القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن الدَّهّان المَوصِلي الكل
المجموع : 3
أَعَلِمتَ بَعدَكَ وَقفَتي بالأَجرَعِ
أَعَلِمتَ بَعدَكَ وَقفَتي بالأَجرَعِ / وَرِضا طلولِكَ عَن دُموعي الهُمَّعِ
مَطَرت غَضاً في منزليكَ فَذاوياً / في أَربُعٍ وَمؤَجَّجاً في أَضلعِ
لَم يَثنِ غَربَ الدَمعِ ليلة غَرَّبَت / وَلَعُ العَذولِ بفرطِ عَذلِ المولَع
يَلحى الجُفونَ عَلى الدُموعِ لبينهم / وَالعَذلُ كلُّ العَذل إِنْ لَم تَدمَع
دَعني وَما شاءَ اللَدودُ ولامَني / واِقصد بِلَومِكَ مِن يطيعُكَ أَو يَعي
لا قَلبَ لي فأَعي المَلامَ فإنَّني / أَودَعتُهُ بالأَمسِ عند مُودِّعي
هَل يَعلَمُ المتحَمِّلونَ لنجعَةٍ / أَنّ المنازلَ أخصبت من أَدمعي
كَم غادَروا حَرَضاً وَكَم لِوَداعِهم / بَينَ الجَوانحِ مِن غَرامٍ مُودَعِ
أمَروا الضُحى أَن يَستَحيل لأَنَّهم / قالوا لشمسِ خُدورِهم لا تطلعي
تَحمي قبابَهم ظُبىً في كِلَّةٍ / وَتَذودُ عنهم أسهُمٌ في بُرقُع
قُل لِلبَخيلَة بالسَلام تورّعاً / كَيفَ اِستَبحتِ دَمي وَلَم تَتَورّعي
وَبَديعَة الحُسنِ الَّتي في وَجهِها / دونَ الوجوه عِنايَةٌ لِلمُبدِعِ
بَيضاءُ يُدنيها النَوى وَيُحلّها / إِعراضُها في القَلبِ أَكرمَ مَوضِعِ
ما بالُ مُعتَمِرٍ بربعِكِ دائماً / يَقضي زِيارَتَه بِغَيرِ تمتُّعِ
كَم قَد هَجَرتِ إِذ التَواصلُ مَكسَبٌ / وَضَررتِ قادِرَةً عَلى أَن تنفَعي
ما كانَ ضرَّكِ لَو غَمزتِ بِحاجِبِ / عِندَ التَفَرُّقِ أَو أَشَرتِ بإِصْبَعِ
وَوَعدتِني إنْ عُدتِ عَوْدَ وِصالِنا / هَيهاتَ ما أَبقى إِلى أَن تَرجِعي
هَل تَسمَحين بِبَذلِ أَيسر نائِلٍ / أَن أَشتَكي وَجدي اليك وَتَسمَعي
أَو شاهِدي جَسَدي تَريْ أَثَرَ الضَنى / أَو فاسأَلي إِن شِئتِ شاهِدَ أَدمعي
فالسقمُ آيةُ ما أُجنّ مِن الهَوى / وَالدَمعُ بَيّنةٌ عَلى ما أَدّعي
وَتيقَّني أَنّي بحبِّكِ مُغرَمٌ / ثُمَّ اصْنَعي ما شِئتِ بي أَن تَصنَعي
يا صاحِ هَل أَبصرتَ بَرقاً خافياً / كالسَيفِ سُلَّ عَلى أَبارقِ لَعلَع
بَرقٌ إِذا لَمَعَ اِستطار فُؤادُهُ / وَيَبيتُ ذا قَلَقٍ إِذا لَم يَلمَعِ
فَسَقى الرَبيعُ الجَونُ رَبعاً طالَما / أَبصرتُ فيهِ البَدرَ لَيلَةَ أَربَعِ
وَعلامَ أَستَسقي لَهُ سَيلَ الحَيا / يَكفيهِ ما نَسقيهِ فَيضَ الأَدمُعِ
وَلَو اِستَطعت سَقيته سَيلَ الحِبا / مِن كَفِّ يُوسُف بالأَدَرِّ الأَنفعِ
بندى فَتىً لَو أَنَّ جودَ يَمينِه / لِلغَيثِ لَم يَكُ مُمسِكاً عَن مَوضِع
صَبٌّ بأَسباب المَعالي مُغرَمٌ / كَلِفٌ بأَبكارِ المَكارِم مولَعِ
لِلمُعتفين رَخاءُ ريحٍ سَجَسجٍ / وَالمُعتَدينَ عجاجُ ريحٍ زَعزَعِ
رَبُّ المَكارمِ وُضَّحاً لَم تَستَقِر / بِدَنيَّةٍ يَوماً وَلَم تَتَمَنَّعِ
وَمُديمُ بذل النَفسِ غَيرُ مُفَرِّطٍ / وَكَثيرُ بَذلِ المالِ غَيرُ مُضَيِّعِ
فَإِذا تَبسَّم قالَ لِلجود اِندَفِقْ / فَيضاً وَيا سُحُبَ النَدى لا تَقلَعي
وَإِذا تنمَّر قالَ للأرضِ ارجِفي / بالصاهِلات وَلِلجبالِ تَزعزعي
وإِذَا عَلا في المجدَ أَعلى غايَةٍ / قالَت لَهُ الهِمَمُ الجِسامُ تَرَفَّعِ
ثَبتُ الجَنّانِ إِذا القُلوبُ تَطايَرَتْ / في الرَوعِ يَعدِل أَلفَ أَلفِ مُدرَّعِ
فَضَلَ الوَرى بِفَضائِلٍ لَم تَتَّفِقْ / في غَيرِهِ مَلِكاً وَلَم تَتَجمَّعِ
ما رامَ صَعبَ المُرتَقى مُتَباعِداً / إِلّا وَكانَ عليه سَهلَ المطلعِ
جَمعَ الجيوشَ فَشَتَّ شَملَ عُداتِه / ما فَرَّقَ الأَعداءَ مِثلُ تجمُّعِ
لَم يَثنهِ عَن نَصرِهِ خُلفاءَهُ / عِظَمُ العَدوِّ وَلا بِعادُ الموضِعِ
بِجَحافِلٍ مثلِ السُيولِ تَدافَعَت / وَإِذا السيولُ تَدافَعت لَم تُدفَعِ
من تُبَّعٍ فَلَكَم له مِن تابِعٍ / أَوفى وأَوفَر عِزّةً مِن تُبَّعِ
مِن دَوحَةٍ شاذيّةٍ أَرِجَتْ لَها الدُّ / نْيا لِطيبِ شَذىً لَها مُتَضوّع
المُعرِضينَ إِذا تَعرَّضَ مَطمَعٌ / وَالمُقبلينَ إِذا دُعوا في مَفزَع
وَالناثِرينَ الهامَ يَبرقُ بَيضُهُ / وَالخارِقين مُضاعَفاتِ الأَدرُعِ
قَومٌ إِذا يَقَعُ الصَريخُ تَبادَروا / نَحوَ الحِمامِ بِكُلِّ أَبلج أَروَع
لا يَغْرُرَنَّ الرومَ بُعدُ دِيارِهِم / إِنَّ الخَليجَ لَدَيكَ أَقرَبُ مشرَع
لَو أَنَّ مِثلَ البَحر سَبعَةُ أَبحُرٍ / مِن دونِهِم وأَزدتَهم لَم تُمْنَعِ
كَم وَقفَةٍ لَك في الوَغى مَحمودَةٍ / أَبَداً وَكَم جودٍ حَميدِ المَوقِعِ
وَالطَيرُ مِن ثِقَةٍ بأكلٍ مُشبِعٍ / تَبِعَت جُيوشَكَ فَوقَ غابٍ مُسْبِعِ
وَالناسُ بَعدكَ في المَكارِم وَالعُلى / رَجُلانِ إِمّا سارِقٌ أَو مُدّعي
يا غَيثُ لا تَسجُم وَما حمل مَربَعي / بنَداكِ إِلّا ذو غَدير مُترَعِ
راجَعتُ فيكَ الشِعرَ بعد طَلاقِه / طَمَعاً بِجودِك أَيّ مَوقعِ مَطمَعِ
فَسؤالُ جودِكَ عِزَّةٌ للمجتدي / وَنَداكَ تَشريفٌ وَعِزَّةُ موضِع
فاذا بَقيتَ فَلَستُ أَحفَلُ مِن مَضى / وَإِذا حَيِيتَ فَلا أُباليَ مِن نُعي
لَولاكَ لَم أَرضَ القُنوعَ وَذِلَّتي / مِن بَعدِ طولِ تَعزُّزٍ وَتَقنُّعِ
فاسْلَمْ عَلى مَرِّ الزَمانِ مُمتَّعاً / بِعَظيمٍ مُلكِكَ وَالمحلِّ الأَرفعِ
وَأَخجلها البِرازُ فَألبَستها
وَأَخجلها البِرازُ فَألبَستها / يَدُ الساقي من الحَبَبِ القناعا
وَعَصفَر مَزجُها في الكأسِ حَتّى / كَأَنَّ الماءَ أَفزَعَها وَراعا
وَكانَت قَبلُ فاتِكَةً فأنّى / وَقَد قُتِلَت تُقتّلُنا خِداعا
إِذا لاحَ بَرقٌ مِن جنابِكَ لامِعُ
إِذا لاحَ بَرقٌ مِن جنابِكَ لامِعُ / أَضاءَ لِواشٍ ما تجِنُّ الأَضالِعُ
تَتابَعَ لا يَحتَثُّ جَفني فإِنَّهُ / بَدا فَتلاهُ دَمعيَ المُتَتابعَ
فان يَكُنِ الخِصبُ اطَّباكُم إِلى النَوى / فَقَد أَخصَبَت مِن مُقلَتيَّ المَرابِعُ
مطالعُ بَدرٍ منذُ عامين عُطِّلَت / وَما فَقَدت بَدراً لِذاكَ المطالِعُ
وَسِرُّ هَوىً هَمَّت باظهاره النَوى / فَأَمسى وَقَد نادَت عليهِ المَدامِعُ
وَلَمّا بَرَزنا لِلوَداعِ وَأَيقَنَت / نُفوسٌ دَهاها البَينُ ما اللَهُ صانِعُ
وَقفنا وَرُسلُ الشَوقِ بَيني وَبَينَها / حَواجِبُ أَدّت بثَّنا وَأَصابِعُ
فَلا حُزننا غَطّى عليه تَجلُّدٌ / وَلا حُسنُها غَطَّت عَلَيهِ البَراقِعُ
أَتَنسين ما بَيني وَبينك وَالدُجى / غِطاءٌ عَلَينا وَالعُيونُ هَواجِعُ
وَهبكِ أَضعتِ القَلبَ حين مَلكتِه / تَقى في العُهودِ اللَهَ فَهيَ وَدائِعُ
تَمادى بِنا في جاهليّةِ بُخلها / وَقَد قامَ بِالمَعروف في الناس شارِعُ
وَتَحسَبُ لَيلَ الشُحِّ يَمتَدُّ بَعدَما / بَدا طالِعاً شَمسُ السَخاء طَلائِعُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025