المجموع : 3
أَعَلِمتَ بَعدَكَ وَقفَتي بالأَجرَعِ
أَعَلِمتَ بَعدَكَ وَقفَتي بالأَجرَعِ / وَرِضا طلولِكَ عَن دُموعي الهُمَّعِ
مَطَرت غَضاً في منزليكَ فَذاوياً / في أَربُعٍ وَمؤَجَّجاً في أَضلعِ
لَم يَثنِ غَربَ الدَمعِ ليلة غَرَّبَت / وَلَعُ العَذولِ بفرطِ عَذلِ المولَع
يَلحى الجُفونَ عَلى الدُموعِ لبينهم / وَالعَذلُ كلُّ العَذل إِنْ لَم تَدمَع
دَعني وَما شاءَ اللَدودُ ولامَني / واِقصد بِلَومِكَ مِن يطيعُكَ أَو يَعي
لا قَلبَ لي فأَعي المَلامَ فإنَّني / أَودَعتُهُ بالأَمسِ عند مُودِّعي
هَل يَعلَمُ المتحَمِّلونَ لنجعَةٍ / أَنّ المنازلَ أخصبت من أَدمعي
كَم غادَروا حَرَضاً وَكَم لِوَداعِهم / بَينَ الجَوانحِ مِن غَرامٍ مُودَعِ
أمَروا الضُحى أَن يَستَحيل لأَنَّهم / قالوا لشمسِ خُدورِهم لا تطلعي
تَحمي قبابَهم ظُبىً في كِلَّةٍ / وَتَذودُ عنهم أسهُمٌ في بُرقُع
قُل لِلبَخيلَة بالسَلام تورّعاً / كَيفَ اِستَبحتِ دَمي وَلَم تَتَورّعي
وَبَديعَة الحُسنِ الَّتي في وَجهِها / دونَ الوجوه عِنايَةٌ لِلمُبدِعِ
بَيضاءُ يُدنيها النَوى وَيُحلّها / إِعراضُها في القَلبِ أَكرمَ مَوضِعِ
ما بالُ مُعتَمِرٍ بربعِكِ دائماً / يَقضي زِيارَتَه بِغَيرِ تمتُّعِ
كَم قَد هَجَرتِ إِذ التَواصلُ مَكسَبٌ / وَضَررتِ قادِرَةً عَلى أَن تنفَعي
ما كانَ ضرَّكِ لَو غَمزتِ بِحاجِبِ / عِندَ التَفَرُّقِ أَو أَشَرتِ بإِصْبَعِ
وَوَعدتِني إنْ عُدتِ عَوْدَ وِصالِنا / هَيهاتَ ما أَبقى إِلى أَن تَرجِعي
هَل تَسمَحين بِبَذلِ أَيسر نائِلٍ / أَن أَشتَكي وَجدي اليك وَتَسمَعي
أَو شاهِدي جَسَدي تَريْ أَثَرَ الضَنى / أَو فاسأَلي إِن شِئتِ شاهِدَ أَدمعي
فالسقمُ آيةُ ما أُجنّ مِن الهَوى / وَالدَمعُ بَيّنةٌ عَلى ما أَدّعي
وَتيقَّني أَنّي بحبِّكِ مُغرَمٌ / ثُمَّ اصْنَعي ما شِئتِ بي أَن تَصنَعي
يا صاحِ هَل أَبصرتَ بَرقاً خافياً / كالسَيفِ سُلَّ عَلى أَبارقِ لَعلَع
بَرقٌ إِذا لَمَعَ اِستطار فُؤادُهُ / وَيَبيتُ ذا قَلَقٍ إِذا لَم يَلمَعِ
فَسَقى الرَبيعُ الجَونُ رَبعاً طالَما / أَبصرتُ فيهِ البَدرَ لَيلَةَ أَربَعِ
وَعلامَ أَستَسقي لَهُ سَيلَ الحَيا / يَكفيهِ ما نَسقيهِ فَيضَ الأَدمُعِ
وَلَو اِستَطعت سَقيته سَيلَ الحِبا / مِن كَفِّ يُوسُف بالأَدَرِّ الأَنفعِ
بندى فَتىً لَو أَنَّ جودَ يَمينِه / لِلغَيثِ لَم يَكُ مُمسِكاً عَن مَوضِع
صَبٌّ بأَسباب المَعالي مُغرَمٌ / كَلِفٌ بأَبكارِ المَكارِم مولَعِ
لِلمُعتفين رَخاءُ ريحٍ سَجَسجٍ / وَالمُعتَدينَ عجاجُ ريحٍ زَعزَعِ
رَبُّ المَكارمِ وُضَّحاً لَم تَستَقِر / بِدَنيَّةٍ يَوماً وَلَم تَتَمَنَّعِ
وَمُديمُ بذل النَفسِ غَيرُ مُفَرِّطٍ / وَكَثيرُ بَذلِ المالِ غَيرُ مُضَيِّعِ
فَإِذا تَبسَّم قالَ لِلجود اِندَفِقْ / فَيضاً وَيا سُحُبَ النَدى لا تَقلَعي
وَإِذا تنمَّر قالَ للأرضِ ارجِفي / بالصاهِلات وَلِلجبالِ تَزعزعي
وإِذَا عَلا في المجدَ أَعلى غايَةٍ / قالَت لَهُ الهِمَمُ الجِسامُ تَرَفَّعِ
ثَبتُ الجَنّانِ إِذا القُلوبُ تَطايَرَتْ / في الرَوعِ يَعدِل أَلفَ أَلفِ مُدرَّعِ
فَضَلَ الوَرى بِفَضائِلٍ لَم تَتَّفِقْ / في غَيرِهِ مَلِكاً وَلَم تَتَجمَّعِ
ما رامَ صَعبَ المُرتَقى مُتَباعِداً / إِلّا وَكانَ عليه سَهلَ المطلعِ
جَمعَ الجيوشَ فَشَتَّ شَملَ عُداتِه / ما فَرَّقَ الأَعداءَ مِثلُ تجمُّعِ
لَم يَثنهِ عَن نَصرِهِ خُلفاءَهُ / عِظَمُ العَدوِّ وَلا بِعادُ الموضِعِ
بِجَحافِلٍ مثلِ السُيولِ تَدافَعَت / وَإِذا السيولُ تَدافَعت لَم تُدفَعِ
من تُبَّعٍ فَلَكَم له مِن تابِعٍ / أَوفى وأَوفَر عِزّةً مِن تُبَّعِ
مِن دَوحَةٍ شاذيّةٍ أَرِجَتْ لَها الدُّ / نْيا لِطيبِ شَذىً لَها مُتَضوّع
المُعرِضينَ إِذا تَعرَّضَ مَطمَعٌ / وَالمُقبلينَ إِذا دُعوا في مَفزَع
وَالناثِرينَ الهامَ يَبرقُ بَيضُهُ / وَالخارِقين مُضاعَفاتِ الأَدرُعِ
قَومٌ إِذا يَقَعُ الصَريخُ تَبادَروا / نَحوَ الحِمامِ بِكُلِّ أَبلج أَروَع
لا يَغْرُرَنَّ الرومَ بُعدُ دِيارِهِم / إِنَّ الخَليجَ لَدَيكَ أَقرَبُ مشرَع
لَو أَنَّ مِثلَ البَحر سَبعَةُ أَبحُرٍ / مِن دونِهِم وأَزدتَهم لَم تُمْنَعِ
كَم وَقفَةٍ لَك في الوَغى مَحمودَةٍ / أَبَداً وَكَم جودٍ حَميدِ المَوقِعِ
وَالطَيرُ مِن ثِقَةٍ بأكلٍ مُشبِعٍ / تَبِعَت جُيوشَكَ فَوقَ غابٍ مُسْبِعِ
وَالناسُ بَعدكَ في المَكارِم وَالعُلى / رَجُلانِ إِمّا سارِقٌ أَو مُدّعي
يا غَيثُ لا تَسجُم وَما حمل مَربَعي / بنَداكِ إِلّا ذو غَدير مُترَعِ
راجَعتُ فيكَ الشِعرَ بعد طَلاقِه / طَمَعاً بِجودِك أَيّ مَوقعِ مَطمَعِ
فَسؤالُ جودِكَ عِزَّةٌ للمجتدي / وَنَداكَ تَشريفٌ وَعِزَّةُ موضِع
فاذا بَقيتَ فَلَستُ أَحفَلُ مِن مَضى / وَإِذا حَيِيتَ فَلا أُباليَ مِن نُعي
لَولاكَ لَم أَرضَ القُنوعَ وَذِلَّتي / مِن بَعدِ طولِ تَعزُّزٍ وَتَقنُّعِ
فاسْلَمْ عَلى مَرِّ الزَمانِ مُمتَّعاً / بِعَظيمٍ مُلكِكَ وَالمحلِّ الأَرفعِ
وَأَخجلها البِرازُ فَألبَستها
وَأَخجلها البِرازُ فَألبَستها / يَدُ الساقي من الحَبَبِ القناعا
وَعَصفَر مَزجُها في الكأسِ حَتّى / كَأَنَّ الماءَ أَفزَعَها وَراعا
وَكانَت قَبلُ فاتِكَةً فأنّى / وَقَد قُتِلَت تُقتّلُنا خِداعا
إِذا لاحَ بَرقٌ مِن جنابِكَ لامِعُ
إِذا لاحَ بَرقٌ مِن جنابِكَ لامِعُ / أَضاءَ لِواشٍ ما تجِنُّ الأَضالِعُ
تَتابَعَ لا يَحتَثُّ جَفني فإِنَّهُ / بَدا فَتلاهُ دَمعيَ المُتَتابعَ
فان يَكُنِ الخِصبُ اطَّباكُم إِلى النَوى / فَقَد أَخصَبَت مِن مُقلَتيَّ المَرابِعُ
مطالعُ بَدرٍ منذُ عامين عُطِّلَت / وَما فَقَدت بَدراً لِذاكَ المطالِعُ
وَسِرُّ هَوىً هَمَّت باظهاره النَوى / فَأَمسى وَقَد نادَت عليهِ المَدامِعُ
وَلَمّا بَرَزنا لِلوَداعِ وَأَيقَنَت / نُفوسٌ دَهاها البَينُ ما اللَهُ صانِعُ
وَقفنا وَرُسلُ الشَوقِ بَيني وَبَينَها / حَواجِبُ أَدّت بثَّنا وَأَصابِعُ
فَلا حُزننا غَطّى عليه تَجلُّدٌ / وَلا حُسنُها غَطَّت عَلَيهِ البَراقِعُ
أَتَنسين ما بَيني وَبينك وَالدُجى / غِطاءٌ عَلَينا وَالعُيونُ هَواجِعُ
وَهبكِ أَضعتِ القَلبَ حين مَلكتِه / تَقى في العُهودِ اللَهَ فَهيَ وَدائِعُ
تَمادى بِنا في جاهليّةِ بُخلها / وَقَد قامَ بِالمَعروف في الناس شارِعُ
وَتَحسَبُ لَيلَ الشُحِّ يَمتَدُّ بَعدَما / بَدا طالِعاً شَمسُ السَخاء طَلائِعُ