والجفا
حتّام تقطع بالقطيعة والجفا / قلبا غدا يوم التفرق مدنفا
يخفي هواك وإن من سيما الهوى / لما أضرّ بجسمه أن يكشفا
لو عاذ لي يجد الذي بي لم يكن / يوم الرحيل مفندا ومعنّفا
ولقد حبست الدمع حتى لم أجد / عذرا لدمع العين أن لا يذرفا
وظللت غذ بان الخليط مودعا / اذري دما ما زلت منه مكفكفا
وأروم من بعد التفرق أن أرى / طيف الخيال يزورني متعطفا
سقم الجفون أعاد جسمي سقما / ولمى الشفاه اللعس أعدمني الشفا
ريم من الأتراك غادر مقلتي / قرحي وخلفني به متلهّفا
ثمل القوام تخال في أجفانه / سحرا وريق الثغر منه قرقفا
ما شدّ بند قبائه إلا وقد / حل اصطباري إذ يجور عن الوفا
ما إن شفى داء الغرام وإنما / أضحى المحبّ من الفراق على شفا
فالخدّ ورد زانه في وجهه / ماء الحياء فمنيتي أن أقطفا
والردف دعص نابت من فوقه / غصن يحاكي غصن بات أهيفا
كم قلت لما لج في هجرانه / وغدا يصدّ تجبّرا وتحيّفا
يا أيّها البدر الذي ببعاده / تلف المحب أما خشيت الموقفا
هلّا رحمت منى بحبك حاله / بين البرية قد غدا مستطرفا
قد بت أغضي الجفن منك على قذى / لما غدوت مواصلا لي بالجفا
أصليتني نار الصدود وإنني / قد كنت أقنع من وفائك باللفا
ووعدتني وصلا وقد أخلفتني / إن الكريم لوعده لني خلفا
لا تركننّ إلى الزمان وصرفه / إن الحوادث صرفها لن يصرفا
قمصتني ثوبي ضنني ومذلّة / حتى غدوت من الصبابة متلفا
غني ساصفيك الوداد كما غدا / قلبي لأحمد بالمودّة قد صفا
ملك إذا ما شمت عارض جوده / ألقيت أكبر همه أن يسعفا
ملك به اكتست الليال بهجة / وبجوده راح الزمان مشنّفا
إن جاد اخجل طيئا أوصال أع / جز مذحجا أو قال أفحم خذفا
كالغيث إلا أن ذلك هاطل / زمنا وذا في الجود أضحى مسرفا
كالليث إلا أنّ ذلك صافل / جهلا وأحمد للنوائب كشفا
شرفت بنو مهران منك بمالك / للدهر والأيام راح مشرّفا
أضحوا بخوم المكرمات وأحمد / شمسا ولكن نورها لن يكسفها
يا أيها الملك المسير ذكره / بين الأنام تصوّنا وتعفّفا
قد سرت أقوم سيرة من ضيّة / حتى سررت بذاك قلب المصطفى
شيّدت دين الله لما أن وهى / وأعدت برد الحق منك مفوّفا
وبخبت للإسلام مجدا باقيا / ورفعت ما بين الأنام المصحفا
لو أن بيت الله ذو قدم سعى / شوقا إليك لكي يروح مشرّفا
أو زرته لسررت منه محصبا / وعممت بالمعروف منك معرّفا
ومريت مروته بحسن شمائل / وبثثت أخلاق الصفا عند الصفا
أهلت ربوع المجد منك بمالك / ندب وقد كانت قفاراً أصفصفا
يا أيها المولى الذي بمديحه / شرّفت ألفاظي ومنتُ الأحرفا
غادرتني يعقوب بعد تقرّب / بعدا ورحت لسوء حظي يوسفا
شفيت أعدائي فصرت لديهم / من بعد شدّة قوّبي مستضعفا
لكنّني ارضى رضاك وكلّما / تاتي به فعساك أن تتعطّفا
لم آت جرما والكريم إذا أتى / عبد له ذنبا تعمّده عفا
سيّرت من غرر القوافي فيكم / ما جل عقد نظامه أن يوصفا
فسلمت للعافين غيثا هاطلا / أبدا وللأعداء سيفا مرهفا
لولا تذكر عهد بالحمى سلفا
لولا تذكر عهد بالحمى سلفا / ما فاض دمعي على ربع ولا وكفا
ولا سقيت ربا الجرعاء من إضم / دمعا غدا يوم سار الحيّ منذر فا
كم لي أكتم أشواقي ويظهرها / سقم برى أعظمي بعد النوى اسفا
وفي الهوادج لي شمس إذا برزت / يظل منها جبين الشمس منكسفا
لولا النصيف بواري من اشعّتها / لما رأيت بمرأى وجهها سدفا
ولو بدا ثغرها يوما رايت له / برقا تألق للابصار مختطفا
ومقلتاها وغداها وطرتها / لنحلت في الوجه منها روضة أنفا
صدّت بجانبة عنّي فرحت أرى / صدودها وتجافيها نوىً قذفا
حتى نأت فغدالي من قطيتها / وبعدها سببا فقل قد اختلفا
الفتها ونأت عني فرخت بها / حلف الضنى أو المنعنى كل من الفا
لا أرتضي عيشتي من بعدما تركت / بد النوى بدني طول المدى دنفا
ابكي دما يعد تفرين الفريق أسى / من بعدهم وكفى جفني الذي وكفا
يا ذا الملامة فيهم كم تعنفني / إن الصفا لو رأى حالي بهم لصفا
دعني أكابد برح الوجد في كبد / حرّى وأندب ربعا قد خلا وعفا
واسقل بعب لو تحمله / رضوى لأوهاه حتى كل أوضعفا
كشفت سترها هم بالصدود كما / غازى بن يوسف طرق الجود قد كشفا
ملك إذا عدم الاجواد كلهم / كانت فضالة ما يولي لهم خلفا
تنقل الجود لم يبلغ لدى أحد / مدى فحين تناهى عنده وقفا
لطف بنيلك ما ترجو ويكنفه / بأس فؤاد الليالي منه قد وجفا
في كل يوم ترى من فيض انعمه / ملا رئي مثله جود ولا عرفا
فلو عدا الكرم الوصوف منه يدا / لما استعدّ به يوما ولا وصفا
استودع الله من سارت ركائبه / عنّى فاودعني من بعده أسفا
جاد الزمان على حين برؤيته / وكان مثل خيال في الكرى خطفا
أمرّ عيشتي منآه وكدّره / من بعدما كان فيه قد حلا وصفا
فرحت أوسع دهري من جوى وهوى / حمدا وذما لما أولى وما اقترفا
يا ابن الملوك الألى لولا مآثرهم / لم يوجد الجود ماثورا ولا عرفا
الباذ لي عرفهم والسحب مخلفة / والمانعي جارهم والدهر قد جنفا
ما أشرفت من هضاب المجد منزلة / إلا تعالوا على هاماتها شرفا
فرّقت وفرك في الدنيا فعاد وقد / أعاد مجدك موفورا وموتلفا
ذكاؤك الصبح إن ليل الشكوك دجا / وبأسُك الجار إن رسم الجوار عفا
أن يدّعي الفخر أقوام فحقكم ال / موروث متلدا منه ومطّرفا
الست من معشر نادت مكارمهم / في الناس إن محيا الجود قد كشفا
من آل أيّوب حيث الملك منسبل / والحمد مغتنم والظلّ قد ورفا
قوم إذا اسرفوا في البذل من كرم / لم يتبعوا بذلهم منّا ولا سرفا
فلو قفت حادثات الدهر نهجهم / لم تختلف في مجاريها ولا اختلفا
ادنيت خطيّ إذ أدنيت منزلتي / فعاد عنّي صرف الدهر قد صرفا
كلفت بالجود إذ لم تلف مبتهجا / بغيره وجدير أن ترى كلفا
لأشكرن فيك أيامي على بخل / فيها وأغفر ذنبا عندها سلفا
فامدد إليّ يمين العفو عن زللي / فأنت ممن إذا استغوي الجهول عفا
فما تخلفت عن تود يعكم طمعا / في أن أرى من زماني عنكم خلفا
لكنّما سورة الصهباء ساورني / منها الرقاد فألقى مقلتي هدفا