القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 12
بي يا ساقي الطلا ابدأ أولا
بي يا ساقي الطلا ابدأ أولا / وبي اختم دورها من قرقف
ألبست خديك منها شعلا / تسلب الليل رداء السدف
خمرة فاح شذاها بعدما / فضح الأرجاء بل أرجها
هي من نار ولكن كلما / نضح الماء بها أججها
وحباب المزج فيها انتظما / كثغور جل من فلجها
وبدت فيها لآلٍ تجتلي / ما حكتهن لآلي الصدف
عقدت في نظمها عقد الولا / رصفه راق كماء الرصف
حربها حربي وسلمي سلمها / فأناً مغرىً بها بها مستهتر
من خدود الغيد يجني كرمها / وبأحدق المها تعتصر
فإذا ما فض عنها ختمها / في الدجى بات الدجى يستعر
سكب الماء بها فاشتعلا / وأبت شعلتها أن تنطفي
وهي في الحالين عند النبلا / منية المقتبس المغترف
من ثناياك استعارت حببا / ومن الريق طلاها تستعار
فكأن صورة ثغر أشنبا / لاثه الخمر وما لاث الخمار
رشحه لو لم نصفه ذهبا / لم يكن في معصم الساقي سوار
فهو لو ينطق ما بين الملا / لسوى ثغرك لم يعترف
فاسقني ثغر لا ثغر الطلا / أنه أعذب للمرتشف
خمرة عتقها القس سنين / فأقامت وهي لا تبغي حول
فهي في بطن الحوانيت جنين / وهي تروي سير الفرس الأول
أفصحت إذ بات عياً من تلا / شرح أنبائهم في الصحف
كم جلوناها وكم فيها انجلى / نبأ القس وسر الأسقف
أبداً تجلى ويجلى القمر / فيرى ثم لها سر أنيق
طاب في مثل حساها السمر / إذ بدت تحسبها نار الفريق
وإذا الركب رأوها أبصروا / وأضح النهج وقد ضلوا الطريق
تترك المعقول حساً للملا / وهي من وشي البها في مطرف
فترى فيها الطراز الأولا / وهي تحكيه عياناً فتفي
كن لدى جلوتها منتبها / فعلى تكييفها طال اللجاج
أهي بالكاس أم الكأس بها / أذ بدت صرفاً فأخفاها المزاج
فهماً شيء بدا مشتبها / أم هما شيئان خمر وزجاج
لا الطلا كأس ولا الكأس طلا / عزب القصد على المعتسف
ولها إن شئت فاضرب مثلا / وحدة الوصف مع المتصف
فهي لا تنفك تجلو حببا / كاللآلي انتظمت في سلكها
هي كالفضة لاقت ذهبا / وغدت ممتازة في سبكها
أو كشمس بسناك اتصلا / ما أتى الدهر بليل مسدف
والذي أبصر ليلاً أليلا / فهو عن مرآكما في كنف
من فم الإبريق لما انسكبت / شربتها مقلتي قبل فمي
أترى كفك منها اختضبت / بدم العنقود لا بلا بدمي
هي من نار إذا ما التهبت / أحرقت بالكف زهر العندم
إن ما خضب تلك الأنملا / دم مشعوف جرى من شعف
طل في تلك الترافي والطلى / وسوى خدك لم يغترف
هاتها تشرق في أكوابها / صبغت ثوب الدجى لون الصباح
على نفسي من ضني أوصابها / تجد البرء ويعروها ارتياح
وأنعتنها ويك في ألقابها / فهي روح وهي روح وهي راح
وكأوصاف الطلا ساقي الطلا / ولماه العذب للمرتشف
إذ سعى يرتاح فيها معجلا / عاثراً بالريط ريط الرفرف
رشأٌ يرتاع من مغرمه / وهو في مأمنه بين الفرق
وإذا ما خفت من لومه / ظلت أكني عنه بالغصن الرشيق
ولكم موهت عن مبسمه / بثنايا الجزع من وادي العقيق
قد لوى جيدي عن ريم الفلا / ربرب القصر ربيب الترف
جؤذر قد راح يأوي منزلا / بين أطباق الضلوع الرجف
فهو من قلبي يأوي مكنسا / وبأجفاني إذ تنطبق
ناظماً دمعي إذ ما انبجسا / لؤلؤاً في جيده يتسق
وعلى نار الصبا قد غرسا / ورد خديه فلا يحترق
وبميل السحر لما اكتحلا / مسح اللحظ بحد المرهف
وجلا سيفاً ورمحاً قتلا / وهما من دعج أو هيف
رقرقت وجنته ماء الشباب / فأراقت أدمعي فيه المقل
ولنار الحسن في الخد التهاب / يبعث الوجد إلينا بالقبل
كم رنا لا بل رمى أصاب / من حشا عاشقه مأوى الغلل
وإذا الألحاظ كانت أنصلا / لم يكن غير الحشا من هدف
أي وعينيه إذا ما اعتقلا / صعدةً من قده المنعطف
علق القرط بأذنيه وثن / ضل من صلى إليه وغوى
كم بذاك القرط ذو اللب افتتن / إذ تجلى وعلى العرش استوى
مرسلاً من سبط الشعر علن / ودعا الناس إلى شرع الهوى
كافراً جاء إلينا مرسلاً / وهو لم يؤمن بما في الصحف
أتلف الناس جيمعاً وتلا / ليس من شرعي ضمان التلف
ذاك ريم بات عندي بعدما / أخذت منه الحميا مأخذ
كلما قبلته ملتثما / فاح لي من نشره طيب الشذا
ولقد عنقته ملتزما / شارباً ريقته حتى إذا
ما أباح الصبح لما اتصلا / أقحوان الشهب للمقتطف
كان كالبدر تجلى وانجلى / أو كما طاحت يد من كتف
بمحياً قد بدا فانعكسا / شكله شمساً أضاءت مطلعا
فكأن الليل لما اندرسا / ثم غيمٌ قد غشى فانقشعا
وكأن الدهر زهر يبسا / بعد أن أينق أو أن أينعا
وكأن البدر لما أفلا / درهم ضمته كف الصيرفي
وكأن الصبح لما أقبلا / مفعم سال بقاع صفصف
فلتطب نفسي عن أخدانها / فالأماني ضلة بعد الفراق
أين من نجد ومن سكانها / قاطن الحيرة من أرض العراق
إنما الراحة في سلوانها / وعناء ذكر أيام التلاق
كم مشوق قد تسلى فسلا / وطوى الأشواق طي الصحف
وإذا ظل الوصال انتقلا / لم يعد فائته بالأسف
بيد أني شمت في ربع الهنا / بارقاً لاح به يأتلق
ظل يحدو للأماني مزنا / هي بالأنس غدت تندفق
صدقتني وعدها فيها المنى / وهي في عهدي قليلاً تصدق
جددت لي عيشها المقتبلا / وغدت تنجز وعد المخلف
ولعمري قد بلغت الأملا / ولقد شاع الهنا في كنفي
يوم تزويج بدور وشموس / بزغت ليلاً وباتت بزغا
واصلت نوراً بمرآة النفوس / أدركت أمناً ونالت مبتغى
هزمت في سعدها جيش النحوس / وبها ثوب النحوس انصبغا
فشدا القمري لا بل هلهلا / بمثاني الساغبات الهتف
ملأت بالبشر أقطار الملا / فرحة بأرض النجف
يا أبا القاسم خذها قسما / بمعاليك بلا خنث ومين
أنت لو تخطب من أم السما / بنتها الشمس لزفت رأي عين
وأتت تنحو مغانيك كما / أقبلت تنحوك شمس الحسبين
أو لست البدر لما انسدلا / فوق متن الليل ثوب السدف
ومعير الروض خلقاً مجتلي / من سجاياك بأسنى زخرف
فاهن يا عباس في قرة عين / وأشأ سبقاً يا جواد الحلبات
بفتاتين هما بالمنسكين / طافتا والعرف ينحو عرفات
زارتا شمسين برجي قمرين / فغدا سعد قران النيرات
قلت إذ ذاك وهي اتصلاض / من لفي تلك وذا في مألف
تلك بلقيس سليمان العلى / وكذا هذي زليخا يوسف
حبذا أناء لهوٍ قد غدا / باسم الثغر بها عباسها
بلغت فيها الورى أقصى مدى / للهنا حيث جرت أفراسها
وإذا ما أسرةٌ عمت يدا / بالندى عمت هنا أعراسها
وكذا أنتم بلى ثم بلى / لم تزالوا خلفاً عن سلف
فاشد يا سعد وغن طربا / وجد العود بجس الوتر
فاح نشر البشر ترويه الصبا / وسرى منه بذيل عطر
وجرت خيل التهاني خببا / لعلي المجد سامي المفخر
من له ابتز المعالي حللا / وهي في دهري شمس الشرف
يتوارى البدر منه خجلا / كيف يرعاه بوجه كلف
ملك ما إن تجلى وبدا / سجد الدهر على أقدامه
وله تاج الكمال انعقدا / واستقام الشرع في أحكامه
ولكم جد له واجتهدا / رافعاً للزيغ في أقلامه
رب أقلام تضاهي الأسلا / في شباها وحدود المشرفي
هي أحرى للفتى معتقلا / حيث لا زحف لغير الأحرف
علم يؤتم في للرشاد / إن دجا للجهل مسدف
ببيان لو وعى قس أياد / مثله راح به ينشغف
ولسان كلما أدبى أعاد / جاحد الفضل له يعترف
يتثنى الدهر فيه جذلا / فهو منهز بقدٍّ أهيف
أترى ذا الحبر يملي الغزلا / أم ترى للدهر فرط الشغف
ذو قدور ملأت صدر الفضاء / راسيات أو جفانٍ كالجواب
تحسب الغلي بها كان رغاء / فحل البزل بها وهي عراب
وإذا ما اتنصبت عند الغناء / فأثافيها شماريخ الهضاب
وإذا ما الليل ألقى كلكلا / أو قدوا نيرانها بالشغف
أوقدوا العود بها والمندلا / فهو للأعين أو للأنف
لا يرى لا لجواب تصلح / ونعم تأتي فتاتينا النعم
صحفت في لظه إذ تفتح / نونها أدهى للناس نعم
ذات لا يسام مما يسمح / وسخاء الطبع لا يدري السآم
فاسأل الغيث إذا ما انهملا / عن ندى كفيه إن تكتف
عن ندى كفِّ نداها أخجلا / طله غيث الغمام الوكف
فلو أن الغيث يمتاز الندى / منه ما أجدب يوماً مشهد
واستهل البرق منه عسجدا / ولجيناً هل فيه البرد
وكذا البحر لو نال يدا / من أياديه إذا ما يزيد
لجلا اللؤلؤ للناس ولا / حازه في قعره بالصدف
وغدا بينهم مبتذلا / أي وعينيه ابتذال الخزف
ذاك من لو كلنا مداحه / ما نرى بالعشر من معشاره
ذاك إن جن الدجى مصباحه / يفضح البدر سنا أنواره
مدحه قد عجزت شراحه / فاكتفوا بالعين من آثاره
غير أني رمت فيها رتلا / أن أوشي في ثناه صحفي
ونظمت الشهب فيه جملا / كي أحليها بأسنى شرف
لم يزل منك عل جيد الفخام / طوق عز أبد الدهر اتصل
صاغه من صاغ أطواق الحمام / وكسا الطاووس موشي الحلل
وغدا مغناك مأوىً للملا / ملجأ الخائف خصب المعتفي
ما شدت ورق وغنت طربا / ترقص الغض بروض أنف
بلوى الرقمتين من أم أوفي
بلوى الرقمتين من أم أوفي / طلل بان أهله فتعفى
غيرته الأعصار يوماً وليلا / وشمالاً يعصفن بالربع عصفا
ومحاه مسرى الرياح حنوبا / واهطال السماء سحا ووكفا
وثلاث لم يبلها صوب قطر / لا ولا كابدت من البين صرفا
قربت بينها ولائد بكرٌ / وارتضتها مواقد الحي إلفا
بين تؤيين خلت ظمياء ألقت / من حلي لها سواراً ووقفا
قال لي صاحبي وقد أخضل الدم / ع ردائي ومزنة الشوق وطفا
طارحا بالطلول عبء دموع / أثقلت ناظري عسى أن يخفا
أو تبكيك باللوى عرصات / دارسات الطلول من أم أوفى
صاح دعني في أربع نعمتني / بلعوب لطفيفة الخصر هيفا
كان عهدي بها قريبة عهد / لم ترعني في موعد الوصل خلفا
تتمشى مدلة بين بيتي / جارتيها ممكورة تتكفا
بقضيب يهزه اللين قدا / وكثيب يرجه الثقل ردفا
هي روض الجمال يرتادها الطر / ف اختلاساً وتمنع الكف قطفا
مبسماً واضحاً ووجهاً أغرا / وحشا مخطفاً وزنداً ألفا
وثنايا كأنهن لئالٍ / نسقتها نساقة الغيد رصفا
هي أحلى من الرحيق إذا ما / خلطوها بالزنجبيل المصفى
وجفوناً أودى بها السقم حتى / كدن يحكينني سقاماً وضعفا
فتنت نرجس البطاح إذا ما / نبهته الصبا وقد كان أغفى
ريشت نبلها وريشت نبلي / فمضى لحظها وأرعشت كفا
وارتمينا فكنت أكذب مرمى / وانثنينا فكنت أصدق حتفا
هز منها الصبا قضيبي أراك / للتصابي ولفنا الشوق لفا
إن تعشقتها هوى لعمري / أنا ممن إذا تعشق عفا
أدعي حبها لينصل مني / رب مبدٍ أبدى هواه ليخفى
أهلها قربوا الجمال وخطوا / حجبها للنوى حجلاً وسجفا
فتبدت من القطيفة شمساً / واستقلت على الرحالة خشفا
فبعيني ظعائناً جزن بالرم / ل وراء الهضاب يحدون عنفا
أيها الراكب التي أنتجوها / من ظليم أصاب وجناء حرفا
فهي خلق ما بين ذاك وهذا / أعلمت للسرى جناحاً وخفا
عج إذا جزت أرض بدرة واقصد / شعب جصان جادها الغيث وكفا
واخلع النعل في مقدس واد / لو أتاه المشوق يوماً تحفى
واقرأن السلام عني خليلا / قد قرأنا هواه حرفاً فحرنا
علوياً حاز المعالي لا بل / زانها مبسماً وجيداً وطرفا
يا أبا الفضل كنية قد أبانت / لك فضلاً فأصبحت لك وصفا
وعميد الوغى إذا هيج يوماً / وحليف الإبا إذا سيم خسفا
رف شوقاً إلى لقاك فؤادي / عمرك اللَه هل فؤادك رفا
لم يزل بي إلى لقائك لوح / ولو أني أفنيت دجلة رشفا
إن تسلني كيف استمرت حياتي / فبطي الكتاب جاءتك لفا
أم تراك الغداة تذكر عهداً / قد تقضى ومعهداً قد تعفى
أزعجتنا النوى وكنا جيمعا / بربي الكرخ في نعيم وزلفى
في مشيد من القصور منيف / أوطأته حمراء دجلة كتفا
فسما تحسب البسيطة رامت / إن تشم السما فمدته أنفا
شامخ الركن والأزاهير تزهو / جهتي أرضه أماما وخلفا
تحت وردية إذا ضربها / رفعت تشتكي إلى اللَه طرفا
هي في طرحها سدى وإذا ما / ضربت جللت على الجو سقفا
ضربوها وهل تحد فتاة / ما رمى عرضها الكواشح قذفا
زانها الفرس بالتصاوير حتى / مثلت إلى الظباء صنفا فصنفا
ورواها البديع نوعين منه / دون كل الفنون نشراً ولفا
فانتظمنا عقداًوواسطة العق / د أغر قد راق طبعاً وشفا
ذاك من علم الهيام فؤادي / وسقاني مدامة الحب صرفا
ذاك معنى الثنا بكل لسان / ملأ الدهر من مزاياه صحفا
ذاك خلي محمد الحسن الأخ / لاق والخلق أحسن الخلق وصفا
لم نفه باسمه المطيب إلا / وفضحنا أرواح دارين عرفا
فعليك السلام منه ومني / ما تغنى الحمام يشتاق إلفا
عبث الدلال فهز مائس عطفه
عبث الدلال فهز مائس عطفه / وطغى الصبا فارتج مائج ردفه
فالبان يقصفه تميل غصنه / والرمل ينسفه تهيل حقفه
فضح الغزال وهو بدر محاسن / خرقت أشعته غمامة سجفه
كان الهلال فعاد بدراً كاملاً / لما أماط نضفيه عن نصفه
ووافتر عن در تشنف مثله / فتشابهاً والكل راق بوصفه
وافت تقرطه الثريا مثلما / وقف الهلال يريد رتبة وقفه
رشأ يلاعبه الرشا في جيده / تلعاً ويستر عنه أحمش ظلفه
يرعى بحبات القلوب وينثني / بالورد من خديه خشية قطفه
ما اعتاده عصف الصبا فأماده / إلا وطار القلب خشية قصفه
فغدت مطارحة العتاب تهزه / وغدوت أرفق ما استمر بهتفه
أشكو إليه كما تشكى خصره / من حبه لا من تحمل ردفه
كل تحمل فوق غاية جهده / منه وكل مجهد في ضعفه
حملت خصرك مثل ما حملتني / وكذاك ما لم تكفني لم تكفه
يا أيها المجتاز أجواز الفلا / رسم السرى فيها بمزبر حرفه
لم تبد شارقة تلوح أمامها / إلا وعاد مكانها من خلفه
ترتد رائضة القياد إذا التوى / من قبل أن يرتد شاخص طرفه
إن جزت أسنمة العقيق من الحمى / فقف المطي فثم أحجى وقفه
وانشد برامة عن فؤادي سربها / فالسرب أدرى في مراتع خشفه
قسماً بلفتة جيدة وبطرفه / وبغصن قامته وبوة ردفه
وبمرسل من شعره وعقاصه / ومرتب من نشره أو لفه
وبخده وبورده وبشمه / وبثغره وبخمره وبرشفه
ما كنت أحسبني أبت حباله / أو أن الفاً يلتوي عن الفه
غنت ظباء الفرس بالمعازف
غنت ظباء الفرس بالمعازف / ترقص حتى الوحش في المآلف
واتخذت للمرجان ملعباً / في روضة موشية المطارف
والشهب في متن الدجى كأنها / ودعٌ على زنجيةِ الوصائف
أو أنها دراهم تنثرها / على الحوادنيت يد الصيارف
أو أنها خط مداد أبيض / فهي على سود من الصحائف
أو أنها كانت أقاح روضة / قد نبتت آساً على المشارف
تهز للطعن رماحاً لقبت / في معرك الأشواق بالمعاطف
تنصلها الألحاظ في أسنة / لا تتقى بالحلق المضاعف
تكاد أن تسري بها نواظري / لولا ثقيل الحلي والملاحف
لي بنهما رود التثني كاعب / رود الشباب سهلة السوالف
قد وافقت طبع المشوق بالهوى / فما لها تبدي إبا المخالف
تفر من كفي إذا لمستها / في مأمن الحلي فرار خائف
أرابها وخط المشيب فالتوت / كأنها لم تك من أوالفي
كأنها السرب رعى شقائقاً / فعاد منها قاني السوالف
خائفة الحلي إذا تأودت / لكنها آمنة المطارف
كأن ما ينقص من خصورها / قد زاد منحطاً إلى الروادف
حالفتني وخنت يا عصر الصبا / فلم أثق بعدك في محالف
لاملأن الدهر منك حسرة / ترجع في أيامك السوالف
هذي معاهد ليلى فاحبسا وقفا
هذي معاهد ليلى فاحبسا وقفا / فما يضركما أن تسغفا دنفا
فقد عرفت لليلى أربعاً درست / وقد تذكرت عهداً للقا سلفا
يا صاحبي فعوجاً لا شقى بكما / صب شجاه محل الحي حين عفا
ولا تلوما إذا ما عبرة همعت / فما استجم الحيا إلا لكي يكفا
ولا تريحا أراك اللَه قلبكما / فما تكلفتما أن تعذلا كلفا
لقد تقاوى الهوى حتى ضعفت له / وقد تضاعف في صب به نحفا
ما كان حكم البلى عدلاً بأرسمها / عسى يكون سحاب الدمع منتصفا
هذا أريجهم في الربع فانتشقا / وذي ثغورهم في الروض فارتشفا
وذا أوار فؤادي شب فاقتبسا / وذا قطار دموعي سح فاغترفا
فلِلولوع فؤادي قد جرى حرقا / وللدموع عيوني قد جرت نطفا
يا بانة الجزع لا والنازلين به / ما كنت عارفة لولاهم الهيفا
وأنت يا سرب واديهم مجاورهم / فهل تكاد على مافيك أن تصفا
وذا الشقيق أنيق اللون تحسبه / ورداً من الوجنات الحمر مقتطفا
عربٌ نأوا فتنأى بعدهم جلدي / والبين يحكم في أهل الهوى جنفا
كم فيهم من رشيق القد تحسبه / خوطاً تمشت إليه فانعطفا
يعطو فيسبي المها جيداً وناظرة / وإن بدا ظل منه البدر منكسفا
دعصٌ من الرمل في ردف وفي عكنٍ / لولا تماسكه بالحلي لا تنسفا
أقول لسعد والحمائم هتف
أقول لسعد والحمائم هتف / وأيدي المطايا بالأحبة تعنف
عداك الحجى إن كنت ذا الهوى / مدامعه من ذئب القلب تنظف
أحن إذا حنت لذي الأثل ناقتي / وأصبو إذا ما الورق في الأيك تهتف
وليس إلى حزوى حننت ورامة / ولا لمحاني المنحني الجفن مطرف
أجل لي في وادي الغريين أغيد / هضيم الحشا ساجي اللواحظ أهيف
غزال ولكن يخجل البدر طلعة / وغصن ولكن ليس يحنو ويعطف
فكم ليلة بالسفح من أيمن الحمى / أدار علينا الراح والليل مسدف
فبت وحولي غلمة لم تكن إلى / سوى الجود تصبو أو سوى السيف تألف
إذا غضبت يوم الكريهة خلتها / أسوداً لها ظلت حشا الأرض ترجف
إذا جردت يوم القراع بوارقها / ترى بسناها أنفس الشوس تخطف
وإن رجت السمر الوشيج ترى لها / خياشيم من قاني دم القوم ترعف
تصول على الجيش اللهام بعزمة / تدك الجبال الراسيات وتنسف
سكارى حميا عتقتها يد الهوى / من الثغر تحسى لا من الكأس ترشف
رعى اللَه ذياك القوام فإنه / يكاد إذا هبت صبا يتقصف
ولله قلبي يوم قوض ركبهم / خفافاً وحادي العيس يحدو ويهتف
فآونة يمشي الهوينا وتارة / يخب على آثارهم يتعسف
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى / حمام بذات الأثل في الأيك تهتف
فأين استقلوا يوم زمت ركابهم / وخفوا سراعاً للمسير وأعنفوا
فإن تكن الجرعا محط رحالهم / فيا لا عدا الجرعا من السحب أوطف
وإن نزلوا وادي المعرف من منى / فيا حبذا وادي منى والمعرف
نأوا فتعرفت المنازل بعدهم / وما كنت لولاهم لها أتعرف
أسفت على تلك الليالي التي مضت / بسفح اللوا لو كان يجدي التأسف
وكم لي على تلك المعاهد لهفة / وهيهات يجدي المستهام التلهف
بلى أنا متبول الهوى ودنيف
بلى أنا متبول الهوى ودنيف / وداء الهوى لي تالد وطريف
فإن تصلوا فالوصل غاية منيتي / وإلا فسير اليعملات وجيف
فمثلي من يرجو الغرام مطية / ويحدو ولو أن الحداء عنيف
فخل زمام العيس تمرح بالسرى / فقد شاق قلبي صاحب وحليف
فما جيرة بالغور حلوا وإنما / لهم بفؤادي مربع ومصيف
وخامرت من داء الصبابة نشوة
وخامرت من داء الصبابة نشوة / أخال لها ما إن مشيت نزيفا
وسار وجيباً نحوكم بين أضلعي / فؤادي إذ لا يستطيع وجيفا
وأنكرت كل الناس إلفاً وصاحباً / وكل المغاني مربعاً ومصيفا
يا حامل الوردة ما ألطفك
يا حامل الوردة ما ألطفك / فهل ترى لي اليوم إن أرشفك
يا وردة الناظر باللَه قل / بهذه الوردة من أتحفك
لا أقطف الورد ولكنني / قد كدت من روضك أن أقطفك
أنكرني أهلي ولكنهم / ما أنكروني قبل أن أعرفك
عنفني فيك فلم يلوني / فلم لوى جيدك إذ عنفك
شبهك الشمس ولكنه / قد أنصف الشمس وما أنصفك
ثقلك التمويج يا ردفه / فأنت يا ذا الخصر من خففك
وأنت يا مبسمه لؤلؤ / قد رقت ترصيفاً فمن رصفك
قتلت أسد الغيل يا طرفه / ما كان أوقواك وما أضعفك
صرعت في حدك مني الحشا / باللَه يا ذا الطرف من أرهفك
ويا بنان الكف لا تقضني / دمي فقد زانك أم طرفك
فآه يا قلبي لو أنني / ضمنت فيك اليوم من أتلفك
أخلفك الموعد ظبي الحمى / فهل له ينجز ما أخلفك
إن لم يكن يسعف في مينة / فحسبك الأقبال إذ أسعفك
في مدح من في مدحه زينة / لقائل قد قال أو قد أفك
لذاك خلي الحسن المجتبي / أحسن من أطلق عان وفك
وذاك ذاك الصارم المنتضي / على دام العدم وفيه انسفك
فامرح على العيوق في عزة / واسحب على هامته مطرفك
يعد في تعريفه مخطئاً / يا علم الأعلام من عرفك
فرض الغرام على المحب المدنف
فرض الغرام على المحب المدنف / حج المنازل مألفاً في مألف
فبكل مصقول الشبيبة مترف /
قف في ديارهم أعز الموقف / إن الديار محصبي ومعرفي
لهم مقام بالحطيم مدرس / مأوى الحجاج الديار ومحبس
عرس به يا سعد فهو معرس /
واخلع نعالك فالمقام مقدس / واسع بمنعرج اللواء وطوف
واحرم ولب واعتمر في جمعهم / اذكر ربارب سرحهم في جمعهم
واتل بذكرك آية في شرعهم /
واحجج بأبناء الغرام لربعهم / واربع على دمن الخليط وخيف
طف مثلثاً بالدراسات ومربعا / نبك مصيفاً للخليط ومربعا
فبأجرع الغورين بورك أجرعا /
قد رمت أن أرد الحمام وأجرعا / لما طربت لدى الحمام الهتف
يا صاحبي ترتلاً وترنما / وبمألف السر بين منا أن جزتما
عوجا صدور اليعملات وسلما /
فبمألف السر بين من قنن الحمى / بالغور حياه الحيا من مألف
قلب تعلق بالحمول وزمزما / إذ أم ركبهم الحطيم وزمزما
ترميه أقواس التفرق اسهما /
قلب توزعه الصبابة اسهماً / في كل خدر ظاعن أو نفنف
يشكو تتابع نبلة في نبلة / من قوس جائرة النوى أو مقلة
وقد استقلت عيسهم في رحلة /
ملكته ويح الشوق كل ربحلة / خصت بحسن للضياغم متلف
برزت أميراً في جيوش متونها / لو لم يفض بالحب غرب شؤنها
وتدرعت بالشعر فوق متونها /
تستل عضباً من مريض جفونها / ينبيك عن حد الحسام المرهف
أخذت سلاح الحب عن فتيانه / فتسل عضباً ريع من سطواته
أسد العرينة في ذرى هضباته /
وتهز لدنا قد شكت وخزاته / كبدي كهز الذابل المتقصف
ظلت قلوب العاشقين خلالها / تشكو سهام جفونها ونصالها
هل كيف زجرت بالقصي نبالها /
بيضاء قد صبغ الحياء جمالها / بمعصفر من لونها ومفوف
اللَه من أدما بسفح رباعها / برزت كضبية حاجرٍ بتلاعها
وقف الغراء بمنحني أضلاعها /
قد خد منها الخد يوم وداعها / بدموع طرفٍ للتفرق مطرف
للَه شاكية الفراق لدهرها / سجرت صباوتها الضلوع بجمرها
فإذا وجفن ضلوعها من سجرها /
جعلت يديها في جناجن صدرها / خوفاً على تلك الضلوع الريف
أدرت أميمة إذ حدا بنياقها / حاد حديت القلب خلف حقاقها
إني بعيد وداعها وعناقها /
لي غلة لا تنطفي لفراقها / أي والهوى لي غلة لا تنطفي
يوري بتذكار الترحل زندها / حرى يوجج نار حزن بعدها
بضلوع مضني لا يبارح وجدها /
وغذا تأجج بالأضالع وقدها / أرسلت منهمر الدموع الوكف
قد ضاق في عيني واسع رحبها / لما تجاوبت الحداة بركبها
فبحق هاتيك البطاح وسربها /
كن منصفي يا عاذلي في حبها / في حبها يا عاذلي كن مصفي
خفت رواتكها كراشق نصلها / تطوي الفلا من حزنها أو سهلها
فإذا تغنى سائق في رحالها /
رقصت أيادي الراتكات بأهلها / رقصات منهز المعاطف هيف
بأبي القلائص بالخليط نوازحا / تطوي القفار أهاضباً وصحاصحا
قد زج مهن الحداة طلائحاً /
ظعنت يجشمها الغرام أبطاحاً / من أهل عقد وقاع صعضف
لم يبق لي بعد الخليط تصبراً / ولتلك أعضائي مقطعة العرى
وأنا الفدا للظاعنين تنفرا /
خبت رواحلهم تهش إلى السرى / في كل مصقول الشبيبة مترف
فبقيت أبكي في لوى فلواتهم / أطلاهم من مهجتي وحياتهم
أدروا وقد طربو الرجع حداتهم /
أبقوا أسير الشوق في عرصاتهم / يكبي المنازل في عيون ذرف
ظعن الخليط وشب ورى زناده / بفؤاد من لعب الأسى بفؤاده
ومتى يمل الدمع من لبعاده /
يجد الدامع من هتون عهاده / أصفى شراباً من سلاف القرقف
يغني النهار بلوعة في لوعة / تذكو بسائل دمعة في دمعة
وإذا الكواكب قد سفرن بطلعة /
يرعى الكواكب لا يلذ بهجعة / بنواح ساجعة الحمام الهتف
لما غدوتم للتفرق مغنماً / عللت نفسي بالوصال لعلما
يشفي التعلل بالوصال متيما /
عرضت فيكم يا أحبة بعدما / صرحت خوفاً من ملام معنف
هام الفؤاد وناظري ما هو ما / خذ وصف حالي يا ابن ودي واعلما
لما أغار الدهر فيك واتهما /
شأني أبيت مرقرقاً شأني دما / أعرف شأني فيك أم لم تعرف
قد شط عن مضني هواك رقاده / إذ بات مفترشاً لديك قتاده
قلقاً لبين الظاغين وساده /
متلهفاً يشجي الخلي فؤاده / في طول ترجيع وطول تلهف
عبد الرضا ما رام سخطاً أو دنا / أأسر لاحي حبه أم أعلنا
يا من تحكم في الفؤاد وأفتنا /
قد رمت أمحضك الوداد وها أنا / لم يثنني عما أروم معنفي
أصبحت في غير الهوى لم أبتذل / أوصلت من بعد الجفا أم لم تصل
ينبيك عما قلت دمع منهمل /
فامنن وجد واسمح واعطف وصل / وارفق وبادر بالزيارة واسعف
جفت الجفون رقادها لما جفا / وصفا الوداد ووده ما إن صفا
أدعوك متبول الحشا متلهفا /
يا متلفي كن واصلي بعد الجفا / بعد الجفا كن واصلي يا متلفي
أعن الغوير أخذت قلبي مرتعا / لما غدا روض الصبابة ممرعا
وشربت من جفني المسهد أدمعا /
للَه ريم رام قلبي مرتعا / والورد من وجناته لم يقطف
ووضئ وجه إن ظلام أردنا / ما شاقه قمر تبلج موهنا
ألا تردى من حياه الديجنا /
وقضيب بان ما أنثني إلا انثنى / في طير قلب بالضلوع مرفرف
ألفت لاعج حبه بتردد / فذوت رياض تصبري وتجلدي
وانا الفداء لشادن متنهد /
بددت فيه الصبراي تبدد / لما غدوت بلاعج متألف
أني كلفت بحبه عن غيره / والحب لا يبقي قوادم طيره
اللَه من ظبي بسفح غويره /
لو شام منه الثغر راهب ديره / لقلى الصلاة بجنح ليل مسدف
وغدا أصماً لو رآك مشنفا / لم يصغ للاحي ألح وعنفا
واجتاز عن سبل النقا وتعسفا /
ورمى المدارع لو رآك مهفهفا / في برد حسن بالشباب مفوف
كم بت من حرم الغرام بجذوة / مضني الفؤاد بطعنى وبسطوة
أدعو فأشجي الساجعات بدعوتي /
يا مر جفي في حبه من جفوة / من جفوة في حبه يا مرجفي
أشكو الصبابة في تضرم وقدها / وبدا لعيني هولها في حدها
ومذ اغتذى قلبي بغاية جهدها /
ضعفت متوني عن تحمل بردها / والقلب عن حمل الهوى لم يضف
يا بارقاً بين الغوير وبارق / حييت من زور تلوح وبارق
قل للخليط عدتك أيدي طارق /
كن مسعفي بخيال طيف طارق / قد قل في حكم الصبابة مسعفي
نعم استقلوا ظاعنين عن اللوى / واشتاق قلبي في تشوقه الهوى
وطووا بساط البيد شوقاً فانطوى /
وقد استقل بركبه حادي النوى / وأغار في قلب اللهوف المدنف
حبسوا لدى التوديع في رمل النقا / خيلاً تخيلها الصبا أو أينقا
قد ضم شيقهم عناقاً شيقا /
كشح إلى كشح تقارب والتقى / بعد التباعد مرشفاً من مرشف
زموا ففاض الدمع مني راجسا / والواحد قد أورى لدى مقابسا
أدعو فأطمع بالتلاقي آيسا /
يا سائق الأظعان عرج حابساً / بالركب وارحم حسرتي وتلهفي
حكم الهوى بطليقهم وحبيسهم / من ظاعن مخلف بدريسهم
عند الوداع ومهجتي برسيسهم /
حبسوا كما شاء الوداع بعيسهم / والدمع يسفحه الحياء بمطرفي
هل ضمة لغصونهم هل ضمة / ام هل لنشر القرب منهم شمة
أدعو وأجفان البكا منهمة /
يا ليت شعري والحوادث جمة / تعدو علي بصارم ومثقف
ملكته يوم البين أجناد الجوى / وطوى الفؤاد الحب منه فانطوى
هل ينقذ المشتاق في أيدي الهوى /
أم ينصف المشتاق من بعد النوى / من كان من قبل النوى لم ينصف
أنجدت في صد وقلبي متهم / قد ضمه ليل لصدك مظلم
ولكم أقول ومهجتي تتضرم /
أني على الود المقيم مخيم / لم ألف عنه مساعة من مصرف
أغدو بدمع للتباعد دافق / وفؤاد مضني بالأضالع خافق
أصفيت حتى لست فيه بماذق /
دائي عضال من تجن صادق / في وده فعسى بقربي يشتفي
عاتبتني لما جنيت جناية / أسمعت مني في هواك حكاية
قد حدت عن طرق الوداد غواية /
أرأيت هل يبدي الوداد هداية / لمجانب عن طرقة متعسف
قسماً بما ضم الحمى من ديمة / تسبي الجآذر في تلفت ظبية
كلا وإن أبديت صدق آلية /
قسماً برب الراقصات وفتية / تخذت غواربها مصيف مصيف
وبمجرمين تطوفوا من شرعه / وبكل من لبى بواكف دمعه
وبحي ذياك المقام وجمعه /
وبذي المشاعر والمقام وجمعه / وبكل حبر بالحجيج مخيف
وبمن تطاوف للتطوف خطوه / وبمن سما أوج الكواكب شأوه
خير البرية والمعلى صنوه /
للود ما يرنق صفوه / في طول إعراض وطول تخلف
هذا كتاب المجد مصحفه
هذا كتاب المجد مصحفه / ومآل وحي الفضل مألفه
فدلائل الأعجاز أسطره / وقلائد العقيان أحرفه
هذا المفضل باسم منشئه / وهو المفضل إذ تصحفه
كالفلك تشحنه غرائبه / فيشق لج الفكر مجدفه
متضوعاً كالروض باكره / صوب الغمام فراق زخرفه
كالماء بالرصف اصطبحت به / أو عقد غانية ترصفه
ودت عيوني لو تكون فما / تحسو سلافته وترشفه
ويود سمعي لو يكون يداً / لينال زهراً منه يقطفه
فاسأل به إن شئت ذا أدب / فميز الدينار صيرفه
وكأنه لعموم مادحه / سيان حاسده ومنصفه
يا أيها العلوي حزت علاً / ما استطاع حصراً من يوصفه
للَه من قلم كتبت به / وأنامل أخذت تصرفه
وبسحر بابل قد أتى ويرى / ثعبان موسى ليس يلقفه
يصل المحابر وهي تظمئه / ويصد عنها وهي ترشفه
متوقف ما لم يعل فما / فإذا أعل يقل موقفه
ظام فإن شرب المدام مشى / للطرس يلقيه ويقذفه
وكأنه لدقيق قامته / صب نحيف الجسم مدنفه
عادي المناكب لا يخاط له / برد ولا مما يفوفه
لا يعلم السر المصون وقد / ينبيك عن سر ويكشفه
جم اللغات لسانه ذرب / لا يختشي مما يحرفه
متكلم بالحق مؤتمن / ما صح عنه ما يصحفه
ومبين ما لا يبين له / ومعرف ما ليس يعرفه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025