المجموع : 6
يا أيّها النجف الأعلى لك الشرفُ
يا أيّها النجف الأعلى لك الشرفُ / ضمنت خير الورى يا أيها النجف
فيك الإِمام أمير المؤمنين ثوى / فالدرُّ فيك وما في غيرك الصدف
ما ضَرَّكُم لو حملتم ما يبثكمو / صَبٌّ غريب كئيب هائم دنف
حتام قلبي من بعادك خائفُ
حتام قلبي من بعادك خائفُ / أو ليس يامن في حماك الطائف
ومتى يقضيّ نسكه صبٌّ له / بمشاعر الشوق الشديد مواقف
حاشاك تطرد من فناك نزيله / وسواءٌ البادي به والعاكف
ولي الهيام من الغزال وإنّما / لك منه جيدٌ أتلعٌ وسوالف
يا من تخالف طبعه بقطيعتي / وعليه طبعي مثله متخالف
فشمائل منهنّ طرفي مربع / ولهيب شوق فيه قلبي صائف
حالفت غيري إذ قطعت مودَّتي / فالهمُّ لي أبد الزمان محالف
فكأنّه المجد الأثيل ومهجتي / عبد الحسين لكل مجد آلف
وسع القوافي مجده فعلاؤه / متواتر وعطاؤه مترادف
يهنيك ما عين الرشاد قريرة / فيه وأنف الغيّ منه راعف
جبتَ القفار على مضمَّرة بها / للبيد تُقطَعُ أظهرٌ وتنائف
كالريح تستاق الغبار سحابة / وتمرُّ فيها وهي برق خاطف
هي صرح بلقيس وزجرك مذ غدا / علم الكتاب علمت أنك آصف
ما مسَّها جوع وروضك ناضر / كلا ولا ظمأ وغيثك واكف
فأطفت بالبيت الحرام ملبياً / وبودِّه لو أنه بك طائف
يبني خباؤك للمؤمل كعبة / وطوائف الحجاج فيه طوائف
أما لائذ في طود عزّك واثق / أن لا يمرَّ عليه ريح عاصف
والدهر يمثل حول بيتك قائلاً / بالباب عبد من عبيدك واقف
بسطت عصاك لمن عصاك مخالفاً / هيهات ليس لما تقول مخالف
فالخائف اللاجي لعدلك آمن / والآمنُ العاصي لأمرك خائف
عجباً وأنت لكل حق حافظ / من ان يضيع فما لمالك تالف
ألَهُم عليك غرامة بالضعف قد / شرطت فأنت تفيهم وتضاعف
أم أنت والراجي نداك كلاكما / أخوان فهو لما ورثت مناصف
لم تبق للأجواد من أثر فلم / تقتصَّهُ حتى كأنّك قائف
جَمَّعتَ تالد مجدهم وفضلتهم / إذ فيك قد شفع التليد الطارف
أبدعت في العليا صفات لم تكن / في الأولين فما يقول الواصف
لم أَلفِ فيهم من يقول عجزت عن / عرفانه لأقول هذا العارف
وبقيت كهفاً للعفاة ومأمناً / أوَ ليس يأمن في حماك الطائف
ساقي الطلا وقف الإبريق أم وكفا
ساقي الطلا وقف الإبريق أم وكفا / حسبي بريق حبيبي خمرة وكفى
أهلاً ببدر جلا شمس الضحى فحلا / بُرد الهنا وضفا والوقت منه صفا
وأكمل الأنس لي لما بدا قمراً / وكان ألزمني النقصان والكلفا
رأى اصفراري وما ألقى به فدرى / بعلَّتي فسقاني ريقه فشفى
ورديُّ خدٍّ به ماء الجمال جرى / فكل لحظ رآه حائراً وقفا
أباح لي روض خديه ورخَّصني / أن أغتدي بفمي للورد مقتطفا
فكاد يشبهني الصديان عنَّ له / وِردٌ فمدَّ إليه الكف مغترفا
رواية السحر عن عينيه ثابتة / وإن يكن خبراً يروى عن الضعفا
ما ضَرَّ مسكيَّ خال فوق مرشفه / أن لا يذوق سواه قطّ مرتشفا
لقد تجمعت الأهواء واتفقت / عليك يا من جمعت الحسن مختلفا
بحاجب لك مثل النون ذي عوجٍ / وقامة في اعتدال تشبه الألفا
وكاد يحكيك جيد الريم ملتفتاً / والبدر مكتملاً والغصن منعطفا
كيف السلامة من قدٍّ ومن مقل / قد أودعا قاتليَّ الغنج والهيفا
أقام بينهما قلبي على ثقة / بأنّه غير مضمون إذا تلفا
من لي بأغيد غضِّ الجسم مترفه / إذا انثنى غمرت أثوابه ترفا
سألته أن يفي وعدي فأخلفه / لو كنت أسأله ترك الوفا لوفى
طوراً يرق لأشجاني فيمنحني / وصلاً وطوراً يريني قسوة وجفا
لا يستقيم على حال فأعرفه / كالدهر ما زال في الحالات مختلفا
كم أسلف الدهر ذنباً ثم أعقبه / من عرس جعفر ما يمحو الذي سلفا
حوى المفاخر في عدل ومعرفة / فلم يكن عن طريق الحق منصرفا
وكيف يقصر عن مجد ووالده / بحر العلوم ومن لُجيِّه اغترفا
محمد عرف الحق المبين به / نعم ولولا اتباع الحق ما عرفا
من كان في الصحف الأولى مدائحه / لم يكف في مدحه أن أملأ الصحفا
تفني بوصفك ألفاظ الثنا وأرى / في كنه ذاتك معنى بعدما وصفا
والعذر عندك مقبول وها أناذا / عن الثنا جئت بالتقصير معترفا
لا زال بيتك للاجي به حرماً / وللوفود مدى الأيام مُعتَكَفَا
ودام كهفك بين الناس متفقاً / على حماه وللأملاك مُختَلَفَا
ودمت للشرف الوضاح تحرسه / والدين ترفع من بنيانه الشرفا
بعرس جعفر والعباس دام لكم / نيل المنى والهنا والبشر مؤتلفا
لو كنت أعلم أن الحب أوله
لو كنت أعلم أن الحب أوله / حلو وآخره يفضي إلى التلف
لما بعثت الى قلبي هوى أحد / حتى إذا غاب عنّي متُّ من أسفي
قل لابن يعقوب الذي
قل لابن يعقوب الذي / ثوب الكمال عليه يضفو
من ارتجي منه الصفا / إن كان ودك ليس يصفو
أأخي ما عودتني / منك الجفا فإلى مَ تجفو
يا من فضح الأراك عطفاً
يا من فضح الأراك عطفاً / والريم سوالفاً وطرفا
سرِّي بهواك كاد يبدو / والجسم ضنىً يكاد يخفى