هل الحب إلا مهجة الصب تدنف
هل الحب إلا مهجة الصب تدنف / أو الشوق إلا لوعة وتلهفُ
أفق قبل حب ليس تخبو ضرامه / غداة رحيل والمدامع ذرّف
وتاللَه لولا الوجد ما بت مسهدا / بأسود يقوى السهد فيه وأضعف
أراقب اسراب الكواكب في الدجى / وهن على نهر المجرة وقف
اعاذلتي إيهاً أما فيك رأفة / تلطف من داء الهوى وتخفف
ارى فوق تأنيب الغواذل رحمة / خليق بها دامي الجوانح مدنف
فأوهِ لصب كتَّم الحب قلبه / ونمَّ عليه الساجم المتوكف
اذات التثني يطلب الصب عطفة / اذا ماس غصن من قوامك أهيف
سألتك لي وعدا مطلت وفاءه / وقلت سؤول ما لديه تعفف
ولولاك ما حليت نفسي بحلية / ولا راق عيني غير حليك زخرف
ولا بات قلبي بين جنبيَّ طائراً / يروّعه منك القلى فيرفرف
نحنّ على فوضى الكعاب ونرتمي / على قاسيات لا تحن وتعطف
اراهن مثل ابن الكناس عريكة / ومنهن قلب ابن العرينة أرأف
وما هاجني الا الجمال مع الصبا / ودل الغواني والغزال المشنف
على انه لا مرتجى غير قادم / عليه من العلياء برد مفوف
مهيب فلا الايام تبلغ مأرباً / لديه ولا رائيه بالعين يطرف
من القوم يحمون النفوس بعدلهم / فيأمن منها الجانب المتخوف
مقاحيم حرب ليس ينبو حديدهم / وهم في مجال الطعن والضرب زحف
صفوف صفوف من كماة وشجعةٍ / تكاد تميد الارض منهم وترجف
يضم اليهم كل جيش عرمرم / يموج به قاع من الارض صفصف
خميس اذا خاض المعامع في الدجى / اضاءت له الدنيا رماح واسيف
وقد طال حتى ادرك النجم باعهم / وصار سواء عضبهم والمثقف
وهم بين معوج السلاح ضراغم / لها اجمات من قنا يتقصف
فلم ار أسدا قبلهم ضاق دونها / اذا اختلط الزحفان سهل ونفنف
ولم ار تحت النقع اثبت منهمُ / امام العدى والحرب هو جاء زفزف
بيوم كان الشمس فيه مريضة / وان الضحى ليل من النقع اسدف
وبيض على هام العداة سواقط / تسيل المنايا فوقها وهي رعّف
وخيل على رغم الحزون قوارح / تقاد سمانا في الحروب فتعجف
فيا واحد الدنيا ويا خير زائر / يذل لديه الباذخ المتغطرف
انا الشاعر الآتي بمدحك اولا / ومن جاء بعدي بالقصائد مردف
ولست بمفتون بما انا قائل / ولا ليَ بين التيه والعجب موقف
طلعت على مصر ووجهك مشرق / وكل الى بدر العلى متشوف
فقالت قفوا حتى نرى المجد جهرة / ويرنو الينا المالك المتصرف
فلما تصاففنا وللمجد هيبة / رأينا من الاجلال ما ليس يوصف
فلم نر اسمى منك مجداً وسؤددا / وانت علينا بالمهابة مشرف
قدمت ترى الخزان وهو كأنه / جبال شروري او اعزّ واكثف
بناء عظيم لم يجد لافتتاحه / سواك عظيماً فيه للفخر مألف
وكم من دعيٍّ فارق الصدر عنوةً / اذا حضر المستأذنُ المتنصِّف
وبالماء تحيي الارض بعد مواتها / وبالعدل يحيى الصارخ المتلهف
وفي مصر قوم قبلوا لك راحة / لدى ذكرها ينسى ربيع وصيّف
سكارى بمدحي فيك حتى كأنما / قريضي لديهم في مديحك قرقف
مديح خليق ان تتيه حروفه / على الدر لو صيغت من الدرّ أحرف