المجموع : 12
بي يا ساقي الطلا ابدأ أولا
بي يا ساقي الطلا ابدأ أولا / وبي اختم دورها من قرقف
ألبست خديك منها شعلا / تسلب الليل رداء السدف
خمرة فاح شذاها بعدما / فضح الأرجاء بل أرجها
هي من نار ولكن كلما / نضح الماء بها أججها
وحباب المزج فيها انتظما / كثغور جل من فلجها
وبدت فيها لآلٍ تجتلي / ما حكتهن لآلي الصدف
عقدت في نظمها عقد الولا / رصفه راق كماء الرصف
حربها حربي وسلمي سلمها / فأناً مغرىً بها بها مستهتر
من خدود الغيد يجني كرمها / وبأحدق المها تعتصر
فإذا ما فض عنها ختمها / في الدجى بات الدجى يستعر
سكب الماء بها فاشتعلا / وأبت شعلتها أن تنطفي
وهي في الحالين عند النبلا / منية المقتبس المغترف
من ثناياك استعارت حببا / ومن الريق طلاها تستعار
فكأن صورة ثغر أشنبا / لاثه الخمر وما لاث الخمار
رشحه لو لم نصفه ذهبا / لم يكن في معصم الساقي سوار
فهو لو ينطق ما بين الملا / لسوى ثغرك لم يعترف
فاسقني ثغر لا ثغر الطلا / أنه أعذب للمرتشف
خمرة عتقها القس سنين / فأقامت وهي لا تبغي حول
فهي في بطن الحوانيت جنين / وهي تروي سير الفرس الأول
أفصحت إذ بات عياً من تلا / شرح أنبائهم في الصحف
كم جلوناها وكم فيها انجلى / نبأ القس وسر الأسقف
أبداً تجلى ويجلى القمر / فيرى ثم لها سر أنيق
طاب في مثل حساها السمر / إذ بدت تحسبها نار الفريق
وإذا الركب رأوها أبصروا / وأضح النهج وقد ضلوا الطريق
تترك المعقول حساً للملا / وهي من وشي البها في مطرف
فترى فيها الطراز الأولا / وهي تحكيه عياناً فتفي
كن لدى جلوتها منتبها / فعلى تكييفها طال اللجاج
أهي بالكاس أم الكأس بها / أذ بدت صرفاً فأخفاها المزاج
فهماً شيء بدا مشتبها / أم هما شيئان خمر وزجاج
لا الطلا كأس ولا الكأس طلا / عزب القصد على المعتسف
ولها إن شئت فاضرب مثلا / وحدة الوصف مع المتصف
فهي لا تنفك تجلو حببا / كاللآلي انتظمت في سلكها
هي كالفضة لاقت ذهبا / وغدت ممتازة في سبكها
أو كشمس بسناك اتصلا / ما أتى الدهر بليل مسدف
والذي أبصر ليلاً أليلا / فهو عن مرآكما في كنف
من فم الإبريق لما انسكبت / شربتها مقلتي قبل فمي
أترى كفك منها اختضبت / بدم العنقود لا بلا بدمي
هي من نار إذا ما التهبت / أحرقت بالكف زهر العندم
إن ما خضب تلك الأنملا / دم مشعوف جرى من شعف
طل في تلك الترافي والطلى / وسوى خدك لم يغترف
هاتها تشرق في أكوابها / صبغت ثوب الدجى لون الصباح
على نفسي من ضني أوصابها / تجد البرء ويعروها ارتياح
وأنعتنها ويك في ألقابها / فهي روح وهي روح وهي راح
وكأوصاف الطلا ساقي الطلا / ولماه العذب للمرتشف
إذ سعى يرتاح فيها معجلا / عاثراً بالريط ريط الرفرف
رشأٌ يرتاع من مغرمه / وهو في مأمنه بين الفرق
وإذا ما خفت من لومه / ظلت أكني عنه بالغصن الرشيق
ولكم موهت عن مبسمه / بثنايا الجزع من وادي العقيق
قد لوى جيدي عن ريم الفلا / ربرب القصر ربيب الترف
جؤذر قد راح يأوي منزلا / بين أطباق الضلوع الرجف
فهو من قلبي يأوي مكنسا / وبأجفاني إذ تنطبق
ناظماً دمعي إذ ما انبجسا / لؤلؤاً في جيده يتسق
وعلى نار الصبا قد غرسا / ورد خديه فلا يحترق
وبميل السحر لما اكتحلا / مسح اللحظ بحد المرهف
وجلا سيفاً ورمحاً قتلا / وهما من دعج أو هيف
رقرقت وجنته ماء الشباب / فأراقت أدمعي فيه المقل
ولنار الحسن في الخد التهاب / يبعث الوجد إلينا بالقبل
كم رنا لا بل رمى أصاب / من حشا عاشقه مأوى الغلل
وإذا الألحاظ كانت أنصلا / لم يكن غير الحشا من هدف
أي وعينيه إذا ما اعتقلا / صعدةً من قده المنعطف
علق القرط بأذنيه وثن / ضل من صلى إليه وغوى
كم بذاك القرط ذو اللب افتتن / إذ تجلى وعلى العرش استوى
مرسلاً من سبط الشعر علن / ودعا الناس إلى شرع الهوى
كافراً جاء إلينا مرسلاً / وهو لم يؤمن بما في الصحف
أتلف الناس جيمعاً وتلا / ليس من شرعي ضمان التلف
ذاك ريم بات عندي بعدما / أخذت منه الحميا مأخذ
كلما قبلته ملتثما / فاح لي من نشره طيب الشذا
ولقد عنقته ملتزما / شارباً ريقته حتى إذا
ما أباح الصبح لما اتصلا / أقحوان الشهب للمقتطف
كان كالبدر تجلى وانجلى / أو كما طاحت يد من كتف
بمحياً قد بدا فانعكسا / شكله شمساً أضاءت مطلعا
فكأن الليل لما اندرسا / ثم غيمٌ قد غشى فانقشعا
وكأن الدهر زهر يبسا / بعد أن أينق أو أن أينعا
وكأن البدر لما أفلا / درهم ضمته كف الصيرفي
وكأن الصبح لما أقبلا / مفعم سال بقاع صفصف
فلتطب نفسي عن أخدانها / فالأماني ضلة بعد الفراق
أين من نجد ومن سكانها / قاطن الحيرة من أرض العراق
إنما الراحة في سلوانها / وعناء ذكر أيام التلاق
كم مشوق قد تسلى فسلا / وطوى الأشواق طي الصحف
وإذا ظل الوصال انتقلا / لم يعد فائته بالأسف
بيد أني شمت في ربع الهنا / بارقاً لاح به يأتلق
ظل يحدو للأماني مزنا / هي بالأنس غدت تندفق
صدقتني وعدها فيها المنى / وهي في عهدي قليلاً تصدق
جددت لي عيشها المقتبلا / وغدت تنجز وعد المخلف
ولعمري قد بلغت الأملا / ولقد شاع الهنا في كنفي
يوم تزويج بدور وشموس / بزغت ليلاً وباتت بزغا
واصلت نوراً بمرآة النفوس / أدركت أمناً ونالت مبتغى
هزمت في سعدها جيش النحوس / وبها ثوب النحوس انصبغا
فشدا القمري لا بل هلهلا / بمثاني الساغبات الهتف
ملأت بالبشر أقطار الملا / فرحة بأرض النجف
يا أبا القاسم خذها قسما / بمعاليك بلا خنث ومين
أنت لو تخطب من أم السما / بنتها الشمس لزفت رأي عين
وأتت تنحو مغانيك كما / أقبلت تنحوك شمس الحسبين
أو لست البدر لما انسدلا / فوق متن الليل ثوب السدف
ومعير الروض خلقاً مجتلي / من سجاياك بأسنى زخرف
فاهن يا عباس في قرة عين / وأشأ سبقاً يا جواد الحلبات
بفتاتين هما بالمنسكين / طافتا والعرف ينحو عرفات
زارتا شمسين برجي قمرين / فغدا سعد قران النيرات
قلت إذ ذاك وهي اتصلاض / من لفي تلك وذا في مألف
تلك بلقيس سليمان العلى / وكذا هذي زليخا يوسف
حبذا أناء لهوٍ قد غدا / باسم الثغر بها عباسها
بلغت فيها الورى أقصى مدى / للهنا حيث جرت أفراسها
وإذا ما أسرةٌ عمت يدا / بالندى عمت هنا أعراسها
وكذا أنتم بلى ثم بلى / لم تزالوا خلفاً عن سلف
فاشد يا سعد وغن طربا / وجد العود بجس الوتر
فاح نشر البشر ترويه الصبا / وسرى منه بذيل عطر
وجرت خيل التهاني خببا / لعلي المجد سامي المفخر
من له ابتز المعالي حللا / وهي في دهري شمس الشرف
يتوارى البدر منه خجلا / كيف يرعاه بوجه كلف
ملك ما إن تجلى وبدا / سجد الدهر على أقدامه
وله تاج الكمال انعقدا / واستقام الشرع في أحكامه
ولكم جد له واجتهدا / رافعاً للزيغ في أقلامه
رب أقلام تضاهي الأسلا / في شباها وحدود المشرفي
هي أحرى للفتى معتقلا / حيث لا زحف لغير الأحرف
علم يؤتم في للرشاد / إن دجا للجهل مسدف
ببيان لو وعى قس أياد / مثله راح به ينشغف
ولسان كلما أدبى أعاد / جاحد الفضل له يعترف
يتثنى الدهر فيه جذلا / فهو منهز بقدٍّ أهيف
أترى ذا الحبر يملي الغزلا / أم ترى للدهر فرط الشغف
ذو قدور ملأت صدر الفضاء / راسيات أو جفانٍ كالجواب
تحسب الغلي بها كان رغاء / فحل البزل بها وهي عراب
وإذا ما اتنصبت عند الغناء / فأثافيها شماريخ الهضاب
وإذا ما الليل ألقى كلكلا / أو قدوا نيرانها بالشغف
أوقدوا العود بها والمندلا / فهو للأعين أو للأنف
لا يرى لا لجواب تصلح / ونعم تأتي فتاتينا النعم
صحفت في لظه إذ تفتح / نونها أدهى للناس نعم
ذات لا يسام مما يسمح / وسخاء الطبع لا يدري السآم
فاسأل الغيث إذا ما انهملا / عن ندى كفيه إن تكتف
عن ندى كفِّ نداها أخجلا / طله غيث الغمام الوكف
فلو أن الغيث يمتاز الندى / منه ما أجدب يوماً مشهد
واستهل البرق منه عسجدا / ولجيناً هل فيه البرد
وكذا البحر لو نال يدا / من أياديه إذا ما يزيد
لجلا اللؤلؤ للناس ولا / حازه في قعره بالصدف
وغدا بينهم مبتذلا / أي وعينيه ابتذال الخزف
ذاك من لو كلنا مداحه / ما نرى بالعشر من معشاره
ذاك إن جن الدجى مصباحه / يفضح البدر سنا أنواره
مدحه قد عجزت شراحه / فاكتفوا بالعين من آثاره
غير أني رمت فيها رتلا / أن أوشي في ثناه صحفي
ونظمت الشهب فيه جملا / كي أحليها بأسنى شرف
لم يزل منك عل جيد الفخام / طوق عز أبد الدهر اتصل
صاغه من صاغ أطواق الحمام / وكسا الطاووس موشي الحلل
وغدا مغناك مأوىً للملا / ملجأ الخائف خصب المعتفي
ما شدت ورق وغنت طربا / ترقص الغض بروض أنف
بلوى الرقمتين من أم أوفي
بلوى الرقمتين من أم أوفي / طلل بان أهله فتعفى
غيرته الأعصار يوماً وليلا / وشمالاً يعصفن بالربع عصفا
ومحاه مسرى الرياح حنوبا / واهطال السماء سحا ووكفا
وثلاث لم يبلها صوب قطر / لا ولا كابدت من البين صرفا
قربت بينها ولائد بكرٌ / وارتضتها مواقد الحي إلفا
بين تؤيين خلت ظمياء ألقت / من حلي لها سواراً ووقفا
قال لي صاحبي وقد أخضل الدم / ع ردائي ومزنة الشوق وطفا
طارحا بالطلول عبء دموع / أثقلت ناظري عسى أن يخفا
أو تبكيك باللوى عرصات / دارسات الطلول من أم أوفى
صاح دعني في أربع نعمتني / بلعوب لطفيفة الخصر هيفا
كان عهدي بها قريبة عهد / لم ترعني في موعد الوصل خلفا
تتمشى مدلة بين بيتي / جارتيها ممكورة تتكفا
بقضيب يهزه اللين قدا / وكثيب يرجه الثقل ردفا
هي روض الجمال يرتادها الطر / ف اختلاساً وتمنع الكف قطفا
مبسماً واضحاً ووجهاً أغرا / وحشا مخطفاً وزنداً ألفا
وثنايا كأنهن لئالٍ / نسقتها نساقة الغيد رصفا
هي أحلى من الرحيق إذا ما / خلطوها بالزنجبيل المصفى
وجفوناً أودى بها السقم حتى / كدن يحكينني سقاماً وضعفا
فتنت نرجس البطاح إذا ما / نبهته الصبا وقد كان أغفى
ريشت نبلها وريشت نبلي / فمضى لحظها وأرعشت كفا
وارتمينا فكنت أكذب مرمى / وانثنينا فكنت أصدق حتفا
هز منها الصبا قضيبي أراك / للتصابي ولفنا الشوق لفا
إن تعشقتها هوى لعمري / أنا ممن إذا تعشق عفا
أدعي حبها لينصل مني / رب مبدٍ أبدى هواه ليخفى
أهلها قربوا الجمال وخطوا / حجبها للنوى حجلاً وسجفا
فتبدت من القطيفة شمساً / واستقلت على الرحالة خشفا
فبعيني ظعائناً جزن بالرم / ل وراء الهضاب يحدون عنفا
أيها الراكب التي أنتجوها / من ظليم أصاب وجناء حرفا
فهي خلق ما بين ذاك وهذا / أعلمت للسرى جناحاً وخفا
عج إذا جزت أرض بدرة واقصد / شعب جصان جادها الغيث وكفا
واخلع النعل في مقدس واد / لو أتاه المشوق يوماً تحفى
واقرأن السلام عني خليلا / قد قرأنا هواه حرفاً فحرنا
علوياً حاز المعالي لا بل / زانها مبسماً وجيداً وطرفا
يا أبا الفضل كنية قد أبانت / لك فضلاً فأصبحت لك وصفا
وعميد الوغى إذا هيج يوماً / وحليف الإبا إذا سيم خسفا
رف شوقاً إلى لقاك فؤادي / عمرك اللَه هل فؤادك رفا
لم يزل بي إلى لقائك لوح / ولو أني أفنيت دجلة رشفا
إن تسلني كيف استمرت حياتي / فبطي الكتاب جاءتك لفا
أم تراك الغداة تذكر عهداً / قد تقضى ومعهداً قد تعفى
أزعجتنا النوى وكنا جيمعا / بربي الكرخ في نعيم وزلفى
في مشيد من القصور منيف / أوطأته حمراء دجلة كتفا
فسما تحسب البسيطة رامت / إن تشم السما فمدته أنفا
شامخ الركن والأزاهير تزهو / جهتي أرضه أماما وخلفا
تحت وردية إذا ضربها / رفعت تشتكي إلى اللَه طرفا
هي في طرحها سدى وإذا ما / ضربت جللت على الجو سقفا
ضربوها وهل تحد فتاة / ما رمى عرضها الكواشح قذفا
زانها الفرس بالتصاوير حتى / مثلت إلى الظباء صنفا فصنفا
ورواها البديع نوعين منه / دون كل الفنون نشراً ولفا
فانتظمنا عقداًوواسطة العق / د أغر قد راق طبعاً وشفا
ذاك من علم الهيام فؤادي / وسقاني مدامة الحب صرفا
ذاك معنى الثنا بكل لسان / ملأ الدهر من مزاياه صحفا
ذاك خلي محمد الحسن الأخ / لاق والخلق أحسن الخلق وصفا
لم نفه باسمه المطيب إلا / وفضحنا أرواح دارين عرفا
فعليك السلام منه ومني / ما تغنى الحمام يشتاق إلفا
عبث الدلال فهز مائس عطفه
عبث الدلال فهز مائس عطفه / وطغى الصبا فارتج مائج ردفه
فالبان يقصفه تميل غصنه / والرمل ينسفه تهيل حقفه
فضح الغزال وهو بدر محاسن / خرقت أشعته غمامة سجفه
كان الهلال فعاد بدراً كاملاً / لما أماط نضفيه عن نصفه
ووافتر عن در تشنف مثله / فتشابهاً والكل راق بوصفه
وافت تقرطه الثريا مثلما / وقف الهلال يريد رتبة وقفه
رشأ يلاعبه الرشا في جيده / تلعاً ويستر عنه أحمش ظلفه
يرعى بحبات القلوب وينثني / بالورد من خديه خشية قطفه
ما اعتاده عصف الصبا فأماده / إلا وطار القلب خشية قصفه
فغدت مطارحة العتاب تهزه / وغدوت أرفق ما استمر بهتفه
أشكو إليه كما تشكى خصره / من حبه لا من تحمل ردفه
كل تحمل فوق غاية جهده / منه وكل مجهد في ضعفه
حملت خصرك مثل ما حملتني / وكذاك ما لم تكفني لم تكفه
يا أيها المجتاز أجواز الفلا / رسم السرى فيها بمزبر حرفه
لم تبد شارقة تلوح أمامها / إلا وعاد مكانها من خلفه
ترتد رائضة القياد إذا التوى / من قبل أن يرتد شاخص طرفه
إن جزت أسنمة العقيق من الحمى / فقف المطي فثم أحجى وقفه
وانشد برامة عن فؤادي سربها / فالسرب أدرى في مراتع خشفه
قسماً بلفتة جيدة وبطرفه / وبغصن قامته وبوة ردفه
وبمرسل من شعره وعقاصه / ومرتب من نشره أو لفه
وبخده وبورده وبشمه / وبثغره وبخمره وبرشفه
ما كنت أحسبني أبت حباله / أو أن الفاً يلتوي عن الفه
غنت ظباء الفرس بالمعازف
غنت ظباء الفرس بالمعازف / ترقص حتى الوحش في المآلف
واتخذت للمرجان ملعباً / في روضة موشية المطارف
والشهب في متن الدجى كأنها / ودعٌ على زنجيةِ الوصائف
أو أنها دراهم تنثرها / على الحوادنيت يد الصيارف
أو أنها خط مداد أبيض / فهي على سود من الصحائف
أو أنها كانت أقاح روضة / قد نبتت آساً على المشارف
تهز للطعن رماحاً لقبت / في معرك الأشواق بالمعاطف
تنصلها الألحاظ في أسنة / لا تتقى بالحلق المضاعف
تكاد أن تسري بها نواظري / لولا ثقيل الحلي والملاحف
لي بنهما رود التثني كاعب / رود الشباب سهلة السوالف
قد وافقت طبع المشوق بالهوى / فما لها تبدي إبا المخالف
تفر من كفي إذا لمستها / في مأمن الحلي فرار خائف
أرابها وخط المشيب فالتوت / كأنها لم تك من أوالفي
كأنها السرب رعى شقائقاً / فعاد منها قاني السوالف
خائفة الحلي إذا تأودت / لكنها آمنة المطارف
كأن ما ينقص من خصورها / قد زاد منحطاً إلى الروادف
حالفتني وخنت يا عصر الصبا / فلم أثق بعدك في محالف
لاملأن الدهر منك حسرة / ترجع في أيامك السوالف
هذي معاهد ليلى فاحبسا وقفا
هذي معاهد ليلى فاحبسا وقفا / فما يضركما أن تسغفا دنفا
فقد عرفت لليلى أربعاً درست / وقد تذكرت عهداً للقا سلفا
يا صاحبي فعوجاً لا شقى بكما / صب شجاه محل الحي حين عفا
ولا تلوما إذا ما عبرة همعت / فما استجم الحيا إلا لكي يكفا
ولا تريحا أراك اللَه قلبكما / فما تكلفتما أن تعذلا كلفا
لقد تقاوى الهوى حتى ضعفت له / وقد تضاعف في صب به نحفا
ما كان حكم البلى عدلاً بأرسمها / عسى يكون سحاب الدمع منتصفا
هذا أريجهم في الربع فانتشقا / وذي ثغورهم في الروض فارتشفا
وذا أوار فؤادي شب فاقتبسا / وذا قطار دموعي سح فاغترفا
فلِلولوع فؤادي قد جرى حرقا / وللدموع عيوني قد جرت نطفا
يا بانة الجزع لا والنازلين به / ما كنت عارفة لولاهم الهيفا
وأنت يا سرب واديهم مجاورهم / فهل تكاد على مافيك أن تصفا
وذا الشقيق أنيق اللون تحسبه / ورداً من الوجنات الحمر مقتطفا
عربٌ نأوا فتنأى بعدهم جلدي / والبين يحكم في أهل الهوى جنفا
كم فيهم من رشيق القد تحسبه / خوطاً تمشت إليه فانعطفا
يعطو فيسبي المها جيداً وناظرة / وإن بدا ظل منه البدر منكسفا
دعصٌ من الرمل في ردف وفي عكنٍ / لولا تماسكه بالحلي لا تنسفا
أقول لسعد والحمائم هتف
أقول لسعد والحمائم هتف / وأيدي المطايا بالأحبة تعنف
عداك الحجى إن كنت ذا الهوى / مدامعه من ذئب القلب تنظف
أحن إذا حنت لذي الأثل ناقتي / وأصبو إذا ما الورق في الأيك تهتف
وليس إلى حزوى حننت ورامة / ولا لمحاني المنحني الجفن مطرف
أجل لي في وادي الغريين أغيد / هضيم الحشا ساجي اللواحظ أهيف
غزال ولكن يخجل البدر طلعة / وغصن ولكن ليس يحنو ويعطف
فكم ليلة بالسفح من أيمن الحمى / أدار علينا الراح والليل مسدف
فبت وحولي غلمة لم تكن إلى / سوى الجود تصبو أو سوى السيف تألف
إذا غضبت يوم الكريهة خلتها / أسوداً لها ظلت حشا الأرض ترجف
إذا جردت يوم القراع بوارقها / ترى بسناها أنفس الشوس تخطف
وإن رجت السمر الوشيج ترى لها / خياشيم من قاني دم القوم ترعف
تصول على الجيش اللهام بعزمة / تدك الجبال الراسيات وتنسف
سكارى حميا عتقتها يد الهوى / من الثغر تحسى لا من الكأس ترشف
رعى اللَه ذياك القوام فإنه / يكاد إذا هبت صبا يتقصف
ولله قلبي يوم قوض ركبهم / خفافاً وحادي العيس يحدو ويهتف
فآونة يمشي الهوينا وتارة / يخب على آثارهم يتعسف
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى / حمام بذات الأثل في الأيك تهتف
فأين استقلوا يوم زمت ركابهم / وخفوا سراعاً للمسير وأعنفوا
فإن تكن الجرعا محط رحالهم / فيا لا عدا الجرعا من السحب أوطف
وإن نزلوا وادي المعرف من منى / فيا حبذا وادي منى والمعرف
نأوا فتعرفت المنازل بعدهم / وما كنت لولاهم لها أتعرف
أسفت على تلك الليالي التي مضت / بسفح اللوا لو كان يجدي التأسف
وكم لي على تلك المعاهد لهفة / وهيهات يجدي المستهام التلهف
بلى أنا متبول الهوى ودنيف
بلى أنا متبول الهوى ودنيف / وداء الهوى لي تالد وطريف
فإن تصلوا فالوصل غاية منيتي / وإلا فسير اليعملات وجيف
فمثلي من يرجو الغرام مطية / ويحدو ولو أن الحداء عنيف
فخل زمام العيس تمرح بالسرى / فقد شاق قلبي صاحب وحليف
فما جيرة بالغور حلوا وإنما / لهم بفؤادي مربع ومصيف
وخامرت من داء الصبابة نشوة
وخامرت من داء الصبابة نشوة / أخال لها ما إن مشيت نزيفا
وسار وجيباً نحوكم بين أضلعي / فؤادي إذ لا يستطيع وجيفا
وأنكرت كل الناس إلفاً وصاحباً / وكل المغاني مربعاً ومصيفا
يا حامل الوردة ما ألطفك
يا حامل الوردة ما ألطفك / فهل ترى لي اليوم إن أرشفك
يا وردة الناظر باللَه قل / بهذه الوردة من أتحفك
لا أقطف الورد ولكنني / قد كدت من روضك أن أقطفك
أنكرني أهلي ولكنهم / ما أنكروني قبل أن أعرفك
عنفني فيك فلم يلوني / فلم لوى جيدك إذ عنفك
شبهك الشمس ولكنه / قد أنصف الشمس وما أنصفك
ثقلك التمويج يا ردفه / فأنت يا ذا الخصر من خففك
وأنت يا مبسمه لؤلؤ / قد رقت ترصيفاً فمن رصفك
قتلت أسد الغيل يا طرفه / ما كان أوقواك وما أضعفك
صرعت في حدك مني الحشا / باللَه يا ذا الطرف من أرهفك
ويا بنان الكف لا تقضني / دمي فقد زانك أم طرفك
فآه يا قلبي لو أنني / ضمنت فيك اليوم من أتلفك
أخلفك الموعد ظبي الحمى / فهل له ينجز ما أخلفك
إن لم يكن يسعف في مينة / فحسبك الأقبال إذ أسعفك
في مدح من في مدحه زينة / لقائل قد قال أو قد أفك
لذاك خلي الحسن المجتبي / أحسن من أطلق عان وفك
وذاك ذاك الصارم المنتضي / على دام العدم وفيه انسفك
فامرح على العيوق في عزة / واسحب على هامته مطرفك
يعد في تعريفه مخطئاً / يا علم الأعلام من عرفك
فرض الغرام على المحب المدنف
فرض الغرام على المحب المدنف / حج المنازل مألفاً في مألف
فبكل مصقول الشبيبة مترف /
قف في ديارهم أعز الموقف / إن الديار محصبي ومعرفي
لهم مقام بالحطيم مدرس / مأوى الحجاج الديار ومحبس
عرس به يا سعد فهو معرس /
واخلع نعالك فالمقام مقدس / واسع بمنعرج اللواء وطوف
واحرم ولب واعتمر في جمعهم / اذكر ربارب سرحهم في جمعهم
واتل بذكرك آية في شرعهم /
واحجج بأبناء الغرام لربعهم / واربع على دمن الخليط وخيف
طف مثلثاً بالدراسات ومربعا / نبك مصيفاً للخليط ومربعا
فبأجرع الغورين بورك أجرعا /
قد رمت أن أرد الحمام وأجرعا / لما طربت لدى الحمام الهتف
يا صاحبي ترتلاً وترنما / وبمألف السر بين منا أن جزتما
عوجا صدور اليعملات وسلما /
فبمألف السر بين من قنن الحمى / بالغور حياه الحيا من مألف
قلب تعلق بالحمول وزمزما / إذ أم ركبهم الحطيم وزمزما
ترميه أقواس التفرق اسهما /
قلب توزعه الصبابة اسهماً / في كل خدر ظاعن أو نفنف
يشكو تتابع نبلة في نبلة / من قوس جائرة النوى أو مقلة
وقد استقلت عيسهم في رحلة /
ملكته ويح الشوق كل ربحلة / خصت بحسن للضياغم متلف
برزت أميراً في جيوش متونها / لو لم يفض بالحب غرب شؤنها
وتدرعت بالشعر فوق متونها /
تستل عضباً من مريض جفونها / ينبيك عن حد الحسام المرهف
أخذت سلاح الحب عن فتيانه / فتسل عضباً ريع من سطواته
أسد العرينة في ذرى هضباته /
وتهز لدنا قد شكت وخزاته / كبدي كهز الذابل المتقصف
ظلت قلوب العاشقين خلالها / تشكو سهام جفونها ونصالها
هل كيف زجرت بالقصي نبالها /
بيضاء قد صبغ الحياء جمالها / بمعصفر من لونها ومفوف
اللَه من أدما بسفح رباعها / برزت كضبية حاجرٍ بتلاعها
وقف الغراء بمنحني أضلاعها /
قد خد منها الخد يوم وداعها / بدموع طرفٍ للتفرق مطرف
للَه شاكية الفراق لدهرها / سجرت صباوتها الضلوع بجمرها
فإذا وجفن ضلوعها من سجرها /
جعلت يديها في جناجن صدرها / خوفاً على تلك الضلوع الريف
أدرت أميمة إذ حدا بنياقها / حاد حديت القلب خلف حقاقها
إني بعيد وداعها وعناقها /
لي غلة لا تنطفي لفراقها / أي والهوى لي غلة لا تنطفي
يوري بتذكار الترحل زندها / حرى يوجج نار حزن بعدها
بضلوع مضني لا يبارح وجدها /
وغذا تأجج بالأضالع وقدها / أرسلت منهمر الدموع الوكف
قد ضاق في عيني واسع رحبها / لما تجاوبت الحداة بركبها
فبحق هاتيك البطاح وسربها /
كن منصفي يا عاذلي في حبها / في حبها يا عاذلي كن مصفي
خفت رواتكها كراشق نصلها / تطوي الفلا من حزنها أو سهلها
فإذا تغنى سائق في رحالها /
رقصت أيادي الراتكات بأهلها / رقصات منهز المعاطف هيف
بأبي القلائص بالخليط نوازحا / تطوي القفار أهاضباً وصحاصحا
قد زج مهن الحداة طلائحاً /
ظعنت يجشمها الغرام أبطاحاً / من أهل عقد وقاع صعضف
لم يبق لي بعد الخليط تصبراً / ولتلك أعضائي مقطعة العرى
وأنا الفدا للظاعنين تنفرا /
خبت رواحلهم تهش إلى السرى / في كل مصقول الشبيبة مترف
فبقيت أبكي في لوى فلواتهم / أطلاهم من مهجتي وحياتهم
أدروا وقد طربو الرجع حداتهم /
أبقوا أسير الشوق في عرصاتهم / يكبي المنازل في عيون ذرف
ظعن الخليط وشب ورى زناده / بفؤاد من لعب الأسى بفؤاده
ومتى يمل الدمع من لبعاده /
يجد الدامع من هتون عهاده / أصفى شراباً من سلاف القرقف
يغني النهار بلوعة في لوعة / تذكو بسائل دمعة في دمعة
وإذا الكواكب قد سفرن بطلعة /
يرعى الكواكب لا يلذ بهجعة / بنواح ساجعة الحمام الهتف
لما غدوتم للتفرق مغنماً / عللت نفسي بالوصال لعلما
يشفي التعلل بالوصال متيما /
عرضت فيكم يا أحبة بعدما / صرحت خوفاً من ملام معنف
هام الفؤاد وناظري ما هو ما / خذ وصف حالي يا ابن ودي واعلما
لما أغار الدهر فيك واتهما /
شأني أبيت مرقرقاً شأني دما / أعرف شأني فيك أم لم تعرف
قد شط عن مضني هواك رقاده / إذ بات مفترشاً لديك قتاده
قلقاً لبين الظاغين وساده /
متلهفاً يشجي الخلي فؤاده / في طول ترجيع وطول تلهف
عبد الرضا ما رام سخطاً أو دنا / أأسر لاحي حبه أم أعلنا
يا من تحكم في الفؤاد وأفتنا /
قد رمت أمحضك الوداد وها أنا / لم يثنني عما أروم معنفي
أصبحت في غير الهوى لم أبتذل / أوصلت من بعد الجفا أم لم تصل
ينبيك عما قلت دمع منهمل /
فامنن وجد واسمح واعطف وصل / وارفق وبادر بالزيارة واسعف
جفت الجفون رقادها لما جفا / وصفا الوداد ووده ما إن صفا
أدعوك متبول الحشا متلهفا /
يا متلفي كن واصلي بعد الجفا / بعد الجفا كن واصلي يا متلفي
أعن الغوير أخذت قلبي مرتعا / لما غدا روض الصبابة ممرعا
وشربت من جفني المسهد أدمعا /
للَه ريم رام قلبي مرتعا / والورد من وجناته لم يقطف
ووضئ وجه إن ظلام أردنا / ما شاقه قمر تبلج موهنا
ألا تردى من حياه الديجنا /
وقضيب بان ما أنثني إلا انثنى / في طير قلب بالضلوع مرفرف
ألفت لاعج حبه بتردد / فذوت رياض تصبري وتجلدي
وانا الفداء لشادن متنهد /
بددت فيه الصبراي تبدد / لما غدوت بلاعج متألف
أني كلفت بحبه عن غيره / والحب لا يبقي قوادم طيره
اللَه من ظبي بسفح غويره /
لو شام منه الثغر راهب ديره / لقلى الصلاة بجنح ليل مسدف
وغدا أصماً لو رآك مشنفا / لم يصغ للاحي ألح وعنفا
واجتاز عن سبل النقا وتعسفا /
ورمى المدارع لو رآك مهفهفا / في برد حسن بالشباب مفوف
كم بت من حرم الغرام بجذوة / مضني الفؤاد بطعنى وبسطوة
أدعو فأشجي الساجعات بدعوتي /
يا مر جفي في حبه من جفوة / من جفوة في حبه يا مرجفي
أشكو الصبابة في تضرم وقدها / وبدا لعيني هولها في حدها
ومذ اغتذى قلبي بغاية جهدها /
ضعفت متوني عن تحمل بردها / والقلب عن حمل الهوى لم يضف
يا بارقاً بين الغوير وبارق / حييت من زور تلوح وبارق
قل للخليط عدتك أيدي طارق /
كن مسعفي بخيال طيف طارق / قد قل في حكم الصبابة مسعفي
نعم استقلوا ظاعنين عن اللوى / واشتاق قلبي في تشوقه الهوى
وطووا بساط البيد شوقاً فانطوى /
وقد استقل بركبه حادي النوى / وأغار في قلب اللهوف المدنف
حبسوا لدى التوديع في رمل النقا / خيلاً تخيلها الصبا أو أينقا
قد ضم شيقهم عناقاً شيقا /
كشح إلى كشح تقارب والتقى / بعد التباعد مرشفاً من مرشف
زموا ففاض الدمع مني راجسا / والواحد قد أورى لدى مقابسا
أدعو فأطمع بالتلاقي آيسا /
يا سائق الأظعان عرج حابساً / بالركب وارحم حسرتي وتلهفي
حكم الهوى بطليقهم وحبيسهم / من ظاعن مخلف بدريسهم
عند الوداع ومهجتي برسيسهم /
حبسوا كما شاء الوداع بعيسهم / والدمع يسفحه الحياء بمطرفي
هل ضمة لغصونهم هل ضمة / ام هل لنشر القرب منهم شمة
أدعو وأجفان البكا منهمة /
يا ليت شعري والحوادث جمة / تعدو علي بصارم ومثقف
ملكته يوم البين أجناد الجوى / وطوى الفؤاد الحب منه فانطوى
هل ينقذ المشتاق في أيدي الهوى /
أم ينصف المشتاق من بعد النوى / من كان من قبل النوى لم ينصف
أنجدت في صد وقلبي متهم / قد ضمه ليل لصدك مظلم
ولكم أقول ومهجتي تتضرم /
أني على الود المقيم مخيم / لم ألف عنه مساعة من مصرف
أغدو بدمع للتباعد دافق / وفؤاد مضني بالأضالع خافق
أصفيت حتى لست فيه بماذق /
دائي عضال من تجن صادق / في وده فعسى بقربي يشتفي
عاتبتني لما جنيت جناية / أسمعت مني في هواك حكاية
قد حدت عن طرق الوداد غواية /
أرأيت هل يبدي الوداد هداية / لمجانب عن طرقة متعسف
قسماً بما ضم الحمى من ديمة / تسبي الجآذر في تلفت ظبية
كلا وإن أبديت صدق آلية /
قسماً برب الراقصات وفتية / تخذت غواربها مصيف مصيف
وبمجرمين تطوفوا من شرعه / وبكل من لبى بواكف دمعه
وبحي ذياك المقام وجمعه /
وبذي المشاعر والمقام وجمعه / وبكل حبر بالحجيج مخيف
وبمن تطاوف للتطوف خطوه / وبمن سما أوج الكواكب شأوه
خير البرية والمعلى صنوه /
للود ما يرنق صفوه / في طول إعراض وطول تخلف
هذا كتاب المجد مصحفه
هذا كتاب المجد مصحفه / ومآل وحي الفضل مألفه
فدلائل الأعجاز أسطره / وقلائد العقيان أحرفه
هذا المفضل باسم منشئه / وهو المفضل إذ تصحفه
كالفلك تشحنه غرائبه / فيشق لج الفكر مجدفه
متضوعاً كالروض باكره / صوب الغمام فراق زخرفه
كالماء بالرصف اصطبحت به / أو عقد غانية ترصفه
ودت عيوني لو تكون فما / تحسو سلافته وترشفه
ويود سمعي لو يكون يداً / لينال زهراً منه يقطفه
فاسأل به إن شئت ذا أدب / فميز الدينار صيرفه
وكأنه لعموم مادحه / سيان حاسده ومنصفه
يا أيها العلوي حزت علاً / ما استطاع حصراً من يوصفه
للَه من قلم كتبت به / وأنامل أخذت تصرفه
وبسحر بابل قد أتى ويرى / ثعبان موسى ليس يلقفه
يصل المحابر وهي تظمئه / ويصد عنها وهي ترشفه
متوقف ما لم يعل فما / فإذا أعل يقل موقفه
ظام فإن شرب المدام مشى / للطرس يلقيه ويقذفه
وكأنه لدقيق قامته / صب نحيف الجسم مدنفه
عادي المناكب لا يخاط له / برد ولا مما يفوفه
لا يعلم السر المصون وقد / ينبيك عن سر ويكشفه
جم اللغات لسانه ذرب / لا يختشي مما يحرفه
متكلم بالحق مؤتمن / ما صح عنه ما يصحفه
ومبين ما لا يبين له / ومعرف ما ليس يعرفه