المجموع : 11
ما خفتُ أن يَطغى هواكَ فقد طغى
ما خفتُ أن يَطغى هواكَ فقد طغى / وشغلتَ أحشاءً أبتْ أن تَفْرُغا
لم تألُ أن راغتْ بعهدكمُ النوى / لا درَّ درُّ نواكُم ما أرْوَغا
لله عَيشُكِ يا لياليَ تُوضَحٍ / ما كان أنضر عَيشَكنَّ وأرفَغا
لا ينزعنْ بيني وبين صبابتي / عَذلٌ فليس بِرادعي إن يَنزِغا
أسَلُ المنازلَ والسؤالُ مُسَوَّغٌ / فيهنَّ لو كان الجوابُ مُسَوَّغا
ومن العجائب أن يخاطِبَ أخرسا / من ليس يَنشَدُ أن يخاطِبَ ألثغا
أحُشاشَةَ الرَّبعِ الذش نَاغَيْتُه / فنغى البلى عنه وَحَقَّاً ما نغى
أين الأولى نَعَبَ الغرابُ بِبَيْنِهِمْ / فكأَنَّ بكرَ ثمودَ بينهمُ رغا
لبسوا ثيابَ الهجرِ سوداً بعدما / لبسوا الوصالَ مُفَرَّعاً ومُثَمَّغا
لا تمسِ للحدثانِ مِشْيَةَ ظالعٍ / ما أَظمأ الحدثانُ إلا رَبَّغَا
بينا الهوادي لا تُرامُ تطاولاً / حتى تُرامَ لدى المطالبِ أَرْسُغا
الحظُّ يوشغُ للأديب فما الذي / أنكرت مني أنَّ حظِّيَ أوْشَغا
والحال رُبَّتما تكون مُعَضَّلاً / تُمَّتْ تحولُ إذا تَحولُ مُسَبَّغا
دبغتْ خلائقيَ الخطوبَ ولن ترى / بَشَر الأديمِ يطيبُ حتى يُدْيغا
وحملتُ أعباءَ الأمورِ وقلَّ مَنْ / حمل الذي حُمَّلْتُه إلا صَغَا
أنا للصروفِ لأدمغنَّ صَفاتَها / بيدٍ تكفُّ صفاتَها أنْ تدمغا
بأغرٍّ ما انصابَتْ لأزْلٍ كفُّهُ / إلا استحال الأزْلُ فيها أهْيَغا
من لا يَكدّ السمعَ إلا في نثاً / يفترُّ عن آلائهِ أو في وغى
يا باغيَ العباسِ جاراً نلتَ ما / يُغْنِي سواكَ لدى سواه إذا ابتغى
هل كنتما إلا كجارَيْ ثَلَّةٍ / هذا اصطفى الحَلَبَ الصريحَ وذا ارتغى
إن الأميرَ إذا الليالي بالغت / في الحيفِ عاقبَها نداهُ فأبلغا
فشفى بدرياقِ الثراءِ لديغَها / وَحَماهُ آخرَ دَهْرِه أنْ يُلْدَغا
أَنّى يُطاوِلُ مَنْ كَيْغْلَغُ جَدُّه / أو من أبوه أحمدُ بنُ كَيْغْلَغَا
شِمْ سَيْبَهُ وَشِمِ السحائبَ تَلْقها / أضْفَى عليكَ من السحابِ وأسبغا
ما إِن غدا يهوى العلى متشاغلاً / حتى غدا لهوى العُلى مُتَفَرِّغا
لا يرتضي عُرْفاً أغرَّ محجَّلاً / حتى يُرى ذين أَنبطَ أصْبغَا
فإذا جنى المعروفِ في غصن امرئٍ / أفغى أمنتُ على جَناه من الفغى
لم يهتبلْ غُلَواءُ عيشِكَ كَنزَهُ / إلا أفاءَ عليك عيشاً بُرزُغا
في جوده بغيٌ على أمواله / مَن ذا رأى جوداً على مالٍ بغى
يا ثالثَ القمرين نلتَ مداهما / فبلغت ما بلغا وما لم يبلغا
كم قسطلٍ كالطَّود إِلا أنَّه / أحمى عرانيناً وأحسنُ أرفُغا
قد رنّقتْ فيه عُقابُ منيَّةٍ / ما إن بها فَتَخٌ يُحَسُّ ولا شَغا
غادرتَ زَعْفاً بالرماح ممزَّقاً / فيه وَتَرْكاً بالسيوف مُفدَّغا
لما اجتليتَ البيضَ لم يلبثنَ أن / عَوَّضْتَهنَّ من البياض مُصبَّغا
بيدٍ تقيمُ صَغا الليالي كلما / آدت جوانبَهُنَّ أعباءُ الصغا
هذا وكم متمرِّغٍ في غيِّه / أضحى على فُرُش الردى متمرِّغا
حثَّ الزئيرَ إليك إلا أنه / لما رآك زأرتَ عن عُفرٍ ثغا
أوردتَ نُغنُغه المهنَّدَ جاعلاً / من بعد ذاك له المثقَّف نُغنغا
وَمَقامَةٍ لا تنطوي جَنَباتها / إلا على لُقِنٍ أصمَّ عن اللَّغا
ما إن يني لقمانُ فيها أخرقاً / بل لا يني سحبانُ فيها ألثغا
كان انتظار بلوغ رأيك عندها / مثل انتظار الشمس حتى تبزغا
يفري دجى الشُّهُبات عن طاوي الحشا / ماضٍ إذا النصلُ المجرَّد تغتغا
ما كاد نابُ الدهر يمضغُ عوده / إلا رآه أمرَّ منْ أن يُمْضغا
كالأفعوانِ إذا تبيَّغَ ريقُهُ / خلنا به السمَّ الذعافَ تبيّغا
أولغتَهُ تامورَ كلِّ عظيمة / مستصعبٍ تامورُها أنْ يولغا
أنّى يُقَصِّر عن بلوغِ مَرَامِهِ / مَنْ كنتَ أنت له إليه مبلِّغا
نعم الظهيرُ المبتغي مندوحةً / في المجد لمّا ضاق عنه المبتغى
فعليك مدُ مقرِّظٍ نشَغَتْ به / هممٌ إِليك سبيلُها إن تَنْشغا
ما إن تزالُ تصوغُ حَلْيَ قلائدٍ / فأتَتْ صياغةُ حليهِنَّ الصوَّغا
لو كان نابغتا معدٍّ أُخبرا / بمكانه لاستحييا أَنْ يَنْبِغَا
سُوِّغَ بستانيَ البهاءَ فما
سُوِّغَ بستانيَ البهاءَ فما / قلتُ من القول فيه ينساغُ
باغٌ من النَّور كل واحدةٍ / فيه من النور وَحدَها باغ
ألوان خيريِّهِ الملوَّن لا / يعدلُ أصباغَهُن أصباغ
خُرَّمُهُ أرؤسٌ مُتَوَّجَةٌ / ما صاغ تيجانَهنَّ صَوَّاغ
وإنما وَرْدُهُ الخدودُ له / من ورقاتٍ عليه أصداغ
يُريغُ قلبي صنوفَ زينتِهِ / فالطرفُ منه إليه روَّاغ
من ذي اصفرارٍ تخاله حُللاً / يصبغها للرياض صبَّاغ
وذي احمرارٍ كأَنه عَلَمٌ / فيه سوادٌ كأنه داغ
فرغتُ للهو فيه يُسعِدني / عليه مستهترون فُرّاغ
أربعةٌ كالصقور خامسُنا / أسْوَدُ ملقى كأنه زاغ
يمجُّ سلسالةً يُسَلسِلُها / مدغدغٌ للعقول لدّاغ
يديرُها ألثغٌ إذا لمعتْ / قال هي النُّوغُ بل هي الناغ
شمسٌ من الحسن لو يُسوِّغنا / من يده السمَّ كان ينساغ
تنطقُ ألحاظه ومنطقها / بلاغةٌ كلُّها وإِبلاغ
أُسبِغَ كلُّ النعيم فيه ولا / نعيمَ ما لم يَصِلْه إِسباغ
لله مَلبَسُ زينةٍ ما أسبَغَهْ
لله مَلبَسُ زينةٍ ما أسبَغَهْ / لبست مُفوَّفَهُ الرُّبى وَمُثَمَّغَهْ
نشوانُ من كاس الندى متأطِّرٌ / من حيث جمَّشه النسيمُ ودغدغه
وممرَّغ الأغصان بين ثرىً غدت / منه على المسك السَّحيق ممرَّعه
ألوان زهرٍ ليس يَجهل قدرَها / إلا امرؤٌ في الجهل اشهرُ من دُغه
إن لم تكن فوق الفصوص فإنها / لا شكَّ في تلك القوالب مُفَرغه
عارضتُ جوهرها بجوهر قهوةٍ / بلغت بمختار الجواهرِ مبلغه
من كفِّ مصبوغ الأنامل لم تزل / ألحاظُه بدم القلوب مصبَّغه
عجباً لعقرب صُدغه وللدْغِها / قلبي وتترك خدَّه إن تَلدَغَه
أيُّ بدر نأى علينا بزوغُهْ
أيُّ بدر نأى علينا بزوغُهْ / ذاك بدرٌ أعيا المحاقَ بلوغُهْ
غصُنٌ صيغَ من ضياءٍ كفانا / كلِّ نوعٍ من الضياءِ مَصوغه
صيغ الحسنُ وردَ خدّيه حتى / صيغ الأرضَ من دمي مصبوغه
اقتضى وَصفَه القريضُ فما يب / لغُ فيه من القريض بليغه
سحرُ لحظٍ ما كاد يلدغُ إلا / خاض في أبحر المنايا لديغه
رُغتُ عمَّن يلومُ فيه وألفى / لي عذراً عن الملامِ يُريغُه
فارتدائي فيه رداءَ الهوى السا / بغ مما يدينُ مثلي سبوغُه
لا تٌرغني إلى السلوِّ فإني / لستُ ممن يروغ حين تروغه
فرَّغ الشوقُ من سوى الشوق قلباً / كان بَدْءَ اشتغالِهِ تفريغُه
فإذا ما أساغ خلقٌ سُلُوّاً / عن حبيب فلستُ ممن يُسيغه
من لي بأبيضَ خدُّهُ مصبوغ
من لي بأبيضَ خدُّهُ مصبوغ / قلبي بعقربِ صُدْغِهِ ملدوغُ
من جسمِهِ صِيْغَ الهواءُ وإِنما / من وجهه بدرُ السماءِ مَصوغ
إن راغَ قلبي خوفَ سهمِ لحاظِهِ / فإِليه منهُ يروغُ حين يروغ
ما الوصلُ مبلوغٌ لديه حُلْوُهُ / لكنَّ مُرَّ صُدودِه مَبْلُوغ
خدُّكَ من صُدْغِكَ ملدوغُ
خدُّكَ من صُدْغِكَ ملدوغُ / وهو من الحمرةِ مصبوغُ
إن كنتَ مبلوغاً بوصفٍ من ال / وصف فإنَّ البدرَ مبلوغ
غُلامِيَّةٌ مُسْبَلٌ صُدْغُها
غُلامِيَّةٌ مُسْبَلٌ صُدْغُها / لها وَجْنةٌ مُشْبَعٌ صِبْغها
وثغرٌ به مضَغَتْ مهجتي / فيا ليتني دام لي مَضْغها
تعافُ الطِّرارَ وَتَصْمِيغها / وكم طُرَّةٍ عَيْبُها صِمْغُها
وما مسَّ مِخْنَقَةً جيدُها / ولا مسَّ دَسْتيْنَجاً رُسْغها
إذا لدغتنيَ ألحاظُها / أُقيمَ مَقَامَ الرُّقَى لدغها
وتنزغُ بيني وبين الكرى / فيهزمُ جيشَ الكرى نزغها
وقد دبغتنيَ دبغَ الأديم / عِشْقاً فما ساءَني دَبْغُها
ولو وَلَغَتْ في دم القلب لم / أرَ القلبَ يُؤْلِمُهُ وَلْغُها
فكم قد ضَغَتْ فيه من ضغوةٍ / ولو أَنْصَفَتْنِيَ لم تَضْغُها
مَنْ باقلٌ عندكَ بل مَنْ دُغَه
مَنْ باقلٌ عندكَ بل مَنْ دُغَه / انظر إلى رأسِكَ ما أَفْرَغَهْ
أعْدَدْتُ أحجارَ القوافي له / فاهربْ به من قبلِ أن أَدْمغَه
أو لا تَرُغْ ليس من الحزم أن / يقولَ بعضُ الناس ما أروَغَه
فما قرادٌ زلَّ عن مَنسِمٍ / بمعجز المنسم أن يَفْدَغَه
مَن حاربَ الأفعى على غِرَّةٍ / بِحَربِها توشكُ أن تَلدَغَه
يا لغوياً ما تزال استُهُ / أَنطَقَ من فيه بعلم اللغه
ويا فتى النحو الذي لا تني / لاماتُنا في ميمِه مُولَغَه
وشاعرٌ لو أنه صامتٌ / لقال كلُّ الناس ما أبلغه
استك إِبراهيمُ صبَّاغةٌ / لا تُخرجُ الغُرْمولَ أو تصْبُغَه
في جوفها اسطبلٌ يعي كلَّ ما / شئتَ وفي خارجها مِمْرَغه
ليست تلذُّ العَرَد ما لم تصلْ / نُغْنُغَةُ العَرْدِ إلى النُّغنُغَه
ما أوبقَ اللؤمَ لئيماً كما / أَوبَقَكَ اللؤمَ ولا أوتَغَه
ثلاثةٌ ليس لها رابعٌ / عِرضك والمَخْرجٌ والمَدبَغه
ويلٌ لإبراهيمَ مَن ساقَهُ / لِلْحَيْنِ والحتفِ لقد بَلَّغه
ويلٌ له ويل له لازمٌ / ألزمُ للصدغ من المِصْدَغَه
ذو نخوةٍ تُخبرنا أنه / عرَّق فيه باغرٌ أو بُغَه
وصورةٍ شوهاءَ إن لم تكنْ / قرداً ففي قالَبِه مُفْرَغه
كأنما يمضغُ سلحاً إذا / ما مضغَ الإنشادَ أو تَغتَغَه
عَيرٌ عَرَتْ أرساغَه عُقلةٌ / قد عَقَلتْ عن شأونا أرسُغه
ولا أراهُ ناجعاً فيه ما / شرَّطَه البَيطارُ أو بَزَّغه
خنَّقَهُ الهجوُ فلو راحَ أنْ / يُسيِغَ بَرْدُ الماءِ ما سَوَّغَه
مُخَنَّثٌ قد صَفَّرَ الخُنْثُ ما / جاوز لِيْتَيْهِ وقد ثَمَّغَه
شَهْوَتُهُ اللحمُ ولكنّه / يَبْلَعُهُ من غيرِ أَنْ يَمْضُغَه
وليس بغّاءً صحيحاً بلى / يُحِسُّ في أَسفله دَغْدَغَه
دونكه سهلَ الثنا صَعْبَهُ / لا ألكنَ اللفظِ ولا أَلْثَغَه
يُقالُ عجباً بالذي صاغه / قاتلَهُ اللهُ فما أَصْوَغَه
في ابن أبي حمَّادٍ لصائغِ
في ابن أبي حمَّادٍ لصائغِ / أُعجوبةُ المشغولِ والفارغِ
ما زال يستقرضُ مِنْ شادنٍ / بين صغيرِ السنِّ والبالغ
حتى إذا السنُّ تعالَتْ به / إلى محلِّ القَرْهَبِ الصَّالغ
أَحال بالقرضِ على بِنْتِه / إِحالةَ المنخزِلِ الرائغ
والنقدُ لا يُؤخَذُ إلا كما / يُعْطَى بِنَزْعِ العينِ والماضغ
يا ابنَ أبي حمَّادٍ المنبري / برأسه للحجَر الدامغ
قُبِّحتَ ملدوغاً على موضعٍ / تلتذُّ فيه لدغةَ اللادغ
أتانا الحارثِ الرافقيّ
أتانا الحارثِ الرافقيّ / وقد نُقِّبَ الوجه منه بزاغ
وخبَّرَ قومٌ بأنّ اللحى / تطولُ على قدر مصِّ الدماغ
فإن كان حقاً كما خبَّروا / فقد فرغ الرأسُ كلَّ الفراغ
شقيقةٌ شقَّ على الورد ما
شقيقةٌ شقَّ على الورد ما / قد مُنِحتْ من كثرة الصِّبغ
كأنها من حُسنها وجنةٌ / يلوح فيها طَرَفُ الصُّدغ