القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : طَلائِع بن رُزِّيْك الكل
المجموع : 4
ما حاد عن حب البطين الأنزع
ما حاد عن حب البطين الأنزع / متجنبا لولائه إلا دعي
وأنا الذي في حبه وولائه / لا قابل مينا ولا بالمدعي
ولقد حللت بحب آل محمد / وولاي فيهم بالمحل الارفعِ
ولو انني عرضت عليَّ مسالك / الدنيا لأرجع عنهم لم أرجعِ
فهم عتادي في الوغى وذخيرتي / يوم المعاد وعدتي في مضجعي
وإليهم في كل خطبٍ موئلي / وإليهم في كل صعب مرجعي
وإذا اعتصمت بهم نجوت من الردى / وإذا انتصرت بهم وجنانهم معي
همُ نيرات الدين كل منهم / شمس بدت للناظرين بمطلع
فودادهم جبلت عليه فطرتي / وولاؤهم حنيت عليه أضلعي
همُ منتهى الاحسان كيف تصرفوا / وهم ذووا العل الغزير المنبع
رغبت قلوب عنهم واليهم / ينقاد قلبي في العنان الاطوع
واللّه يعلم أنني في مدحهم / لا كالذي يخشى ولا المتصنع
لو قيل بعد المصطفى من صفوة / الدنيا أشرت إلى البطين الانزع
من علمه صوب الحيا وعجيبه / من صيب لما همى لم يقلع
حكم حكت روض الربى في زهره / فعقول أهل الأرض فيها ترتعي
كم أنزل الابطال حد حسامه / في الحرب من فوق المكان الامنع
كم طار منه حتفه يوم الوغى / بطل فنادى ذو الفقار به قع
ولرب يوم شمسه للنقع قد / لاثت خمارا أو بدت في برقع
جلىّ غياهبه بغرة طلعة / كم روعت قلب الكمي الانزع
كل المنايا في مضارب سيفه / تبدوا لوجه الناظر المتطلع
فعداه والاضداد كل لا يرى / بي عاطسا إلا بأنف أجدع
وإذا بدى ذو غرة لي عاذلاً / نأيته عني ذليل الأخدع
وإذا يقاس به سواه فإنه / طمع لعمرك ماله من موضع
وعلام تركي للعمارة مبدلاً / من حسنها سكان قفر بلقع
الكون في الطرف المكدر ناهلاً / وأعود مطرحاً لعذب المشرع
من كان قيداً للنواظر وجهه / وكلامه قد كان قيد المسمع
رب الشجاعة والندى والعلم / والتقوى وزين للسجود الركع
ولى به غسق الضلال وقد رمى / من هديه فيه بريح زعزع
لا يرهب البيض الصفاح كغيره / حينا ولا دعس الرماح الشرع
بت المطامع من زخارف هذه / الدنيا ولم يخل امرء من مطمع
أنا بالأئمة لم أزل متشفعاً / وبغيرهم أنا لست بالمستشفع
ولرب ليل طال في ذكري لهم / فبقيت من طول الأسى لم أهجع
كابدت فيه عظيم همٍّ مؤلم / ورجعت فيه إلى فؤاد موجع
حتى وجدت الوجد مني كامل / والصبر في قلبي بحال موزع
من غلة لو أنني من حرها / في جمة الماء الروي لم أنقع
من غاصبين تصرفوا في حق آل / العزم والحزم الطوال الأذرع
يا حسرتي لو أنني في نصرهم / أهديت نفس الباذل المتبرع
ولو أنني أبكي دماً ما قلت إذ / طال البكا أكفف وازدجر يا مدمعي
إذ فيهم شهر الزمان صوارماً / ونحاهم في هبذر المتدرع
وكفاه إذ خص الحسين وآنه / بالشر والقتل الذريع الأشنع
منع الورود من الفرات وقد رأى / فيه الكلاب من العدى لم تمنع
يا ليتني قد كنت في أيامه / وفدى له من سود آل المصرع
عجباً لدهر نال منه فأبدل الماء / الزلال بوصف لمع اليلسع
ما الدهر إلا سلم هل الجهل في / الدنيا وما أن زال حرب الألمعي
ولقد علقت بحبل آل محمد / يا عاذلي إن شئت فاعذل أودع
أنا لا أصيغ للائم في حبهم / إذ لم يضر فإنه لم ينفع
فلأنصرنهم بعضب قاطع / من مقولي وبسحر نظم المبدع
ولأصرفن إلى الجهاد عدوهم / وجهي واظهر عزمه المتطوع
أضداد ديني لو أكلت وهم على / قيد الحياة لحومهم لم أشبع
فمن الكآبة لم أزل متوجعاً / عجبي لقلبي كيف لم يتصدع
يا نفس دنياك هذه خدع
يا نفس دنياك هذه خدع / والعيش إن دام فهو منقطع
وكل من نفسه تحدثه الخلو / د فيها قد غره الطمع
يا صاح فأيس من الدوام على / الأيام إن الدوام ممتنع
فالناس قد قدموا الرحيل و / ما تشك في أننا سنتبع
واسأل عن الظاعين إذ طعنوا / ماذا لقوا في الورى وما منعوا
دعاهم الحين مسرعاً بهم / فقد أجابوا لما إليه دعوا
لووا خدودا أعزة وزهوا / تيهاً فها هم لأمره خضع
لا يدفع الموت من يعض له / كفا ولا من دموعه دفع
ينقل في مهجة الشجاع ولا / يرده عن مراده المصع
عارض خطب وميض بارقة / إليه كل الأنام منتجع
ولا تزال الأيام واهبة / لكنها للهبات ترتجع
قد أمر اللّه أن يطاع وما / كلف نفساً فوق الذي تسع
وليس للمرء ما يكون له / ذخراً به في المعاد ينتفع
وهو تجاه النفوس يؤمنها / من خوفها إذ يهول مطلع
الا موالاة آل فاطمة الذين / في المؤمنين قد شفعوا
همُ ضياء الهدى فعلمهم / به ظلال الضلال ينقشع
لا دنس فيهم فأزرهُمُ / معقودة لا يمسها طبع
غيوث علم إذا هي انبجست / فهي مدود البحار تندفع
عجبت من منكري فضائلهم / كأنهم ما رأوا وما سمعوا
وليلة قد رعيت أنجمها / وكاد قلبي للوجد ينصدع
سهرت ضغنا على عدوهم / لا نوم لي والأنام قد هجعوا
أود لو كان أسمري قصداً / وأن سيفي في نصرهم قطع
فعندهم لا أمان يدركه / مني بحال وحسبه الجزع
إن لساني في نصرهم لكما / يهاب في حين يزأر السبع
فتارة مسفر وملتثم / وتارة حاسر ومدَّرع
كم من فؤاد وغرته وأنا / لا يعتريني بحاله فزع
يبتدع الضد ما يلفقه / فيمن سواهم ولست أبتدع
أعدت للدين حسنه ولقد / كان زماناً بأنفه جدع
ردعت عباساً اللعين ولو / قد كان غيري ما كان يرتدع
بغى على من أباحه حسناً / لكل باغ يبغيه صرع
سقى فكانت له بغير مرا /
إن فاتني مصرع الحسين ففي / هذا يزيد اللعين منصرع
يا تربة بالطف جادت
يا تربة بالطف جادت / فوقك الديم الهموعه
وغدا الربيع مقيداً في / ربعك العافي ربيعه
حتى يرى الدمن المروعة / منك مخصبة صريعه
ولئن أخيف حيا السحائب / فيك أن يذري دموعه
وحمتك بارقة العدى / عن كل بارقة لموعه
يحدوا الحيا بأجش من صو / ب الرواعد لن يروعه
فلقد سقيت من الربى / الطهر عن ضنأٍ تجيعه
إذ ضيع القوم الشريعه / فيه لحفظهم الشريعه
منعت لذيذ الماء منه / كتائب منهم منيعه
قد أشرعت صم القنا / فحمته من ورد شروعه
غدرت هناك وما وفت / مضر العراق ولا ربيعة
لما دعته أجابها / ورعا فما كانت سميعه
شاع النفاق بكربلا / فيهم وقالوا نحن شيعه
هيهات ساء صنيعهم / فيها وما عرفوا الصنيعه
يا فعلة جاؤا بها في / الغدر فاضحة شنيعه
خاب الذي أضحى الحسين / لطول شقوته صريعه
أفذاك يرجو أن يكون / محمد أبدا شفيعه
عجباً لمغرورين ضيع / قومهم بهم الوديعه
ولأمة كانت إلى / ما شاء خالقها سريعه
وغدت بحق نبيهاً / في حفظ عترته مضيعه
جار الضلال بها و / نور الحق أبدى سطوعه
عَصَت النبي وأصبحت / لسواه سامعة مطيعه
باعت هناك الدين / بالدنيا وخسران كبيعه
ما كان فيما قد مضى / اسلامها الا خديعه
تحت السقيفة أضمرت / ما بالطفوف غدت مذيعه
فلذاك طاوعت الدعي / وكثرت منه جموعه
بجيوش كفر قد غدا / ذاك النفاق لها ضليعه
أبني أمية إن فعلكم / بهم بئس الذريعه
شبعت ضباعكم وكم / أسد لهم لم يشك جوعه
أضحت فرائسه لكم / وبه فرائصكم مروعه
ورغبتم في الملك حين / رضعتم منهم ضروعه
حتى إذا ما الدهر أبدى / عن معونتكم رجوعه
وبدت به لعيونكم / أفعالكم تلك الفظيعه
فارقتم الدنيا وأنفسكم / لما اجترمت جزوعه
وخلعتم حلل الخلافة / وهي بالية خليعه
وأشد من هذا ولو / عددت كفرهم جميعه
تضييق قبر محمد / والأرض عارية وسيعه
بمضجع في جنبه / جعلوه في لحد ضجيعه
وأبو بنيه وصهره / وأخوه ذو الحكم البديعه
ووصيه وأمينه / بعد الوفاة على الشريعه
ما حل مسجده ولا / بيت البتول ولا بقيعه
صبراً أمير المؤمنين فأ / نت ذو الدرج الرفيعه
صلة النبي اليك كانت / منهم سبب القطيعه
النار بين ضلوعي
النار بين ضلوعي / وأنا غريق في دموعي
كأني فتيلة قنديل / أموت غريق وحريق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025