القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الفاضِل الكل
المجموع : 24
وَلَقَد مَرَرتُ بِدارِ مَن أَحبَبتُهُ
وَلَقَد مَرَرتُ بِدارِ مَن أَحبَبتُهُ / لَيسَ الَّتي لِلحُبِّ بَينَ ضُلوعي
فَذَكَرتُ سَبحي في بِحارِ نَداهُمُ / فَوَقَفتُ أَسَبحُ في بِحارِ دُموعي
لَعَلَّ خِلافي لِلعَواذِلِ يَشفَعُ
لَعَلَّ خِلافي لِلعَواذِلِ يَشفَعُ / إِلى مَن مَتى أَشكو الهَوى لَيسَ يَسمَعُ
وَقَد كُنتُ أُشكي القَلبَ سَيفاً بِجَفنِهِ / فَلا عَجَبٌ إِن كانَ يُحنى وَيُقطَعُ
إِذا دَخَلَت بَينَ القُلوبِ قَطيعَةٌ / فَلا تَبعَثِ الأَقوالَ ما لَيسَ يَنفَعُ
وَلَو نَفَعَت عِندَ الحَبيبِ ضَراعَةٌ / كَفَت أَدمُعٌ عَن مُهجَةٍ تَتَضَرَّعُ
وَكانَ اللِقا مِن مُفرَدي مِنهُ مُفرَداً / فَيا زَمَني أَلّا تُثَنّي وَتَجمَعُ
لَيالٍ تَقَضَّت لَيسَ يَوماً بِراجِعٍ / إِلَيها وَلَكِنَّ اللَيالي سَتَرجِعُ
فَيا لَيتَ أَسبابَ اللَيالي تَقَطَّعَت / كَأَسبابِنا فيها إِذا تَتَقَطَّعُ
وَإِن فَرَطَت مِنّا وَأَعيا اِتِّباعُها / فَيا لَيتَ أَنَّ النَفسَ لا تَتَتَبَّعُ
وَإِن كانَ قَلبٌ بَينَ جَنبَيَّ حاضِرٌ / فَلَيتَ هُمومَ القَلبِ لا تَتَنَوَّعُ
وَبَيني وَبَينَ النائِباتِ وَقائِعٌ / يُهَوِّنُها المَوتُ الَّذي أَتَوَقَّعُ
أَبى طَمَعي في زَهرَةِ العَيشِ أَنَّني / بِها سَوفَ لا تَبقى وَبي لَستُ أَطمَعُ
فَكُلُّ زَمانٍ لَيسَ لي فيهِ صاحِبٌ / وَكُلُّ حَبيبٍ ما لَهُ فِيَّ مَوضِعُ
وَلا تَحسَبوني بائِحاً بِحَديثِكُم
وَلا تَحسَبوني بائِحاً بِحَديثِكُم / فَذاكَ قَطينٌ لا يَريمُ ضُلوعي
إلى مَن وَقَد حَدَّثتُ عَيني بِسِرِّكُم / فَنَمَّت مَعانيهِ بِلَفظِ دُموعي
تَحولُ دُموعُ العَينِ بَيني وَبَينَكُم / وَلا سِيَّما إِن شُبتُها بِنَجيعِ
فَلا إِن حَضَرتُمُ مُلِّئَت بِوُجوهِكُم / وَلا حينَ غِبتُم عُلِّلَت بِرُجوعِ
لَها اللَهُ مِن عَينٍ تَغَطَّت بِأَدمُعٍ / فَلَم تَرَ عِندَ العَتبِ ذُلَّ خُضوعي
وَلَمّا رَمَيتُم مِن عُيونٍ بِأَسهُمٍ / تَلَقَّيتُها مِن أَدمُعٍ بِدُروعي
سَمِعتُكَ وَالقَلبُ لَم يَسمَعِ
سَمِعتُكَ وَالقَلبُ لَم يَسمَعِ / فَكَم ذا تَقولُ وَكَم لا أَعي
يَقولُ وَما عِندَهُ أَنَّني / بِغَيرِ فُؤادٍ وَلا أَضلُعِ
أَما مَعَ هَذا الفَتى قَلبُهُ / فَقُلتُ نَعَم يا فَتى ما مَعي
بِروحِيَ مَن روحي إِلَيهِ مَشوقَةٌ
بِروحِيَ مَن روحي إِلَيهِ مَشوقَةٌ / وَقَلبِيَ مَن قلبي عَلَيهِ مُقَطَّعُ
وَأَصلُ الهَوى في القَلبِ عَيني وَعَينُهُ / وَكُلُّ بَلاءٍ عَنهُما مُتَفَرِّعُ
أَتَحسَبُني بَعدَ السُلُوِّ مُتَيَّماً
أَتَحسَبُني بَعدَ السُلُوِّ مُتَيَّماً / وَأَنَّ ولوعي بِالغَرامِ ولوعي
فأَمّا دُموعي فَهيَ مِنهُم وَلَم تَفِض / عَلَيهِم وَلَكِنّي طَرَدتُ دُموعي
وَأَمّا زَفيري فَهوَ أَحرَقَ ذِكرَهُم / وَأَخرَجَهُم عَن دارِهِم بِضُلوعي
يَكادُ يَطيرُ مِن شَوقٍ فُؤادي
يَكادُ يَطيرُ مِن شَوقٍ فُؤادي / وَلَكِن ما تُطاوِعُهُ الضُلوعُ
كَأَنَّ الشَمسَ لَما غِبتَ غابَت / عَنِ الدُنيا فَلَيسَ لَها طُلوعُ
لَم يَبقَ بَعدَكُمُ دُموعُ
لَم يَبقَ بَعدَكُمُ دُموعُ / فَتُضِيعُ سِرّاً أَو تُذيعُ
أَمّا السَقامُ فَإِنَّهُ / باقٍ وَما بَقِيَت ضُلوعُ
وَلَقَد مَرَرتُ عَلى الرُبو / عِ وَقَد تَجَلَّلَها الخُشوعُ
فَكَأَنَّما بَينَ الرُبو / عِ جُسومُ قَتلاكُم رُبوعُ
خَضَعَت رِقابُ العاشِقي / نَ وَحِليَةُ الحُبِّ الخُضوعُ
يا راحِلينَ تُرى لَكُم / أَو لِلهُجوعِ لَنا رُجوعُ
وَأَنّا الضَريعُ الصَبرِ حي / نَ أَقَلَّكُم سَيرٌ سَريعُ
لَو كانَ دَمعي مُنجِعاً / لَجَرى مَعَ الدَمعِ النَجيعُ
بِنتُم نُجوماً ما لَها / إِلّا بِأَسراري طُلوعُ
تَرجو الرُجوعَ لِقُربِها / وَالنَجمُ شيمَتُهُ الرُجوعُ
لي حاجَةٌ تُقضى إِذا / ما كانَ قَلبُكَ لي شَفيعُ
وَيَلومُني مَن لَيسَ بَي / نَ ضُلوعِهِ قَلبٌ صَديعُ
أَقسَمتُ ما أَنتَ النَصي / حُ وَلا أَنا أَيضاً سَميعُ
كَلَّفتني ما لا أُطي / قُ وَقُلتَ لي ما لا أُطيعُ
وَبِمُهجَتي يا عاذِلي / أَشري الحَبيبَ وَلا أَبيعُ
حاكَ النَصيحُ فَلَم يَرُق / في فِكرَتي القَولَ النَصيعُ
أَهلاً بِدَولَةِ مالِكٍ / بَكَرَت لَنا هِيَ وَالرَبيعُ
الحِصنُ في يَومِ الوَغى / مِن تَحتِهِ الحِصنُ المَنيعُ
يُنشي سَما نَقعٍ وَوا / بِلُ مُزنِها السُمُّ النَقيعُ
ووَقائِعٍ رَجَفَت عَلى / أَعدائِهِ فَلَها الوُقوعُ
إِن صَلَّتِ البيضُ الرِقا / قُ فَلِلرِماحُ بِها رُكوعُ
وَكَأَنّ غُرَّةَ وَجهِهِ / في لَيلِها فَجرٌ صَديعُ
عَسى المَقاديرُ إِذ طَلَّقتُ أَطماعي
عَسى المَقاديرُ إِذ طَلَّقتُ أَطماعي / مُبَدِّلاتي فَتى تَعنيهِ أَوجاعي
مَن إِن سَعَيتُ رَأى سَعيي فَأَقعَدَني / وَقامَ عَنّي وَبي حَتّى هُوَ الساعي
أَنوطُ حاجي بِرَحبِ البالِ واسِعِهِ / إِن يُنطَ حاجٌ بِواني الخَطوِ مِصلاعِ
بِمَن أَنتَ مِن بَعدِ الحَبيبِ مُوَلَّعُ
بِمَن أَنتَ مِن بَعدِ الحَبيبِ مُوَلَّعُ / وَهَل لَكَ مِن بَعدِ الشَبيبَةِ مَطمَعُ
نَعَم لِيَ في دَهرِ الشَبيبَةِ مَطمَعٌ / بِأَمري الَّذي إِذ يأمُرُ الدَهرَ يَسمَعُ
يا رَعدُ ما هَذي القَعاقِعْ
يا رَعدُ ما هَذي القَعاقِعْ / يا بَرقُ ما هَذي اللَوامِعْ
لَم تَملَأ الأَيدي وَلَ / كنّ النَواظِرَ وَالمَسامِعْ
وَلَقَد تَدافَعَتِ السُيو / لُ فَما مُقَطَّمُها بِدافِعْ
طَمِعَت بِأَن تَحكي يَدَي / عُثمانَ يا تَعَبَ المَطامِعْ
وَهُما سَحابا رَحمَةٍ / وَكِلاهُما لِلخَلقِ نافِعْ
وَالفَرقُ بَينَهُما فَلا / يَخفى وَما فيهِ مُنَازِعْ
ما مَن يُرَوّي كُلَّ ظَم / آنٍ كَمُشبِعِ كُلِّ جائِعْ
وَيُطلِعُ في سُحبِ العَجاجِ كَواكِباً
وَيُطلِعُ في سُحبِ العَجاجِ كَواكِباً / لَها الفِعلُ لا لِلثاقِباتِ الطَوالِعِ
مَكارِمُ مِن أَصلٍ وَفَرعٍ تَجَمَّعَت / هِيَ القُضبُ لا ما يُدَّعى لِلقَوارِعِ
إِذا حاجَةٌ نابَت إِلى قَصدِ جودِهِ / فَشافِعُها أَلَّا تَجِيءَ بِشافِعِ
إِذا أَنتَ أُعطِيتَ اللُهى بِذَريعَةٍ / فَلا تَشكُرَن إِلّا لِتِلكَ الذَرائِعِ
لَئِن نالَتِ الأَملاكُ مُلكاً بِحَظِّها
لَئِن نالَتِ الأَملاكُ مُلكاً بِحَظِّها / فَقَد نِلتُمُ ما نِلتُمُ بِمَساعِ
وَهَذا عِيانُ المَجدِ فيكُم فَما الَّذي / يَزيدُكُمُ مُدّاحُكُم بِسَماعِ
دَفَعتَ الأَذى عَنّا وَمَتَّعتَ بِالمُنى / وَما كانَتِ الدُنيا لَنا بِمَتاعِ
وَوَاللَهِ ما كُلِّفتُ في المَدحِ كُلفَةً / وَهَل هُوَ إِلّا الصِدقُ وَهوَ طِباعي
أَلفَى أَباهُ عَلى خُلقِ تَقَبَّلَهُ
أَلفَى أَباهُ عَلى خُلقِ تَقَبَّلَهُ / أَكرِمْ بِمُتَّبِعٍ مِنهُ وَمُتَّبَعِ
هِيَ المَكارِمُ قِف وَاِنظُر حَقائِقَها / وَلَم أَقُل لَكَ وَاِسأَل عَنهُ وَاِستَمِعِ
وَهيَ الرِياضُ الَّتي تَهمي سَحائِبُها / عَلى الزَمانِ فَفي يَومَيهِ فَانتَجِعِ
يُشَرِّفُ الناسَ إِذ هُم مِن جِبِلَّتِهِ / كَما تَشَرَّفَتِ الأَيّامُ بِالجُمَعِ
الفَردُ أَلفٌ وَلَو كانوا بِما وَسِعَت / أَولادُهُم عَدَداً في الأَرضِ لَم تَسَعِ
اِشتَرى اللَهُ مِن أُناسٍ فَباعوا
اِشتَرى اللَهُ مِن أُناسٍ فَباعوا / وَدَعاهُم إِلى الهُدى فَأَطاعوا
هُوَ قَوّاهُمُ عَلى ما رَآهُمُ / أَهلَهُ مِن جِهادِهِ فَاِستَطاعوا
وَالجِهادُ الطَريقُ حَقّاً إِلَيهِ / دَرَجاتٌ لَم يَسلُكوها فَضاعوا
إِنَّما هَذِهِ الحَياةُ مَتاعٌ / ثُمَّ تَفنى حَياتُنا وَالمَتاعُ
فَصَّلوا أَمرَهُ بِخَيرِ جَوابٍ / فَاِنقِطاعُ الجَوابِ عَنهُ اِنقِطاعُ
خَواطِرُ مِن وُدِّ الصَديقِ حَديثَةٌ
خَواطِرُ مِن وُدِّ الصَديقِ حَديثَةٌ / وَلَم تَرَهاشَكوايَ أَهلَ اِنتِجاعِها
أَآمُلُ نُصحاً مِنهُمُ في اِنفِراجِها / وَلَم أَرَ نُصحاً مِنهُمُ في اِستِماعِها
أَساكِنَ أَكنافِ المُقَطَّمِ دَعوَةً
أَساكِنَ أَكنافِ المُقَطَّمِ دَعوَةً / تَداعَت بِها الأَلفاظُ وَهيَ دُموعُ
يَقولونَ دِرياقُ الهَوى الدَمعُ إِن جَرى / فَذا الدَمعُ يَجري وَاللَسيعُ لَسيعُ
أَبى الحُزنُ لي مِن أَن أُماكِسَ في الهَوى / فَحُزنُكَ يَشري وَالدُموعُ تَبيعُ
بَكَت مِثلَما أَبكي وَفاضَت دُموعُها
بَكَت مِثلَما أَبكي وَفاضَت دُموعُها / وَلَم تُفشِ أَسراراً كَفَيضِ دُموعي
إِشارَةُ مَظلومٍ وَعَبرَةُ عاشِقٍ / وَغَصَّةُ مَأسورٍ وَلَونُ مَروعِ
أَقامَت إِلى بَحرِ الظَلامِ أَسِنَّةً / فَلَم يَلقَها إِلّا بِخَلعِ دُروعِ
عَجِبتُ لَها وَاللَيلُ مَقتولُ نورِها / وَما مِنهُ بَل مِنها مَسيلُ نَجيعُ
وَلَيسَ بِخَيرٍ مِن رِجالٍ رُزِئتُهُم
وَلَيسَ بِخَيرٍ مِن رِجالٍ رُزِئتُهُم / وَلَكِنَّ حِدثانَ المُصيبَةِ أَوجَعُ
وَما خَيرُ عَيشٍ نِصفُهُ سِنَةُ الكَرى / وَنِصفٌ بِهِ يَعثَلُّ أَو يَتَوَجَّعُ
وَنَحنُ مِنَ الحَياةِ عَلى طَريقٍ
وَنَحنُ مِنَ الحَياةِ عَلى طَريقٍ / لِنُجعَةِ مَنزِلٍ يَسَعُ الجَميعا
فَإِمّا أَن يَكونَ لَنا مَقيظاً / وَإِمّا أَن يَكونَ لَنا رَبيعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025