المجموع : 5
خَطَرت بِالأَمس ريحٌ صَرصَرُ
خَطَرت بِالأَمس ريحٌ صَرصَرُ /
فَالتوى غُصن شَبابي الأَخَضَرُ /
وَرَأَيت الزَهر عَنهُ يَنثر /
مثلما يَنثر دَمعي /
يا شَبابي أَنتَ أَحرى بِدَمي /
لا بِدَمعي أَو شكايات فَمي /
خلّ عَني فَصحابي لوّمي /
مَلأوا بِاللوم سَمعي /
سَئِموا نوحي وَعافوا منطقي /
هُم ذوو أَفئدة لَم تَخفق /
أَنا إِن يَدروا بِحتفي ملتقِ /
وَغَداً يَهدأ روعي /
وَطَأةُ اللَيل عَلى قَلبي الحَزين /
مَزَجت مِنهُ بِأَنفاسي أَنين /
ما لَهُ وَقع بِسَمع العالمين /
وَبِسَمعي أَي وَقع /
أَنت يا وَرقاء مِن دون الأَنامِ /
تَسمَعين النوح مني في الظَلام /
فَإِذا ما نَحت يا رَمز السَلام /
عارِضي نوحي بِسجع /
القَلب مُتَصل الوَجي
القَلب مُتَصل الوَجي / فِ تَكاد تَلفُظه ضُلوعي
وَاللَيل لَم يَهب الكَرى / لَكِن حَباني بِالدُموع
وَالصُبح في مَهوىً سَحي / ق لا يبشِّر بِالطُلوع
وَالكَون نائم / وَالفكر هائم
يَتَلمس الحَسناء فا / تِنَتي بِهاتيك الرُبوع
عَيناي مطبقتان لَ / كنّي أَرى تِلكَ النُجوم
مُتَأَلِقات بِالفَضاء / عَلى غياهبه تَعوم
فَإِخال فاتَنتي تَمتع / بِينهن بِما تَروم
فَأَجيل عَينا / تَنهلُّ حُزنا
فَأَرى النُجوم تَريد أَن / تنقض فَوقي كَالرجوم
لا شَيء يَخترق السُكون / سِوى هَديل حَمائِمي
حَملته لي بَعض النَسا / ئم في الظَلام القاتم
فَودَدت لَو يَشفى الفُؤا / د مِن الأَسى المُتقادم
فَإِذا الهَديل / لا يَستحيل
قَلباً يَسير بِهِ الهَوى / في لجه المُتَلاطم
عَبَثاً أُخفف عَن فُؤا / دٍ لا يَقر لَهُ قَرار
عَبَثاً أُعَلله بِلق / ياها وَقَد شط المزار
حَذرته حُباً عَوا / قبه اللواعج وَالدَمار
لِلّهِ قَلب / أَغواه حُبٌّ
فَإِذا بِهِ جَم العَثار / وَيَستَجير وَلا يُجار
باعوا البِلادَ إلى أعدائِهمْ طمَعاً
باعوا البِلادَ إلى أعدائِهمْ طمَعاً / بالمالِ لكِنَّما أوطانَهم باعوا
قد يُعذرونَ لو أنَّ الجوعَ أرغمهم / والله ما عطشوا يوماً ولا جاعوا
وبلغة العار عند الجوع تلفظها / نفس لها عن قبول العار رادع
تلك البلادُ إذا قلتَ اسمُها وطنٌ / لا يفهمون ودون الفَهْم أطماعُ
أعداؤنا منذُ كانوا صَيارفةٌ / ونحنُ منذ هبطنا الأَرضَ زُرَّاعُ
لَمْ تَعكسوا آيةَ الخلاَّقِ بل رجعت / إلى اليهودِ بكم قُربى وأطباعُ
يا بائعَ الأرضِ لم تحفِلْ بعاقبةٍ / ولا تعلَّمتَ أنَّ الخصم خدّاعُ
لقد جنيتَ على الأحفادِ وا لهفي / وهم عبيدٌ وخُدَّامٌ وأتباعُ
وغرك الذهبُ اللماعُ تُحْرزُهُ / إن السَّرابَ كما تدريه لمَّاعُ
فكَّرْ بموتكَ في أرضٍ نشأتَ بها / واتركْ لقبركَ أرضاً طولها باعُ
لهفي على نافعٍ لو كان ينفعه
لهفي على نافعٍ لو كان ينفعه / لهفي وهيهات ما في الموت نفّاع
قد شيّعوه إلى قبر يحفّ به / مِن المهابة اتباعٌ واشياعٌ
حوتْه أوطانُه في جوفها فغدا / كأنما هو قلب وهي أضلاعُ
يا موطناً في ثراه غاب سادته / لو كان يخجل من باعوك ما باعوا
أرأيتَ مملكةَ الربي
أرأيتَ مملكةَ الربي / عِ يُعيدُ رونَقَها الربيع
ويُتَوَّجُ الراعي بها / ملِكاً رعيَّتُه القطيع
الذئبُ يَرْهبُه ويل / ثُم كفَّه الحمَلُ الوديع
آذار في رَحْبِ الفضا / ءِ سفيرُ دولته الرفيع
هاتيكَ ألوانٌ تشِع / عُ وتلكَ ألحانٌ تَشيع
لَمنْ الربيعُ وطيبُه / وهواه والزَّهَرُ البديع
فرحُ الربيعِ لمنْ له / أرضٌ وليس لمن يبيعُ