القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَواد الشَّبِيبي الكل
المجموع : 6
نشر الشوق والزفير يلف
نشر الشوق والزفير يلف / مغرم شفه الغرام المشف
يتحرى للكرخ جذوة برق / لسناها بمربع القلب خطف
يا بروق الزوراء زدت التماعا / لك جفني بوابل الدمع يهفو
ولحي على الرصافة حلوا / مات صبري وناظري ليس يغفو
وعليهم مدامع مطلقات / وفؤاد على التلهب وقف
ضعفي منهم بكل قوي ال / ردف في خصره نحول وضعف
ينفث السحر طرفه لمحب / وكذا يسحر المحبين طرف
رق جسماً فكاد يشربه الوهم / على أنه من الخيال أشف
حجبته النوى فابعد شوطاً / في مغار الجفا ومن حب يجفو
فلديه من الدلال رواق / وعليه من الشبيبة سجف
فضل الخمر ريقه فهو كرم / خالط الماء صرفها وهو صرف
كوثري ما فض عن ختم كأس ال / ثغر منه لواغر القلب رشف
يا جنياً روض الجمال شباباً / هل لورد بروض خديك قطف
وعبيقاً ملوي الغدائر عرفا / أنت في روضة المحاسن عرف
ماج ماء الصبا بخديك لكن / فيهما شعلة الجمال تحف
صحف الحب عنونتك لتتلى / بك منها يا يوسف الحسن صحف
وعلى مقلتيك خط يراع ال / كحل هاتان للبرية حتف
واوصدغيك ما لها لم يعقب / لي منها على تلاقيك عطف
ذا هلال السما لجيدك طوق / ولاذنيك فرقد الشهب شنف
ان تلح سافراً فانك بدر / أو تمل نافراً فغصن وخشف
ترف الدل قد ثنى منك قداً / كاد يعروه مذ تأود قصف
من عذيري على هواك معيني / بأمون عن السرى لا تكف
من بنات التغليس ادماء عنس / يثقل السوط متنها فتخف
هي حرف يخط فيها لدى السير / بطرس الكثبان حرف فحرف
وبموج السراب فيها يعوم ال / وخد طوراً وتارة فيه تطفو
كم شآها طرف الرياح فقالت / عن وجيفي للبريق كم غض طرف
لو بكفي زمامها لاريحت / بحمىً فيه مورد الفضل يصفو
عليلُ جسمي بعليل طرفه
عليلُ جسمي بعليل طرفه / شفاؤه وغيره لم يشفه
بخده وخده كروضة / ورد قطفت الحتف قبل قطفه
دار علي كأسه وكدت أن / أشربه قبل الطلا من لطفه
آه علي عهد الأليف إنه / يجمع كل آلف بإلفه
لو أنني أملك كل منطق / لوصفه الفاتن لم أوفه
كأنما الصدغ بطرس خده / واو ولكن لم تكن لعطفه
روعني ببعده فهل كفى / ما ذقته في البعد أم لم يكفه
يا طاوي الحسن على انبساطه / للعين بين حجله وشنفه
ما حيلة الصب الذي جفنك قد / حمله ما لم يطق من ضعفه
رمت بين الترائب والشغاف
رمت بين الترائب والشغاف / بقايا القلب ثالثة الأثافي
والوت بالهوادي من لوي / فمالت في أخادعها الضعاف
تنيف على الجبال بها رزايا / تحض بها الغطارف من مناف
تشف على منازل حي فهر / بها النكباء عاصفة السوافي
لها طرف المباني قد تهادت / فأمست وهي واهية الطراف
بها البلدي يندب عن وجيب / يشاطر فيه نزال الفيافي
واظهرها اقشعرت من نعي / على الذكوات مرهوب الهتاف
وفي وكناتها العقبان القت / لهائلها القوادم والخوافي
أناسفة بأحمد ركن صبري / هتت علي أروقة السجاف
لقد جاذبت منه شريف أصل / تميد لفقده فرعاً شراف
عزيز ان يطاوع وهو صعب / وتعصيني به عرب القوافي
لقد كفأت به كف الرزايا / دوين الشرب أقداح التصافي
وغض شبيبة كالخوط غض / لواه الحتف في زمن القطاف
فلا مرح يميل به ولكن / لما يعلوه من ثمر العفاف
فيا ري الصدى جففت ريقاً / عليك وأنت رقراق النطاف
شمائل كنت أحسبها شمولاً / شربت لفقدها مر الذعاف
وأخلاق بنشوتها انتشينا / وملنا عن معتقة السلاف
ويا شمساً تحجبها المنايا / برغمي أن تكور بانكساف
ويا غصن المعاطف كيف أضحت / تميل بك المنون إلى انعطاف
أليفي قم تلاف قواي إني / أراك رحلت عني بائتلاف
رحلت وما رعيت عهود ودي / كأنك قد عزمت على تلافي
أواصل قاطعيك بأي عذر / تبيت وأنت للخلاق جاف
يعالجك الطبيب وليس يدري / بأنك من عياء الداء شاف
كفى حزناً عليك بأنك قنعنا / من الأيام بعدك بالكفاف
جرحت العين فانبعثت رعافا / وليس العين جارحة الرعاف
ألا لِلّه نعش منك ترمى / له الأضلاع وجداً بالثقاف
تقل عواتق العلماء منه / سريراً فوق موج الدمع طاف
فقل بالليث عريسا تهادى / أمالهم وليس إلى الزفاف
أكلت دما إذا أنا لم أصير / مطافي في ضريحك واعتافي
وإن أنا لم أوفي حق حزني / عليك فلست بالخل الموافي
ولولا صبر عمك ما ندبنا / لدى الجلى بألسنة القوافي
إمام هدى عليه قد اتفقنا / برغم العاكفين على الخلاف
وطود حجى ومنه قد التجأنا / إلى ظل على العافين ضاف
وبحر ندى ومنه قد ارتوينا / إذا ما الغيث أخلف بالنطاف
خلا عما سوى الأحكام قلباً / وبالمعروف ملآن الصحاف
تباعدت عن ريحان ريحك والعصف
تباعدت عن ريحان ريحك والعصف / وأعرضت يا لمياء عن نفحة العرف
توسطت أزهار الربيع جديبة / وكيف يكون الجدب في الكلأ الوحف
خيال الكرى ما مر منك بمقلة / فرحت من الأشجان مطروفة الطرف
سهرت وغلمان الحدائق نوم / أهم حرس الأزهار أم فتية الكهف
وجاورت هاتيك القصور شواهقاً / بدار بلا بهو وبيت بلا سقف
طوى السائح المقتص صفحة ذكرها / وأصبح مكسوراً لها قلم الصحفي
ومر عليها الشاعر الفحل مطرقا / كأن لم يكن في شعره بارع الوصف
أجارة هذا القصر نوحك مزعج / لآنسة فيه أكبت على العزف
أدرت الرحى في الليل يقلق صوتها / وجارتك الحسناء تنقر بالدف
تطوف عليها بالكؤوس نواصعاً / كواعب أتراب طبعن على اللطف
يرشفنها ما ساغ بالكأس شربة / وشربك من ضخ وكأسك من كف
لو اسطاع هذا الصرح شح بظله / على بيتك العاري عن الستر والسجف
إلى أين يعلو في القرون حديده / أهل بات في أمن من الهد والنسف
يحاول نطح الكبش وهو ببرجه / ويذهل عما راع قارون بالخسف
ألا قتل الانسان ماذا يريده / وقد جاز حد المسرفين أما يكفي
أبى أن يساوي نوعه في شؤونه / فجار على صنف ورّق على صنف
وعالج لا عن حكمة ضعف نفسه / متى عولج الضعف المبرح بالضعف
فيا بنت من حي الركائب والدجى / على صهوات الحي منسدل السدف
ومن نبه الجزار من سنة الكرى / لينحرها غير المسنات والعجف
سمعت الأغاني فاسنمالك لحنها / وملت وحاشا للخلاعة والقصف
نشدتك ما أحلى من غير حلية / فجيد بلا طوق واذن بلا شنف
إذا طرق الجاني عريشك لابساً / فضاضة وجه قد من جلدة العسف
أيرجع في خفي حنين كما أتى / بغير جنان أم تراجع في خف
ترومين منه العطف أني ولم نكن / سمعنا لصماء الحجارة من عطف
تنسمت نشر الورد وهو لأهله / ومالك منه غير شمك بالأنف
ولو علموا أن النسيم يسوقه / لساقوكم يا أبرياء إلى العرفي
متى نبلغ الغايات سعياً بأرجل / تعامت خطاها عن مقاومة الرسف
إذا ما قطعنا للإمام فراسخاً / نرد مسافات من الخلف للخلف
وقفنا نرى ما لا يصح ارتكابه / وليس لنا أمر فنثبت أو ننفي
نرى يا مريض القلب منك ابن علة / يعالجها جهلاً بمشمولة صرف
وتختار موبوء المواطن للشفا / ومن ذا الذي في موطن الداء يستشفي
ومن فرّ في لذاته عن بلاده / كمن فر عن طيب الحياة إلى الحتف
سواء فرار المرء في شهواته / إلى حيث يردي أو فرار من الزحف
فمن لك يا هذي البلاد بمصلح / يقول لأيدي العابثين ألا كفي
ويجعلهم صفاً لرأي وراية / فإن خالفوه يضرب الصف بالصف
دعها تلفُّ فلاً بنفنف
دعها تلفُّ فلاً بنفنف / لتجوبها حزنا وصفصف
حرف تكاد لضعفها / من خط سطر الركب تحذف
إن أذملت فقل الظليم / لمرتمى البيدآء قد زف
تستلُّ من نفس الصبا / روحاً بجسم البرق تقذف
وتلوح في لجج السراب / كأنها صرح مجَّف
أمثقف القلم الذي
أمثقف القلم الذي / من دونه الرمح المثقف
تجري سلافة ريقه / فتعبُّها الأفكار قرقف
رقت مزابر لوحه / فغدت بثغر الدهر ترتشف
ويمج صهبآء الب / بلاغة في المهارق حيث يعطف
ما جفَّ اسحم ريقه / الأَّوريُّ الفضل قد جف
ورد الفصاحة لم يكن / لولاه بالاملاء يقطف
جوف العدوّ يضيق من / نفثات ارقمه المجوف
فكأنه قلم القضا / ان يجر يوما ما توثق
تلك الفتوح بحدّه / لا في شبا الاسل المثقَّف

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025