القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عِماد الدين الأَصْبَهانيّ الكل
المجموع : 11
اسْلَمْ لبكرِ الفُتوحِ مُفْترِعا
اسْلَمْ لبكرِ الفُتوحِ مُفْترِعا / ودُمْ لمُلْكِ البلادِ مُنتزِعا
فإنَّ أَولى الورى بها ملكٌ / غدا بعبءِ الخطوبِ مُضطلعا
إنْ ضاقَ أَمرٌ فغيرُ هِمّتهِ / لكشفِ ضيقِ الأُمورِ لن يسعا
يا محييّ العدلِ بعدَ ميتتهِ / ورافعَ الحقِّ بعد ما اتَّضعا
ونورَ دينِ الهُدى الذي قمعَ الشّ / ركَ وعفّى الضّلالَ والبِدَعا
أَنتَ سليمانُ في العفافِ وفي ال / مُلكِ وتحكي بزُهدِكَ اليَسَعا
حُزتَ البقا والحياءَ والكرمَ ال / محضَ وحسنَ اليقينِ والورعا
أَسقطتَ أَقساطَ ما وجدتَ من ال / مكسِ بعدلٍ والقاسط ارتدعا
ولم تدعْ في ابتغاءِ مصلحةِ ال / دِّينِ لنا باقيساً ولن تَدعا
وكلُّ ما في الملوك مُفْترقٌ / من المعالي لملككَ اجتمعا
همّتُكَ الرُّبْطُ والمدارسُ تب / نيها ثواباً وتهدمُ البَيعَا
ما زلتَ ذا فطنةٍ مؤيَّدةٍ / على غُيوبِ الأَسرارِ مطلعا
ببأسكَ البيضُ والطُّلَى اصطبحتْ / بعدلكَ الذِّئبُ والطَّلا رتعا
كم صائدٍ لم يقعْ له قنصٌ / في شَرَكٍ وهو فيه قد وقعا
ومالكٍ حين رُمتَ قلعتَهُ / غدا مطيعاً للأَمرِ متَّبعا
عنا خشوعاً لربِّ مملكةٍ / لغيرِ ربِّ السماءِ ما خَشَعا
كان مقيماً بها على الفلكِ ال / أعلى شهاباً بنورهِ سَطَعا
لكنّما الشُّهبُ ما تنيرُ إذا / لاحَ عمودُ الصّباحِ فانْصَدعا
يدفعُها طائعاً إليكَ وكم / عنها إباءً بجهدهِ دفعا
هي التي في علوِّها زُحَلٌ / كرَّ على وِرْدها وما كرها
وهي التي قاربتْ عطاردَ في ال / أُفقِ فلاحاً والفرقَدين معا
كأَنَّ منها السُّها إذا استرقَ السّ / معَ أَتاها في خيفةٍ ودعا
هضبةُ عزٍّ لولاكَ ما ارتُقيت / وطوْدُ ملكٍ لولاكَ ما فرعا
ما قبلت في ارتقاءِ ذروتها / من ملكٍ لا رُقي ولا خُدعَا
عزت على المالك الشّهيد واعْ / طتكَ قياداً ما زال ممتنعا
للأَبِ لو جلَّ خطبها لغدا / محرِّماً لابنه وما شرعا
ما زلت محمودُ في أمورك مح / موداً بثوبِ الإقبالِ مدَّرعا
لاتفنِ من فَرَق الفراق الأدمعا
لاتفنِ من فَرَق الفراق الأدمعا / فهي الشُّهودُ على الغرامِ المدَّعَى
واستبقِ صبرَكَ ما اسْتطعتَ فإنّه / عونٌ لقلبِكَ إنْ هُما ثبتا معا
قلبٌ أَصابته العيونُ ولم يزلْ / من مسِّها بالهاجساتِ مروَّعا
ما بالُه قد صدّ عند صدودهم / عنّي ولمّا ودّعوني ودعا
ومن التحيُّرِ أَنّني أَبصرتُهُ / في ظَعْتهم وسأَلتُ عنه الأَضلُعا
أَصبحتْ إذ شيَّعتُهمْ لثلاثةٍ / صبري وغُمضي والفؤاد مُشيِّعا
أَو ما اتَّقيتم حين رُعتمُ سربَهُ / فيه تقيّ الدِّينِ ذاكَ الأَروعا
عمر بن شاهنشاه مَنْ هو عامرٌ / أَركانَ ملكِ الشَّامِ حين تضعضعا
خضعَ العدو بعدَ تَعزُّزٍ / لكم وحقُّ عدوِّكُم أَنْ يخضعا
من معشرٍ غُرٍ يَرَونَ جميعَ ما / لم يبذلوه في السّماحِ مُضيِّعا
في مصرَ واليمنِ اجتلينا منهمُ / في عصرِنا تبعاً ليوسفَ تُبّعا
الحاويان بملكِ مصرَ ومكّةٍ / والشّامِ واليمنِ الحظايا الأَربعا
لما عصى الأَعداءُ بالعاصي جرى / بدمائهم طوعاً سيولاً دُفَّعا
بنفسي وما أَحوى وروحي ومُهجتي
بنفسي وما أَحوى وروحي ومُهجتي / كتابٌ لأَسبابِ الفضائلِ جامعٌ
يُخبِّرُ عن قلبٍ حوتْهُ أَضالعٌ / ويومَ النّوى قلبي نَفَتْهُ الأَضالعُ
ومن عجبٍ إنسانُ عينيَ ظامياً / وقد غرَّقَتْهُ في المياهِ المدامعُ
تأَلّقَ برقٌ مِن تهامةَ لامعُ
تأَلّقَ برقٌ مِن تهامةَ لامعُ / يبشِّرُ أَنَّ اللّهَ للشملِ جامعُ
يحاكي خفوقَ القلبِ منّي خفوقَهُ / فهل راعَهُ مثلي من البينِ رائعُ
لقد طالَ ليلي لانتظارِ صباحكم / فهل لتباشيرِ الصّباحِ طلائعُ
صفتْ وضفتْ في الجودِ منكَ وفي العُلى / مشارعُ بالحسنى لنا ومدارعُ
كأنّك شمسُ الدَّولةِ البدرُ بيننا / ونحنُ حواليكَ النُّجومُ الطّوالعُ
صبٌّ تولى حالتيْهِ في الهوى
صبٌّ تولى حالتيْهِ في الهوى / جلدٌ له عاصٍ ودمعٌ طَيّعُ
ذو ناظرٍ ربعُ الكرى في جفنه / خالٍ وحوضُ الدَّمعِ منه مُترعُ
مولاي شمسَ الدَّولة الملك الذي / شمس السّيادة من سناه تَطْلُعُ
لولا أُرجِّي قربَ عودكَ لم يكن / لي في الحياة لأَجل بعدكَ مطمعُ
قَسَماً ببيتٍ أَمّهُ زُوَّارُهُ / والطائفونَ السّاجدونَ الرُّكّعُ
مالي سواكَ من الحوادثِ ملجأٌ / مالي سواكَ من النوائبِ مفزَعُ
ولأَنتَ فخرُ الدِّين فخري في العُلى / وملاذُ آمالي وركني الأَمنعُ
إلاّ بخدمتكَ المجلة موقعي / واللّه ما للملكِ عندي موقعُ
وبغيرِ قُربكَ كلُّ ما أَرجوهُ من / درِّكَ المَنى متعذّرٌ متمّنعُ
النّصرُ إن أَقبلتَ نحوي مُقبلٌ / واليُمنُ إن أَسرعتَ نحوي مسرعُ
باللّه عرفت ما بقلبي صنعوا
باللّه عرفت ما بقلبي صنعوا / خلوه بنار شوقهم ينصدع
ما لم أر شملي بهم يجتمع / ما أحسبني بعيشتي أنتفع
رأَيتني بالفقيعِ مُنفراً
رأَيتني بالفقيعِ مُنفراً / أَضيعَ من فقعِ قاعها الضائعِ
بعتُ بمصرٍ دمشقَ من غَررٍ / منّي فيا غبنَ صفقةِ البائعِ
صبريَ والقلبُ عاصيانِ وما / غيرُ همومي وأَدْمعي طائعي
صَبٌّ لتذكارِ أَهلِ الجزْعِ ذو جَزَعِ
صَبٌّ لتذكارِ أَهلِ الجزْعِ ذو جَزَعِ / أَطاعَهُ دمعهُ والصّبرُ لم يُطعِ
وكانَ يطمعُ في طيفٍ يُلمُّ وقد / بانَ الرُّقادُ فما في الطّيفِ من طمعِ
يا لائماً يدَّعي نُحَ المحبِّ ولم / يتركْ له وجدهُ سمعاً ولم يدعِ
أَتعبتَ نفسَكَ تنهى غيرَ مُتّبعٍ / حكمَ الملامِ وتُلحي غيرَ مستمعِ
إنْ يُجدِ لومي في الجودِ عاشقهُ / توران شاه كلانا غيرُ مُرتدعِ
هو الجوادُ الذي عشقَ السّماحَ بهِ / أَفضى إلى أَمدٍ في الجودِ مخترعِ
يا رائدَ الخصبِ إنْ تقصدْ ذُراهُ تجدْ / في ظلِّهِ خيرَ مُصطافٍ ومُرتبع
يا هلْ لسالفِ عيشتي بفنائكمْ
يا هلْ لسالفِ عيشتي بفنائكمْ / من عودةٍ محمودةٍ ورجوع
قد غبتمُ عن ناظري ما أَذنتْ / للقلبِ شمسٌ مَرةً بطلوعِ
كنتُ المشفّعَ في المطالبِ عندكم / فغدوتُ أَطلبُ طيفكم بشفيعِ
أَصبحتُ أَقنعُ بالسّلامِ على النّوى / وبقربكم كم بتُّ غيرَ قنوعِ
أيا مَنْ له همّةٌ في العُلى
أيا مَنْ له همّةٌ في العُلى / لذروتها أَبداً فارِعَهْ
ومَن كفُّه ديمةٌ ما تزا / لُ بالعرفِ هاميةٌ هامعَهْ
وللفضلِ في سوقِ أَفضالهِ / بضائعٌ نافقةٌ نافعَهْ
وهل كابنِ عَصْرون في عصرِنا / إمامٌ أَدلّتُهُ قاطعَهْ
فخيرُ فوائدهِ جمّةٌ / وبحرُ مواردهِ واسعَهْ
أَيا شرفَ الدِّينِ شَرَّفتني / بإهداءِ رائقةٍ رائعَهْ
أَطعتُ أَوامرَكَ السّامياتِ / وما برحتْ همّتي طائعَهْ
أَرى كلَّ جارحةٍ لي تودْ / دُ لو أَنَّها أُذنٌ سامعَهْ
وأَما الشِّتاءُ وكافاتُه / وكفُّكَ عن كفِّهِ الرابعَهْ
فنفسي تُطيقُ إذا لم تكنْ / بميسورِ سَيِّدِنا قانعَهْ
مقصودُهُ أَعصي الهوى وأُطيعُهُ
مقصودُهُ أَعصي الهوى وأُطيعُهُ / هذا لعمرُ هواكَ لا أستطيعُهُ
سمعي أَصَمُّ عن العذولِ وعذله / فعلامَ يقرعُ مسمعي تقريعُهُ
غلبَ النّزاعُ إلى الحسانِ تجلُّدي / والقلبُ مغلوبُ العزا منزوعُهُ
لا تنزِعَنَّ إلا ملامِ متيَّمٍ / لا يستتبُّ عن النّزاعِ نزوعُهُ
وملاحةُ الرشأِ المليحِ تروقُهُ / وملامةُ اللاحي الملحِّ تروعُهُ
يا عزَهُ لو لم يعزُّ عزاؤه / يا ذلّهُ إنْ لم تُعنه دموعُهُ
وبمهجتي حلو الشّمائلِ عذبُها / لكنّه مُرُّ الصُّدودِ شنيعُهُ
نشوانُ من خمرِ الصبا قلبي به / أَفديهِ مخمورُ الغرامِ صريعُهُ
غصن على حقفٍ يميلُ ويستوي / فكأَنّما يعصيهِ حينَ يطيعُهُ
رئمٌ وفي قلبِ المحبِّ كناسُهُ / قمرٌ وفي ليلِ العذارِ طلوعُه
وكأَنَّ قلبَ محبِّه إقطاعُهُ / وكأَنَّ خطَّ عذارهِ توقيعُهُ
مساوبُ سهمِ اللّحظِ منه محبُّه / ملسوبُ عقربِ صدغهِ ملسوغُهُ
للهِ عيشٌ بالحمى أَسلفته / والشّملُ غير مفرَّقٍ مجموعُهُ
أَيامَ دارتْ للشّبابِ كؤوسُهُ / فينا ودرَّتْ بالسُّرورِ ضروعُهُ
رويتْ بأَنواءِ العهادِ عهودُهُ / وزهتْ بأَنوارِ الرَّبيعِ ربوعُهُ
أَفراجعٌ ما مرَّ من أَيامهِ / هيهاتَ لا يُرجى إليَّ رجوعُهُ
وجدي مقيمٌ ما يزالُ بظاعنٍ / توديعُ قلبي أُنسه توديعُهُ
مُلاَّكُ مهجتهِ عليكم حفظها / فالملكُ ليس لمالكٍ تضييعُهُ
لا تنسبوا قلبي إليَّ فإنّه / لكمُ وفيكمْ جرحُهُ وصدوعُهُ
وبيوسفِ المستنجدِ بنِ المقتفي / دينُ الهدى سامي العمادِ رفيعُهُ
ضافي رداء الفخرِ صافٍ روحه / نامي ضياءِ البشرِ زاكٍ رُوعُهُ
حالي الضَّمائر بالعَفافِ وبالتُقى / للهِ ما تحنو عليه ضلوعُهُ
محمرُّ نصلِ النّصرِ في يومِ الوغى ال / مغبرِّ مبيضُّ العطاءِ نصوعُهُ
في الأَمن إلا ماله وعدوّه / فكلاهما في الحالتينِ مروعُهُ
للّهِ أَصلٌ هاشميٌّ طاهرٌ / طابتْ وطالتْ في العلاءِ فروعُهُ
لكَ نائلٌ محيٍ وبأسٌ مهلكٌ / فلأَنت ضرّار الزَّمان نضوعه
يا أَفضلَ الخلفاءِ دعوةَ قانعٍ / برضاكَ ما كشف القناع قنوعُهُ
أَيكونُ مثلي في زمانكَ ضائعاً / هيهاتَ يا مولايَ لستَ تضيعُهُ
أَودعْ جميلاً لي أُذعْهُ فخيرُ مَنْ / أَوْدَعْتَهُ منكَ الجميلَ مذيعُهُ
حسبُ المؤمِّل منجحاً في قصدهِ / أَن الرَّجاءَ إلى نداكَ شفيعُهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025