المجموع : 24
وَلَقَد مَرَرتُ بِدارِ مَن أَحبَبتُهُ
وَلَقَد مَرَرتُ بِدارِ مَن أَحبَبتُهُ / لَيسَ الَّتي لِلحُبِّ بَينَ ضُلوعي
فَذَكَرتُ سَبحي في بِحارِ نَداهُمُ / فَوَقَفتُ أَسَبحُ في بِحارِ دُموعي
لَعَلَّ خِلافي لِلعَواذِلِ يَشفَعُ
لَعَلَّ خِلافي لِلعَواذِلِ يَشفَعُ / إِلى مَن مَتى أَشكو الهَوى لَيسَ يَسمَعُ
وَقَد كُنتُ أُشكي القَلبَ سَيفاً بِجَفنِهِ / فَلا عَجَبٌ إِن كانَ يُحنى وَيُقطَعُ
إِذا دَخَلَت بَينَ القُلوبِ قَطيعَةٌ / فَلا تَبعَثِ الأَقوالَ ما لَيسَ يَنفَعُ
وَلَو نَفَعَت عِندَ الحَبيبِ ضَراعَةٌ / كَفَت أَدمُعٌ عَن مُهجَةٍ تَتَضَرَّعُ
وَكانَ اللِقا مِن مُفرَدي مِنهُ مُفرَداً / فَيا زَمَني أَلّا تُثَنّي وَتَجمَعُ
لَيالٍ تَقَضَّت لَيسَ يَوماً بِراجِعٍ / إِلَيها وَلَكِنَّ اللَيالي سَتَرجِعُ
فَيا لَيتَ أَسبابَ اللَيالي تَقَطَّعَت / كَأَسبابِنا فيها إِذا تَتَقَطَّعُ
وَإِن فَرَطَت مِنّا وَأَعيا اِتِّباعُها / فَيا لَيتَ أَنَّ النَفسَ لا تَتَتَبَّعُ
وَإِن كانَ قَلبٌ بَينَ جَنبَيَّ حاضِرٌ / فَلَيتَ هُمومَ القَلبِ لا تَتَنَوَّعُ
وَبَيني وَبَينَ النائِباتِ وَقائِعٌ / يُهَوِّنُها المَوتُ الَّذي أَتَوَقَّعُ
أَبى طَمَعي في زَهرَةِ العَيشِ أَنَّني / بِها سَوفَ لا تَبقى وَبي لَستُ أَطمَعُ
فَكُلُّ زَمانٍ لَيسَ لي فيهِ صاحِبٌ / وَكُلُّ حَبيبٍ ما لَهُ فِيَّ مَوضِعُ
وَلا تَحسَبوني بائِحاً بِحَديثِكُم
وَلا تَحسَبوني بائِحاً بِحَديثِكُم / فَذاكَ قَطينٌ لا يَريمُ ضُلوعي
إلى مَن وَقَد حَدَّثتُ عَيني بِسِرِّكُم / فَنَمَّت مَعانيهِ بِلَفظِ دُموعي
تَحولُ دُموعُ العَينِ بَيني وَبَينَكُم / وَلا سِيَّما إِن شُبتُها بِنَجيعِ
فَلا إِن حَضَرتُمُ مُلِّئَت بِوُجوهِكُم / وَلا حينَ غِبتُم عُلِّلَت بِرُجوعِ
لَها اللَهُ مِن عَينٍ تَغَطَّت بِأَدمُعٍ / فَلَم تَرَ عِندَ العَتبِ ذُلَّ خُضوعي
وَلَمّا رَمَيتُم مِن عُيونٍ بِأَسهُمٍ / تَلَقَّيتُها مِن أَدمُعٍ بِدُروعي
سَمِعتُكَ وَالقَلبُ لَم يَسمَعِ
سَمِعتُكَ وَالقَلبُ لَم يَسمَعِ / فَكَم ذا تَقولُ وَكَم لا أَعي
يَقولُ وَما عِندَهُ أَنَّني / بِغَيرِ فُؤادٍ وَلا أَضلُعِ
أَما مَعَ هَذا الفَتى قَلبُهُ / فَقُلتُ نَعَم يا فَتى ما مَعي
بِروحِيَ مَن روحي إِلَيهِ مَشوقَةٌ
بِروحِيَ مَن روحي إِلَيهِ مَشوقَةٌ / وَقَلبِيَ مَن قلبي عَلَيهِ مُقَطَّعُ
وَأَصلُ الهَوى في القَلبِ عَيني وَعَينُهُ / وَكُلُّ بَلاءٍ عَنهُما مُتَفَرِّعُ
أَتَحسَبُني بَعدَ السُلُوِّ مُتَيَّماً
أَتَحسَبُني بَعدَ السُلُوِّ مُتَيَّماً / وَأَنَّ ولوعي بِالغَرامِ ولوعي
فأَمّا دُموعي فَهيَ مِنهُم وَلَم تَفِض / عَلَيهِم وَلَكِنّي طَرَدتُ دُموعي
وَأَمّا زَفيري فَهوَ أَحرَقَ ذِكرَهُم / وَأَخرَجَهُم عَن دارِهِم بِضُلوعي
يَكادُ يَطيرُ مِن شَوقٍ فُؤادي
يَكادُ يَطيرُ مِن شَوقٍ فُؤادي / وَلَكِن ما تُطاوِعُهُ الضُلوعُ
كَأَنَّ الشَمسَ لَما غِبتَ غابَت / عَنِ الدُنيا فَلَيسَ لَها طُلوعُ
لَم يَبقَ بَعدَكُمُ دُموعُ
لَم يَبقَ بَعدَكُمُ دُموعُ / فَتُضِيعُ سِرّاً أَو تُذيعُ
أَمّا السَقامُ فَإِنَّهُ / باقٍ وَما بَقِيَت ضُلوعُ
وَلَقَد مَرَرتُ عَلى الرُبو / عِ وَقَد تَجَلَّلَها الخُشوعُ
فَكَأَنَّما بَينَ الرُبو / عِ جُسومُ قَتلاكُم رُبوعُ
خَضَعَت رِقابُ العاشِقي / نَ وَحِليَةُ الحُبِّ الخُضوعُ
يا راحِلينَ تُرى لَكُم / أَو لِلهُجوعِ لَنا رُجوعُ
وَأَنّا الضَريعُ الصَبرِ حي / نَ أَقَلَّكُم سَيرٌ سَريعُ
لَو كانَ دَمعي مُنجِعاً / لَجَرى مَعَ الدَمعِ النَجيعُ
بِنتُم نُجوماً ما لَها / إِلّا بِأَسراري طُلوعُ
تَرجو الرُجوعَ لِقُربِها / وَالنَجمُ شيمَتُهُ الرُجوعُ
لي حاجَةٌ تُقضى إِذا / ما كانَ قَلبُكَ لي شَفيعُ
وَيَلومُني مَن لَيسَ بَي / نَ ضُلوعِهِ قَلبٌ صَديعُ
أَقسَمتُ ما أَنتَ النَصي / حُ وَلا أَنا أَيضاً سَميعُ
كَلَّفتني ما لا أُطي / قُ وَقُلتَ لي ما لا أُطيعُ
وَبِمُهجَتي يا عاذِلي / أَشري الحَبيبَ وَلا أَبيعُ
حاكَ النَصيحُ فَلَم يَرُق / في فِكرَتي القَولَ النَصيعُ
أَهلاً بِدَولَةِ مالِكٍ / بَكَرَت لَنا هِيَ وَالرَبيعُ
الحِصنُ في يَومِ الوَغى / مِن تَحتِهِ الحِصنُ المَنيعُ
يُنشي سَما نَقعٍ وَوا / بِلُ مُزنِها السُمُّ النَقيعُ
ووَقائِعٍ رَجَفَت عَلى / أَعدائِهِ فَلَها الوُقوعُ
إِن صَلَّتِ البيضُ الرِقا / قُ فَلِلرِماحُ بِها رُكوعُ
وَكَأَنّ غُرَّةَ وَجهِهِ / في لَيلِها فَجرٌ صَديعُ
عَسى المَقاديرُ إِذ طَلَّقتُ أَطماعي
عَسى المَقاديرُ إِذ طَلَّقتُ أَطماعي / مُبَدِّلاتي فَتى تَعنيهِ أَوجاعي
مَن إِن سَعَيتُ رَأى سَعيي فَأَقعَدَني / وَقامَ عَنّي وَبي حَتّى هُوَ الساعي
أَنوطُ حاجي بِرَحبِ البالِ واسِعِهِ / إِن يُنطَ حاجٌ بِواني الخَطوِ مِصلاعِ
بِمَن أَنتَ مِن بَعدِ الحَبيبِ مُوَلَّعُ
بِمَن أَنتَ مِن بَعدِ الحَبيبِ مُوَلَّعُ / وَهَل لَكَ مِن بَعدِ الشَبيبَةِ مَطمَعُ
نَعَم لِيَ في دَهرِ الشَبيبَةِ مَطمَعٌ / بِأَمري الَّذي إِذ يأمُرُ الدَهرَ يَسمَعُ
يا رَعدُ ما هَذي القَعاقِعْ
يا رَعدُ ما هَذي القَعاقِعْ / يا بَرقُ ما هَذي اللَوامِعْ
لَم تَملَأ الأَيدي وَلَ / كنّ النَواظِرَ وَالمَسامِعْ
وَلَقَد تَدافَعَتِ السُيو / لُ فَما مُقَطَّمُها بِدافِعْ
طَمِعَت بِأَن تَحكي يَدَي / عُثمانَ يا تَعَبَ المَطامِعْ
وَهُما سَحابا رَحمَةٍ / وَكِلاهُما لِلخَلقِ نافِعْ
وَالفَرقُ بَينَهُما فَلا / يَخفى وَما فيهِ مُنَازِعْ
ما مَن يُرَوّي كُلَّ ظَم / آنٍ كَمُشبِعِ كُلِّ جائِعْ
وَيُطلِعُ في سُحبِ العَجاجِ كَواكِباً
وَيُطلِعُ في سُحبِ العَجاجِ كَواكِباً / لَها الفِعلُ لا لِلثاقِباتِ الطَوالِعِ
مَكارِمُ مِن أَصلٍ وَفَرعٍ تَجَمَّعَت / هِيَ القُضبُ لا ما يُدَّعى لِلقَوارِعِ
إِذا حاجَةٌ نابَت إِلى قَصدِ جودِهِ / فَشافِعُها أَلَّا تَجِيءَ بِشافِعِ
إِذا أَنتَ أُعطِيتَ اللُهى بِذَريعَةٍ / فَلا تَشكُرَن إِلّا لِتِلكَ الذَرائِعِ
لَئِن نالَتِ الأَملاكُ مُلكاً بِحَظِّها
لَئِن نالَتِ الأَملاكُ مُلكاً بِحَظِّها / فَقَد نِلتُمُ ما نِلتُمُ بِمَساعِ
وَهَذا عِيانُ المَجدِ فيكُم فَما الَّذي / يَزيدُكُمُ مُدّاحُكُم بِسَماعِ
دَفَعتَ الأَذى عَنّا وَمَتَّعتَ بِالمُنى / وَما كانَتِ الدُنيا لَنا بِمَتاعِ
وَوَاللَهِ ما كُلِّفتُ في المَدحِ كُلفَةً / وَهَل هُوَ إِلّا الصِدقُ وَهوَ طِباعي
أَلفَى أَباهُ عَلى خُلقِ تَقَبَّلَهُ
أَلفَى أَباهُ عَلى خُلقِ تَقَبَّلَهُ / أَكرِمْ بِمُتَّبِعٍ مِنهُ وَمُتَّبَعِ
هِيَ المَكارِمُ قِف وَاِنظُر حَقائِقَها / وَلَم أَقُل لَكَ وَاِسأَل عَنهُ وَاِستَمِعِ
وَهيَ الرِياضُ الَّتي تَهمي سَحائِبُها / عَلى الزَمانِ فَفي يَومَيهِ فَانتَجِعِ
يُشَرِّفُ الناسَ إِذ هُم مِن جِبِلَّتِهِ / كَما تَشَرَّفَتِ الأَيّامُ بِالجُمَعِ
الفَردُ أَلفٌ وَلَو كانوا بِما وَسِعَت / أَولادُهُم عَدَداً في الأَرضِ لَم تَسَعِ
اِشتَرى اللَهُ مِن أُناسٍ فَباعوا
اِشتَرى اللَهُ مِن أُناسٍ فَباعوا / وَدَعاهُم إِلى الهُدى فَأَطاعوا
هُوَ قَوّاهُمُ عَلى ما رَآهُمُ / أَهلَهُ مِن جِهادِهِ فَاِستَطاعوا
وَالجِهادُ الطَريقُ حَقّاً إِلَيهِ / دَرَجاتٌ لَم يَسلُكوها فَضاعوا
إِنَّما هَذِهِ الحَياةُ مَتاعٌ / ثُمَّ تَفنى حَياتُنا وَالمَتاعُ
فَصَّلوا أَمرَهُ بِخَيرِ جَوابٍ / فَاِنقِطاعُ الجَوابِ عَنهُ اِنقِطاعُ
خَواطِرُ مِن وُدِّ الصَديقِ حَديثَةٌ
خَواطِرُ مِن وُدِّ الصَديقِ حَديثَةٌ / وَلَم تَرَهاشَكوايَ أَهلَ اِنتِجاعِها
أَآمُلُ نُصحاً مِنهُمُ في اِنفِراجِها / وَلَم أَرَ نُصحاً مِنهُمُ في اِستِماعِها
أَساكِنَ أَكنافِ المُقَطَّمِ دَعوَةً
أَساكِنَ أَكنافِ المُقَطَّمِ دَعوَةً / تَداعَت بِها الأَلفاظُ وَهيَ دُموعُ
يَقولونَ دِرياقُ الهَوى الدَمعُ إِن جَرى / فَذا الدَمعُ يَجري وَاللَسيعُ لَسيعُ
أَبى الحُزنُ لي مِن أَن أُماكِسَ في الهَوى / فَحُزنُكَ يَشري وَالدُموعُ تَبيعُ
بَكَت مِثلَما أَبكي وَفاضَت دُموعُها
بَكَت مِثلَما أَبكي وَفاضَت دُموعُها / وَلَم تُفشِ أَسراراً كَفَيضِ دُموعي
إِشارَةُ مَظلومٍ وَعَبرَةُ عاشِقٍ / وَغَصَّةُ مَأسورٍ وَلَونُ مَروعِ
أَقامَت إِلى بَحرِ الظَلامِ أَسِنَّةً / فَلَم يَلقَها إِلّا بِخَلعِ دُروعِ
عَجِبتُ لَها وَاللَيلُ مَقتولُ نورِها / وَما مِنهُ بَل مِنها مَسيلُ نَجيعُ
وَلَيسَ بِخَيرٍ مِن رِجالٍ رُزِئتُهُم
وَلَيسَ بِخَيرٍ مِن رِجالٍ رُزِئتُهُم / وَلَكِنَّ حِدثانَ المُصيبَةِ أَوجَعُ
وَما خَيرُ عَيشٍ نِصفُهُ سِنَةُ الكَرى / وَنِصفٌ بِهِ يَعثَلُّ أَو يَتَوَجَّعُ
وَنَحنُ مِنَ الحَياةِ عَلى طَريقٍ
وَنَحنُ مِنَ الحَياةِ عَلى طَريقٍ / لِنُجعَةِ مَنزِلٍ يَسَعُ الجَميعا
فَإِمّا أَن يَكونَ لَنا مَقيظاً / وَإِمّا أَن يَكونَ لَنا رَبيعا