المجموع : 6
اَبْلِغْ أُبيّاً أنَّهُ فَالَ رَأْيُهُ
اَبْلِغْ أُبيّاً أنَّهُ فَالَ رَأْيُهُ / وَحَانَ غَدَاةَ الشّعْبِ والحَيْنُ واقعُ
أَبَى اللهُ مَا منَّتْكَ نفسُكَ إِنَّهُ / بمِرْصَادِ أَمْرِ النّاسِ رَاءٍ وَسَامِعُ
وأَبْلِغْ أبا سفيانَ أنْ قَدْ بَدا لنا / بأحمدَ نورٌ من هُدَى اللهِ سَاطِعُ
فَلاَ تَرْغَبَنْ في حَشْدِ أَمْرٍ تُرِيدُهُ / وأَلِّبْ وَجَمِّعْ كُلَّ ما أَنْتَ جَامِعُ
وَدُونَكَ فاعْلَمْ أَنَّ نَقْضَ عُهُودِنَا / أَبَاهُ عَلَيْكَ الرّهْطُ حِينَ تتابعوا
أَبَاهُ البَرَاءُ وابنُ عمرٍو كِلاهُمَا / واسْعَدُ يأْبَاهُ عَلَيْكَ وَرَافعُ
وَسَعْدق أَبَاهُ السّاعِديُّ وَمُنْذِرٌ / لأنفِكَ إنْ حَاوَلْتَ ذلكَ جَادِعُ
وَمَا ابْنُ ربيعٍ إنْ تَنَاوَلْتَ عَهْدَهُ / بمُسْلِمِهِ لا يَطْمعَنْ ثَمَّ طَامِعُ
وأيضاً فلا يُعْطِيكَهُ ابنُ رواحَةٍ / وإخفَرُهُ من دونِهِ السُّمُّ ناقعُ
وفاءً به والقوقَليُّ بنُ صامتٍ / بمَنْدُوحَةٍ عَمَّا تُحَاولُ يَافعُ
أَبُو هَيْثَمٍ أيضاً وَفيٌّ بمثلِهَا / وفاءً بمَا أَعْطَى مِنَ العَهْدِ خَانِعُ
وما ابنُ حَضَيْرٍ إنْ أَرَدْتَ بمَطْمَعٍ / فَهَلْ أَنْتَ عَنْ أُحْمُوقَةِ الغَيّ نَازِعُ
وسعدٌ أَخو عمرِو بنُ عوفٍ فإنّهُ / ضَرُوحٌ لِمَا حَاوَلْتَ مِ الأَمْرِ مَانِعُ
أُولاكَ نُجُومٌ لا يغبُّكَ مِنْهُمُ / عليك بِنَجْسٍ في دُجَى اللّيلِ طَالِعُ
أَلا هَلْ أتى غَسّانَ عنّا ودونَهُمْ
أَلا هَلْ أتى غَسّانَ عنّا ودونَهُمْ / مِنَ الأَرضِ خَرْقٌ سَيْرُهُ مُتَنعْنِعُ
صَحَارٍ وأَعلامٌ كأنَّ قَتَامَهَا / مِنَ البُعدِ نَقْعٌ هَامِدٌ مُتَقطّعُ
تَظَلُّ بهِ البُزْلُ العَرَامِيسُ رُزَّحاً / ويَخْلُو بهِ غَيْثُ السّنينَ فَيُمْرِعُ
بِهِ جِيَفُ الحَسْري يَلُوحُ صَلِيبُهَا / كما لاَحَ كتّانُ التِّجَارِ الموَضَّعُ
بهِ العِينُ والآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفةً / وَبَيْضُ نَعَامٍ قَيْضُه يَتَقَلَّعُ
مُجالدَنَا عَنْ دِينِنَا كُلُّ فَخْمَةٍ / مُذَرَّبةٍ فيها القَوَانِسُ تَلْمَعُ
وكلُّ صَمُوتٍ في الصّوانِ كأَنَّها / إذا لُبِسَتْ نَهيٌّ من الماءِ مُتْرَعُ
ولكنْ بِبَدْرٍ سَائِلوا مَنْ لَقِيتُمُ / مِنَ النّاسِ والأنبَاءُ بالغَيْبِ تَنْفَعُ
وإنّا بِأَرْضِ الخَوفِ لَو كَانَ أهْلُهَا / سِوَانَا لقد أَجْلُوا بِلَيْلٍ فأقشَعُوا
إذا جَاءَ منّا رَاكبٌ كانَ قولُهُ / أَعِدّوا لِما يُزْجي ابنُ حرْبٍ ويجمعُ
فَمَهْمَا يُهِمُّ النّاسَ ممّا يكيدُنَا / فَنَحْنُ لَهُ من سَائِرِ النّاس أوسعُ
فلو غيرُنَا كَانَتْ جيمعاً تَكِيدُهُ / البريّةُ قد أَعْطَوْا يداً وَتَوَرَّعُوا
نُجَالِدُ لا تبقى عَلَيْنَا قَبِيلَةٌ / من النّاسِ إلاّ أَنْ يَهابوا ويفظعوا
ولمّا ابتَنَوا بالعِرْضِ قَالَ سَرَاتُنَا / عَلاَمَ إذا لَمْ نمنَعِ العِرْضَ نزرَعُ
وَفِينَا رسولُ اللهِ نَتْبَعُ أمْرَهُ / إذا قالَ فِينَا القولَ لا نَتَطَلَّعُ
تَدَلَّى عليهِ الرّوحُ مِنْ عند ربّهِ / يُنزَّلُ من جوِّ السماءِ ويُرفَعُ
وقالَ رَسُولُ اللهِ لَمّا بَدَوا لنا / إذا مَا اشْتَهَى أَنّا نُطِيعُ ونسْمعُ
وكُونُوا كَمَنْ يَشْرِي الحياةَ تَقرّباً / إلى ملِكٍ يُحيَا لَدَيْهِ ويُرجَعُ
ولكنْ خُذوا أَسْيَافَكُمْ وَتَوَكَّلُوا / على اللهِ إنَّ الأمْرَ للهِ أجمعُ
فَسِرْنَا إليهِمْ جَهْرَةً في رِحالِهِمْ / ضُحيّاً عَلَيْنَا البيضُ لا نتخشَّعُ
بمَلْمُومَةٍ فيها السَّنَوَّرُ والقَنَا / إذا ضَرَبُوا أَقْدَامَها لا تورّعُ
فجئنَا إلى هَوجٍ من البحرِ وَسْطَهُ / أحابيشُ منهمْ حَاسِرٌ ومقنّعُ
ثلاثةُ آلافٍ وَنَحْنُ نَصِيَّةٌ / ثَلاَثُ مِئينٍ إنْ كَثُرْنَا وأَرْبعُ
نُغَوِرُهُم تجري المنيّةُ بَيْنَنَا / نُشارِعُهُمْ حوضَ المَنَايا ونَشْرَعُ
تَهَادَى قِسِيُّ النبعِ فينا وفيهِمُ / وَمَا هو إلاَّ اليَثْرِبيُّ المُقَطَّعُ
ومَنْجُوفةٌ جِرْمِيَّةٌ صَاعِديَّةٌ / يُذَرُّ عليها السّمُّ سَاعةَ تَصْنَعُ
تَصُوبُ بأَبْدَانِ الرّجَالِ وَتَارَةً / تمرُّ بأَعراضِ البَصَارِ تَقَعْقَعُ
وَخَيْلٌ تَرَاها بالفَضَاءِ كأَنَّها / جَراُ صَباً في قَرَّةٍ يتريَّعُ
فلمّا تَلاَقَيْنَا وَدَارَتْ بنَا الرَّحى / وليسَ لأمرٍ حَمَّهُ اللهُ مَدفَعُ
ضَرَبْنَاهُمُ حتّى تَرَكْنَا سَراتَهُمْ / كأَنَّهُمُ بالقَاعِ خُشْبٌ مُصرّعُ
لَدُنْ غُدوةً حتّى استَفَقْنَا عشيّةً / كأنّ ذَكَانَا حَرُّ نَارٍ تلفَّعُ
وَرَاحُوا سِرَاعاً مُوجِفِينَ كأَنَّهُمْ / جَهامٌ هَرَاقتْ ماءَه الرّيحْ مُقْلعُ
وَرُحْنَا وأُخْرَانَا بِطَاءٌ كأنَّنَا / أُسُودٌ على لَحْمٍ بِبِيشةَ ظُلَّعُ
فَنِلْنا وَنَالَ القَوْمُ مِنَّا وربَّما / فَعَلْنَا ولكنْ ما لَدَى اللِ أوسعُ
ودارتْ رَحَانَا واستَدَارَتْ رَحَاهُمُ / وَقَدْ جَعَلُوا كُلٌّ مِنَ الشَّرِّ يَشْبَعُ
وَنَحْنُ أُناس لا نَرَى القَتْلَ سُبّةً / عَلَى كُلِّ من يحمي الذِّمارَ ويمنَعُ
ولكنَّنَا نَقْلِي الفَرارَ ولا نرى الْ / فَرارَ لِمَنْ يرجُو العَوَاقبَ يَنْفَعُ
جِلادٌ على رَيْبِ الحَوَادِثِ لا تَرَى / عَلَى هَالِكٍ عَيْناً لَنَا الدّهرَ تَدْمَعُ
بَنُو الحربِ لا نَعيَا بِشَيء نَقُولُهُ / ولا نَحْنُ مِمّا جَرَّتِ الحَرْبُ نجزَعُ
بَنُو الحَرْبِ إنْ نظفرْ فَلَسْنَا بفُحَّشِ / ولا نَحْنُ مِمّا جَرَّتِ الحَرْبُ نجزَعُ
بَنُو الحَرْبِ إنْ نظفرْ فَلَسْنَا بفُحَّشِ / ولا نَحْنُ مِنْ أَظْفَارِهَا نَتَوَجَّعُ
وكنّا شِهَاباً يتّقي النّاسُ حَرَّهُ / ويَفرُجُ عَنْهُ من يَليهِ يُسْفَعُ
فَخَرْتَ عليَّ ابنَ الزّبَعْري قد سَرَى / لَكُمْ طَلَبٌ من آخرِ اللّيلِ مُتْبعُ
فَسَلْ عَنْكَ في عُلْيَا مَعَدٍّ وغيرهَا / من النّاسِ مَنْ أخزى مُقَاماً وأشنعُ
وَمَنْ هُو لَمْ تَتْرُكْ لَهُ الحَرْبُ مَفْخَراً / وَمَنْ خدُّهُ يومَ الكَرِيهَةِ أضرعُ
شَدَدْنَا بِحَوْلِ اللهِ والنّصْرِ شَدَّةً / عَلَيْكُمْ وأطرافُ الأَسِنَّةِ شُرَّعُ
تَكُرُّ القَنَا فيكُمْ كأنَّ فُروغَهَا / عَزالْ مَزَادٍ ماؤُهَا يَتَهزَّعُ
عَمَدْنَا إلى أهْلِ اللّواءِ وَمَنْ يَطِرْ / بِذِكْرِ اللّواءِ فهوَ في الحَمْدِ أسْرَعُ
فَخَانُوا وَقَدْ أَعْطُوا يداً وَتَخَاذَلُوا / أبى اللهُ إلاّ أمرَهُ وَهْوَ أصْنعُ
لقد علمَ الأحْزَابُ حِينَ تألّبُوا
لقد علمَ الأحْزَابُ حِينَ تألّبُوا / عَلَيْنَا وَرَامُوا دِينَنَا ما نُوادِعُ
أَضَامِيمُ مِنْ قيسِ بنِ عيلانَ أَصْفَقَتْ / وخِندِفَ لم يَدْرُوا بما هُوَ وَاقِعُ
يَذُودُونَنَا عَنْ دِينِنَا وَنَذُودُهُمْ / عَنِ الكُفْرِ والرّحْمنُ رَاءٍ وسَامِعُ
إِذَا غَايَظُونَا في مُقَامٍ أَعَانَنَا / على غَيْظهِمْ نَصْرٌ من اللهِ واسِعُ
وذَلِكَ حِفظُ اللهِ فِينَا وفَضْلُهُ / عَلَيْنَا وَمَنْ لم يَحْفَظِ اللهُ ضَائِعُ
هَدَانا لِدِينِ الحقِّ واختَارَهُ لَنَا / وللهِ فوقَ الصّانِعينَ صَنَائعُ
إذا ما كَنَفْنا هَوْلَها جاءَ هَوْلُها
إذا ما كَنَفْنا هَوْلَها جاءَ هَوْلُها / وَبِاللهِ نَدْرِي كَيْدَهُمْ ونَدافِعُ
وَلمّا رأيتُ الوُدَّ ليسَ بنافِعي
وَلمّا رأيتُ الوُدَّ ليسَ بنافِعي / لَدَيْهِ ولا رَاثٍ لِحَالَةِ مُوجَعِ
زَجَرْتُ الهَوَى إنّي أمرؤٌ لا يقودُني / هَوَايَ ولا رأيٌ إلى غَيْرِ مَطمَعِ
فلولا ابنَةُ العَبْسيِّ لَمْ تَلْقَ ناقَتي
فلولا ابنَةُ العَبْسيِّ لَمْ تَلْقَ ناقَتي / كُلاَلاً ولم تُوضِعْ إلى غير مُوْضَعِ
فَتِلْكَ التي إنْ تُمْسِ بالجُرْفِ دارُها / وأُمسِ بِخَزبي تُمْسِ ذِكْرَتُهَا معي