المجموع : 5
وأبى الدهر لقد جَذ
وأبى الدهر لقد جَذ / ذَ من السؤدد فرعا
وغزا بالرزء قرماً / لم يضق بالسؤل ذرعا
ولئن أحسن إسعا / فاً لقد أوجع وجْعا
جلداً لا زلت تعدّ / ي من سماع السوء سمعا
جَلل جاءك لكن / لم يُفِض عينيك دمعا
إنما نحن لأحداث ال / ردى ماء ومرعى
كل وثابٍ على الده / ر ليوم فيه يُدعى
إنما نحن من الأي / ام إعطاءً ومنعا
لعلى أُرجوحة تُو / سِعنا خفضاً ورفعا
ومتى تختبر الأي / ام لم تأتك جدعا
تَرَ وَجْه النفع أضرا / راً ووجه الضر نفعا
رب قطع يتح الوص / ل ووصل هاج قطعا
وكريه جمعت في / ه لك الخيرات جمعا
ويح للموت أُستبَى من / لم يكن للقاع فقعا
شرفاً كنَّا به نعْ / مر للآمال ربعا
ويداً ظلنا به نس / طو على الأيام ضبعا
قُطع الظهر به أو / سع ظهر الموت قطعا
ولقد قلت لمن أق / بل بالمفقود ينعى
حرس اللّه على الوا / لد طول العمر درعا
يخلف اللّه عليه / بدل الواحد سبعا
ليهنك عهد لا يضاع وإن نأت
ليهنك عهد لا يضاع وإن نأت / نواك وسر لا يذاع فيسمعُ
وأجفان عين لا ترى الشمس غيره / إذا هي من تلقاء أرضك تطلع
أؤمل أن ألقاك لو أجْدت المنى / وأزجر فيك الطير لو كان ينفع
يذكرنيك البدر ليلة تمه / وواللّه ما أنساك لو كان يرجع
سأسكت حتى يجمع اللّه بيننا / فإن نجتمع أفشيت ما أنا مودع
وإن تُدِل الأيام لي من يد النوى / بثثتك أمراً دونه أتقطعُ
يا نفس صبراً وإلا فاهلكي جزعاً
يا نفس صبراً وإلا فاهلكي جزعاً / وقلَّ أن تتشظي في الهوى قِطعا
أفضت دمعاً ولو أنصفتِ فضت دماً / ولو عدلتِ لفاضت مقلتاي معاً
وَيْبَ الليالي لقد ألفيتها غدراً / ويل الأماني لقد لاقيتها خدعا
للهدم ما شيد الباني وللرد ما / سعى المجدّ وللتفريق ما جمعا
دعا الزمان ولا لَبَّيه حين دعا / وإن أجبت ولا سَعْدَيْه حين سعى
ولا كرامة بالبرد التي طرأت / ولا مسرة بالنجم الذي طلعا
أيعلم الليل ما أهدى الصباح لنا / من النكير أيدري الدهر ما صنعا
أيعلم الناعيان استكَّ سمعهما / بأيّ داهية أسماعنا قرعا
وفيم لم تعم عين الدهر إذ لحظت / وكيف لم يخرس الناعي غداة نعى
خطب ترفَّع عن شق الجيوب له / وقد شققنا له الأضلاع لو نفعا
خطب أفاض ولا أهلاً بخلعته / على الملوك لباس الثكل مدَّرَعا
يا بؤس مقْدَمها من نكبة طرقت / وشؤم مُصْبحه من حادث وقعا
لا غرو إن فضتُ تأساءً وتعزية / بما أفيض ولا كفرانَ إن أدَعا
فإن نطقت فإن الوجد أنطقني / وإن سكت فعظم الرزء ما صنعا
يا من به يُقتدى في كل صالحة / وينتحى في المعاني راية تبعا
أفضى أخوك لما أفضى النبي له / وصنوه أفلا ترضاه متبعا
قد شرف اللّه مثواه وعرّفه / ونال من درج الجنات مفترعا
إن تحمد اللّه شكراً عند نعمته / فراقب اللّه صبراً عند ما رجعا
أو كنت تعلم أن العالمين غدوا / فيما مُنيتَ به من حادث شرعا
فالصبر أجمل إلا أن يكون أسى / يرده فإذَنْ لا تأتلي جزعا
شر ألم فلم تملكك نكبته / على الإله فبشر منه ما دفعا
قسماً لا زعزع الشي
قسماً لا زعزع الشي / ب عن اللهو رتاعي
ويميناً لا تمثل / ت له فَقْعاً بقاع
إنما الدهر الذي يص / دقني حر المصاع
كالني مُدّاً وأجزي / ه من الحلم بصاع
فاغنم الأيام ما أ / لفيتها خضر المراعي
إنما نحن من الده / ر بواد ذي سباع
لا تدع من لذة العي / ش عياناً لسماع
لئن أحرزك الداعي
لئن أحرزك الداعي / لقد أحزنني الناعي
وإن بت بجعجاع / لقد بتنا بأوجاع
وقد ينقسم الموت / إلى عدة أنواع
أرب القصر والمنظر / ما بالك بالقاع
أيا من دونه الموت / بنفسي وبأشياعي
ويا مؤنس آمالي / ويا موحش أطماعي
ويا لوعة ثكلاه / ويا حرقة أضلاعي
لقد كنت أرجيك / لما يسعى له الساعي
وما تسمو له نفسي / ولا يدركه باعي
إذا لم يرد اللّه / بأيامك إيناعي
فقد تيبس أنفاسي / وأياميَ إيجاعي
لكنا من أبى القس / م في عشرة قعقاع
وكنا كلما شئنا / نرى روح بن زنباع
فتى كالغصن الرطب / ولا كان بزعزاع
فتى كالسيف لا تحر / على أرزق نَبَاع
سأبكيك عن الدنيا / وعن سبعة أسباع
وعن سائر أبيات / وعن نادر أسجاع
ولما بكر الناعي / وصمَّت اذن الواعي
لطمنا وتناوحنا / بألحان وإيقاع
رعينا كرم العهد / ولا حملة فقاع
إلى حين نسيناك / فغمضنا لتهجاع
وأخلدنا إلى الْمُدَ / وما كنا على الصاع
كذاك الناس خداع / إلى جانب خداع
يعيثون مع الذئب / ويبكون مع الراعي
وما الحرص ببدع لا / ولا الغيّ بإبداع
أبونا نسي العهد / وكنا شر أتباع
فلا أعجبُ من عِرق / إلى الوالد نَزّاع