المجموع : 3
دعاني الهوى إذ شَرَّقَ الحيُّ غدوةً
دعاني الهوى إذ شَرَّقَ الحيُّ غدوةً / وما كُنتُ تدعوني الخطوبُ الضَّعائِفُ
وهيَّج أحزاني حُمولٌ تَرَفَّعَت / عليهنَّ غِزلانٌ عليها الزَّخارِفُ
وبالأمسِ قد كانَت بَدَت ليَ طيرُهم / جَرَت بارِحاً لو زَجَّرَ الطيرَ عائِفُ
فيا قاتَلَ اللهُ الغواني فإنها / قريبٌ بَعيدٌ وَصلُهُنَّ تنائِفُ
تراهُنَّ يختلن الأقاومَ بالصبا / وهُنّ على ما يختَتِلنَ سَخائِفُ
بَكَرنَ فلم يُنجِزنَ وَعداً وَعَدنَه / إِلى البُخلِ تحدو ظَعنَهُنَّ المناصِفُ
وقد كانَ فيهِم ما دَنَوا لي نعمَةٌ / وقرةُ عينٍ دَمعُها اليومَ ذارِفُ
ومِن لذَّةِ الدنيا حَديثٌ ونعمةٌ / ولهوٌ وحاجاتٌ تُتلّى طرائِفُ
فَشَتَّ النوى من بَعدِ طولِ اقامةٍ / وما كُلُّ ما تهوى النُّفوسُ يُساعِفُ
فان أُمسِ قَد بُدِّلتُ حِلماً وشيبةً / مشيبيَ من بعدِ التَّبَختُر دالِفُ
فَكَم من حَبيبٍ بانَ نهوى جِماعَهُ / وخطب خطوبٍ كلَّفتني التَّكالِفُ
وراحٍ سُلافٍ شَعشَعَ التَجرُ مَزجها / لنحمى وما فينا عن الشّربِ صادِفُ
فصالوا وَصُلنا واتقَونا بماكِرٍ / ليعلمَ مافينا عن البَيعِ كانِفُ
فحطّوا إلينا شاصِياتٍ كأنها / مِن السِندِ مسلوبُ القميصِ رواعِفُ
فلما انتشينا عَدِّني من صديقِهِ / وعادَ الصَّبوحُ والشّواءُ السدائِفُ
أذلك أم بيضاءُ مِلأُنسِ حُرَّةٌ / أتاها بِوِدِّ القَلبِ مني الخطاطِفُ
لها رَوضَةٌ في القَلبِ لم يَرعَ مثلَها / فَروكٌ ولا المستعبراتُ الصلائِفُ
أرى الحَقَّ لا يعيى عليَّ سبيلُه / إذا ضافني ليلاً مع القَرِّ ضائِف
إذا كَبَّدَ النجمُ السماءَ بشَتوةٍ / على حين هَرَّ الكلبُ والثَّلجُ خاشِفُ
ربيعةُ أبائي الأُلى اقتسموا العلى / إذا عُدَّ باقٍ من زمانٍ وسالِفُ
وتغلِبُ بَحري طَمَّ سيلاً بأبحُرٍ / فلم يَستَطِع تيارَهُنَّ المجاذِفُ
وبَكرٌ وعبدُ القيسِ اخوتُنا معاً / كفتنا لُكَيزٌ منهُمُ والحَنائِفُ
وعِيلان منا يَومَ كُلَّ كريهَة / وتحلب غُزراً يَومَ تُدعى الخَنادِفُ
ومن خَندِفَ الداعي الرسولُ الى الهدى / ومِنّا الامامُ والنجومُ العواكِفُ
أخوكَ الذي لا تملك الحِسَّ نفسُه / وترفضُّ عند المحفظاتِ الكتائِفُ
فَنَحنُ الزِّمامُ القائدُ المُهتدي بهم / ومِن غيرنا المولى التبيعُ المحالِفُ
إذا اصطَك رأسانا حلَلَنا بباذخٍ / برُكنيهِ تعتاذُ التوالي الزعانيفُ
ونحن تَروحُ الخيلُ وَسطَ بيوتنا / ويَغبُقنَ مَحضا وهي مَحلٌ مَسانِف
أُنادي خَليطا بائِناً حينَ أعصَفَت
أُنادي خَليطا بائِناً حينَ أعصَفَت / شآميةُ الأقراب نكباءُ حَرجَفُ
ومن لا يَزَل يَستَحمِل الناسَ نفسَهُ / يعنَّف ويُنكرهُ الذي كان يَعرِفُ
فانقضَّ قد فات العيونَ الطُرَّفا
فانقضَّ قد فات العيونَ الطُرَّفا / اذا أصابَ صيدَهُ أولا خطفا