المجموع : 10
يا مت قبلك طال الحزن والأسف
يا مت قبلك طال الحزن والأسف / وجاوز الشوق بي حد الذي أصف
قلبي إليك مع الهجران منعطف / وأنت عني رخي البال منحرف
فإن تكن عن إخائي اليوم منصرفاً / فاللَه يعلم ما لي عنك منصرف
هبني اعترفت بأني لست ذا شغفٍ / ألم يكن كمدي أن لست أنتصف
كم قد كذبت على قلبي فكذبني / طول الحنين وعينٌ دمعها يكف
إن كنت يوماً مقيلي زلةً سلفت / فالآن من قبل أن يغرى بي التلف
اللَه اللَه في نفسي فقد عطبت / وليس في قيلها من شكرها خلف
قد ذلل الشوق قلبي فهو معترفٌ / أن التذلل في حكم الهوى شرف
فاعمل برأيك لا أدعوك معتدياً / ولا أقول لشيءٍ قلته سرف
إذا ازداد رعياً للهوى زدته هوىً
إذا ازداد رعياً للهوى زدته هوىً / وضني به مقدار هذين يضعف
قفوه فأني زائدٌ في تخوفي / ولا حظ ل في أن يزول التخوف
فلا يتشاغل عاذلٌ بنصيحتي / فمثلي على إرشاده لا يوقف
ولا يرث لي في ذلتي وتواضعي / بهذا الذل أزهى وأشرف
يعيرني الواشي بأن لست مدنفاً
يعيرني الواشي بأن لست مدنفاً / كما هو من فرط الصبابة مدنف
فيا كاشحاً قد جاء في زي ناصحٍ / تشاغل بغيري لست ممن يعرف
ولا تلحني فيمن أحب فإنني / أضن به مما تظن وأشغف
سلوه فإني لا أكلم واشياً / أيدري بمن يلحي وفيمن يعنف
أصول به تيهاً عليه فمن رأى
أصول به تيهاً عليه فمن رأى / من الناس قبلي عاشقاً يتصلف
إذا خفت منه الغدر أبدى توافياً / يزول به خفي ويبقى التخوف
وقائلٍ كيف تهاجرتما
وقائلٍ كيف تهاجرتما / فقلت قولاً فيه إنصاف
لم يك من شكلي فناكرته / والناس أشكالٌ وآلاف
من لي بعطف أخ خلّي الإخاء ورا
من لي بعطف أخ خلّي الإخاء ورا / ظهرٍ ومن ثم مارى الروح في اللطف
حتى يصيرها أن خيرت تلفاً / وفرقةً منه لم تختر سوى التلف
أغريت بيني وبين الدهر فاحتشدت / بي الخطوب احتشاد المحنق الأسف
حتى إذا أنست نفسي بأنك لي / واستعذبت طيب ذاك المشرب الأنف
أمكنت مني الليالي فانتصفن ومن / يظلم ويمكن من الإنصاف ينتصف
يا قلب وصفك يغري من كلفت به / فأكمد بكتمان ما تلقى ولا تصف
إن كنت لم تشج بالكتمان فاشج به / أو كنت لم تعترف بالصرم فاعترف
قل لليالي ملكت الحكم فاحتكمي / وللمصائب قد مكنت فانتصفي
جعلت فداك قد طال انعطافي
جعلت فداك قد طال انعطافي / إليك وأنت قاسي القلب جافي
وليس أخاك من يرعاك كرهاً / ولا البادي بوصلك كالمكافي
فإن ترع الأمانة لا أضعها / وإن لا ترع يوحشك انصرافي
يطول عليك أن تلقى خليلاً / تطول عليه أيام التصافي
مخافة أن يملك باجتماعٍ / فيرضى من نوالك بالكفاف
فإن يك ذا الصدود صدود عتبٍ / وأنت على المودة والتوافي
إذن فتلافني من قبل يأسٍ / يولد ما يجل عن التلافي
وإلا فاطرح ودي وأجمل / بتعريض من التصريح كافي
متى يصل السقيم إلى شفاءٍ / إذا كان الضنى درك المعافي
ما لي ألفت وجهاً غير ملتفتٍ
ما لي ألفت وجهاً غير ملتفتٍ / نحوي وأعطف قلباً غير منعطف
يغري بهجري كما أغرى بألفته / هذا لعمري ودادٌ جد مختلف
حجبت عيني عن الدنيا ونضرتها / شوقاً وأبرزتها للحزن والأسف
ألا تكن تلفت نفسي عليك فقد / أصبحت واللَه مشتاقاً إلى التلف
ما زلت أكذب فيك أرجاف العدى
ما زلت أكذب فيك أرجاف العدى / والعذر في عطفيك ليس بخاف
حتى حسرت لناظري عن سوءةٍ / أغنت أعاديكم عن الأرجاف
فظللت حين خبرتكم متعرضاً / عنكم بأوساط سورة الأعراف
فامضوا عليكم لعنة الله ارتعوا / في صحبة الأوغاد والإجلاف
لكل امرئٍ ضيفٌ يسر بقربه
لكل امرئٍ ضيفٌ يسر بقربه / وما لي سوى الأحزان والهم من ضيف
له مقلةٌ ترمي القلوب بأسهم / أشد من الضرب المدارك بالسيف
يقول خليلي كيف صبرك بعدنا / فقلت وهل صبر فأسأل عن كيف