وعاذل ضاق به ذرعي
وعاذل ضاق به ذرعي / لم أعطه البلغة من سمعي
أقول لما لج في عذله / كلفتني ما ليس في الوسع
دع مهجتي تحرقها زفرتي / ومقلتي يغرقها دمعي
الحب شرع بين أربابه / وما سلو القلب في الشرع
عيروني بان سفحت دموعي / حين هم الحبيب بالتوديع
زعموا أنني تهتكت والحب / على ما أريد غير مطيعي
لم يذوقوا طعم الفراق ولا ما / أحرقت لوعة الهوى من ضلوعي
كيف لا أسفح الدموع على رس / م عفى بعد ساكن وجموع
أما واشتياقي نحوكم ودموعي / عليكم وذلي فيكم وخضوعي
لئن كان جسمي عندكم متخلفاً / لقد سرتم يوم النوى بهجوعي
ولا غرو إن أفنيت روحي صبابة / إذا لم تمنوا منكم برجوع
لعل نسيم الريح ان حل أرضكم / يكون بتبليغ السلام شفيعي
بعدتم فقربتم ببعدكم حتفي / وما الموت الا في مفارقة الإلف
وقالوا اتبع عرف المحبين في الهوى / فقلت لهم جار الغرام على العرف
وحمل يسير الحب يتلف مهجتي / فكيف بتحميلي الكثير مع الضعف
وقد زاد بي لهفي فلولا تستري / لناديت من فرط الصبابة والهفي
فلا تتركوني للحوادث نهبة / فقد صنع الشوق المبرح ما يكفي
خلصوني من يدي عذلكم / وما انا اول صب عشقا
قد تسربلت بسقم لاشفى / وتهتكت بدمع لا رقا
إنما لذة عيشي في الهوى / لا أبالي بنعيم أو شقا
ليس يبقى تحت أحكام الهوى / أبداً إلا محب صدقا
وحبيبي لو رآه عاذلي / كان باللوم عليه أليقا
حبذا العيش الذي كان صفا / منه والكأس الذي كان سقى
بسط الدهر إلينا باعه / لم يزل يعبث حتى فرقا
أنا لا أسلو عن الحب ولا / أبتغي من أسره أن أطلقا
أخذ الدهر لحيني رمقي / ليته أبقى على الرمقا