المجموع : 7
خيرُ المَواطِنِ حَيثُ هَذا الأَروَعُ
خيرُ المَواطِنِ حَيثُ هَذا الأَروَعُ / وَأَجَلُّ قَولٍ ما أَقولُ وَيَسمَعُ
أَجهَدتُ نَفسي في المَديحِ فَلَم أَجِد / ما قَد صَنَعتُ مُجازِياً ما يَصنَعُ
وَأَضَعتُ مَدحي قَبلَهُ في غَيرِهِ / إِنَّ المَدائحَ في سِواهُ تُضيَّعُ
يُثنى عَلَيهِ بِدونِ ما في طَبعِهِ / كَالمِسكِ أَسيرُهُ الَّذي يَتَضَوَّعُ
وَيُزارُ بِالمَدحِ السَنِيِّ وَقَدرُهُ / أَعلا مِنَ المَدحِ السَنِيِّ وَأَرفَعُ
خِدَعٌ جَعَلناها إَلَيكَ وَسائِلاً / إِنَّ الكَريمَ بِكُلِّ شَيءٍ يُخدَعُ
شَفِعَت إِلَيكَ نَفاسَةٌ مِن نَفسِهِ / أَغنَت ذَوي الحاجاتِ عَمَّن يَشفَعُ
سَهلٌ وَفيهِ عَلى العَدوِّ شَراسَةٌ / كَالسَيفِ مَلمَسُهُ يَلينُ وَيَقطَعُ
إِن سَرَّ ضَرَّ وَتِلكَ شَيمَةُ مِثلِهِ / وَابنُ الكَريمَةِ مَن يَضُرُّ وَيَنفَعُ
مِثلُ الغَمامِ المُستَغاثِ بِدَرِّهِ / فِيهِ الصَواعِقُ وَالغُيوثُ الهُمَّعُ
لَو أَنَّهُ بارى الرِياحَ لَقَصَّرت / عَن بُعدِ غايَتِهِ الرِياحُ الأَربَعُ
وَلَرَدَّها حَسرى الهُبوبِ كَليلَةً / حَتّى تَرى أَنَّ البَطيئَ الأَسرَعُ
يَتَقَلَّدُ العَضبَ الحُسامَ وَتَحتَهُ / قَلبٌ أَحَدُّ مِنَ الحُسامِ وَأَقطَعُ
وَيَرى التَوَقّي بِالسَنَوَرِ ذِلَّةً / وَالدِرعُ يَكرَهُهُ الهِزَبرُ الأَروَعُ
جَنبَ الجِيادَ كَأَنَّ أَنصافَ القَنا / ما بَينَ أَذرُعِها الخَضيبَةِ أَذرُعُ
وَالبيضُ تَنثرُ لَحمَ كُلِّ مُدَرَّعٍ / فَتَعودُ تَنظِمُهُ الرِماحُ الشُرَّعُ
في كُلِّ مُنبَسِطِ الفِجاجِ كَأَنَّهُ / قَزَعٌ بِوارِقُهُ السُيوفُ اللُمَّعُ
أَبدى نَواجِذَهُ الكَمِيُّ مُكَلّحاً / فيهِ كَما كَلَحَ الأَزَلُّ الأَجلَعَ
وَتَناثَرَت فيهِ الجَماجِمُ وَالطُلى / حَتّى تَعاثَرَتِ المَذاكي المُزَّعُ
مَن مُبلِغُ الأَتراكِ أَنَّ أَمامَهُم / بَحراً يُغَرِّقُ مَوجُهُ مَن يَشرَعُ
أَمُّوا وَهَمّوا بِالوُرودِ فَراعَهُم / مِن دونِهِ هَذا الهُمامُ الأَروَعُ
وَتَيَقَّنوا أَن الشآمَ وَأَهلَهُ / أَحمى بِلادِ الخافِقينِ وَأَمنَعُ
بِمُوَقَّرٍ لا يُستَخَفُّ كَأَنَّما / في بُردَتَيهِ مُتالِعٌ أَو صَلفَعُ
لَو وازنَ الطَودَ الأَشَمَّ بِحِلمِهِ / لانحَطَّ وَاِرتَفَعَ الأَشَمُّ الأَرفَعُ
ضاقَ الطَريقُ إِلى النَدى وَطَريقُهُ / سَهلٌ إِلى ابنِ أَبي عَليٍّ مَبيَعُ
مَلِكٌ الطَريقُ إِلى النَدى وَطَريقُهُ / سَهلٌ إِلى ابنِ أَبي أَبي عَليٍّ مَبيَعُ
مَلِكٌ سَمِعنا بِالمُلوكِ وَفِعلِهِم / وَأَتى فَصَغَّرَ فِعلُهُ ما تَسمَعُ
أَبدَعتُ فيهِ القَولَ حينَ رَأَيتُهُ / يُعطي فَيُبدِعُ في غِنى مَن يُبدِعُ
وَشَكَوتُ إِمحالي فَأَمرَعَ جانِبي / مُذ ضَمَّني هَذا الجَنابُ المُمرِعُ
حَتّى لَقَد أَفضَلتُ مِمّا نالَني / مِن فَضلِهِ مِمّا يَخلَع
يابنَ المُلوكِ الصِيدِ غَيرَ مُدافَعٍ / عَمّا يُحاوِلُهُ المُلوكُ فَيُدفَعُ
نالَت يَداكَ بِما أَنالَت مَوضِعاً / ما لِلكَواكِبِ فيهِ عِندَكَ مَوضِعُ
شَرَفاً تُقَصِّرُ عَنهُ خُطوَةُ قَيصَرٍ / وَنَدىً تَتَبَّعَ فيهِ إَثرَكَ تُبَّعُ
هُنيتَ بِالعيدِ السَعيدِ فَإِنَّنا / بِجِمالِ وَجهِكَ لا بِهِ نَتَمَتَّعُ
رَبعٌ خَلا بِالغَورِ مِن سُكانِهِ / هاجَت لَنا الحُرُقاتُ مِن عِرفانِهِ
ضَمِنَ الجَوى قَلبي لَهُ وَلِأَهلِهِ / فَوَفى لَهُ وَلِأَهلِهِ بِضَمانِهِ
عُجنا الطَيَّ بِهِ وَهَبَّ نَسيمُهُ / فَذَكرتُ رَيّاهُ بِرَيّا بانِهِ
وَخَشيتُ لَومَ الرَكبِ لَولا أَنَّني / نَهنَهتُ غَربَ الدَمعِ عَن سَيَلانِهِ
رَبعٌ خَلَت عَرَصاتُهُ مِن نُهَّدٍ / رَجَحَت رَوادِفُهُنَّ عَن كُثبانِهِ
يَرقُدنَ في ظِلِّ الأَراكِ قَوائِلاً / فَتَخالُهُنَّ سَقَطنَ مِن أَغصانِهِ
مِن كُلِّ جائِلَةِ الوِشاحِ تَدَيَّرَت / مِن غَورِهِ الأَدنى إِلى جَولانِهِ
غِزلانُ إِنس بِنّ عَنهُ وَعُوِّضَت / عَرَصاتُهُ بِالوَحشِ مِن غِزلانِهِ
يَسألنَ عَن شَأنِ المُحِبِّ عَلى النَوى / لا تَسأَلوا عَنهُ وَلا عَن شانِهِ
شَطَّ المَزارُ أَعلَنَ في هَواكَ بِسِرِّهِ / فَالبينُ أَحوَجَهُ إِلى إِعلانِهِ
كَتَمَ الهَوى صَبراً إِلى أَن لَم يَجِد / صَبراً وَلا جَلَداً عَلى كِتمانِهِ
وَزَعَمتُمُ أَنّي نَسيتُ عُهودَكُم / لا لَومَ لِلإِنسانِ في نِسيانِهِ
وَلَقَد سَرى بَرقُ العِراقِ فَهاجَ لي / بِالشامِ وَجداً مِن سَنا لَمَعانِهِ
تَرَكت عَقيقَتُهُ الأَحَصَّ كَأَنَّما / ذابَ العَقيقُ عَلى رَؤُوسِ قُنانِهِ
يَبدو لِعَينِكَ في الظَلامِ كَأَنَّهُ / صِلُّ الكَثيبِ مُنضنِضاً بِلِسانِهِ
مُتَبَوِّجاً يَحكي الأَصَمَّ مِنَ القَنا / سالَ النَجيعُ عَلَيهِ في عَسَلانِهِ
فَكَأَنَّهُ وَاللَيلُ مُعتَكِرُ الدُجى / نارُ المُعِزِّ عَلى مُتونِ رِعانِهِ
مَلِكٌ إِذا خَفَقَ اللِواءُ وَراءَهُ / خَفَقَت قُلوبُ الإِنسِ مِن خَفَقانِهِ
حَسَنُ الثَناءِ مَغيبُهُ كَشُهودِهِ / بَينَ المَلا وَحَديثُهُ كَعِيانِهِ
قاتَ الوُحوشَ فَأَصبَحَت مَحسوبَةً / فيمَن يُقاتُ لَدَيهِ مِن ضيفانِهِ
فَالوَحشُ قَد عَرَفَ القِرى بِعَجاجِهِ / وَالإِنسُ قَد عَرَفَ القَرى بِدُخانِهِ
لا تَأَمَننَّ مِنَ الزَمانِ وَرَيبِهِ / إِن أَنتَ لَم تَعلَق بِحَبلِ أَمانِهِ
وَعِصابَةٍ خَبَطوا الظَلامَ بِأَينُقٍ / في البيدِ لا يُنكرنَ مِن ظُلمانِهِ
يَخضِبنَ مُبيَضَّ الحَصا بِمَناسِمٍ / طالَ السُرى فَدَمينَ مِن إِدمانِهِ
خُوصُ الأَحِجَّةِ ما اِنطَوَت حَتّى طَوَت / بِيداً تُبيدُ الرَكبَ في غيطانِهِ
مِن كُلِّ مُغتَرِضِ الأَريكَةِ صَيَّرَت / غُبرُ الفَيافي بَطنَهُ كَبِطانِهِ
مِن تَحتِ مُنقَدِّ القَميصِ بِسَيفِهِ / حَدُّ وَأَمضى مِنهُ حَدُّ لِسانِِ
يَرجُو الغِنى مِن كُلِّ أَروَع لَم يَخَف / راجيهِ بَعدَ اللَهِ مِن حِرمانِهِ
وَيَؤُمُّ أَبلَجَ مِن ذُؤابَةِ عامِرٍ / عاشَت مُلوكُ الأَرضِ في إِحسانِهِ
مُغرىً بِنَقصِ المالِ إِلّا أَنَّهُ / مالٌ يَزيدُ الحَمدُ في نُقصانِهِ
إِنَّ الزَمانَ كَثيرَةٌ كرَماؤُهُ / لَكن أَكرَمَهُم أَبُو عُلوانِهِ
بَحرٌ شَطونُ العِبر إِلّا أَنَّهُ / بَحرٌ رَأَينا البَحرَ مِن خُلجانِهِ
ماضي الجَنانِ إِذا تَقَلَّدَ صارِماً / لَم يَمضِ صارِمُهُ مَضاءَ جَنانِهِ
شَرُفت مَناقِبُهُ إِلى أَن رُصِّعَت / عِوَضاً عَنِ الياقوتِ في تيجانِهِ
وَالمأثُراتُ الغُرُّ أَشرَفُ قيمَةً / في تاجِهِ المَعقودِ مِن عِقيانِهِ
قابَلتُ في الإِيوانِ سُنَّةَ وَجهِهِ / فَسَلَوتُ عَن كِسرى وَعَن إِوانِهِ
وَرَأيتُ حينَ رَأيتُ أَحسَنَ سيرة / فينا وَأَعدَل مِن أَنو شِروانِهِ
أَنسى البَرِيَّةَ عَدلَ ذاكَ بِعَدلِهِ / فَكَأَنَّهُم في عَصرِهِ وَأَوانِهِ
لَو حَلَّ دونَ مَحَلِّهِ مِن قَدرِهِ / ما كانَ يُبصَرُ مِن عُلوِّ مَكانِهِ
تَأبى المَمالِكَ نَفسُهُ ما لَم تَكُن / مَملوكَةً بَضرابِهِ وَطِعانِهِ
كَالليثِ يأنَفُ أَن يَدُقَّ فَريسَةً / لَم تَثوِ بَينَ مَلاطِهِ وَجِرانِهِ
رَبِحَ الثَنا بِخَسارَةٍ مِن مالِهِ / فَأَتاهُ ربحُ الحَمدِ مِن خُسرانِهِ
حامي الذِمارِ وَلِلمَنِيَّةِ مَورِدٌ / خُلِقَت رِماحُ الخَطِّ مِن أَشطانِهِ
إِذ لا يَرى البَطَلُ الشُجاعُ لِنَفسِهِ / وَزَراً حَصيناً غَيرَ ظَهرِ حِصانِهِ
أَو مُرهَفٍ عُرِفَت نَفاسَةُ قَدرِهِ / مِن أَنفُسِ سالَت عَلى سِيلانِهِ
كَالجَدوَلِ المُنقادِ إِلّا أَنَّهُ / لا يُحتَشى في الغِمدِ مِن جَرَيانِهِ
أَو مارِنٍ في الصِلِّ حامِلِ جَذوَةٍ / يَبدُو سَناها مِن بَريقِ سِنانِهِ
في كَفِّ أَروَعَ كُلَّما اشتَجَرَ القَنا / وَدَنا في الرَوعِ مِن أَقرانِهِ
مِثلُ المُعِزِّ وَأَينَ يُوجَد مِثلُهُ / إِلّا قَليلاً في مُلوكِ زَمانِهِ
صَعبٌ إِذا صَعُبَ الزَمانُ قِيادهُ / لا يَأمَنُ الأَعداءُ مِن عُدوانِهِ
لَمّا وَزَنتُ العالمينَ وَجَدتُهُم / لا يَرجَحونَ عَلَيهِ في ميزانِهِ
أَتقى البَرِيَّةِ مُفطِراً مِن صَومِهِ / أَو صائِماً لِلّهِ في رَمَضانِهِ
سَبَقَ الكِرامَ السابِقينَ إِلى النَدى / سَبقَ العَتيقِ النَهدِ يَومَ رِهانِهِ
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي أَحيا النَدى / فينا وَأَحيا العَدلَ في بُلدانِهِ
قَد كانَ فَخرُ المُلكِ شَيَّدَ ما بَنى / وَبَنَيتَ أَنتَ فَزِدتَ عَن بُنيانِهِ
وَأَقَمتَ رُكنَ المُلكِ بَعدَ نَوائِبٍ / مالَت عَلَيهِ فَمالَ مِن أَركانِهِ
وَطَلَبتَ ثَأرَكَ فاستَثارَ لَكَ الرَدى / مِمَّن أَلَحَّ عَلَيكَ في طُغيانِهِ
وَحَوَيتَ ما خَلّى فَلَم تَحفِل بِهِ / كَرَماً وَجُدتَ بِهِ عَلى غِلمانِهِ
وَمَلَكتَ إِرثَكَ مِن أَبيكَ بِهِمَّةٍ / قادَت زِمامَ المُلكِ بَعدَ حِرانِهِ
فَاسعَد بِعيدِكَ لا عَدِمتَ سَعادَةً / في الدَهرِ باقِيَةً عَلى أَزمانِهِ
فَالعِزُّ قَد أَمطاكَ ظَهرَ جَوادِهِ / وَالمُلكُ قَد أَنطاكَ فَضلَ عِنانِهِ
أَجَدَّ الصَبرُ بَعدَكُمُ اِمتِناعا
أَجَدَّ الصَبرُ بَعدَكُمُ اِمتِناعا / وَجَدَّ الوَصلُ نَأياً وَاِنقِطاعا
قَضى صَرفُ الزِمانِ لَنا اِفتِراقاً / فَهَل يَقضي الزَمانُ لَنا اِجتِماعا
يَحِنُّ إِلى رِباعِكُمُ فُؤادِي / فَلا بَعُدَت رِباعُكُمُ رِباعا
وَيَلمَعُ بارِقُها وَاللَيلُ داجٍ / كَما عايَنتَ في اليَمِّ الشُعاعا
سَرى طَيفُ الكَرى يَجتابُ فَرداً / مَهالِكَ تُرهِبُ البَطَلَ الشُجاعا
إِلى رَكبٍ تَهُزُّهُمُ النَواجي / كَما هَزَّت صَبا الرِيحِ اليَراعا
إِذا ما هَوَّمُوا وَضَعوا أَكُفّاً / عَلى الأَسرارِ خَوفاً أَن تُذاعا
رَجُوا حَلَبَ الغَمامِ فَقُلتُ إِنّي / أَرى حَلَباً أَدَرَّ لَنا اِنتِفاعا
إِذا زُرنا ابنَ فَخرِ الدِينِ بِتنا / رِواءً في مَكارِمِهِ شِباعا
فَتىً جَعَلَ البِلادَ مِنَ العَطايا / فَأَعطى المُدنَ وَاحتَقَرَ الضِياعا
سَمِعنا بِالكِرامِ وَقَد أَرانا / عِياناً ضِعفَ ما وَصَفُوا سَماعا
إِذا حَمَّلتَهُ نُوَبَ اللَيالي / تَحَمَّلَها وَناءَ بِها اِضطِلاعا
يَرى بِالظَنِّ ما في الغَيبِ حَتّى / كَأَنَّ لَهُ عَلى الغَيبِ اِطِّلاعا
إِذا شَهِدَ الوَغا تَرَكَ العَوالي / تَمُجُّ كَعُوبُها العَلَقَ المُتاعا
سَلِ الجَمعَينِ جَمعَ بَني نُمَيرٍ / وَمَن سَكَنَ المُدَيبِر وَالفَراعا
غَداةَ أَتوا يَهُزّونَ المَواضِي / إِلَينا وَالمُطَهَّمَةَ السِراعا
بِصَحراءِ الفُراتِ وَقَد تَوالَت / تَوالي الكُدرِ تَبتَدِرُ القِراعا
أَرَدَّ جُمُوعَهُم إِلّا ثِمالٌ / وَقَد مَلَأَت جُمُوعُهُمُ الوَساعا
بِضَربٍ يَصبِغُ الأَمواجَ حُمراً / وَيَحمي دَرَّ مَن صَدَقَ المِصاعا
رَماهُم بِالسَلاهِبِ مُقرَباتٍ / يُزَلزِلنَ الأَباطِحَ وَالتِلاعا
وَحَجَّبنَ السَنا بِالنَقعِ حَتّى / كَأَنَّ الشَمسَ لابِسَةٌ قِناعا
فَحِينَ تَأَمَّلُوا خَبَبَ المَذاكي / أَطارَ الخَوفُ أَنفُسَهُم شعاعا
وَسائِل عَنهُ في حَلَبٍ أُلوُفا / أَبَت أَسوارُهُم إِلّا اِمتِناعا
نَهاهُم عَن مَمالِكِهِ اِقتِساراً / وَقَد مَلَكُوا المَعاقِلَ وَالقِلاعا
وَحَطَّهُمُ وَقَد كَرِهُوا المَنايا / وَما كانُوا الظِماءَ وَلا الجِياعا
وَأَحسَنَ بِالمُسيءِ وَكَفَّ عَمّا / تَبِيتُ النَفسُ تَتَبَعُهُ اتِّباعا
وَخَلّى المالَ قَد أَوهى المَطايا / وَلَم يَعصِ الإِمامَ وَقَد أَطاعا
وَأَطلَقَ جَعفَراً وَبَني أَبيهِ / وَقَلَّدَهُم جَميلاً وَاِصطِناعا
وَمَنَّ عَلى بَني الجَراحِ جَمعاً / وَلَم تَكُ مِنَّةً ذَهَبَت ضَياعا
وَرَدَّ المُلكَ حَتّى ما رَأَينا / لَمُلكٍ غَيرِ ذا المُلكِ اِرتِجاعا
وَأَمَّنَ خَوفَنا حَتّى أَمِنّا / بِكَثرَةِ ما يُراعي أَن نُراعا
وَسَنَّ العَدلَ في حَلَبٍ فَأَخلَت / بِحُسنِ العَدلِ بُقعَتُها البِقاعا
حَليمٌ عَن جَرائِمِنا إِلَيهِ / وَحَتّى عَن ثَنِيَّتِهِ اِنقِلاعا
إِذا فَعَلَ الكَريمُ بِلا قِياسٍ / فِعالاً كانَ ما فَعَلَ اِبتِداعا
مَكارِمُ ما اِقتَدى فيها بِخَلقٍ / وَلَكِن رُكِّبَت فيهِ طِباعا
فَيالَلَّهِ أَنتَ كَريمُ قَومٍ / بِسَيفِكَ أَدرَكُوا الرُتَبَ الرِفاعا
عَلَوتَ إِلى السَماءِ بِكُلِّ فَضلٍ / فَكادَ الجَوُّ يُخفيكَ اِرتِفاعا
وَأَحيَيتَ النَدى وَالجُودَ حَتّى / حَسِبنا أَنَّ بَينَكُما رِضاعا
إِذا مَدَّت بُغاةُ المَجدِ يَدّاً / إِلى طَلَبِ العَلاءِ مَدَدتَ باعا
أَطَعتَ اللَهَ مُنذُ خُلِقتَ حَتّى / غَدَوتَ بِأَمرِهِ المَلِكَ المُطاعا
إِذا طَلَبَ العِدى لَكُمُ اِنحِطاطاً / أَبَت راحاتُكُم إِلّا اِرتِفاعا
غَدَوتُم عَن مَكارِهِنا بِطاءً / وَفيما سَرَّنا مِنكُم سِراعا
إِذا ضاقَت مُلِمّاتُ اللَيالي / أَبَت أَخلاقُكُم إِلّا اِتِّساعا
فَدَت رُوحي فَتىً ما ضاقَ ذَرعاً / بِنائِبَةٍ تَنوبُ وَلا ذِراعا
مَدَحتُ فَما أَضَعتُ المَدحَ فيهِ / وأَولاني الجَميلَ فَما أَضاعا
فَلَو داسَ التُرابَ بِأَخمَصَيهِ / وَجَدتُ لِناظِرَيَّ بِهِ اِنتِفاعا
كَلاكَ اللَهُ مِن نُوَبِ اللَيالي / فَإِنَّكَ تَكَلأُ الأَدَبَ المُضاعا
وَتَكسُو المَدحَ وَالمُداحَ فَخراً / إِذا أَصغَيتَ لِلمَدحِ اِستِماعا
لَقَد أَودَعُوهُ لَوعَةً حينَ وَدَّعا
لَقَد أَودَعُوهُ لَوعَةً حينَ وَدَّعا / تَكادُ بِها أَحشاؤُهُ أَن تَقَطّعا
وَمُذ نَزَلوا مِن أَجرَعِ الخَبتِ مَنزِلاً / تَجَرَّعَ سُمّاً مِن نَوى الحَيِّ مُنقَعا
وَأَبكاهُ شَحطُ البَينِ لَمّا تَحَمَّلُوا / دَماً حينَ لَم يَترُك لَهُ البَينُ أَدمُعا
خَلِيلَيَّ عُوجا نَبكِ رَبعاً وَمَنزِلا / لِهِندٍ خَلا مِنها مَصِيفاً وَمَربَعا
فَقَد طالَما قَرَّت بِهِ العَينُ مَنظَراً / وَلَذَّت بِنَجوى أَهلِهِ الأُذنُ مَسمَعا
زَمانٌ عَهِدنا مُظلِمَ العَيشِ نَيّراً / بِهِ وَقَضَينا اللَهوَ رَيّانَ مَونِعا
وَهِنداً تُرِينا البَدرَ في فاحِمِ الدُجى / إِذا ما استَتَمَّ البَدرُ عَشراً وَأَربَعا
وَقائِلَةٍ أَذهَبتَ مالَكَ ضائِعاً / فَقُلتُ وَقَد أَذهَبتِ لَومَكِ أَضيَعا
أَقِلّي فَما يَحظى بِحَمدٍ مُجَمَّعٍ / مِنَ الناسِ مَن لَم يَذرُ مالاً مُجَمَّعا
وَما ضِقتُ بِالإِقلالِ ذَرعاً لِأَنَّني / أَرى الشَيءَ مَهما اِزدادَ ضِيقاً تَوَسّعا
لَكِ الخَيرُ لا أَبقى مِنَ الخَيرِ مُعدِماً / إِذا أَنا لَم أَعدَم نَخِيّاً سَمَيدَعا
فَتىً مِن بَني الشَدّادِ لَو مَسَّ كَفُّه / صَفا الصَلدِ أَجرى في الصَفا مِنهُ يَنبُعا
فَتىً ما اللُيوثُ المُخدِراتُ عَلى الطَوى / خِماصاً كَما أَمرَرتَ قِدّاً مُرَصَّعا
تَضَوَّرنَ حَتّى كِدنَ يَسفَعنَ ماثِلاً / مِنَ التُربِ مِن إِفراطِ ما بِتنَ جُوَّعا
بِأَمنَعَ مِنهُ جانِباً حينَ يَغتَدي / إِلى الحَربِ إِمّا حاسِراً أَو مُدَرَّعا
وَلا مُرهَفُ الحَدّينِ ماضٍ كَأَنَّهُ / عَقيقَةُ بَرقٍ في طَخىً ما تَقَشَّعا
بِأَقطَعَ مِن عَزمِ المُعِزِّ بِنِ صالِحٍ / لِخَطبٍ إِذا ما كُلُّ قَلبٍ تَقَطَّعا
وَلا الرَوضَةُ الغَنّاءُ فاحَ أَريجُها / مَعَ اللَيلِ في دَيمُومَةٍ فَتَضَوَّعا
بِأَطيَبَ مِنهُ بَينَ شَرقٍ وَمَغرِبِ / حَديثاً بِأَفواهِ الرُواةِ مُشَيَّعا
أَخُو كَرَمٍ أَبدَعتُ في حُسنِ ذِكرِهِ / فَأَحسَنَ في الفِعلِ الجَميلِ وَأَبدَعا
يُذَكِّرُني إِحسانُهُ الجَمُّ جَعفَراً / وَيُذكِرُهُ إِحساني القَولَ أَشجَعا
تَرى كُلَّ فَضلٍ مِنهُ سَهلاً مُيَسّراً / وَتَلقاهُ صَعباً مِن سِواهُ مُمَنَّعا
وَأَليَقُ ما كانَ السَماحُ بِأَهلِهِ / إِذا كانَ طَبعاً فيهِمُ لا تَطَبُّعا
وَلَم أَرَ مِثلَ البُخلِ أَشنَعَ بِالفَتى / وَإِن كانَ بَعضُ المَنِّ بِالفَضلِ أَشنَعا
وَمَن يَجعَلِ الفِعلَ الجَميلَ قِناعَهُ / فَلَيسَ يُبالي بَعدَهُ ما تَقَنَّعا
أَيا دافِعَ البَأساءِ عَن كُلِّ مُرمِلٍ / مِنَ الناسِ لا يَسطِيعُ لِلبُؤسِ مَدفَعا
وَيا خَيرَ مَن نُصَّت إِلَيهِ رَكائِبٌ / وَجينَ إِلى أَن جِينَ حَسرى وَضُلَّعا
بِكُلِّ نَجيبٍ لَم يَدَع في نَجِيبَةٍ / دَوامُ السُرى إِلّا فِقاراً وَأَضلُعا
أَبا صالِحٍ لا زِلتَ لِلعيدِ بَهجَةً / وَنُوراً وِللعافِينَ رَبعاً وَمَنجَعا
لِغُرٍّ تَجُوبُ الأَرضَ فَوقَ مَطِيَّةٍ / مِنَ الطِرسِ لَم تَعرِف وَضِيناً وَأَنسُعا
إِذا أُنشِدَت في مَجمَعِ القَومِ صَيَّرَت / عَلى كُلِّ مَخلُوقٍ لَكَ الفَضلَ أَجمَعا
أَحِلماً تَبتَغِي عِندَ الوَداعِ
أَحِلماً تَبتَغِي عِندَ الوَداعِ / لَعَمركَ لَيسَ ذاكَ بِمُستَطاعِ
وَتَطمَعُ في الحَياةِ وَغَيرُ حَيٍّ / يَكُونُ إِذا دَعا لِلبَينِ داعِ
بِثَهمَدَ وَالظَعائِنُ عامِداتٌ / حُزُوناً بَينَ ثَهمَدَ وَالكُراعِ
بِكُلِّ غَريرَةٍ تَهتَزُّ لِيناً / كَما يَهتَزُّ مَشمُولُ اليَراعِ
أُلاحِظُها بِطَرفٍ غَيرِ سامٍ / وَأُتبِعُها فُؤاداً غَيرَ واعِ
فَلَم أَرَ قَبلَها في الخِدرِ شَمساً / وَلا قَمَراً مُنيراً في قِناعِ
وَقائِلَةٍ هَواكَ لَنا خِداعٌ / وَتُنكِرُ طُولَ بَثّي وَالتِيَاعي
وَلَو وَجِدتَ غَداةَ البَينِ وَجدِي / لَبانَ لَها صَحِيحي مِن خِداعي
كَأَنّي وَالحُمولُ مُوَلِّياتٌ / صَريعُ كَريهَةٍ بِلوى الصِراعِ
وَشارِبٌ قَهوَةٍ غَلَبَت عَلَيهِ / مِنَ الجِريالِ حَمراءُ الشُعاعِ
مُقَدَّمَةٌ لَها مِن عَهدِ عادٍ / كَأَنَّ حَبابَها قُمصُ الأَفاعي
أَهاجِرَتي إِلى كَم طُولُ وَجدي / بِكُم وَإِلى مَتى لَكُمُ اتِّباعي
وَحَتّامَ الهَوى عَلِقٌ بِقَلبي / قَليلٌ عَن غِوايَتِهِ اِرتِداعي
وَكَم لا يَستَقِرُّ لَنا بِأَرضٍ / قَرارٌ بَينَ بَينٍ وَاجتِماعِ
فَيَومٌ مِن لِقائِكِ في اِبتِهاجِ / وَيَومٌ مِن فِراقِكِ في اِرتِياعِ
فَما أَخلُو إِلَيكُم مِن غَرامٍ / وَلا أَخلُو إَلَيكُم مِن نِزاعِ
سَقى دارً لِسَلمى بِالكُراعِ / مُلِثُّ القَطرِ مِن نَوءِ الذِراعِ
وَمُرتَجِسٌ كَأَنَّ البَرقَ فيهِ / سَنا نارِ المُعِزِّ عَلى اليَفاعِ
فَتىً يَسعى الرِجالُ إِلى مَداهُ / فَيَعجَزُ عَن مَداهُ كُلُّ ساعِ
وَيَعلُو الناسُ فِتراً في المَعالي / فَيَعلُو فَوقَ ما يَعلُو بِباعِ
شِراعُ المَجدِ مَمدُودٌ عَلَيهِ / وَمَشرُوعٌ نَدى ذاكَ الشِراعِ
رَعاهُ اللَهُ مِن مَلِكٍ هُمامٍ / لَنا وَلِحَوزَةِ الإِسلامِ راعِ
أُوَدِّعُهُ وَفي قَلبي سِهامٌ / لَعَمرُ أَبيكَ مِن هَذا الوَداعِ
وَأَمضي غَيرَ مُنتَفِعٍ بِعَيشٍ / وَكَيفَ يَكُونُ بِالعَيشِ اِنتِفاعي
جَزاكَ اللَهُ عَن نُعماكَ خَيراً / وَعَن حُسنِ اِحتِباسي وَاِصطِناعي
فَإِنّي مُذ نَجَعتُكَ بِالقَوافي / حَمدتُ إِلَيكَ قَصدي وَاِنتِجاعي
وَطَلَّقتُ المُلوكَ بِكُلِّ أَرضٍ / ثَلاثاً لا يَحِلُّ لَها اِرتِجاعي
فَعِش يُنعى إِلَيكَ الناسُ طُرّاً / وَلا يَنعاكَ طُولَ الدَهرِ ناعي
يا مَن مُلُوكُ الدُنيا لَهُ تَبَعُ
يا مَن مُلُوكُ الدُنيا لَهُ تَبَعُ / مِثلَكَ ما أَبصَرُوا وَما سَمِعُوا
سَخَوتَ حَتّى الغَمامُ مُفتَضَحٌ / وَطُلتَ حَتّى السِماكُ مُتَّضِعُ
مَناقِبٌ تَزحَمُ الكَواكِبَ لا العَي / يُوقُ نِدٌّ لَها وَلا بُلَعُ
قَصَّرَ عَنهُنَّ قَيصَرٌ وَغَدَت / وَتُبَّعٌ في النَدى لَها تَبَعُ
وَنُصبَ عَينيَّ ماجِدٌ فطنٌ / لا طائِشٌ لُبُّهُ وَلا هَلِعُ
شِيمَتُهُ الجُودُ وَالنَدى وَسَجا / ياهُ التُقى وَالعَفافُ وَالوَرَعُ
مُطَهَّرُ الخِيمِ وَالأَرُومَةِ لا عَي / بٌ وَلا وَصمَةٌ وَلا طَمَعُ
كَالماءِ في أَبيَضِ الصَبِيرِ إِذا اس / تَوسَقَ لا زِبرِجُ وَلا قَزَعُ
مِن مَعشَرٍ أَشرَقَت وُجُوهُهُمُ / كَأَنَّها بَعدَ مَوهِنٍ شَمَعُ
يَأتَلِفُ الخَيرُ كُلَّما اِئتَلَفُوا / وَيُجمَعُ الفَضلُ كُلَّما اِجتَمَعُوا
قَومٌ إِذا حارَبُوا فَقَد حَرَبُوا / وَإِن هُمُو سالَموا فَقَد نَفَعُوا
إِن أَفضَلوا أَوسَعُوا وَإِن حَمَلوا / سَرُّوا وَإِن تَستَسِرهُمُ وَسِعُوا
وَآلُ مرداسَ مَعشَرٌ نُجُبُ / عَلى جَميلِ الفَعالِ قَد طُبِعُوا
قالوا فَما أَخلَفُوا مَقالَهُمُ / وَواصَلُوا بِالنَدى فَما قَطَعُوا
إِن سُئِلوا أَفضَلُوا كَما أَلِفوا / وَإِن يُنادَوا لِحادِثٍ سَمِعُوا
يا أَكرَمَ الناسِ إِن هُمُو كَرُمُوا / وَأَشجَعَ الناسِ إِن هُمُو شَجُعُوا
شَرَّفتَ قَوماً جَلَستَ بَينَهُمُو / لا عَدِمُوا مِن نَداكَ ما شَرَعُوا
لا عَدِمَت بِرَّكَ الجَميلَ وَلا / مَعرُوفَكَ الأَقرِباءُ وَالشِيَعُ
فَإِنَّما أَنتَ عِصمَةٌ لَهُمُ / وَمَنجَعٌ صادِقٌ إِذا اِنتَجَعُوا
لا يَضَعُ الناسُ ما رَفَعتَ وَلا / يَرفَعُ خَلقٌ مَكانَ ما تَضَعُ
العِلمُ بَعدَ أَبي العَلاءِ مُضَيَّعُ
العِلمُ بَعدَ أَبي العَلاءِ مُضَيَّعُ / وَالأَرضُ خالِيَةُ الجَوانِبِ بَلقعُ
أَودى وَقَد مَلَأَ البِلادَ غَرائِباً / تَسرِي كَما تَسرِي النُجُومُ الطُلَّعُ
ما كُنتُ أَعلَمُ وَهوَ يُودَعُ في الثَرى / أَنَّ الثَرى فِيهِ الكَواكِبُ تُودَعُ
جَبَلٌ ظَنَنتُ وَقَد تَزَعزَعَ رُكنُهُ / أَنَّ الجِبالَ الراسِياتِ تُزَعزَعُ
وَعَجِبتُ أَن تَسَعَ المَعَرَّةُ قَبرَهُ / وَيَضِيقُ بَطنُ الأَرضِ عَنهُ الأَوسَعُ
لَو فاضَتِ المُهَجاتُ يَومَ وَفاتِهِ / ما اِستُكثِرَت فِيهِ فَكَيفَ الأَدمُعُ
تَتَصَرَّمُ الدُنيا وَيَأتي بَعدَهُ / أُمَمٌ وَأَنتَ بِمِثلِهِ لا تَسمَعُ
لا تَجمَعِ المالَ العَتيدَ وَجُد بِهِ / مِن قَبلِ تَركِكَ كُلَّ شَيءٍ تَجمَعُ
وَإِن استَطَعتَ فَسِر بِسِيرَةِ أَحمَدٍ / تَأمَن خَدِيعَةَ مَن يَغُرَّ وَيَخدَعُ
رَفَضَ الحَياةَ وَماتَ قَبلَ مَماتِهِ / مُتَطَوِّعاً بِأَبَرِّ ما يُتَطَوَّعُ
عَينٌ تُسَهدُ لِلعَفافِ وَلِلتُقى / أَبَداً وَقَلبٌ لِلمُهَيمِنِ يَخشَعُ
شِيَمٌ تُجَمِّلُهُ فهُنَّ لِمَجدِهِ / تاجٌ وَلَكِن بِالثَناءِ يُرَصَّعُ
جادَت ثَراكَ أَبا العَلاءِ غَمامَةٌ / كَنَدى يَدَيكَ وَمُزنَةٌ لا تُقلِعُ
ما ضَيَّعَ الباكِي عَلَيكَ دُمُوعَهُ / إِن الدُمُوعَ عَلى سِواكَ تُضَيَّعُ
قَصَدَتكَ طُلّابُ العُلومِ وَلا أَرى / لِلعِلمِ باباً بَعدَ بابِكَ يُقرَعُ
ماتَ النُهى وَتَعَطَلَّلَت أَسبابُهُ / وَقَضى التَأدُّبُ وَالمَكارِمُ أَجمَعُ
لاتَخدَعَنَّكَ بَعدَ طولِ تَجارِبٍ
لاتَخدَعَنَّكَ بَعدَ طولِ تَجارِبٍ / دُنيا تَغُرُّ بِوَصلِها وَستَقطَعُ
أَحلامُ نَومٍ أَو كَظِلٍّ زائِلٍ / إِنَّ اللَبيبَ بِمثلِها لا يُخدَعُ