القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 58
صبراً على أشياءَ كُلِّفْتُها
صبراً على أشياءَ كُلِّفْتُها / أُعْقِبْتُها الآنَ وسُلِّفْتُها
ويح القوافي ما لها سَفْسَفتْ / حَظِّي كأَنِّي كنتُ سَفْسَفْتُها
ألمْ تكُن هوجاً فسدَّدْتُها / ألم تكن عوجاً فَثَقَّفْتُهَا
كم كلماتٍ حكْتُ أبْرادَهَا / وَسَّطْتُها الحسْنَ وطَرَّفْتُهَا
ما أحْسَنَتْ إن كنتُ حَسَّنْتُهَا / ما ظَرَّفَتْ إن كنت ظرَّفْتُها
أنْحتْ على حظِّي بمِبْرَاتِهَا / شكراً لأني كنتُ أرهَفْتُهَا
فرقَّقَتْهُ حين رقَّقْتُها / وهفْهَفَتْهُ حين هفهَفْتُهَا
وكثَّفتْ دون الغنى سدَّها / حتّى كأنِّي كنتُ كثَّفْتُها
أحلِفُ باللَّه لقد أصْبَحتْ / في الرزق آفتي وما إفْتُها
لمْ أُشكِهَا قطّ بِتَقْصِيرَةٍ / فيها ولا من حَيْفَةٍ حِفْتُهَا
حُرِمتُ في سنِّي وفي مَيْعَتي / قِرَايَ من دنيا تَضيَّفْتُها
لَهْفي على الدنيا وهل لهفةٌ / تُنْصِفُ منها إن تلهَّفْتُهَا
كم أَهَّةٍ لي قد تأوَّهْتُهَا / فيها ومن أُفٍّ تأففتها
أغدُو ولا حالَ تَسَنَّمْتُها / فيها ولا حال تَرَدَّفْتُهَا
أوسعتُها صبراً على لؤْمِها / إذا تَقَصَّتْهُ تَطرَّفْتُهَا
فَيُعْجِزُ الحيلةَ منْزُورُها / إلا إذا ما أنا لطَّفْتُها
قُبحاً لها قبحاً على أنَّهَا / أقبحُ شيءٍ حين كشَّفْتُها
تَعَسَّفَتْني أنْ رَأتْني امرَأً / لم ترني قَطُّ تَعَسَّفْتُها
تَضَعَّفَتْني ومتَى نالني / عونُ أبي الصَّقْرِ تَضَعَّفْتُهَا
أرجوه عن أشياء جرَّبتُهَا / وليس عن طير تَعَيَّفْتُهَا
مقدارُ ما يُلْبِثُ عنِّي الغِنَى / إشارةُ الإصْبع أوْ لَفتُهَا
سَلَّيْتُ نفسي بأفاعِيله / من بعد ما قد كنت أسَّفْتُهَا
وقد يعزّيني شباباً مضى / ومدَّةً للعيشِ أسلفْتُهَا
فكَّرتُ في خمسين عاماً خَلَتْ / كانتْ أمامي ثم خلَّفْتُهَا
تَبَيَّنَتْ لي إذ تَذَنَّبْتُهَا / ولم تَبيَّنْ إذا تأنَّفْتُهَا
أجهلتها إذ هي موفورةٌ / ثم نَضَتْ عني فعُرِّفْتُها
ففرحَةُ الموهوب أعدِمتُها / وترحةُ المسلوب أردفْتُها
لو أن عمري مائةٌ هَدَّني / تذكُّري أنِّيَ نَصَّفْتُها
فكيف والآثارُ قد أصبحت / تُرجف بالعمر إذا قِفْتُها
كنزُ حياةٍ كانَ أنفقتُهُ / على تصاريفَ تصرَّفْتُها
لا عُذر لي في أسفي بعدها / على العطايا عفتها عفْتُها
إلا بلاغاً إن تأبَّيتَهُ / أشقيت نفسي ثم أتلفْتُها
قوتٌ يُقيم الجسم في عفّةٍ / أشعِرتُها قِدْماً وألحفْتُها
وقد كددتُ النفس من بعدما / رفَّهتها قدماً وعَفَّفْتُها
لا طالباً رزقاً سوى مُسْكةٍ / ولو تعدّت ذاك عنَّفْتُها
طالبتُ ما يمسكها مُجملاً / فطفتُ في الأرض وطوَّفْتُها
وناكدَ الجَدُّ فمنّيتُها / وماطلَ الحظ فسوَّفْتُها
وإن أراد اللَّهُ في ملكهُ / جاوزت خَمْسِيَّ فأضعفْتُها
بقدرة اللَّه ويُمْنِ امرئٍ / نعماه عُمْرٌ إن تَلَحَّفْتُها
فيها مَرادٌ إن تَرعَّيتُها / وأيُّ حِرز إن تكهَّفْتُها
يا واحد الناس الذي لم أجد / شَرواهُ في الأرض التي طُفْتُها
إليك أشكو أنني طالبٌ / خابت رِكابي منذ أَوجفْتُهَا
أصبحتُ أرجوك وأخشى الذي / جَرَّبتُ من حالٍ تسلَّفْتُها
فاطرُدْ ليَ الحرفةَ وادعُ الغِنى / واذكر سُموطاً كنت ألَّفْتُها
مَدائحٌ بالحق نمَّقتُها / وليس بالباطل زخرفْتُها
أعتدُّها شكوى تشكيتها / إليك لا زُلفى تَزلَّفْتُها
وكيف أعتدُّ بها زُلفةً / وإن تعمَّلتُ فأحصفْتُها
ولم أُشرِّفك بها بل أرى / بالحق أني بك شرَّفْتُها
ومن مَساعٍ لك ألَّفتها / لا من مساعي الناس لَفَّفْتُها
تعاوَرَتْها فِكَرٌ جمةٌ / أنضيتُها فيك وأزحفْتُها
وأنت لا تَبْخَسُ ذا كُلفةٍ / لا بَلْ ترى أن الغنى رَفْتُهَا
بحقِّ من أعلاك فوقَ الورى / إحلافةً بالحق أحلفْتُها
لا تُخطئَنّي منك في موقفي / سماءُ معروف توكّفْتُها
أنت المُرجَّى للتي رُمتها / أنت المرجى للتي خِفْتُها
كم بُلغةٍ ما دونها بُلغةٌ / قد نافرَتْني إذ تألَّفْتُها
فرُحتُ لا أرجو ولا أبتغي / وتاقت النفسُ فكَفْكَفْتُها
حُملتُ من أمري على صعبةٍ / خلَّيْتُها إذ عزّني كَفْتُها
بل خِفْتُ من كنتُ له راجياً / ورجَّتِ النفسُ فخوّفْتُها
ولم أخفْ في ذاك أنّي متى / وعدتُها رِفدَك أخلفْتُها
لكنني أفرَقُ من حِرْفةٍ / أنكرتُ نفسي منذ عُرِّفْتُها
أقول إذ عنَّفني ناصحٌ / في رفض أثمادٍ ترشَّفْتُها
إن أبا الصقر على بُعدِه / داني العطايا إن تكفَّفْتُها
ثمارُهُ في شُمِّ أغصانِهِ / لكنني إن شئتُ عَطَّفْتُها
لا كَثمارٍ سُمتُ أغْصانَها / إدْناءها مني فقصَّفْتُها
لِبَابِهِ المعمورِ أُسْكُفَّةٌ / لَتُعْتِبَنِّي إن تسكَّفْتُها
الآنَ أسلمتُ إلى نعمةٍ / غنّاء نفساً كنت أقشَفْتُها
قد وعدتني النفس جدوى له / إن شئت بعد اللَّه وظَّفْتُها
تاللَّه لا يَقْصُرُ دون المنى / قِرَى سجاياه التي ضِفْتُها
نُعمى أبي الصقر التي استبشرتْ / نفسي بريَّاها وقد سُفْتُها
خُذها ولا تَبْرَم بها إنني / قرَّطتُها الحسنَ وشنَّفْتُها
بَيِّنَةً من منطق محكمٍ / فَنَّنْتُهَا فيك وصرَّفْتُها
كم نظرةٍ فيها تَقَصَّيتها / كم وقفةٍ فيها توقَّفْتُها
بمجد آبائك أسَّستُها / ومجدِ آلائك شرَّفْتُها
ضَوَّعتُ فيكم كل مشمولة / لكنني من مسككُمْ دُفْتُها
ولم أدعْ في كلّ ما زانها / فلسفةً إلا تفلسفْتُها
إن كنتُ بالتطويل كمَّيتُها / فليس بالتثبيج كيَّفْتُها
لو أن خدّي كان أهلاً لهُ / واستهدفَتْ لي لتَهدَّفْتُها
يا من إذا صُغتُ أماديحَه / جَوَّدتُها فيه وزيّفْتُها
لو أنها ليلٌ لَنوَّرتُهُ / باسمك أو شمسٌ لأَكْسفْتُهَا
لهْفي على مودَّةٍ
لهْفي على مودَّةٍ / تَكَدَّرتْ حين صَفَتْ
ذكَّرتُهَا أيْمَانَهَا / فَحَلَفَت ما حلَفَتْ
مدحت سليمان الذي قيل إنه
مدحت سليمان الذي قيل إنه / كريم وبعض القول زور وزخرفُ
مديحاً إذا ما الطير مرت رعالُها / بمنشده ظلت هنالك تعكفُ
فما نلت منه نائلاً غير أنني / عرفت بشأو العبد كيف التخلف
وما كان مدحي من طريد هزيمة / على عقبيه سلحه بعد ينطُف
حديثٌ بأطراف الأسنة عهدُهُ / فأحشاؤه من شدة الخوف ترجف
فيا أسفي أن نيط مدحي بمثله / ويا أسفي أن كان حظي التأسف
قِرن سليمان قد أضرَّ به
قِرن سليمان قد أضرَّ به / شوق إلى وجهه سيُدنِفُهُ
أعرض عن قرنه وصدَّ فما / أصبح شيء عليه يعطفه
كم يَعِدُ القرن باللقاء وكم / يكذب في وعده ويخلفه
لا يعرف القِرنُ وجهه ويرى / قفاه من فرسخ فيعرفه
ما القلب في إثرهم بمختطَفِ
ما القلب في إثرهم بمختطَفِ / ولا بذي صبوة ولا كُلَفِ
سلوتُ عن خطَّة الخليط وعن / مرتبِعٍ منهمُ ومخترِفِ
إن محل الأنيس بعدهم / للمرء ذي السن شرُّ معتكف
وصل الغواني صبا الشباب وغش / يان المغاني حقا صبا الخَرِف
فعدِّ عن ذكرهم وعن دمَنٍ / بمدرج للرياح منتسَفِ
ما رعيُنا عهد كل خائنةٍ / قاسية غير ذات منعطف
تحميك معروفها الممنّع بال / بخل ولين المَرَدِّ بالصلَف
بيضاء قد شيف خَلقُها وأبى / مذموم أخلاقها فلم يُشَف
تضمن عن وجهها ومخبرها / حسنَ رُواءٍ وقبح منكشف
مناعة نيلها المحب وما / تنفك من صدها على خفف
من اللواتي إذا ظفرن بنا / أنزفن ألبابنا سوى نُزَف
حُكِّمن فينا فما عدلن وإن / عدلن بين الجفاء والقضَف
كم من دموع سفحنها هدرٍ / ومن دماء سفكنها ظلف
بكل أحوى أحمّ في حورٍ / وكل أقنى أشم في ذَلف
مضى أوان الصبا وحين البطا / لات وهذا أوان مصطرف
ولائم أن حللتُ شاهقةً / تزلُّ منها الوعول عن قَنف
لم ير لي خلّة تعاب سوى ال / خلة أو رغبتي عن الحرف
صدقُ يقينٍ أن لا مقدِّر لل / أرزاق إلا مخلِّقُ النطف
قلت وقد لام في القناعة بال / مجد وحلف المعاش ذي الشظف
همُّ رجال العلا تنافسهم / فيها وهمُّ الحمير في العلف
ما سرني اللؤم والغضارة في ال / عيش بديلاً بالمجد والقشف
لي عفة حسب من تكون له / من الغنى غُفَّةٌ من الغُفَف
كأن كفي بها مُمَلَّكةٌ / دجلة تسقي منابت السعف
ما قصر العسر بازدلافيَ لل / مجد مشيحاً في كل مزدلف
أرقَّ مالي ولو أشاء لأص / بحت وأمسيت منه في كَثَف
إني أعاف الخبيث يعلمه ال / لَه إذا ما الخبيث لم يُعَف
أطمح كالنسر في السُّكاك ولا / أخلد إخلاده إلى الجيف
شاد لي السورَ بعد توطئة ال / أسِّ أبٌ قال أنت للشرف
وأبذل البلغة الكفاف من ال / قوت إذا المستضيف لم يضف
أبني البناء الذي يقيم على ال / دهر ويودي خورنقُ النجف
وأرتجي أن تدوم لي دِيَمٌ / من عارض في السماء ذي وَطَف
أعني أبا الصقر إنه ملك / في منصب للعيون مشتَرف
من معشر فيهم السماحة وال / حلم وفيهم قعاقع الحجَف
أركبه الله ذروةً تمكت / من شرف لم يكن بمرتدف
يا راكباً نحوه ليسأله / يممه واحرف بكل محترِف
ولا تشحَّنَّ أن تشارك في / جدواه فالبحر غير منتزف
بلِّغه مدحي فإنه كلِمٌ / يفعمه مسكه ولم يُذَف
من قول علامة له لججٌ / يغرق فيهن صاحب النُتَف
قل لأبي الصقر قول ذي سددٍ / قرطس بالحق غرَّةَ الهدف
يا أيها السيد الذي اعترفت / له الصناديد كل معترف
أصبحت يطريك كل مضطغنٍ / منحرف عنك كل منحرف
أنطقه فضلك المبرز بال / حق فأداه غير مُعتَنف
وأصدقُ المدح مدح ذي حسدٍ / ملآن من بغضةٍ ومن شَنَف
أنت الذي أخصبت رعيَّتُه / حتى شكا البدن صاحبُ العجف
واتسق النظم في النظام به / فائتلف الشمل كل مؤتلف
وأنصف الظالم المظلَّمَ فال / عصفور جار العقاب في لَجَف
تكدح للمجد كدح مجتهد / أو لمحل النعيم والترف
ما زلت تسعى لكل صالحة / وإن تكلفت أثقل الكُلَف
تجري إلى كل غاية شططٍ / وتنتوي كل نية قَذِف
يا محيِيَ الشعر والسماح وقد / كانا جميعاً مُضَمَّنَي جدف
أدعى كتاب إلى الجميل وأو / عاه لما يشتهى من الخُرف
يا مبرئ الحسبة التي سقمت / بل التي أشرفت على التلف
داويت أدواءها وقد دنفت / حينا من الدهر أيما دنف
براجح الوزن من سَراة بني ال / عباس يقفو مذاهب السلف
أبلج يجلو بضوء غرته / ونور تقواه حالك السُّدَف
إذا رأى وجهه ومنصبه / ضنَّ بذاك الجمال والشرف
فعفَّ عن كل ما يشينهما / وكفَّ أحكامه عن الجنف
ينهاه عن مأثمٍ تُقى ورعٍ / فيه وعن مدنس نُهى أَنِف
له ذكاء الفتى وقد كمُلت / فيه على ذاك حُنكةُ النَصف
ممن إذا الغمر رام مغمزه / لم يؤت من قسوة ولا قصف
يغدو شديداً على المريب وتل / قاه لمن تاب ليِّنَ الكنف
يذعر بالهيبة الهزبر ويس / تنزل بالعدل أعصم الشعَف
فلو يرى هديه النبي أو ال / عباس قالا بوركت من خلف
كم قائل صادق وقائلة / لمن يخاف العداء لا تخف
إن مقام المظلوم عند أبي ال / عباس أضحى مقام منتصف
شمَّر للقوت وهو من ذهب / عزاً وللنقد وهو من خزف
فأوسع الفاسدين مصلحة / في غير إثم هناك مقترف
ونكَّل الباعة التي عمرت / تجمع بين التطفيف والحشف
وأنكر النكر بعدما اكتَنَتِ ال / فتنةُ في فتكها أبا دُلف
يفديه آمين كل ملتحِفٍ / على الخيانات كل ملتحَف
واسعد به أيها الوزير فقد / أعطيته طاهراً من النطف
قلدك الله منه لؤلؤة / كم صانها عن سواك بالصدف
قلَّدته أمرنا فقام به / غير أخي لوثة ولا لفَف
ومثلك اختار مثله وكذا / من كان بالمسلمين ذا لطف
أقسمتُ ما في الذي تسوس به ال / دين وملك الملوك من وكف
كلّا ولا سرت بالرعية في ال / وعث فأتعبتها ولا الظلف
بل أنت ذو السيرة التي قصدت / قدماً وحادت عن كل معتسَف
وهكذا سيرة الجواد إذا / لم يؤت من هجنة ولا قرف
يختلف الناس في سواك وما / توجدهم موقعاً لمختلف
أنت الذي أجمعت جماعتهم / أنك من لا يشول في الكفف
جمعت ما يجمع الوزير فما / تنفك من حاسد على أسف
إربٌ يُكادُ العدى به وندىً / يقرن بين القلوب بالأُلَف
ذهبت بالدَّهْيِ والسماح معاً / والناس من ذا وذاك في طرف
وأنت كالبحر لا كفاء له / في بعد غور وقرب مغترف
وحلمك المنقذ النفوس إذا / أشرفن من معطب على حَفف
أنسيتنا جود حاتم وحجى / عمرو الدواهي وحلم ذي الحَنف
ولو تبذلت للحروب لأُل / فيتَ شبيهاً بالليث ذي الغضف
لا سبط الخطو في المهارب حا / شاك ولكن في كل مزدحَف
خذها مديحاً كأنه وُشُحُ ال / درِّ إذا ما جرت على الهيَف
أحلى مذاقاً على اللسان من ال / شهد بماء الغمام في الرصف
مدح رأى أنك الكفيُّ له / فلم يجد عنك وجه منصرَف
وكلُّ مدح يقال فيك إلى ال / تقصير أدنى منه إلى السرف
نهدي لك الشعر ثم نحقره / وإن غدا من نفائس التحف
لأنه ليس فيك من بدع ال / أشياء كلّا ولا من الطُّرف
ولا نرى أنه يزيدك في / مجدك من متلد ومطَّرف
ما يرفعُ الشعر أو يشرِّف من / بدرٍ بزُهر النجوم مكتَنف
ينزل من مجده وسؤدَدِهِ / بين قديم وبين مؤتنف
دهرٌ علا قدرُ الوضيع به
دهرٌ علا قدرُ الوضيع به / وهوى الشريف يحطُّهُ شرَفُهْ
كالبحر يرسب فيه لؤلؤُهُ / سفلاً وتطفو فوقه جيَفُهْ
فاصبر على هول الخطوب لها / قلب نماه إلى العلا سلفه
لا مظهراً في عقب نائبة / أسفاً وليس يقوده شعفه
طوع الصديق يقود ربقته / لا بُطؤه يخشى ولا عُنفه
نِكْل العدوِّ يرى به أسفاً / جهماً عبوساً موحشاً كنفه
فلقلَّ ما أنحت على أحدٍ / بالجور إلا سوف تنتصفه
له شمالان حاز إرثَهُما
له شمالان حاز إرثَهُما / عن ذي اليمينين شدَّ ما اختلفا
ما أبين اليمن في نقيبته / على أعاديه حيث ما انصرفا
بجود ما انقادت البلاد له / حتى إذا ما استثارها ضعفا
كأنه الدهر من هزائمه / يلعنه الله أينما ثقفا
لا زلت غوثاً إذا ناداك ملهوفُ
لا زلت غوثاً إذا ناداك ملهوفُ / بحيث أنت ومن والاك مكنوفُ
تالله ما ضاع معروف نفحت به / نحوي ولا بار مدح فيك موصوف
قد قلت إذ طلعت نعماك تخبرني / إني بفضلك ما عُمِّرت ملحوف
لا يعتبد أحد شعري بنائله / فإنه بأبي العباس مظلوف
أيقنت إذ وامضتني منك بارقة / أني بسيبك مربوع ومخروف
ما زلت أذكر معروفاً بعثت به / خلفي وقصرك بالمدّاح محفوف
والفلس رب يخر الساجدون له / والشعر منصرف عنه ومصروف
وآمرين بغير الرشد قلت لهم / لا ألفظ العذب إن العذب مرشوف
تالله أبى قليلاً طاب ملبسه / وهل قليلُ مُسوس الماء معيوف
أليس قد جاءني والطير ساكنةٌ / والنفس آمنة والوجه مكفوف
أنّى أرتّب شعري فوق نافلة / عاجت علي ووجه الرزق مصروف
لئن زهوت بشيء لا زمان له / إني إذا لزهيد الرأي مضعوف
لو كنتمُ من ذوي التمييز أعجبكم / زوج إلى زوجة تهواه مزفوف
عرف يزف إلى كفٍّ مُدَفَّعةٍ / طرف العيون بنور الله مطروف
ما أستقل قليلاً أنت باذله / ذكراك إياي بالمعروف معروف
أليس قد لاحظتني منك خاطرة / إن الشريف لمن دوني لمشروف
وجهت نحوي معروفاً تعاظمني / إلا لقدرك إن الحق مكشوف
والعَود أحمدُ قولٌ قد جرى مثلاً / وعرف مثلك بالعودات موصوف
فأجره لي إن النفس قد ألفت / آثار كفيك والمعروف مألوف
لا ينقطع وثنائي غير منقطع / كلّا بل الحسي قبل البحر منزوف
جدواك أكرم من أن لا أصادفها / وقفاً ومدحي عليك الدهر موقوف
قد سار باسمك مدح لم أوفِّكَهُ / وقد يبلغك الغايات محذوف
فاكمل بحيث ترى فيه نقيصته / فالبدر وافٍ بحيث الشهر منصوف
يا أحمد الخير يا من لا يعد له / بدء جميل بسوء العود مخلوف
سلِّم من الريث والإقلاع جائزتي / فالعرف بالريث والإقلاع مأووف
وما أزيدك إقبالاً على كرم / وإن غدا وهو عند الناس مشنوف
أنت الذي لو سكنا ظلَّ يعطفُه / لين المَهَزِّ إذا ما اهتزَّ معطوف
قد كان يحميك حمد الناس علمُهُمُ / بأن قلبك بالمعروف مشعوف
وواضعٍ قدماً في المجد قلت له / إن المقام الذي حاولت زحلوف
خلِّ العلا لأبي العباس يكفِكَها / والْعَب فحسب وليد الحيِّ خذروف
فتى له عزمات في مذاهبه / تمضي فتقضي وصفُّ الزحف مصفوف
يا من يعاديه مهلاً إنه رجل / مزلزل بأعاديه ومخسوف
يكيد فالسيف مقطوع هناك له / والدرع مهتوكة والرمح مقصوف
فقرنه الدهر مغلوب وهاربه / طِلبٌ ولو حملته الريح مثقوف
سالمه تسلم وإن خالفت موعظتي / فأنت في مخلب العنقاء مخطوف
خذها فإنك أخّاذ نظائرها / منوَّهٌ بك في العزّاء مهتوف
يا أجبن الناس من ذم وأجرأهم / والجيش بالجيش في الهيجاء ملفوف
يا راعياً أصبح القوم الخماص به / في بطنة ما لمن ضافته شرسوف
وُلِّيتَ أمراً فلا المُرعي أمانتَه / فيها مخونٌ ولا المرعيُّ معسوف
يا من إذا اختبرت يوماً مذاقتُه / ففيه طعمان معسول ومذعوف
يا من معاطفه لا الصمُّ حاش له / ولا مكاسره الخوارة الجوف
أدعوك دعوة ملهوفٍ معوّلُهُ / وكم أجيب بغوث منك ملهوف
وإنني لأرجي منك تلبية / وذاك في قلب من يدعوك مقذوف
كأنني بك قد ألبستني نعماً / كأنها الفوف لا بل دونها الفوف
ولان لي كل شيء بعد قسوته / فالجذعُ جُمّارةٌ والعظمُ غضروف
أنا غيران ولا زوجة لي
أنا غيران ولا زوجة لي / بل على النعمة عند ابن خلفْ
ويمين الله لو أن يدي / ملكت تنكير نكر ما طرفْ
أسفي لو أن قولي أسفي / كان يشفينيَ من حرِّ الأسف
كيف لا يغضب حر ماجد / فاتك الهمة من أهل الأَنَف
يا بني العباس أنتم عترة / طهرت من كل رجس ونطف
قد رمى الناس به أختكمُ / من سفيه وحليم مستخف
زعموا لما رأوا أختكم / أسرفت في أمره كل السرف
إن هذا الأمر أمر مِعْورٌ / دونه ستر رقيق المستشف
ولقد مانوا وقالوا باطلاً / غير أن السهم قد ناغى الهدف
فاغسلوا العار الذي ليط بكم / بدم الخلال غسلاً في لَطف
لهف نفسي أن علجاً مثله / ناعم البال وأنتم في شظف
وله آنية من فضة / بعدما كانت رواقيد خزف
لو تراه ثانياً من عطفه / مائلاً في السرج من فرط الصلف
شامخاً بالأنف من نخوته / فهو لو يُستَرعَفُ الخلَّ رعف
لرأت عيناك منه عجباً / مُنسِياً كل عجيب مطَّرَف
نحن أحياء على الأرض وقد / خسف الدهر بنا ثم خسف
أصبح السافل منا عالياً / وهوى أهل المعالي والشرف
ربِّ أنصفني من الدهر فما / ليَ إلا بك منه منتصف
فاستجب يا رب وارحم دعوةً / من لهيف القلب ذي دمع ذَرِف
وأَدِلنا من زمان جائرٍ / واسمعَنْ يا رب منا وانتصف
من غشوم كلما لنّا له / زاد بغياً وتمادى في العنُف
كأخي الثأر الذي قد فاته / طلب الثأر فأضحى ذا أسف
يسفل الناس ويعلو معشرٌ / قارفوا الأقراف من كل طرف
ولعمري إن تأملناهمُ / ما علوا لكن طفوا مثل الجيف
جيف تطفو على بحر الغنى / حين لا تطفو خبيئات الصدف
ليوقن من يعارضني بأني
ليوقن من يعارضني بأني / سأرهق ما بنى مبنى منيفا
فإن أربى عليَّ بنيتُ قصراً / يطول بسوره الشرف الشريفا
فإن أربى علي بنيت طوداً / يجوز النجم والسقف المطيفا
نظرتُ بعين إنصاف وعدل / فلم أر قط ميزاني خفيفا
ولم أر هائبي إلا قوياً / ولا مستضعفي إلا سخيفا
فتى الكتّاب لا تعرض لشعري / فتظلم صاحباً مولىً حليفا
أعد نظراً وكن حكماً فإني / أراك فقيه طائفة حنيفا
وقل في صاحب لم يلف إلا / حكيماً في مذاهبه ظريفا
أريباً في مآربه أديباً / لبيباً في مخاطبه حصيفا
نزيهاً في مطالبه نبيهاً / عفيفاً في مكاسبه نظيفا
شريفاً في مناسبه عريقاً / خفيفاً في ملاعبه ذفيفا
تفرَّد بالكتابة ثم أضحى / ينازعني القريض لكي يحيفا
حوى دوني الحليلة ثم أنحى / يُريغ إلى حليلته اللطيفا
كرب التسع والتسعين أضحى / ينازع رب واحدة ضعيفا
إخالك تؤنس العدوان منه / وترضى بالملام له رديفا
يا آل وهب ألا ينهى سماحكم
يا آل وهب ألا ينهى سماحكم / إلحاح كل ملث الودق وكَّافِ
أآنس الغيث ضعفاً من أكفكم / بل ساجلته فأغرته بإسراف
شبهته بنداكم عند غَتِّكُمُ / بفضلكم كلَّ إسراف وإلحاف
تالله أجهل ما عقبى مؤمِّلكم / علمي بفوز يديه علم عرّاف
أصبحتم شأنكم إثباتُ أجنحة / وشأن سابور قدماً نزعُ أكتاف
من ذا يساويكم أمن يقاربكم / في رحب أفنية أو لين أكناف
أو حلم أنديةٍ أو خصب أوديةٍ / أو طيب أردية أو حسن أعطاف
كفيتمونا خطوباً لا كفاء لها / يا آل وهب كفانا فقدكم كافي
ما نسأل الدهر إتحافاً بغيركم / فأنتم كل إتحاف وإتراف
نذيري من عسى ولعل نفسي
نذيري من عسى ولعل نفسي / ومن أختيهما حتى وسوفا
فكم عللن قبلي من قرون / إلى أن شافها الحدثانُ شوفا
ولم نر قط أغدر من زمان / ولا بنذوره في الغدر أوفى
فإن قدمت خوفاً جرَّ أمناً / وإن قدمت أمناً جر خوفا
عسى ولعل طيِّبتا حياتي
عسى ولعل طيِّبتا حياتي / وصاحبتاهما حتى وسوفا
تبشرني بروح الله بشرى / تشوف عن القلوب الهم شوفا
ولولا أنها لي مستراح / ظللت محالفاً حزناً وخوفا
وذاف لي القنوط لذيذَ عيش / بمر الصاب والذِّيفان ذوفا
إذا ولما جشمت ولا ركابي / رجاء الخير تجوالاً وطوفا
أرى الشيطان يوعدني شروراً / ووعد الله بالخيرات أوفى
لا تلحِني في المنطق السخيفِ
لا تلحِني في المنطق السخيفِ / فإنني في حالة اللهيفِ
أصبحت أغنى الخلق عن كنيف / وأحوج الناس إلى رغيف
فجد على عبدك بالطفيف / إلى مجيء الصفد الشريف
فإنني في قبضَتَي عنيف / وتحت وطء ليس بالخفيف
يدافع آناء الملالة وجهُهُ
يدافع آناء الملالة وجهُهُ / ويختدع العين اختداع الزخارفِ
إذا غبنتني طرفتي منه نظرتي / تمنَّيتُ عيناً جفنها غير طارف
فليت جفون العاشقين تغمدت / عيونَهُمُ من قبل جري المعارف
أبا عليٍّ طلبتُ عيبك ما اس
أبا عليٍّ طلبتُ عيبك ما اس / طعت فألفيت عيبك السرفا
وذاك عيب كأنه ذَفَرُ ال / مسك إذا شم نشره رُشِفا
أو ديمة الغيث كلما طمع ال / طامع في أن يكفَّها وكفا
وحبذا أن يكون عيب فتى / عيباً إذا مر ذكره شغفا
ولم يكن يا أخا العلا طلبي / عيبك لا بغضة ولا شنفا
لكن لإشفاق نفس ذي مقة / ما زال عن ودكم ولا انحرفا
أبصر أشياء فيك منفسةً / إذا رآها مذمَّمٌ لهفا
يصبح من أخطأته ذا أسفٍ / ومن رأى الحظ فائتاً أسفا
وإنني خفت أن تصيبك بال / عين عيونٌ تقرطس الهدفا
فارتدت عيباً يكون واقية / فلم أجده أليةً حلفا
فقلت في الله ما وقى رجلاً / إن ميح أعفى وإن أريب عفا
كان له الله حيث كان ولا / زالت يميناه حوله كنفا
صدقتُ فيما صدقت من طلبي / فيك معابا ولم أزد ألفا
يا حسن الوجه والشمائل وال / أخلاق والعقل كيفما انصرفا
يا من إذا قلت فيه صالحة / عند عدوٍّ أقرَّ واعترفا
عندي عليل أردُّ منَّتَهُ / بطيّب الطيب كلما ضعفا
فابعث بشيء من البخور له / كبعض معروفك الذي سلفا
ولتك أنفاسه تشاكل ذك / راك وحسبي بطيبها وكفى
من نَدِّك الفاخر المُفضَّل في ال / ندِّ على غيره إذا وُصِفا
ذاك الذي لو غدا يفاخره / نسيم نَورِ الرياض ما انتصفا
ولا يكن دُخنَةَ المُعَزِّم لل / عفريت من شم نشرها رعفا
لا تدخلن الجفاء في لطفٍ / فربما ألطف امرؤ فجفا
حاشاك من ذاك في ملاطفتي / يا ألطف الناس كلهم لطفا
أطب وأقلل فإن أطبت وأك / ثرت نصيبي فيا له شرفا
وليس يروي كثير مائك بل / ما طاب منه لشارب وصفا
إن الكثير الخبيث مقتحم / في العين والقلب يبعث الأنفا
ولا تلمني على اشتطاطي في ال / حكم ولا في سؤالك الترفا
من حسن الله وجهَهُ وسجا / ياه وأعطاه كُلِّف الكلفا
وجهك ذاك الجميل سحَّبني / عليك حتى سألتك التحفا
وحسبنا أن كل ذي كرمٍ / إذا ركبت المكارم ارتدفا
يا درة العقد إن لي فِكَراً / تفلق عن در مدحك الصدفا
فاسع لشكري تجده حينئذ / شكر قدير تعجَّل الخلفا
سقته ابنة العَمريِّ من خمر عينها
سقته ابنة العَمريِّ من خمر عينها / ووجنتها كأسا تميت وتُدنفُ
فقال امزجيها بالرضاب لعلَّه / يسكِّنُ من سكر الهوى ويخفِّفُ
فصدَّت ملياً ثم جادت بريقة / يزيد لها سكر المحب فيضعف
فراح بضعفَي سُكره من مزاجها / وقد تسأل العدل الولاة فتعسف
فهل من مزاج زاد في سكر شارب / سوى ريق ذات الخال أم لست تعرف
تكايدنا شنطفُ
تكايدنا شنطفُ / وشعرتها تَنطفُ
فتنثر أبعارَها / وترصف ما ترصفُ
تقول بلا كلفةٍ / وتكلف ما تكلف
أعِدُّوا إذا أندرت / سماديّةً تُجرَف
مشوهة قحبة / عنابلها تنقف
يهملج تقحيبها / وتكريعها يقطف
إذا فقدت فسوها / فأنفاسها تخلف
تشرف بالموبقا / ت لو أنها تشرف
ولو أنها في القيو / د تحجل أو ترسف
لهامت إلى مدمج / لِهامَتِهِ أحرف
تظل إذا خاضها / وأحشاؤها ترجف
وتقوى على دسِّه / وعن سلِّه تضعف
على أنها لا تنا / ك بالغُرم أو تلطف
تراها إذا شوهدت / وصفّاعها يعنف
ومن ذا يرى قردة / تُغنّي فلا يسخُف
أشنطف ما يشتهي / جماعك من يظرف
ولا أنت ممن يرو / ق عيناً ولا يطرف
نأى القبح عن يوسف / وأنت له يوسف
إن فطراً حيّا الخليفة بالنر
إن فطراً حيّا الخليفة بالنر / جس والعرس حقُّ فطرٍ ظريفِ
يلتقي فيه بالسعادة واليم / ن شريف البنى وبنت شريف
قمر العالمين تهدى إليه ال / شمس في حلَّةٍ من التتريف
بنت مولاه أخت مولاه لا شك / ك السديد الحصيف وابن الحصيف
بات الأمير وبات بدر سمائنا
بات الأمير وبات بدر سمائنا / هذا يودعنا وهذا يكسفُ
قمر رأى قمراً يجود بنفسه / فبكى عليه بعبرة لا تَذرِفُ
لهفي لفقد محمد من هالك / ولمثله يتلهف المتلهف
فتكت به الأيام وهي عليمة / أن سوف تتلف منه ما لا تخلف
ورمته إذ وضع السلاح وطال ما / هابته وهو لنبلها مستهدف
أجدر بمغترٍّ بعيش خانه / أن لا يزخرفه لديه مزخرف

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025