المجموع : 3
فَنَنٌ عَلى دِعصٍ تَأَلَّقَ فَوقَهُ
فَنَنٌ عَلى دِعصٍ تَأَلَّقَ فَوقَهُ / بَدرٌ يُضيءُ بِهِ الظَلامُ العاكِفُ
فاقَت مَحاسِنُهُ وَكُلُّ مُسَربَلٍ / بِالحُسنِ عَن أَدنى مَداهُ واقِفُ
فَإِذا بَدَت شَمسُ النَهارِ وَوَجهُهُ / رَجَعَت وَلَونُ النورِ مِنها كاسِفُ
فَردُ المَحاسِنِ لا يَقومُ بِوَصفِهِ / أَبَداً وَإِن بَلَغَ النِهايَةَ واصِفُ
أَعَنِ الشَمسِ عِشاءً
أَعَنِ الشَمسِ عِشاءً / كُشِفَت تِلكَ السُجوفُ
أَم عَنِ البَدرِ تَسَرّى / موهِناً ذاكَ النَصيفُ
أَم عَلى ليتَي غَزالٍ / عُلِّقَت تِلكَ الشُنوفُ
أَم أَراكَ الحَينُ ما لَم / يَرَهُ القَومُ الوُقوفُ
إِنَّ حُكمَ المُقَلِ النَج / لِ عَلى الخَلقِ يَحيفُ
هُنَّ قَرَّبنَ إِلَيَّ ال / وَجدَ وَالوَجدُ قَذيفُ
فَأَزَلنَ الصَبرَ عَنّي / وَهوَ لي خِدنٌ حَليفُ
يا لَها شربَةَ سُقمٍ / شوبُها سُمٌّ مَدوفُ
ساقَها الحَينُ لِنَفسي / جَهرَةً وَهيَ عَيوفُ
يا اِبنَةَ القَيلِ اليَماني / ي وَلِلدَهرِ صُروفُ
إِن يَكُن أَضحى مُضيئاً / فَلَهُ يَوماً كُسوفُ
أَو يَكُن هَبَّ نَسيماً / فَلَهُ يَوماً هُيوفُ
لا يَغُرَّنكِ سَما / حي فَمُقتادي عَنيفُ
رُبَّما اِنقادَ جَموحٌ / تارَةً ثُمَّ يَصيفُ
فَاِحذَري عَزفَةَ نَفسي / عَنكِ فَالنَفسُ عَزوفُ
أَقصَدَت ضِرغامَ غابٍ / بَينَ خيسَيهِ غَريفُ
ظَبيَةٌ يَكنَفُها في ال / أَلمَجِيّاتِ الرَفيفُ
رُبَّما أَردى الجَليدَ الس / سهمُ وَالرامي ضَعيفُ
وَعُقارٍ عَتَّقَتها / بَعدَ أَسلافٍ خُلوفُ
كانَتِ الجِنُّ اِصطَفَتها / قَبلُ وَالأَرضُ رُجوفُ
فَهيَ مَعنىً لَيسَ يَحتا / طُ بِهِ الوَهمُ اللَطيفُ
وَهيَ في الجِسمِ وساعٌ / وَهيَ في الكأسِ قُطوفُ
وَهيَ ضِدٌّ لِظَلامِ ال / ليلِ وَاللَيلُ عَكوفُ
يَصرِفُ الرامِقُ عَنها / طَرفَهُ وَهوَ نَزيفُ
قَد تَعَدَّينا إِلَيها الن / نَهيَ وَاللَهُ رُؤوفُ
وَمَقامٍ وِردُهُ مُس / توبلٌ ضَنكٌ مَخوفُ
بَكَتِ الآجالُ لَمّا / ضَحِكَت فيهِ الحُتوفُ
خُفِضَت فيهِ العَوالي / وَعَلَت فيهِ السُيوفُ
قَد تَسَربَلتُ وَعِقبا / نُ الرَدى فيهِ تَعيفُ
حينَ لِلأَنفُسِ في الرَو / عِ مِنَ الهَولِ وَجيفُ
إِنَّ بَيتي في ذُرى قَح / طانَ لَلبَيتُ المُنيفُ
وَليَ الجُمجُمَةُ العَل / ياءُ وَالعِزُّ الكَثيفُ
وَليَ التالِدُ مِلحم / دِ قَديماً وَالطَريفُ
كُلُّ مَجدٍ لَم يُسَمّن / هُ اليَمانونَ نَحيفُ
إِنَّما فازَت قِداحُ المَنايا
إِنَّما فازَت قِداحُ المَنايا / يَومَ حازَت خَصلَها بِتَنوفا
يَومَ قالَت لِلرَدى اِستَقصِ حَظّي / يَومَ لَم تَصطَفِ إِلّا الشَريفا
وَصُنِ التالدَ مَجداً وَعِزّاً / إِنَّ عَجزاً أَن تَصونَ الطَريفا
واحِدٌ أَفضَلُ مِن أَلفِ أَلفٍ / فَخُذِ الواحِدَ وَاِسفِ الأُلوفا
إِنَّما اِنهَضَّت هِضابُ المَعالي / وَاِكتَسَت أَقمارُهُنَّ الخُسوفا
يَومَ سَقى الدَهرُ أَرواحَ قَومي / تَحتَ ظِلِّ الخافِقاتِ الحُتوفا
عَجَباً مِن جرأَةِ المَوتِ إِذ لَم / يَنقَمِع عَنهُم مَروعاً مَخوفا
فَقدُهُم هَدَّ مِنَ المَجدِ رُكناً / كانَ عَمرُ اللَهِ صَعباً مَنيفا
فَقدُهُم غادَرَ ما رَوَّضَتهُ / هَضَباتُ الجودِ قلّاً قَصيفا
فَقدُهُم غادَرَ ما شَمِلَتهُ / نَفَحاتُ العرفِ حُزناً حَليفا
فَقدُهُم غادَرَ مِن بَعدِ لينٍ / خَفضَ عَيشِ الناسِ فَظّاً عَنيفا
إِنَّ بِالرَوضَةِ عِصوادَ حَربٍ / قَطَّعَت فيهِ السُيوفُ السُيوفا
طَفِقَت تَجدَعُ فيهِ رِجالُ ال / أزدِ جَهلاً بِالأَكُفِّ الأُنوفا
حُكِّمَ المَوتُ فَضَمَّ إِلى الس / سادَةِ المَحيضِ لَفاءً لَفيفا
يا لَهُ مِن مُستَكَفِّ حِمامٍ / واجَهَت فيهِ الصُفوفُ الصُفوفا
سَدَلَ النَقعُ عَلَيهِم سُجوفاً / هَتَكَت فيهِ الرَدايا السُجوفا
فَتَرى الأَرواحَ تُجتَثُّ سَوقاً / وَتَرى فيهِ المَنايا وُقوفا
صارَ مِن صَوبِ الدِماءِ رَبيعاً / صارَ مِن كَيِّ الضِرابِ مَصيفا
ما اِنجَلى حَتّى اِكتَسَت مِن دُجاهُ / بَهجَةُ الأَرضِ ظَلاماً كَثيفا
تَرَكَ الدَهرُ وساعَ المَعالي / بَعدَ شَيخِ الأَزدِ نَصرٍ قطوفا
يا سُوَيدَ بنَ سراةٍ تَرَقَّب / ضَربَةً تَجتَثُّ مِنكَ الصَليفا
قَد كَفاكَ النُجحُ يَوماً / تَتَرُكُ الصاحِيَ مِنهُ نَزيفا
وَاِبنُ مِنهالٍ سَعيدٌ سَيُسقى / بِظُباةِ البيضِ سُمّاً مَدوفا
مِثلَ ما مَدَّت يَداهُ اِختِلاساً / لِفَتى الشَيخَينِ نَصلاً نَجيفا
إِن تَكُن أَسلافُ قَومي تَوَلّوا / فَلَقَد أَبقَوا أُناساً خُلوفا
سَنُجاري الوِترَ بِالسَفحِ حَتّى / يَدَعَ الصِنفُ لَدَيهِم صُنوفا
عَكَفَ الدَمعُ عَلى كُلِّ عَينٍ / رَأَتِ الطَيرَ عَلَيهِم عُكوفا
كَيفَ لا نَأسى عَلَيهِم لِحَربٍ / تَتَحَدّى بِالزُحوفِ الزُحوفا
كَيفَ لا نَأسى عَلَيهِم لِعانٍ / عَصَّبَ الأَركان مِنهُ الرَصيفا
كَيفَ لا نَأسى عَلَيهِم لِخَطبٍ / تَجِفُ الأَكبادُ مِنهُ وَجيفا
كَيفَ لا نَأسى عَلَيهِم إِذا ما / أَلجَأَ الخَوفُ المُضافَ اللَهيفا
عَجَباً لِلأَرضِ كَيفَ طَوَتهُم / في الثَرى الغامِضِ طَيّاً لَطيفا
وَهُمُ الهضبُ الشَوامِخُ عِزّاً / وَهُمُ الأَبحُرُ سَيباً وَريفا
أَبلِغا فَهماً وَإِن جَشَّمَتهُ / حَلَقاتُ النكلِ مَشياً رَسيفا
لاكَهُ نابُ المُبيرِ المُعادي / مَرَّةً ضَغماً وَطَوراً صَريفا
وَهوَ قُطبُ الأَزدِ أَنّى اِستَدارَت / شاءَ أَن يَعدِلَ أَو أَن يَحيفا
أَفَلا تَعلَمُ راشِدُ أَن ذا الل / لبِّ لا يُقدِمُ حَتّى يَطيفا
وَكَذاكَ الصَقر إِمّا تَعالى / فَهوَ لا يَنحَطُّ حَتّى يَعيفا
فَوِّقِ السَهمَ وَلا تَرمِ حَتّى / تَعرِفَ النَزعَ لِكَي لا يَصيفا
إِن يَكُن يَومٌ تَصَدّى بِنَحسٍ / فَلَعَلَّ السَعدَ يَأتي رَديفا
أَو يَكُن ما اِنفَكَّ لَدغُ زَمانٍ / فَعَساهُ أَن يَرُفَّ رَفيفا
لا تُهَلِّلَن فَرُبَّت ريحٍ / قَد قَفا مِنها النَسيمُ الهَيوفا
لَيسَ يَومُ الرَوضَةِ الدَهرَ جَميعاً / إِنَّ لِلأَيّامِ كَرّاً عَطوفا
جَرِّدِ العَزمَ وَشَمِّر لِيَومٍ / يَترُكُ العارَ الثَقيلَ خَفيفا
أَقُعودٌ وَالقُلوبُ تَلَظّى / فَاِنبُذِ المِغفَرَ وَاِلبَس نَصيفا
لَيسَ يَنجو المُشمَئِزُّ بِكودِ الض / ضالِ أَو يُدني إِلَيهِ الغَريفا