المجموع : 11
اسْلَمْ لبكرِ الفُتوحِ مُفْترِعا
اسْلَمْ لبكرِ الفُتوحِ مُفْترِعا / ودُمْ لمُلْكِ البلادِ مُنتزِعا
فإنَّ أَولى الورى بها ملكٌ / غدا بعبءِ الخطوبِ مُضطلعا
إنْ ضاقَ أَمرٌ فغيرُ هِمّتهِ / لكشفِ ضيقِ الأُمورِ لن يسعا
يا محييّ العدلِ بعدَ ميتتهِ / ورافعَ الحقِّ بعد ما اتَّضعا
ونورَ دينِ الهُدى الذي قمعَ الشّ / ركَ وعفّى الضّلالَ والبِدَعا
أَنتَ سليمانُ في العفافِ وفي ال / مُلكِ وتحكي بزُهدِكَ اليَسَعا
حُزتَ البقا والحياءَ والكرمَ ال / محضَ وحسنَ اليقينِ والورعا
أَسقطتَ أَقساطَ ما وجدتَ من ال / مكسِ بعدلٍ والقاسط ارتدعا
ولم تدعْ في ابتغاءِ مصلحةِ ال / دِّينِ لنا باقيساً ولن تَدعا
وكلُّ ما في الملوك مُفْترقٌ / من المعالي لملككَ اجتمعا
همّتُكَ الرُّبْطُ والمدارسُ تب / نيها ثواباً وتهدمُ البَيعَا
ما زلتَ ذا فطنةٍ مؤيَّدةٍ / على غُيوبِ الأَسرارِ مطلعا
ببأسكَ البيضُ والطُّلَى اصطبحتْ / بعدلكَ الذِّئبُ والطَّلا رتعا
كم صائدٍ لم يقعْ له قنصٌ / في شَرَكٍ وهو فيه قد وقعا
ومالكٍ حين رُمتَ قلعتَهُ / غدا مطيعاً للأَمرِ متَّبعا
عنا خشوعاً لربِّ مملكةٍ / لغيرِ ربِّ السماءِ ما خَشَعا
كان مقيماً بها على الفلكِ ال / أعلى شهاباً بنورهِ سَطَعا
لكنّما الشُّهبُ ما تنيرُ إذا / لاحَ عمودُ الصّباحِ فانْصَدعا
يدفعُها طائعاً إليكَ وكم / عنها إباءً بجهدهِ دفعا
هي التي في علوِّها زُحَلٌ / كرَّ على وِرْدها وما كرها
وهي التي قاربتْ عطاردَ في ال / أُفقِ فلاحاً والفرقَدين معا
كأَنَّ منها السُّها إذا استرقَ السّ / معَ أَتاها في خيفةٍ ودعا
هضبةُ عزٍّ لولاكَ ما ارتُقيت / وطوْدُ ملكٍ لولاكَ ما فرعا
ما قبلت في ارتقاءِ ذروتها / من ملكٍ لا رُقي ولا خُدعَا
عزت على المالك الشّهيد واعْ / طتكَ قياداً ما زال ممتنعا
للأَبِ لو جلَّ خطبها لغدا / محرِّماً لابنه وما شرعا
ما زلت محمودُ في أمورك مح / موداً بثوبِ الإقبالِ مدَّرعا
لاتفنِ من فَرَق الفراق الأدمعا
لاتفنِ من فَرَق الفراق الأدمعا / فهي الشُّهودُ على الغرامِ المدَّعَى
واستبقِ صبرَكَ ما اسْتطعتَ فإنّه / عونٌ لقلبِكَ إنْ هُما ثبتا معا
قلبٌ أَصابته العيونُ ولم يزلْ / من مسِّها بالهاجساتِ مروَّعا
ما بالُه قد صدّ عند صدودهم / عنّي ولمّا ودّعوني ودعا
ومن التحيُّرِ أَنّني أَبصرتُهُ / في ظَعْتهم وسأَلتُ عنه الأَضلُعا
أَصبحتْ إذ شيَّعتُهمْ لثلاثةٍ / صبري وغُمضي والفؤاد مُشيِّعا
أَو ما اتَّقيتم حين رُعتمُ سربَهُ / فيه تقيّ الدِّينِ ذاكَ الأَروعا
عمر بن شاهنشاه مَنْ هو عامرٌ / أَركانَ ملكِ الشَّامِ حين تضعضعا
خضعَ العدو بعدَ تَعزُّزٍ / لكم وحقُّ عدوِّكُم أَنْ يخضعا
من معشرٍ غُرٍ يَرَونَ جميعَ ما / لم يبذلوه في السّماحِ مُضيِّعا
في مصرَ واليمنِ اجتلينا منهمُ / في عصرِنا تبعاً ليوسفَ تُبّعا
الحاويان بملكِ مصرَ ومكّةٍ / والشّامِ واليمنِ الحظايا الأَربعا
لما عصى الأَعداءُ بالعاصي جرى / بدمائهم طوعاً سيولاً دُفَّعا
بنفسي وما أَحوى وروحي ومُهجتي
بنفسي وما أَحوى وروحي ومُهجتي / كتابٌ لأَسبابِ الفضائلِ جامعٌ
يُخبِّرُ عن قلبٍ حوتْهُ أَضالعٌ / ويومَ النّوى قلبي نَفَتْهُ الأَضالعُ
ومن عجبٍ إنسانُ عينيَ ظامياً / وقد غرَّقَتْهُ في المياهِ المدامعُ
تأَلّقَ برقٌ مِن تهامةَ لامعُ
تأَلّقَ برقٌ مِن تهامةَ لامعُ / يبشِّرُ أَنَّ اللّهَ للشملِ جامعُ
يحاكي خفوقَ القلبِ منّي خفوقَهُ / فهل راعَهُ مثلي من البينِ رائعُ
لقد طالَ ليلي لانتظارِ صباحكم / فهل لتباشيرِ الصّباحِ طلائعُ
صفتْ وضفتْ في الجودِ منكَ وفي العُلى / مشارعُ بالحسنى لنا ومدارعُ
كأنّك شمسُ الدَّولةِ البدرُ بيننا / ونحنُ حواليكَ النُّجومُ الطّوالعُ
صبٌّ تولى حالتيْهِ في الهوى
صبٌّ تولى حالتيْهِ في الهوى / جلدٌ له عاصٍ ودمعٌ طَيّعُ
ذو ناظرٍ ربعُ الكرى في جفنه / خالٍ وحوضُ الدَّمعِ منه مُترعُ
مولاي شمسَ الدَّولة الملك الذي / شمس السّيادة من سناه تَطْلُعُ
لولا أُرجِّي قربَ عودكَ لم يكن / لي في الحياة لأَجل بعدكَ مطمعُ
قَسَماً ببيتٍ أَمّهُ زُوَّارُهُ / والطائفونَ السّاجدونَ الرُّكّعُ
مالي سواكَ من الحوادثِ ملجأٌ / مالي سواكَ من النوائبِ مفزَعُ
ولأَنتَ فخرُ الدِّين فخري في العُلى / وملاذُ آمالي وركني الأَمنعُ
إلاّ بخدمتكَ المجلة موقعي / واللّه ما للملكِ عندي موقعُ
وبغيرِ قُربكَ كلُّ ما أَرجوهُ من / درِّكَ المَنى متعذّرٌ متمّنعُ
النّصرُ إن أَقبلتَ نحوي مُقبلٌ / واليُمنُ إن أَسرعتَ نحوي مسرعُ
باللّه عرفت ما بقلبي صنعوا
باللّه عرفت ما بقلبي صنعوا / خلوه بنار شوقهم ينصدع
ما لم أر شملي بهم يجتمع / ما أحسبني بعيشتي أنتفع
رأَيتني بالفقيعِ مُنفراً
رأَيتني بالفقيعِ مُنفراً / أَضيعَ من فقعِ قاعها الضائعِ
بعتُ بمصرٍ دمشقَ من غَررٍ / منّي فيا غبنَ صفقةِ البائعِ
صبريَ والقلبُ عاصيانِ وما / غيرُ همومي وأَدْمعي طائعي
صَبٌّ لتذكارِ أَهلِ الجزْعِ ذو جَزَعِ
صَبٌّ لتذكارِ أَهلِ الجزْعِ ذو جَزَعِ / أَطاعَهُ دمعهُ والصّبرُ لم يُطعِ
وكانَ يطمعُ في طيفٍ يُلمُّ وقد / بانَ الرُّقادُ فما في الطّيفِ من طمعِ
يا لائماً يدَّعي نُحَ المحبِّ ولم / يتركْ له وجدهُ سمعاً ولم يدعِ
أَتعبتَ نفسَكَ تنهى غيرَ مُتّبعٍ / حكمَ الملامِ وتُلحي غيرَ مستمعِ
إنْ يُجدِ لومي في الجودِ عاشقهُ / توران شاه كلانا غيرُ مُرتدعِ
هو الجوادُ الذي عشقَ السّماحَ بهِ / أَفضى إلى أَمدٍ في الجودِ مخترعِ
يا رائدَ الخصبِ إنْ تقصدْ ذُراهُ تجدْ / في ظلِّهِ خيرَ مُصطافٍ ومُرتبع
يا هلْ لسالفِ عيشتي بفنائكمْ
يا هلْ لسالفِ عيشتي بفنائكمْ / من عودةٍ محمودةٍ ورجوع
قد غبتمُ عن ناظري ما أَذنتْ / للقلبِ شمسٌ مَرةً بطلوعِ
كنتُ المشفّعَ في المطالبِ عندكم / فغدوتُ أَطلبُ طيفكم بشفيعِ
أَصبحتُ أَقنعُ بالسّلامِ على النّوى / وبقربكم كم بتُّ غيرَ قنوعِ
أيا مَنْ له همّةٌ في العُلى
أيا مَنْ له همّةٌ في العُلى / لذروتها أَبداً فارِعَهْ
ومَن كفُّه ديمةٌ ما تزا / لُ بالعرفِ هاميةٌ هامعَهْ
وللفضلِ في سوقِ أَفضالهِ / بضائعٌ نافقةٌ نافعَهْ
وهل كابنِ عَصْرون في عصرِنا / إمامٌ أَدلّتُهُ قاطعَهْ
فخيرُ فوائدهِ جمّةٌ / وبحرُ مواردهِ واسعَهْ
أَيا شرفَ الدِّينِ شَرَّفتني / بإهداءِ رائقةٍ رائعَهْ
أَطعتُ أَوامرَكَ السّامياتِ / وما برحتْ همّتي طائعَهْ
أَرى كلَّ جارحةٍ لي تودْ / دُ لو أَنَّها أُذنٌ سامعَهْ
وأَما الشِّتاءُ وكافاتُه / وكفُّكَ عن كفِّهِ الرابعَهْ
فنفسي تُطيقُ إذا لم تكنْ / بميسورِ سَيِّدِنا قانعَهْ
مقصودُهُ أَعصي الهوى وأُطيعُهُ
مقصودُهُ أَعصي الهوى وأُطيعُهُ / هذا لعمرُ هواكَ لا أستطيعُهُ
سمعي أَصَمُّ عن العذولِ وعذله / فعلامَ يقرعُ مسمعي تقريعُهُ
غلبَ النّزاعُ إلى الحسانِ تجلُّدي / والقلبُ مغلوبُ العزا منزوعُهُ
لا تنزِعَنَّ إلا ملامِ متيَّمٍ / لا يستتبُّ عن النّزاعِ نزوعُهُ
وملاحةُ الرشأِ المليحِ تروقُهُ / وملامةُ اللاحي الملحِّ تروعُهُ
يا عزَهُ لو لم يعزُّ عزاؤه / يا ذلّهُ إنْ لم تُعنه دموعُهُ
وبمهجتي حلو الشّمائلِ عذبُها / لكنّه مُرُّ الصُّدودِ شنيعُهُ
نشوانُ من خمرِ الصبا قلبي به / أَفديهِ مخمورُ الغرامِ صريعُهُ
غصن على حقفٍ يميلُ ويستوي / فكأَنّما يعصيهِ حينَ يطيعُهُ
رئمٌ وفي قلبِ المحبِّ كناسُهُ / قمرٌ وفي ليلِ العذارِ طلوعُه
وكأَنَّ قلبَ محبِّه إقطاعُهُ / وكأَنَّ خطَّ عذارهِ توقيعُهُ
مساوبُ سهمِ اللّحظِ منه محبُّه / ملسوبُ عقربِ صدغهِ ملسوغُهُ
للهِ عيشٌ بالحمى أَسلفته / والشّملُ غير مفرَّقٍ مجموعُهُ
أَيامَ دارتْ للشّبابِ كؤوسُهُ / فينا ودرَّتْ بالسُّرورِ ضروعُهُ
رويتْ بأَنواءِ العهادِ عهودُهُ / وزهتْ بأَنوارِ الرَّبيعِ ربوعُهُ
أَفراجعٌ ما مرَّ من أَيامهِ / هيهاتَ لا يُرجى إليَّ رجوعُهُ
وجدي مقيمٌ ما يزالُ بظاعنٍ / توديعُ قلبي أُنسه توديعُهُ
مُلاَّكُ مهجتهِ عليكم حفظها / فالملكُ ليس لمالكٍ تضييعُهُ
لا تنسبوا قلبي إليَّ فإنّه / لكمُ وفيكمْ جرحُهُ وصدوعُهُ
وبيوسفِ المستنجدِ بنِ المقتفي / دينُ الهدى سامي العمادِ رفيعُهُ
ضافي رداء الفخرِ صافٍ روحه / نامي ضياءِ البشرِ زاكٍ رُوعُهُ
حالي الضَّمائر بالعَفافِ وبالتُقى / للهِ ما تحنو عليه ضلوعُهُ
محمرُّ نصلِ النّصرِ في يومِ الوغى ال / مغبرِّ مبيضُّ العطاءِ نصوعُهُ
في الأَمن إلا ماله وعدوّه / فكلاهما في الحالتينِ مروعُهُ
للّهِ أَصلٌ هاشميٌّ طاهرٌ / طابتْ وطالتْ في العلاءِ فروعُهُ
لكَ نائلٌ محيٍ وبأسٌ مهلكٌ / فلأَنت ضرّار الزَّمان نضوعه
يا أَفضلَ الخلفاءِ دعوةَ قانعٍ / برضاكَ ما كشف القناع قنوعُهُ
أَيكونُ مثلي في زمانكَ ضائعاً / هيهاتَ يا مولايَ لستَ تضيعُهُ
أَودعْ جميلاً لي أُذعْهُ فخيرُ مَنْ / أَوْدَعْتَهُ منكَ الجميلَ مذيعُهُ
حسبُ المؤمِّل منجحاً في قصدهِ / أَن الرَّجاءَ إلى نداكَ شفيعُهُ