المجموع : 7
أبنت الهدى جددت صنعا علا صنعا
أبنت الهدى جددت صنعا علا صنعا / مضى المرتضى أصلا وأتبعته فرعا
جرى الموت جرى الريح في منيتكما / فاذواك ريحاناً وكسّره نبعا
على نسق جاء المصاب وانما / تقدم وترا ثم أتبعته شفعا
قدمَت ربيعاً والربيع كأنما
قدمَت ربيعاً والربيع كأنما / تأخر وتراً اذ تقدمته شفعا
على نسق وافيتها ووفيتها / فكنت حياً سكباً وكان حياً معا
صباح الأماني أنت أطلعته ضحى / وأصل المعالي أنت أنبته فرعا
أيا ضيف لم تنزل فنائي وحده / بَلَى قد نزلت العين والقلب والسمعا
اليك ودادي ان تشهيته قرى / ودونك صدري ان رضيت به ربعا
ودونك خدي فانتعله ومهجتي / فشد على نعليك ناظرها شسعا
وهبني شفاء النفس منك فطالما / بكيت نجيع القلب بعدك لا الدما
ذكرتك والامال نحوك عُطّش / وقد منعوها الخُمسَ بعدك والربعا
وكم ذر لي من أفق بشرك شارق / والليل القطع من اونه قطعاً كذا
صغرتُ مكانا اذ كبرت دراية / كأني ممسيّ على خلقة الأفعى
وكنت أهز المجد في حال حيرة / كمريم اذ هزت وقد حازت الجذعا
ودونكها رقت وراقت محاسنا / فما الروضة الحسناء تشبهها طبعا
أقول تحية وهي الوداع
أقول تحية وهي الوداع / خداعا لي وما يغنى الخداع
أعلل بالمنى قلباً شعاعاً / وهل يتعلل القلب الشعاع
وأترك جيرة جاروا وأشدو / أضاعوني وأي فتى اضاعوا
اذا لم يُرعَ لي أدب وبأس / فلا طال الحسام ولا اليراع
لقد باعتني الأيام بخساً / وعهدي بالذخائر لا تباع
أجفتني فلم ينبت ربيع / وحطتني فلم يثبت يفاع
ومكّنت العدى مني فعاثت / بلحمي ضعف ما عاث السباع
في نصرة الدين لا أعدمت نصرته
في نصرة الدين لا أعدمت نصرته / تلقى النصارى بما تلقى فتنخدع
تنيلهم نعما في طيها نقم / سيستضربها من كان ينتفع
وقلما تسأم الأجسام من عرض / اذا توالى عليها الرى والشبع
لا يخبط الناس عشوا عند مشكلة / فأنت ادرى بما تأتي وما تدع
ضحك الربيع بحيث تلك الأربع
ضحك الربيع بحيث تلك الأربع / لما بكى للغيث فيه مدمعُ
عاطيت فيها الكأس جُؤذر كلَّةٍ / يعطو بأكناف القلوب ويرتع
رقَّ الصبا في خده ورحيقه / في كفّه فموشع ومشعشع
وعلى فروع الايك شاد يحتوي / طرباً لآخر تحتويه الأضلع
يندى له رطب الهواء فيغتدي / وَيُظلُّهُ وَرقُ الغصون فيهجع
تخذ الأراك أريكة لمنامه / فله على الأسحار فيها مضجع
حتى اذا ما هزه نَفَسُ الصبا / والصبح هزك منه شدوٌ مبدع
وكأنما تلك الأراكة منبر / وكأنه فيها خطيب مصقع
وكأنما خبر المؤيد خبرتي / فلسانه بالشكر فيه يسجع
وضحت به العليا فمنهج قصدها / منه الى ظهر المجّرة مهيع
يندى عليك وأنت منه خائف / وكذاك لجَ البحر مغن مفزع
فأشد ما تلقاه عند ليانه / وكذا الأرق من الحسام الاقطع
باللَه شحَّ على حياتك انها / سبب به تحيا البريةُ أجمع
ما كان أرفع موضعي اذ كان لي / في جانب العلياء عندك موضع
أيام أطلب ما أشاء فينقضي / وزمان أدعو مَن أشاء فيسمع
انت السحاب على مكان ينهمي / بالمكرمات وعن مكان يقلع
ألقاهم والظبي ما دونهم فأرى
ألقاهم والظبي ما دونهم فأرى / اني على صورفي الماء أطلعُ
غاروا على الريح فاستعلت رماحهم / دون المهب فما للريح متسع
بدايع الحسن لم تؤت حقيقتها / لغيرهم فكذا أفعالهم بدع
ويح المحبين مما بالهوى فتنوا / ظنوا التباريح فيها انها خدع
لا تؤت نصحك مفتوناً بمذهبه / فما لأعمى بضوء الشمس منتفع
لم أوت من جهة النعمى الى أحد / الا تمكن لي في قلبه ولع
ولا لمحت ابن عباد بناحيةٍ / الا حسبت عمود الصبح ينصدع
ملك يضيء ويبدي منظراً وندى / والجو محلولك والغيث منقشع
عذب المناجاة ما في نطقة خطل / وطاهر الذات ما في طبعه طبع
يعد للامر قبل الامر واجبه / كأنه كاهن فيه لما يقع
ولن يضيق له ذرعٌ بمعضلة / بالبر والبحر في حوبائه يسع
من سرّ لخمٍ ولخم حيث ما شهدت / تقدمت وبنو العليا لها تبع
قوم يوالف سيماهم طهارتهم / كأنهم بطباع المزن قد طبعوا
يا وارث المجد عن شمّ غطارفةٍ / بهم أنوفُ الخطوب الشم تجتدع
ان كان مجدك شعرا في تناسبه / فانما أنت بيت فيه مخترع
أبكو المؤيد بالنجيع فما قضى
أبكو المؤيد بالنجيع فما قضى / حق المكارم مَن بكاه بدمعه
كنا به في روض عزٍّ مثمر / نجنى الأماني غضةً من نبعه
والان حطّ لنا فكأنما / وقفت مجاري الرزق ساعة خلعه