المجموع : 6
نشر الشوق والزفير يلف
نشر الشوق والزفير يلف / مغرم شفه الغرام المشف
يتحرى للكرخ جذوة برق / لسناها بمربع القلب خطف
يا بروق الزوراء زدت التماعا / لك جفني بوابل الدمع يهفو
ولحي على الرصافة حلوا / مات صبري وناظري ليس يغفو
وعليهم مدامع مطلقات / وفؤاد على التلهب وقف
ضعفي منهم بكل قوي ال / ردف في خصره نحول وضعف
ينفث السحر طرفه لمحب / وكذا يسحر المحبين طرف
رق جسماً فكاد يشربه الوهم / على أنه من الخيال أشف
حجبته النوى فابعد شوطاً / في مغار الجفا ومن حب يجفو
فلديه من الدلال رواق / وعليه من الشبيبة سجف
فضل الخمر ريقه فهو كرم / خالط الماء صرفها وهو صرف
كوثري ما فض عن ختم كأس ال / ثغر منه لواغر القلب رشف
يا جنياً روض الجمال شباباً / هل لورد بروض خديك قطف
وعبيقاً ملوي الغدائر عرفا / أنت في روضة المحاسن عرف
ماج ماء الصبا بخديك لكن / فيهما شعلة الجمال تحف
صحف الحب عنونتك لتتلى / بك منها يا يوسف الحسن صحف
وعلى مقلتيك خط يراع ال / كحل هاتان للبرية حتف
واوصدغيك ما لها لم يعقب / لي منها على تلاقيك عطف
ذا هلال السما لجيدك طوق / ولاذنيك فرقد الشهب شنف
ان تلح سافراً فانك بدر / أو تمل نافراً فغصن وخشف
ترف الدل قد ثنى منك قداً / كاد يعروه مذ تأود قصف
من عذيري على هواك معيني / بأمون عن السرى لا تكف
من بنات التغليس ادماء عنس / يثقل السوط متنها فتخف
هي حرف يخط فيها لدى السير / بطرس الكثبان حرف فحرف
وبموج السراب فيها يعوم ال / وخد طوراً وتارة فيه تطفو
كم شآها طرف الرياح فقالت / عن وجيفي للبريق كم غض طرف
لو بكفي زمامها لاريحت / بحمىً فيه مورد الفضل يصفو
عليلُ جسمي بعليل طرفه
عليلُ جسمي بعليل طرفه / شفاؤه وغيره لم يشفه
بخده وخده كروضة / ورد قطفت الحتف قبل قطفه
دار علي كأسه وكدت أن / أشربه قبل الطلا من لطفه
آه علي عهد الأليف إنه / يجمع كل آلف بإلفه
لو أنني أملك كل منطق / لوصفه الفاتن لم أوفه
كأنما الصدغ بطرس خده / واو ولكن لم تكن لعطفه
روعني ببعده فهل كفى / ما ذقته في البعد أم لم يكفه
يا طاوي الحسن على انبساطه / للعين بين حجله وشنفه
ما حيلة الصب الذي جفنك قد / حمله ما لم يطق من ضعفه
رمت بين الترائب والشغاف
رمت بين الترائب والشغاف / بقايا القلب ثالثة الأثافي
والوت بالهوادي من لوي / فمالت في أخادعها الضعاف
تنيف على الجبال بها رزايا / تحض بها الغطارف من مناف
تشف على منازل حي فهر / بها النكباء عاصفة السوافي
لها طرف المباني قد تهادت / فأمست وهي واهية الطراف
بها البلدي يندب عن وجيب / يشاطر فيه نزال الفيافي
واظهرها اقشعرت من نعي / على الذكوات مرهوب الهتاف
وفي وكناتها العقبان القت / لهائلها القوادم والخوافي
أناسفة بأحمد ركن صبري / هتت علي أروقة السجاف
لقد جاذبت منه شريف أصل / تميد لفقده فرعاً شراف
عزيز ان يطاوع وهو صعب / وتعصيني به عرب القوافي
لقد كفأت به كف الرزايا / دوين الشرب أقداح التصافي
وغض شبيبة كالخوط غض / لواه الحتف في زمن القطاف
فلا مرح يميل به ولكن / لما يعلوه من ثمر العفاف
فيا ري الصدى جففت ريقاً / عليك وأنت رقراق النطاف
شمائل كنت أحسبها شمولاً / شربت لفقدها مر الذعاف
وأخلاق بنشوتها انتشينا / وملنا عن معتقة السلاف
ويا شمساً تحجبها المنايا / برغمي أن تكور بانكساف
ويا غصن المعاطف كيف أضحت / تميل بك المنون إلى انعطاف
أليفي قم تلاف قواي إني / أراك رحلت عني بائتلاف
رحلت وما رعيت عهود ودي / كأنك قد عزمت على تلافي
أواصل قاطعيك بأي عذر / تبيت وأنت للخلاق جاف
يعالجك الطبيب وليس يدري / بأنك من عياء الداء شاف
كفى حزناً عليك بأنك قنعنا / من الأيام بعدك بالكفاف
جرحت العين فانبعثت رعافا / وليس العين جارحة الرعاف
ألا لِلّه نعش منك ترمى / له الأضلاع وجداً بالثقاف
تقل عواتق العلماء منه / سريراً فوق موج الدمع طاف
فقل بالليث عريسا تهادى / أمالهم وليس إلى الزفاف
أكلت دما إذا أنا لم أصير / مطافي في ضريحك واعتافي
وإن أنا لم أوفي حق حزني / عليك فلست بالخل الموافي
ولولا صبر عمك ما ندبنا / لدى الجلى بألسنة القوافي
إمام هدى عليه قد اتفقنا / برغم العاكفين على الخلاف
وطود حجى ومنه قد التجأنا / إلى ظل على العافين ضاف
وبحر ندى ومنه قد ارتوينا / إذا ما الغيث أخلف بالنطاف
خلا عما سوى الأحكام قلباً / وبالمعروف ملآن الصحاف
تباعدت عن ريحان ريحك والعصف
تباعدت عن ريحان ريحك والعصف / وأعرضت يا لمياء عن نفحة العرف
توسطت أزهار الربيع جديبة / وكيف يكون الجدب في الكلأ الوحف
خيال الكرى ما مر منك بمقلة / فرحت من الأشجان مطروفة الطرف
سهرت وغلمان الحدائق نوم / أهم حرس الأزهار أم فتية الكهف
وجاورت هاتيك القصور شواهقاً / بدار بلا بهو وبيت بلا سقف
طوى السائح المقتص صفحة ذكرها / وأصبح مكسوراً لها قلم الصحفي
ومر عليها الشاعر الفحل مطرقا / كأن لم يكن في شعره بارع الوصف
أجارة هذا القصر نوحك مزعج / لآنسة فيه أكبت على العزف
أدرت الرحى في الليل يقلق صوتها / وجارتك الحسناء تنقر بالدف
تطوف عليها بالكؤوس نواصعاً / كواعب أتراب طبعن على اللطف
يرشفنها ما ساغ بالكأس شربة / وشربك من ضخ وكأسك من كف
لو اسطاع هذا الصرح شح بظله / على بيتك العاري عن الستر والسجف
إلى أين يعلو في القرون حديده / أهل بات في أمن من الهد والنسف
يحاول نطح الكبش وهو ببرجه / ويذهل عما راع قارون بالخسف
ألا قتل الانسان ماذا يريده / وقد جاز حد المسرفين أما يكفي
أبى أن يساوي نوعه في شؤونه / فجار على صنف ورّق على صنف
وعالج لا عن حكمة ضعف نفسه / متى عولج الضعف المبرح بالضعف
فيا بنت من حي الركائب والدجى / على صهوات الحي منسدل السدف
ومن نبه الجزار من سنة الكرى / لينحرها غير المسنات والعجف
سمعت الأغاني فاسنمالك لحنها / وملت وحاشا للخلاعة والقصف
نشدتك ما أحلى من غير حلية / فجيد بلا طوق واذن بلا شنف
إذا طرق الجاني عريشك لابساً / فضاضة وجه قد من جلدة العسف
أيرجع في خفي حنين كما أتى / بغير جنان أم تراجع في خف
ترومين منه العطف أني ولم نكن / سمعنا لصماء الحجارة من عطف
تنسمت نشر الورد وهو لأهله / ومالك منه غير شمك بالأنف
ولو علموا أن النسيم يسوقه / لساقوكم يا أبرياء إلى العرفي
متى نبلغ الغايات سعياً بأرجل / تعامت خطاها عن مقاومة الرسف
إذا ما قطعنا للإمام فراسخاً / نرد مسافات من الخلف للخلف
وقفنا نرى ما لا يصح ارتكابه / وليس لنا أمر فنثبت أو ننفي
نرى يا مريض القلب منك ابن علة / يعالجها جهلاً بمشمولة صرف
وتختار موبوء المواطن للشفا / ومن ذا الذي في موطن الداء يستشفي
ومن فرّ في لذاته عن بلاده / كمن فر عن طيب الحياة إلى الحتف
سواء فرار المرء في شهواته / إلى حيث يردي أو فرار من الزحف
فمن لك يا هذي البلاد بمصلح / يقول لأيدي العابثين ألا كفي
ويجعلهم صفاً لرأي وراية / فإن خالفوه يضرب الصف بالصف
دعها تلفُّ فلاً بنفنف
دعها تلفُّ فلاً بنفنف / لتجوبها حزنا وصفصف
حرف تكاد لضعفها / من خط سطر الركب تحذف
إن أذملت فقل الظليم / لمرتمى البيدآء قد زف
تستلُّ من نفس الصبا / روحاً بجسم البرق تقذف
وتلوح في لجج السراب / كأنها صرح مجَّف
أمثقف القلم الذي
أمثقف القلم الذي / من دونه الرمح المثقف
تجري سلافة ريقه / فتعبُّها الأفكار قرقف
رقت مزابر لوحه / فغدت بثغر الدهر ترتشف
ويمج صهبآء الب / بلاغة في المهارق حيث يعطف
ما جفَّ اسحم ريقه / الأَّوريُّ الفضل قد جف
ورد الفصاحة لم يكن / لولاه بالاملاء يقطف
جوف العدوّ يضيق من / نفثات ارقمه المجوف
فكأنه قلم القضا / ان يجر يوما ما توثق
تلك الفتوح بحدّه / لا في شبا الاسل المثقَّف