المجموع : 8
اِفتَرَّ ثَغرُكَ لي أَم بارِقٌ لَمَعا
اِفتَرَّ ثَغرُكَ لي أَم بارِقٌ لَمَعا / فَكادَ يَخطِفُ طَرفي وَالفُؤادَ مَعا
وَهَل قَوامُكَ غُصنُ البانِ مُعتَدِلاً / عَلى كَثيبٍ عَلَيهِ البَدرُ قَد طَلَعا
بَخِلتَ حَتّى بِطَيفٍ مِنكَ يَطرُقُني / هَل يَطرُقُ الطَيفُ طَرَفاً قَلَّما هَجَعا
يا قَلب حَتّامَ لا تُصغي إِلى عَذَلٍ / فيمن مَتى قيلَ فيكَ الباطِلُ اِستَمَعا
أَصغى إِلى كَذِبِ الواشي فَصَدَّقَهُ / يا بِئسَ ما صَنَعَ الواشي وَما نَصَعا
إِنّي لأَعجَبُ مِن قَلبٍ يُحِبُّكِ يا / سَلمى يَهيمُ وَقَد قَطَّعتِهِ قِطَعا
دَبَّت إِلى حُسنِ ظَنّي فيكِ أَلسِنَةُ ال / واشينَ عَنّي بِقُبحِ المَينِ فَاِنقَطَعا
وَما شَفى كَبِدي مِمّا أُكابِدُهُ / إِلّا البَشيرُ بِبَدرِ الدينِ إِذ طَلَعا
فَأَوضَحَ الأنس إيضاحاً لَهُ جُمَلٌ / مُفَصَّلاتٌ تَلَت مِن نَشرِهِ لُمَعا
ابنُ المُبارَكِ ما زالَت مُبارَكَةً / في الدَّهرِ طَلعَتُهُ إِن سارَ أَو رَبَعا
ما قادَهُ طَبَعٌ يَوماً إِلى طَمَعٍ / وَلا رَعى الناسَ إِلّا اِستَشعَرَ الوَرَعا
مَودودُ ما زلتَ مَودودَ المَآثِرِ في ال / أَنامِ لَم تَألُ بِالعَلياءِ مُضطَلِعا
فَكُلُّ مُفتَرِقٍ في الناسِ مِن شِيَمٍ / حَميدَةِ الذِّكرِ أَضحى فيكَ مُجتَمِعا
إِنَّ المُلوكَ تَرى أَنَّ الَّذي مَلَكوا / مِن دونِ قَدرِكَ يا مَن قَدرُهُ اِرتَفَعا
قالوا وَهَل تُمطِرُ الأَرضُ السَماءَ فَطِب / نَفساً وَكُن بِالَّذي أوتيتَ مُقتَنِعا
وَاِبنِ المَساجِدَ بِالجِدِّ الَّذي ضمِنَت / لَكَ المَساعي بِهِ أَن تَهدِمَ البِيَعا
فَأَنتَ تولي وَلا تولى الأَياديَ إِل / لا مِن إِلَهَكَ فَاِشكُرهُ لِما اِصطَنَعا
يَكفيكَ أَن اِبنَ أَيّوبَ الصَلاحَ رَأى / الصَلاحَ في أَنَّهُ وَلاكَ فَاِنتَفَعا
لا خابَ يَوماً دُعائي لِلأَميرِ بِمَن / مَن لا يُخَيِّبُ مُضطَّراً إِلَيهِ دَعا
هاجَتكَ رُسومٌ عَفَت لِزَينَبَ بِالقاع
هاجَتكَ رُسومٌ عَفَت لِزَينَبَ بِالقاع / أَمسَت دُرساً بَعدَها مُعَطَّلَةً قاع
أَبعِد بِديارٍ مِنَ الأَنيسِ خَلاءٍ / لِلبومِ نَئيمٌ بِها يَروعُ وَإيقاع
لا جادَ عَلَيها مِنَ السَماءِ مُلِثٌّ / يَنهَلُّ بِمُثعَنجِرِ الوَديقَةِ نَقّاع
إِن كُنتَ كَريماً عَلى الجَميلِ مُسِفّاً / لَم تُمسِ عَلى هامَةِ الدَّناءةِ وَقّاع
فَاِسلُك سنَنَ الفَضلِ مادِحاً لِأَبيه / ما عِشتَ وَكُن عِندَهُ اِبنَ شورَ القَعقاع
تُصبِح وَثِمارُ المُنى عَلَيكَ دَوانٍ / لا تَرهبُ من بَعدِها خَصاصَةَ إِدقاع
فَاِسمَع مَثَلاً هَل يُقاسُ شارِبُ خَمرٍ / في الناسِ إِذا ما اِنتَشى بِشارِبِ فُقّاع
أَهيمُ وَقَلبي بِالغَرامِ وَلوعُ
أَهيمُ وَقَلبي بِالغَرامِ وَلوعُ / وَمِن سُحبِ أَجفاني تَفيضُ دُموعُ
تَشَتَّتَ شَملي وَالهَوى غَيرُ نازِحٍ / وَعَهدي بِشَملي قَبلُ وَهوَ جَميعُ
فَوا أَسَفي كَم شَهقَةٍ لي مِنَ النَّوى / تَفَتَّتُ مِنها أَعظُمٌ وَضُلوعُ
وَما هاجَني إِلّا حَمائِمُ هُتَّفٌ / وَأَغرِبَةٌ وَسطَ الدِّيارِ وُقوعُ
وَما وَجَدَت يَوماً كَوَجدي حَمامَةٌ / تُظَلِّلُها بَينَ الأَراكِ فُروعُ
وَأَهوى إِلَيها شَوذَنيقٌ أراعَها / ضُحىً وَلَها نَحوَ الفِراخِ نُزوعُ
وَقَد ضَبَثَت فيها مَخالِبُ ساغِبٍ / لَها في حَشاها وَالفُؤادِ صُدوعُ
لَقَد راعَني يَومُ الفِراقِ فَلَم أُطِق / وَداعَهُم إِنَّ الفِراقَ يَروعُ
فَوا كَبِدي لَمّا أُنيخَت رِكابُهُم / وَشُدَّت حُدوجٌ لِلهَوى وَنُسوعُ
وَقامَ إِلَيَّ العاذِلاتُ يَلُمنَني / وَلَستُ لِقَولِ العاذِلاتِ أُطيعُ
لا وَالنَبِيِّ مُحَمَّدٍ وَالأَترَعِ
لا وَالنَبِيِّ مُحَمَّدٍ وَالأَترَعِ / زَوجِ المُطَهَّرَةِ البَتولِ الأَروَعِ
وَوَحَقِّ أَصحابِ العَبا خَيرِ الوَرى / ما القَلبُ مُذ فارَقتُ أَحبابي مَعي
وَمَتى ذَكَرتُهُمُ وَلَن أَنساهُمُ / حُنِيَت عَلى النيرانِ مِنهُم أَضلُعي
ما لي إِذا اِبتَزَّ الفِراقُ حُشاشَتي / إِلّا إِلى طولِ البُكا مِن مَفزَعِ
عَينايَ دَمعُهُما تَحَدَّرَ أَعيُناً / لِفِراقِهِم فَأَنا غَريقُ الأَدمُعِ
أَودَعتُكُم قَلبي غَداةَ وَداعِكُم / وا ضَيعَةَ القَلبِ الأَسيرِ المودَعِ
وَطَمِعتُ مِنكُم بِالوَفاءِ وَلَيسَ في / قَبضِ الثُرَيّا وَالسُها مِن مَطمَعِ
أَصبَحتُ إِذ أَمَّلتُ صَفوَ ودادِكُم / أَرجو السَرابَ مِنَ السَرابِ اليَلمَعِ
ما عَهدُكُم عِندي وَإِن ضَيَّعتُمُ / عَهدي وَحَقِّ هَواكُمُ بِمُضَيَّعِ
نِمتُم عَنِ الصَبِّ المُعَذَّبِ في الهَوى / وَرَمَيتُموهُ بِالفِراقِ الموجِعِ
كَم بِتُّ أَرجو الطَيفَ يَطرُقُ مَضجَعي / أَنّى يَزورُ الطَيفُ مَن لَم يَهجَعِ
يا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغا / عَنّي دِمَشقَ سَلامَ مَن لَم يَربَعِ
وَاِخصُص أُصَيحابي بِها بِتَحِيَّةٍ / عَذُبَت كَنَشرِ العَنبَرِ المُتَضَوِّعِ
حَسُنَت لَهُم بَعدي فَطابَ مَقامُهُم / وَاِعتَضتُ عَنهُم بِالمَقامِ الجَعجَعِ
قَرَّت عُيونُ الحاسِدينَ بِبَينِنا / وَلَطالَما عَطَسوا بِأَنفٍ أَجدَعِ
ما زِلتُ أَرعى وُدَّهُم وَأَصونُهُ / هَذا وَذِكري قَد أُذيلَ وَما رُعي
أَشباحُهُم في ناظِري وَخَيالُهُم / في خاطِري وَكَلامُهُم في مسمَعي
ها قَد فَنِيَ صَبري وَقَلَّت حيلَتي / لَم يَبقَ في قَوسِ العَزا مِن مَنزَعِ
آهاً لِقَلبٍ مُوجَعِ
آهاً لِقَلبٍ مُوجَعِ / مِن لَوعَةٍ لَم يُقلِعِ
يَشُبُّها في كَبِدي / فَيضُ سَحابِ أَدمُعي
يا مَن جَفَوني فَجُفو / ني بَعدَهُم لَم تَهجَعِ
أَفرَشتُموا بِبَينِكُم / شَوكَ القَتادِ مَضجَعي
يا عاذِلي في حُبِّهِم / بِسَلوَتي لا تَطمَعِ
لا تَحسَبَن قَلبِيَ مُذ / فارَقتُ أَحبابي مَعي
يا كَبِدي الحَرّى عَلى / فِراقِهِم تَقَطَّعي
بادِر إِلَينا فَإِنَّ الراحَ مُمكِنَةٌ
بادِر إِلَينا فَإِنَّ الراحَ مُمكِنَةٌ / وَالكَأسُ دائِرَةٌ وَالشَملُ مُجتَمِعُ
وَيَومُنا طَيِّبٌ صافي الأَديمِ وَما / فيهِ هَواءٌ وَلا في رَأسِهِ قَزَعُ
وَالزَهرُ يَلعَبُ مُعتَلُّ النَسيمِ بِهِ / وَالبَمُّ مُنخَفِضٌ وَالزيرُ مُرتَفِعُ
وَالطَيرُ تَرقُصُ في الأَغصانِ مِن طَرَبٍ / تَكادُ مِنهُ عَلى هاماتِنا تَقَعُ
كُنّا بِبُستانٍ لَدى مَعشَرٍ
كُنّا بِبُستانٍ لَدى مَعشَرٍ / كَأَنَّنا السُنَّةُ في الشيعَه
مِن شَجَرِ الجامِعِ أَشجارُهُ / وَنَحنُ فيهِ كَدُمى البيعَه
لَيسَ لَهُ في الأَرضِ مِن مُشبِهٍ / إِلّا سَرابٌ لاحَ في قيعَه
وَعدُكُم بِالخُرجِ وَالنَّطعِ
وَعدُكُم بِالخُرجِ وَالنَّطعِ / بَرقٌ وَلَكِن خُلَّبُ اللَّمعِ
خُرجٌ خُروجُ الرُّوحِ مِن دونِهِ / وَالنَطع بَينَ السَيفِ وَالنَطعِ
ما لَكُمُ ذَنبٌ وَلَكِن لِمَن / حَلَّ بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعِ
مَن كانَ يَرجو خَيرَكُمُ بَعدها / فَهوَ أَحَقُّ الناسِ بِالصَّفعِ
لَو لَم أَكُن أَشعَبَ ما عُدتُ عَن / وُعودِ عُرقوب بِلا نَفعِ