القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَرِير الكل
المجموع : 6
أَلا أَيُّها القَلبُ الطَروبُ المُكَلَّفُ
أَلا أَيُّها القَلبُ الطَروبُ المُكَلَّفُ / أَفِق رُبَّما يَنأى هَواكَ وَيُسعِفُ
ظَلِلتَ وَقَد خَبَّرتَ أَن لَستَ جازِعاً / لِرَبعٍ بِسَلمانينَ عَينُكَ تَذرِفُ
وَتَزعُمُ أَنَّ البَينَ لا يَشعَفُ الفَتى / بَلى مِثلَ بَيني يَومَ لُبنانَ يَشعَفُ
وَطالَ حِذاري غُربَةَ البَينِ وَالنَوى / وَأُحدوثَةٌ مِن كاشِحٍ يَتَقَوَّفُ
وَلَو عَلِمَت عِلمي أُمامَةُ كَذَّبَت / مَقالَةَ مَن يَنعى عَلَيَّ وَيَعنُفُ
بِأَهلِيَ أَهلُ الدارِ إِذ يَسكُنونَها / وَجادَكِ مِن دارٍ رَبيعٌ وَصَيِّفُ
سَمِعتُ الحَمامَ الوُرقَ في رَونَقِ الضُحى / بِذي السِدرِ مِن وادي المَراضَينِ تَهتِفُ
نَظَرتُ وَرائي نَظرَةً قادَها الهَوى / وَأُلحي المَهارى يَومَ عُسفانَ تَرجُفُ
تَرى العِرمِسَ الوَجناءَ يَدمى أَظَلُّها / وَتُحذى نِعالاً وَالمَناسِمُ رُعَّفُ
مَدَدنا لِذاتِ البَغيِ حَتّى تَقَطَّعَت / أَزابِيُّها وَالشَدقَمِيُّ المُعَلَّفُ
ضَرَحنَ حَصى المَعزاءِ حَتّى عُيونُها / مُهَجِّجَةٌ أَبصارُهُنَّ وَذُرَّفُ
كَأَنَّ دِياراً بَينَ أَسنِمَةِ النَقا / وَبَينَ هَذاليلِ النَحيزَةِ مُصحَفُ
فَلَستُ بِناسٍ ما تَغَنَّت حَمامَةٌ / وَلا ما ثَوى بَينَ الجَناحَينِ زَفزَفُ
دِياراً مِنَ الحَيِّ الَّذينَ نُحِبُّهُم / زَمانَ القِرى وَالصارِخُ المُتَلَهِّفُ
هُمُ الحَيُّ يَربوعٌ تَعادى جِيادُهُم / عَلى الثَغرِ وَالكافونَ ما يُتَخَوَّفُ
عَلَيهِم مِنَ الماذِيِّ كُلُّ مُفاضَةٍ / دِلاصٍ لَها ذَيلٌ حَصينٌ وَرَفرَفُ
وَلا يَستَوي عَقرُ الكَزومِ بِصَوأَرٍ / وَذو التاجِ تَحتَ الرايَةِ المُتَسَيِّفُ
وَمَولى تَميمٍ حينَ يَأوي إِلَيهِمُ / وَإِن كانَ فيهِم ثَروَةُ العِزِّ مُنصِفُ
بَني مالِكٍ جاءَ القُيونُ بِمُقرِفٍ / إِلى سابِقٍ يَجري وَلا يَتَكَلَّفُ
وَما شَهِدَت يَومَ الإِيادِ مُجاشِعٌ / وَذا نَجَبٍ يَومَ الأَسِنَّةِ تَرعَفُ
فَوارِسُنا الحُوّاطُ وَالسَرحُ دونَهُم / وَأَردافُنا المَحبُوُّ وَالمُتَنَصَّفُ
لَقَد مُدَّ لِلقَينِ الرِهانُ فَرَدَّهُ / عَنِ المَجدِ عِرقٌ مِن قُفَيرَةَ مُقرِفُ
لَحى اللَهُ مَن يَنبو الحُسامُ بِكَفِّهِ / وَمَن يَلِجُ الماخورَ في الحِجلِ يَرسُفُ
تَرَفَّقتَ بِالكيرَينَ قَينَ مُجاشِعٍ / وَأَنتَ بِهَزِّ المَشرَفِيَّةِ أَعنَفُ
وَتُنكِرُ هَزَّ المَشرَفِيِّ يَمينُهُ / وَيَعرِفُ كَفَّيهِ الإِناءُ المُكَتَّفُ
وَلَو كُنتَ مِنّا يا اِبنَ شِعرَةَ ما نَبا / بِكَفَّيكَ مَصقولُ الحَديدَةِ مُرهَفُ
عَرَفتُم لَنا الغُرَّ السَوابِقَ قَبلَكُم / وَكانَ لِقَينَيكَ السُكَيتُ المُخَلَّفُ
نُعِضُّ المُلوكَ الدارِعينَ سُيوفُنا / وَدَفُّكَ مِن نَفّاخَةِ الكيرِ أَجنَفُ
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَخزى مُجاشِعاً / إِذا ضَمَّ أَفواجَ الحَجيجِ المُعَرَّفُ
وَيَومَ مِنىً نادَت قُرَيشٌ بِغَدرِهِم / وَيَومَ الهَدايا في المَشاعِرِ عُكَّفُ
وَيُبغِضُ سِترُ البَيتِ آلَ مُجاشِعٍ / وَحُجّابُهُ وَالعابِدُ المُتَطَوِّفُ
وَكانَ حَديثَ الرَكبِ غَدرُ مُجاشِعٍ / إِذا اِنحَدَروا مِن نَخلَتَينِ وَأَوجَفوا
وَإِنَّ الحَوارِيَّ الَّذي غَرَّ حَبلُكُم / لَهُ البَدرُ كابٍ وَالكَواكِبُ كُسَّفُ
وَلَو في بَني سَعدٍ نَزَلتَ لَما عَصَت / عَوانِدُ في جَوفِ الحَوارِيِّ نُزَّفُ
فَلَستَ بِوافٍ بِالزُبَيرِ وَرَحلِهِ / وَلا أَنتَ بِالسيدانِ بِالحَقِّ تُنصِفُ
بَنو مِنقَرٍ جَرّوا فَتاةَ مُجاشِعٍ / وَشَدَّ اِبنُ ذَيّالٍ وَخَيلُكَ وُقَّفُ
فَباتَت تُنادي غالِباً وَكَأَنَّها / عَلى الرَضفِ مِن جَمرِ الكَوانينِ تُرضَفُ
وَهُم كَلَّفوها الرَملَ رَملَ مُعَبِّرٍ / تَقولُ أَهَذا مَشيُ حُردٍ تَلَقُّفُ
وَإِنّي لَتَبتَزُّ المُلوكَ فَوارِسي / إِذا غَرَّهُم ذو المِرجَلِ المُتَجَخِّفُ
أَلَم تَرَ تَيمٌ كَيفَ يَرمي مُجاشِعاً / شَديدُ حِبالِ المِنجَنيقَينِ مِقذَفُ
عَجِبتُ لِصِهرٍ ساقَكُم آلَ دِرهَمٍ / إِلى صِهرِ أَقوامٍ يُلامُ وَيُصلَفُ
لَئيمانِ هاذي يَدَّعيها اِبنُ دِرهَمٍ / وَهاذا اِبنُ قَينٍ جِلدُهُ يَتَوَسَّفُ
وَحالَفتُمُ لِلُؤمِ يا آلَ دِرهَمٍ / حِلافَ النَصارى دينَ مَن يَتَحَنَّفُ
أَتَمدَحُ سَعداً حينَ أَخزَت مُجاشِعاً / عَقيرَةُ سَعدٍ وَالخِباءُ مُكَشَّفُ
نَفاكَ حَجيجُ البَيتِ عَن كُلِّ مَشعَرٍ / كَما رُدَّ ذو النُمِّيَّتَينِ المُزَيَّفُ
وَما زِلتَ مَوقوفاً عَلى بابِ سَوءَةٍ / وَأَنتَ بِدارِ المُخزِياتِ مُوَقَّفُ
أَلُؤماً وَإِقراراً عَلى كُلِّ سَوءَةٍ / فَما لِلمَخازي عَن قُفَيرَةَ مَصرَفُ
أَلَم تَرَ أَنَّ النَبعَ يَصلُبُ عودُهُ / وَلا يَستَوي وَالخِروَعُ المُتَقَصِّفُ
وَما يَحمَدُ الأضيافُ رِفدَ مُجاشِعٍ / إِذا رَوَّحَت حَنانَةُ الريحِ حَرجَفُ
إِذا الشَولُ راحَت وَالقَريعُ أَمامَها / وَهُنَّ ضَئيلاتُ العَرائِكِ شُسَّفُ
وَقائِلَةٍ ما لِلفَرَزدَقِ لا يُرى / عَلى السِنِّ يَستَغني وَلا يَتَعَفَّفُ
يَقولونَ كَلّا لَيسَ لِلقَينِ غالِبٌ / بَلى إِنَّ ضَربَ القَينِ بِالقَينِ يُعرَفُ
أَخو اللُؤمِ ما دامَ الغَضا حَولَ عَجلَزٍ / وَما دامَ يُسقى في رَمادانَ أَحقَفُ
إِذا ذُقتَ مِنّي طَعمَ حَربٍ مَريرَةٍ / عَطَفتُ عَلَيكَ الحَربَ وَالحَربُ تُعطَفُ
تَروغُ وَقَد أَخزَوكَ في كُلِّ مَوطِنٍ / كَما راغَ قِردُ الحَرَّةِ المُتَخَذَّفُ
أَتَعدِلُ كَهفاً لا تُرامُ حُصونُهُ / بِهاري المَراقي جولُهُ يَتَقَصَّفُ
تَحوطُ تَميمٌ مَن يَحوطُ حِماهُمُ / وَيَحمي تَميماً مَن لَهُ ذاكَ يُعرَفُ
أَنا اِبنُ أَبي سَعدٍ وَعَمروٍ وَمالِكٍ / أَنا اِبنُ صَميمٍ لا وَشيظٍ تَحَلَّفوا
إِذا خَطَرَت عَمروٌ وَرائي وَأَصبَحَت / قُرومُ بَني بَدرٍ تَسامى وَتَصرِفُ
وَلَم أَنسَ مِن سَعدٍ بِقُصوانَ مَشهَداً / وَبِالأُدَمى ما دامَتِ العَينُ تَطرِفُ
وَسَعدٌ إِذا صاحَ العَدُوُّ بِسَرحِهِم / أَبَوا أَن يُهَدَّوا لِلصِياحِ فَأَزحَفوا
دِيارُ بَني سَعدٍ وَلا سَعدَ بَعدَهُم / عَفَت غَيرَ أَنقاءِ بِيَبرينَ تَعزِفُ
إِذا نَزَلَت أَسلافُ سَعدٍ بِلادَها / وَأَثقالُ سَعدٍ ظَلَّتِ الأَرضُ تَرجُفُ
إِذا أولى النُجومِ بَدَت فَغارَت
إِذا أولى النُجومِ بَدَت فَغارَت / وَقُلتُ أَنى مِنَ اللَيلِ اِنتِصافُ
حَسِبتُ النَومَ طارَ مَعَ الثُرَيّا / وَما غَلُظَ الفِراشُ وَلا اللِحافُ
أَبا حَفصٍ مَخافَةَ كُلِّ ظُلمٍ / عَلَيكَ وَكَيفَ يَهجَعُ مَن يَخافُ
وَأَدعو اللَهَ فيكَ وَأَن يُجَلّي / عَمايَةَ ما يُزايِلُها اِنكِشافُ
وَأَن يَجِدوكَ إِذ هَزّوكَ صَلتاً / عَفيفاً مِن سَجِيَّتِكَ العَفافُ
تَقولُ ذاتُ المِطرَفِ الهَفهافِ
تَقولُ ذاتُ المِطرَفِ الهَفهافِ / وَالرِدفِ وَالأَنامِلِ اللِطافِ
إِنَّكَ مِن ذي غَزَلٍ لَجافي / ذَهَبتَ في تَمَثُّلِ القَوافي
وَأَنتَ لا تورِدُ بِالأَجوافِ / غَيرَ ثَماني أَينُقٍ عِجافِ
بُقيا مِنَ الغُدَّةِ وَالسَوافي / عوجٍ ظِماءٍ نَظَرَ المُشتافِ
فَاِروَي مِنَ الماءِ وَلا تَعافي / عَلَّكِ إِن أَودَيتُ في اِصطِرافي
تَلقَينَ في البُغيَةِ وَالتَطوافِ / مِثلَ أَبي هَوذَةَ أَو عَطّافِ
لَزنَ المُحَيّا ضَيِّقَ الأَكنافِ / يَدنو وَتَنأَينَ بِلُبِّ جافِ
شَمَّ العَلوقِ جَلَدَ العِطافِ /
سَنُخبِرُ أَهلَنا بِقِرى حِماسٍ
سَنُخبِرُ أَهلَنا بِقِرى حِماسٍ / وَنُخبِرُ ما فَعَلتَ أَبا خُفافِ
تَعَذَّرُ لِلنَزيلِ وَكانَ عِرقٌ / لَنا في اِبنَي نُمَيرَةَ غَيرُ جافِ
طَرِبتَ وَما هَذا الصِبا وَالتَكالُفُ
طَرِبتَ وَما هَذا الصِبا وَالتَكالُفُ / وَهَل لِمَهوى إِذ راعَهُ البَينُ صارِفُ
طَرِبتَ بِأَبرادٍ وَذَكَّرَكَ الهَوى / عِراقِيَّةٌ ذِكرٌ لِقَلبِكَ شاعِفُ
تَعُلُّ ذَكِيَّ المِسكِ وَحفاً كَأَنَّهُ / عَناقيدُ ميلٌ لَم يَنَلهُنَّ قاطِفُ
وَأَحذَرُ يَومَ البَينِ أَن يُعرَفَ الهَوى / وَتُبدي الَّذي تُخفي العُيونُ الذَوارِفُ
إِذا قيلَ هَذا البَينُ راجَعتُ عَبرَةً / لَها بِجِرِبّانِ البَنيقَةِ واكِفُ
يَقولُ بِنَعفِ الأَخرَبِيَّةِ صاحِبي / مَتى يَرعَوي غَربُ النَوى المُتَقاذِفُ
وَإِنّي وَإِن كانَت إِلى الشامِ نِيَّتي / يَماني الهَوى أَهلَ المَجازَةِ آلِفُ
وَإِنَّ الَّذي بُلِّغتِ رَقّاهُ نِسوَةٌ / نَفِسنَ عَلَيكِ الحُسنَ سودٌ زَحالِفُ
وَتُرمى فَتُشويها الرُماةُ وَقَتَّلَت / قُلوباً بِنَبلٍ لَم تَشِنها المَراصِفُ
صَرَمتُ اللَواتي كُنَّ يَقتَدنَ ذا الهَوى / شَبيهٌ بِهِنَّ الرَبرَبُ المُتَآلِفُ
طَلَبنا أَميرَ المُؤمِنينَ وَدونَهُ / تَنائِفُ غُبرٌ واصَلَتها تَنائِفُ
بِمائِرَةِ الأَعضادِ إِمّا لِشَدقَمٍ / وَإِمّا بَناتُ الداعِرِيِّ العَلائِفُ
يَخِدنَ بِنا وَخداً وَقَد خَضَبَ الحَصى / مَناسِمُ أَيدي اليَعمَلاتِ الرَواعِفُ
بَلَغنا أَميرَ المُؤمِنينَ وَلَم يَزَل / عَلى عِلَّةٍ فيهِنَّ رَحلٌ وَرادِفُ
وَيَرجوكَ مَن لَم تَستَطِعكَ رِكابُهُ / وَيَرجوكَ ذو حَقٍّ بِبابِكَ ضائِفُ
وَإِنّي لِنُعماكَ الَّتي قَد تَظاهَرَت / وَفَضلِكَ يا خَيرَ البَرِيَّةِ عارِفُ
فَلا الجَهدُ ما عاشَ الخَليفَةُ مُرهِقي / وَلا أَنا لي عِندَ الخَليفَةِ كاسِفُ
إِذا قيلَ شَكوى بِالإِمامِ تَصَدَّعَت / عَلَيهِ مِنَ الخَوفِ القُلوبُ الرَواجِفُ
أَتانا حَديثٌ كانَ لا صَبرَ بَعدَهُ / أَتَت كُلَّ حَيٍّ قَبلَ ذاكَ المَتالِفُ
فَلَمّا دَعَونا لِلخَليفَةِ رَبَّنا / وَكانَ الحَيا تُزجى إِلَيهِ الضَعائِفُ
أَتَتنا لَكَ البُشرى فَقَرَّت عُيونُنا / وَدارَت عَلى أَهلِ النِفاقِ المَخاوِفُ
فَأَنتَ لِرَبِّ العالَمينَ خَليفَةٌ / وَلِيٌّ لِعَهدِ اللَهِ بِالحَقِّ عارِفُ
هَداكَ الَّذي يَهدي الخَلائِفَ لِلتُقى / وَأُعطيتَ نَصراً لَم تَنَلهُ الخَلائِفُ
وَأَدَّت إِلَيكَ الهِندُ ما في حُصونِها / وَمِن أَرضِ صينِ اِستانُ تُجبى الطَرائِفُ
وَأَرضَ هِرَقلَ قَد قَهَرتَ وَداهِراً / وَتَسعى لَكُم مِن آلِ كِسرى النَواصِفُ
وَذَلِكَ مِن فَضلِ الَّذي جَمَّعَت لَهُ / صُفوفُ المُصَلّى وَالهَدِيُّ العَواكِفُ
وَنازَعتَ أَقواماً فَلَمّا قَهَرتَهُم / وَأُعطيتَ نَصراً عادَ مِنكَ العَواطِفُ
لَقَد وَجَدوا مِنكُم حِبالاً مَتينَةً / فَذَلّوا وَلانَت لِلقِيادِ السَوالِفُ
وَأَنتَ اِبنُ عيصِ الأَبطَحَينِ وَتَنتَمي / لِفَرعٍ صَميمٍ لَم تَنَلهُ الزَعانِفُ
نَمَتكَ إِلى العُليا فَوارِسُ داحِسٍ / وَصيدُ مَنافٍ المُقرَماتُ المَطارِفُ
لَهُ باذِخاتٌ مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ / يُقَصِّرُ عَنها المُدَّعي وَالمُخالِفُ
نَجيبٌ أَريبٌ كانَ جَدُّكَ مُنجِباً / وَأَدَّت إِلَيكَ المُنجِباتُ العَفائِفُ
وَما زالَ مِن آلِ الوَليدِ مُذَبِّبٌ / أَخو ثِقَةٍ عَن كُلُّ ثَغرٍ يُقاذِفُ
اِنظُر خَليلي بِأَعلى ثَرمَداءِ ضُحىً
اِنظُر خَليلي بِأَعلى ثَرمَداءِ ضُحىً / وَالعيسُ جائِلَةٌ أَغراضُها خُنُفُ
اِستَقبَلَ الحَيُّ بَطنَ السِرِّ أَم عَسَفوا / فَالقَلبُ فيهُم رَهينٌ أَينَ ما اِنصَرَفوا
مِن نَحوِ كابَةَ تَحتَثُّ الحُداةُ بِهِم / كَي يَشعُفوا آلِفاً صَبّاً فَقَد شَعَفوا
إِنَّ الزِيارَةَ لا تُرجى وَدونَهُمُ / جَهمُ المُحيّا وَفي أَشبالِهِ غَضَفُ
آلَوا عَليها يَميناً لا تُكَلِّمُنا / مِن غَيرِ سوءٍ وَلا مِن ريبَةٍ حَلَفوا
يا حَبَّذا الخَرجُ بَينَ الدامي فَالأُدَمى / فَالرِمثُ مِن بُرقَةِ الرَوحانِ فَالغَرَفُ
أَلمِم عَلى الرَبعِ بِالتِرباعِ غَيَّرَهُ / ضَربُ الأَهاضيبِ وَالنَأآجَةُ العُصُفُ
كَأَنَّهُ بَعدَ تَحنانِ الرِياحِ بِهِ / رَقٌّ تَبَيَّنُ فيهِ اللامُ وَالأَلِفُ
خَبِّر عَنِ الحَيِّ سِرّاً أَو عَلانِيةً / جادَتكَ مُدجِنَةٌ في عَينِها وَطَفُ
ما اِستَوصَفَ الناسُ عَن شَيءٍ يَروقُهُمُ / إِلّا أَرى أُمَّ عَمروٍ فَوقَ ما وَصَفوا
كَأَنَّها مُزنَةٌ غَرّاءُ واضِحَةٌ / أَو دُرَّةٌ لا يُواري ضَوءَها الصَدَفُ
مَكسُوَّةُ البَدنِ في لُبٍّ يُزَيِّنُها / وَفي المَناصِبِ مِن أَنيابِها عَجَفُ
تَسقي اِمتِياحاً نَدى المِسواكِ ريقَتَها / كَما تَضَمَّنَ ماءَ المُزنَةِ الرَصَفُ
قالَ العَواذِلُ هَل تَنهاكَ تَجرِبَةٌ / أَما تَرى الشيبَ وَالأَخدانَ قَد دَلَفوا
أَما تُلِمُّ عَلى رَبعٍ بِأَسنُمَةٍ / إِلّا لِعَينَيكَ جارٍ غَربُهُ يَكِفُ
يا أَيُّها الرَبعُ قَد طالَت صَبابَتُنا / حَتَى مَلِلنا وَأَمسى الناسُ قَد عَزَفوا
قَد كُنتُ أَهوى ثَرى نَجدٍ وَساكِنَهُ / فَالغَورَ غَوراً بِهِ عُسفانُ فَالجُحَفُ
لَما اِرتَحَلنا وَنَحوَ الشامِ نِيَّتُنا / قالَت جُعادَةُ هاذي نِيَّةٌ قَذَفُ
كَلَّفتُ صَحبِيَ أَهوالاً عَلى ثِقَةٍ / لِلَّهِ دَرُّهُمُ رَكباً وَما كَلِفوا
ساروا إِلَيكَ مِنَ السَهبى وَدَونَهُمُ / فَيحانُ فَالحَزنُ فَالصَمّانُ فَلوَكَفُ
يُزجونَ نَحوَكَ أَطلاحاً مُخَدَّمَةً / قَد مَسَّها النَكبُ وَالأَنقابُ وَالعَجَفُ
في سَيرِ شَهرَينِ ما يَطوي ثَمائِلَها / حَتّى تُشَدُّ إِلى أَغراضِها السُنُفُ
ما كانَ مُذ رَحَلوا مِن أَهلِ أُسنُمَةٍ / إِلّا الذُمَيلَ لَها وِردٌ وَلا عَلَفُ
لا وِردَ لِلقَومِ إِن لَم يَعزِفوا بَرَدى / إِذا تَجَوَّبَ عَن أَعناقِها السَدَفُ
صَبَّحنَ توماءَ وَالناقوسُ يَقرَعُهُ / قَسُّ النَصارى حَراجيجاً بِنا تَجِفُ
يا اِبنَ الأَرومِ وَفي الأَعياصِ مَنبِتُها / لا قادِحٌ يَرتَقي فيها وَلا قَصَفُ
إِنّي لَزائِرُكُم وُدّاً وَتَكرِمَةً / حَتّى يُقارِبُ قَيدَ المَكبِرِ الرَسَفُ
أَرجو الفَواضِلَ إِنَّ اللَهَ فَضَّلَكُم / يا قَبلَ نَفسِكَ لاقى نَفسِيَ التَلَفُ
ما مَن جَفانا إِذا حاجاتُنا نَزَلَت / كَمَن لَنا عِندَهُ التَكريمُ وَاللَطَفُ
كَم قَد نَزَلتُ بِكُم ضَيفاً فَتَلحَفُني / فَضلَ اللِحافِ وَنِعمَ الفَضلُ يُلتَحَفُ
أَعطَوا هُنَيدَةَ يَحدوها ثَمانِيَةٌ / ما في عَطائِهِمُ مَنٌّ وَلا سَرَفُ
كوماً مَهاريسَ مِثلَ الهَضبِ لَو وَرَدَت / ماءَ الفُراتِ لَكادَ البَحرُ يُنتَزِفُ
جوفَ الحَناجِرِ وَالأَجوافِ ما صَدَرَت / عَن مَعطِنِ الماءِ إِلّا حَوضُها رَشَفُ
بِالصَيفِ يُقمَعُ مَثلوثُ المَزادِ لَها / كَأَنَّهُم مِن خَليجَي دِجلَةَ اِغتَرَفوا
إِنّي شَكَرتُ وَقَد جَرَّبتُ أَنَّكُمُ / عَلى رِجالٍ وَإِن لَم يَشكُروا عُطُفُ
يا رُبَّ قَومٍ وَقَومٍ حاسِدينَ لَكُم / ما فيهُمُ بَدَلٌ مِنكُم وَلا خَلَفُ
إِنَّ القَديمَ وَأَسلافاً تُعَدُّ لَكُم / نِعمَ القَديمُ إِذا ما عُدَّ وَالسَلَفُ
حَربٌ وَآلُ أَبي العاصي بَنَوا لَكُمُ / مَجداً تَلاداً وَبَعضُ المَجدِ مُطَّرَفُ
يا اِبنَ العَواتِكِ خَيرَ العالِمينَ أَباً / قَد كانَ يُدفِئُني مِن ريشِكُم كَنَفُ
إِنَّ الحَجيجَ دَعَوا يَستَمتِعونَ بِهِ / تَكادُ تَرجُفُ جَمعٌ كُلَّما رَجَفوا
وَما اِبتَنى الناسُ مِن بُنيانِ مَكرُمَةٍ / إِلّا لَكُم فَوقَ مَن يَبني العُلا غُرَفُ
ضَخمُ الدَسيعَةِ وَالأَبياتِ غُرَّتُهُ / كَالبَدرِ لَيلَةَ كادَ الشَهرُ يَنتَصِفُ
اللَهُ أَعطاكَ فَاِشكُر فَضلَ نِعمَتِهِ / أَعطاكَ مُلكَ الَّتي ما فَوقَها شَرَفُ
هَذي البَريَّةُ تَرضى ما رَضيتَ لَها / إِن سِرتَ سارَوا وَإِن قُلتَ اِربِعوا وَقَفوا
هُوَ الخَليفَةُ فَاِرضَوا ما قَضى لَكُمُ / بِالحَقِّ يَصدَعُ ما في قَولِهِ جَنَفُ
يَقضي القَضاءَ الَّذي يُشفى النِفاقُ بِهِ / فَاِستَبشَرَ الناسُ بِالحَقِّ الَّذي عَرَفوا
أَنتَ المُبارِكُ وَالمَيمونُ سيرَتُهُ / لَولا تُقَوِّمُ دَرءَ الناسِ لَاِختَلَفوا
سُربِلتَ سِربالَ مُلكٍ غَيرِ مُبتَدَعٍ / قَبلَ الثَلاثينَ إِنَّ الخَيرَ مُؤتَنَفُ
تَدعوا فَيَنصُرُ أَهلُ الشامِ إِنَّهُمُ / قَومٌ أَطاعوا وُلاةَ الحَقِّ وَأتَلَفوا
ما في قُلوبِهِمُ نَكثٌ وَلا مَرَضٌ / إِذا قَذَفتَ مُحِلّاً خالِعاً قَذَفوا
قَد جَرَّبَ الناسُ قَبلَ اليَومِ أَنَّهُمُ / لا يَفزَعونَ إِذا ما قُعقِعَ الحَجَفُ
آلُ المُهَلَّبِ جَذَّ اللَهُ دابِرَهُم / أَمسَوا رَماداً فَلا أَصلٌ وَلا طَرَفُ
قَد لَهِفوا حينَ أَخزى اللَهُ شيعَتَهُم / آلُ المُهَلَّبِ مِن ذُلٍّ وَقَد لَهِفوا
ما نالَتِ الأَزدُ مِن دَعوى مُضِلِّهِمُ / إِلّى المَعاصِمَ وَالأَعناقَ تُختَطَفُ
وَالأَزدُ قَد جَعَلوا المَنتوفَ قائِدَهُم / فَقَتَّلَتهُم جُنودُ اللَهِ وَاِنتُتِفوا
تَهوي بِذي العَقرِ أَقحافاً جَماجِمُها / كَأَنَّها الحَنظَلُ الخُطبانُ يُنتَقَفُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025