القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : وَلِيّ الدِّين يَكَن الكل
المجموع : 12
لا الصبر ينفعه ولا الجزع
لا الصبر ينفعه ولا الجزع / قلب يكاد شجاه يطلع
يا ليل هذا ساهر قلق / يرعى النجوم وقومه هجعوا
هل فيك ذو شجن يشاركني / أشكو له ما بي فيستمع
سرت الهموم فقمت أدفعها / وإذا هموم ليس تندفع
من بات تدمع عنيه أسفاً / فأنا فؤادي بات يدمع
أشفقت من دهري على أملي / واليوم أنظر كيف ينقطع
ويلي عليه وهو يخدعني / أدري حقيقته وأنخدع
يا شرق لج بك العداة هوى / يا شرق أغراهم بك الطمع
وبنوك قد طبعوا على خلق / وعلى سواه الناس قد طبعوا
عاشوا يؤلف بينهم وطن / فتفرقوا فيه وهم شيع
يتفرقون على مذاهبهم / وعلى الأخاء الناس تجتمع
جهلوا فأخضعهم تعصبهم / والله لو علموا لما خضعوا
أنذرتهم يوماً صوادعه / لو مست الأفلاك تنصدع
وأريتهم زمناً ألم بهم / يبري السهام لهم وينتزع
هنأتهم بالأمس إذ نهضوا / واليوم أرثيهم وقد وقعوا
أهديتهم ردي فما قبلوا / أخلصتهم نصحي فما اتبعوا
والشيء يرخص حين تبذله / والشيء يغلو حين يمتنع
ماذا على الأقدار لو نزعت / عن حربها فعداتها نزعوا
واسترجعت عهد الصفاء لهم / وإذا غشاء فذاك يرتجع
قد أجهدتهم وهي عارمة / وأظنها يوماً سترتدع
أبني بلادي قد مضت أمم / هذا طريقهم الذي اشترعوا
أنا حللنا في منازلهم / وقد انتجعنا حيثما انتجعوا
وإذا بطرنا مثلما بطروا / فلسوف نصرع مثلما صرعوا
إن تصبروا فلطالما صبروا / أو تجزعوا فلشد ما جزعوا
لم تعدنا حال لهم عرضت / فحياتهم وحياتنا شرع
أبداً نعيش على مغالبة / الدهر يخفضنا ونرتفع
ونراه يبتدع الخطوب لنا / حتى تفانت عنده البدع
لم ننتفع بتجارب سلفت / وإحال لسنا بعد ننتفع
أشياخنا يمشي بهم كلف / وشبابنا يجري بهم ولع
يتحاربون على فؤادهم / والحرب تأخذ ضعف ما تدع
ماذا لهم لله درهمو / الناس قد عفوا وهم جشعوا
إن القصور بهن مقتعد / مثل القبور بهن مضطجع
أبني المسيح وأحمد انتبهوا / ودعوا رجالاً منكم هجعوا
جاؤا الورى والأمر ملتئم / ثم انثنوا والأمر منصدع
لم يرض أحمد والمسيح بما / صنعوا فلا ترضوا بما صنعوا
أرواحكم من بعضها قطع / وجسومكم من بعضها بضع
لا تحسبن خلافكم ورعا / إن ائتلافكم هو الورع
الملك تعليه مدارسه / تلك المساجد فيه والبيع
ويحب تموز لعاشره / لا تذكر الآحاد والجمع
لمن الطلول كأن عرصتها / للموت منحرث ومزدرع
آياتها ورسومها درست / وخلابها مشتى ومرتبع
سكانها عن محلها نزعوا / ولطالما في خصبها رتعوا
أسلافهم في غابها أمنوا / وبنوهم في سوحها فزعوا
شمخ الزمان بهم وقد شمخوا / واليوم يخشع إذ هم خشعوا
قد زال عنها الصفو أجمعه / وانتاب فيها الأزلم الجذع
كم عاش في آجامها بطل / كالليث لا وان ولا ظلع
ثبت تجرد من مدارعه / يلفي الدجى درعاً فيدرع
يلقى الردى والبيض مصلتة / وأسنة الخطي تشترع
والخيل غضبي في أغتها / والنقع منطبق ومنقشع
تمشي اللواحظ منه في ملك / يسمو الجلال له فيتضع
حتام هذا الجهل مطرد / والى م ذا الجهل متبع
تمضي الجدود بنا فيدركها / من خلفها عجز فترتجع
وكأن ريب الدهر في يده / سيف على الأعناق يلتمع
ما يرتجي الأحرار من زمن / يزداد تيهاً كلما ضرعوا
أوفى على المضمار مرتقباً / يتسابقون به ويقترع
إن بلغوا غاياتهم هنئوا / أو قصروا من دونها فجعوا
هل تحت هذا الأفق من أمم / جرعت كؤوسهم التي جرعوا
أحشاؤهم حرى فما ابتردوا / وكبودهم ظمأى فما انتقعوا
إ نا لأقوام لنا همم / للمجد تدفعنا فنندفع
العمر أهون أن يضيق بنا / والموت للأحرار متسع
وداعاً منك يا وطني وداعاً
وداعاً منك يا وطني وداعاً / أرى من بعده أن لا اجتماعا
زماع عنك ليس لفقد حظ / ولكن حكمة قضت الزماعا
فيا ويح العيون وفيك قرت / إذا ادّمعت لفرقتك ادّماعا
ويا لهفي على ليلات أنس / وايام مضت عني سراعا
سأبكي الأفق ما حيّيتُ أفقاً / وأبكي القاع ما استشرفت قاعا
لحا الله النوا كم راع قبلي / رجالاً ثم وافاني فراعا
نهزتُ له من المغنى ركابا / وجبت على سواهمه البقاعا
تصدع شعبنا بفروق دهراً / الأشعب قد انصدع انصداعا
فيا وطني نداء في رحيل / وإن لمن يناديك استماعا
ستجري في سبيلك سابقات / نسميها مسامحة رقاعا
فتخرس عنك أفواه الأعادي / وتُنطق في محاسنك اليراعا
ويخلد لليالي فيك حبي / وإخلاصي الذي في الناس شاعا
يا وطني حييت من موطن
يا وطني حييت من موطن / تحيتي إليه سكب الدموعْ
أسرّ لي من نيل ما اشتهي / أن يقسم الدهر إليك الرجوعْ
أقسمت لو تفتحت وردة / فيك غدا عندي شذاها يضوع
تطلع أقمارك في أوجها / يا ليت عندي كان ذاك الطلوع
خذ من ضلوعي ما يشاء الهوى / أولا فخذ إن شئت معهُ الضلوع
شوق جوى وجد ضنى حسرةٌ / شجوٌ حنين خفقان ولوع
فيك ربوع أهّلت بالصبا / يا ليت شعري كيف تلك الربوع
نزعت عنك كارهاً فرقة / لكن أراد الله هذا النزوع
يعلو بها الحسن ما يعلو وأتضع
يعلو بها الحسن ما يعلو وأتضع / قد ذل اهل الهوى يا رب ما صنعوا
اسعى لأرضيها والسعي يغضبها / فشرعة الهجر في الحالين لي شرع
حب سأتضي له بالدمع واجبه / هيهات لو كنت عيناً فيه أدمع
يا نازعين ووجدي غير منتزع / بالله عودوا فقد جار الألى نزعوا
لا تستذلوا عزيزاً من بني يكن / آباؤه أخضعوا الدنيا وما خضعوا
لم ينقطع في الهوى عني البكاء لكم / ليس البكاء عن الولهان ينقطع
أظل أنشد للأفلاك مظلمتي / والدهر يرثى لها والله يستمع
إني اخترعت المعاني في محاسنكم / كذاك أهل الهوى من قبلي اخترعوا
فلا سكت على عجز كمن سكتوا / ولا سجعت بمطروق كمن سجعوا
وهذه من بقايا الفكر واحدة / أظل أتبعها نوحي فيتبع
ما زلت أتبع قلبي في رضائكم / حتى استحال وقد أودى به الطمع
كذاك يصدع قلباً يأيه أسفاً / إن القلوب بطول اليأس تنصدع
نظرات كأنها تتحرى
نظرات كأنها تتحرى / منفذاً للفؤاد بين الضلوع
نافذات إليه مثل رصاص ال / حرب لاقى مستحدثات الدروع
قد تأبت على مواضع فيه / ثم قرت في مستقر الخشوع
فهو دام ولا يمج نجيعاً / وكسير وما به من صدوع
كلما نزعها عاد كفي / بقليل من بعضه منزوع
هل يعقل الدهر وهل يسمع
هل يعقل الدهر وهل يسمع / فما الذي يشكو له الموجع
تجري صروف لا على نية / نخالها تبطئ إذ تسرع
وكلنا شاك وباك على / تكاد لا تمسكها الأضلع
وصاحب النعمة لاه بها / وحامل النقمة لا يهجع
رحماك يا خالق هذا الورى / إرث لبلواه إذا يضرع
صعب علينا بعض ما قد جرى / أما إذا شئت فما نصنع
أطلت تدللاً واطلت صبراً
أطلت تدللاً واطلت صبراً / كلانا باذل ما يستطيع
لقد أودعت قلبك ما بقلبي / فضاع وكنت أحسب لا يضيع
رددت تضرعي ورددت دمعي / فليس يجاب عندك لي شفيع
فيا ويلاه من قلب عصي / يذوب بحبه قلب مطيع
ويا لهفي على أمل مباح / يدافع دونه بأس منيع
ويا حزني على هذي الأغاني / أرددها وليس لها سميع
اسيدتي الرفيعة إن روحي / يقربها إليك هوى رفيع
وأيام الصفاء وإن توانت / يطارد ركبها نأي سريع
أذا ذهب الربيع ولم أمتع / بنضرته فلا عاد الربيع
ترحّل جوجو فلا يرجعُ
ترحّل جوجو فلا يرجعُ / وعزّ العزاء فما نصنعُ
سأبكلي عليه إلى أن تجفّ / بعيني من سكبها الأدمع
إذا جزع الناس من حادثٍ / فمن فقده كلنا نجزعُ
فياشعر جوجو فداك الحرير / ويا نابه دونك المبضعُ
ويا عينه ما حكاك الشهاب / ويا صوته مثلك المدفع
عليك سلام فقبلك أودى / صديقي بوبي الذي ضيّعوا
ركب الفراق متى يكون المرجع
ركب الفراق متى يكون المرجع / هذا الوداع فمن يطيق يودع
صبّان قد بلغ الهوى بهما المدى / لا الردع عاقهما ولا من يردع
وقفا بموقف جازع لو شامه / صرف الزمان لكان منه يجزع
يتعللان سويعة يدوي بها / صوت العناصر والطبيعة تسمع
لما تباسطت الفدافد في السرى / للذراعين وسار ركب يذرع
نزعوا بقلب قد تشبث بالأسى / وجفا السلو فليتهم لم ينزعوا
ما زلت أنقع غلتي من بعدهم / بصبا الحمى واذا بها لا تنفع
ما هذه العير التي في أثرهم / سارت أآلت حلفة لاتقلع
هم أودعوا القلب الكريم محبة / كرمت فليس يضيع ما هم أودعوا
هيهات ما راجي الغواية نائل / إرباً ولا داعي الغواية مسمع
عهدي بذاك الروض وهو مكلل / حسنا وذاك الجو وهو مرصع
ما للسواجع في الاراكة مالها / دأب لها يوم التفرق تسجع
قد أدمعت هذي الجفون بنوحها / وجفونها جفت فليست تدمع
والله لولا أن يؤاخذني العلا / ويقول قوم بالجآذر مولع
لرميت ثغرة بينها ببوادر / وربعت حيث لها يطيب المربع
اليوم يقطع كل حبل بيننا / بيد الفراق وعزماً قد يقطع
إلفان ألف يسجع
إلفان ألف يسجع / طرباً وألف يسمع
قلباهما متوافقا / ن فذا بذلك مولع
هو مثلها في حاله / فكلاهما متوجع
نادوا بألسنة الرثاء فأسمعوا
نادوا بألسنة الرثاء فأسمعوا / جهد الحزين تذكر وتوجع
يا ساهراً والليل يعثر بالكرى / عجباً هجعت وما عهدتك تهجع
بين المحابر والدفاتر مجلس / هو للمعارف والمعالي موضع
خسف الهلال به عشية تمه / من بعد ما قد كان منه يطلع
هو ضجعة ما أعقبتها نهضة / فقضى الضجيع كما أقض المضجع
لو أمهلتك لكي تودع معشراً / سبقت قلوبهم إليك تودع
إستودعوك مثابة مأمونة / لم يحسبوا فيها النفيس يضيع
وتطلبوك غداً فقابل جمعهم / هول الردى والمنزل المتخشع
ثم انثنوا واليأس ملء قلوبهم / هيهات من يمضي مضيك يرجع
زيدان فضلك ليس يحجبه الثرى / الفضل من تحت الجنادل يسطع
كالرديم الوهاج ألا إنه / أمضى شعاعاً في العيون وأبدع
ولك المآثر خالدات كلها / ذكراك من اثنائها تتضوع
كنت تضمنت الزمان وشرحه / فيها فصول كالوجود وأوسع
قصص وآداب وجمع معارف / وفعت بلادك للسهى وسترفع
أحييت ذكر السالفين أولي النهى / إن الكريم لمثله يتشيع
ليدم سليل شمائل حرة / يقتص إثرك للعلاء فيتبع
هو سلوة للثاكلين ومطمع / للآملين يدوم ذاك المطمع
إنا نسباً جله الدموع تحسراً / حتى تجف من العيون الأدمع
وتظل في الأكباد منا غلة / بالصبر ننقعها وليست تنقع
والله يا ملعون قد غظتني
والله يا ملعون قد غظتني / فلست أدري ما الذي أصنع
أهجوك إن الهجو لي مأثم / وقدرك الأدنى به يرفع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025