المجموع : 5
زَعَمَتْ عاذلتي أني لما
زَعَمَتْ عاذلتي أني لما / حَفِظَ البخل من المال مضيعُ
كلَّفتني عذرة الباخل إذ / طرق الطارق والناس هجوعُ
ليس لي عذر وعندي بلغةٌ / إنّما العذر لمن لا يستطيعُ
استبقِ قلبك لا يموت صبابةً
استبقِ قلبك لا يموت صبابةً / حذرا لبين أخٍ له يتوقّعُ
إنْ حال بينهم وبينك بائنٌ / فبأي قلب بعد ذلك تجزعُ
ظبيٌ كأنَّ بِخَصْرِهِ
ظبيٌ كأنَّ بِخَصْرِهِ / من رقّة ظمأ وجوعا
إني علقت لشقوتي / ياقوم ممنوعاً منيعا
أقبر أبي أمية لو علاه
أقبر أبي أمية لو علاه / حملتَ إذن لضقتَ به ذراعا
حويت الجود والتقوى وعمرا / فكيف أطقتَ يا قبر أضطلاعا
لموتهم أطقت له انضماما / ولولا ذاك لم تُطق اتساعا
يا رُبَّ ذي افكٍ كثير خدعهْ
يا رُبَّ ذي افكٍ كثير خدعهْ /
مستجهل الحلم خبيث مرتَعهْ /
يسري إلى عِرض الصديق قذعهْ /
صبَّت عليه حين جَمَّتْ بدعُهْ /
ذات ذنابي متلف من تلسعُهْ /
تخفضه طورا وطورا ترفعهْ /
أسود كالسبحة فيه مبضعهْ /
يَنطِفُ منه صابه وسلعهْ /
تُسرع فيه الحتف حين ترفعهْ /
تبرز كالقرنين حين تطلعهْ /
في مثل صدر السبت حين تقطعهْ /
أعصَل ُخطَّار تلوح شنعهْ /
تشخصه طورا وطورا ترجعهْ /
لا تصنع الرقشاء ما قد تصنعهْ /
باتَ بها حَينُ حبيش يتبعهْ /
وبات جذلان وثيرا مضجعهْ /
ذا سَنةٍ آمن ما يروعهْ /
حتى دنت منه لحتف تزمعهْ /
فاضت تَجُمُّ سمَّها وتجمعهْ /
يا بؤس للمودَعِ ما تودّعهْ /
فشرعت أمَّ الحِمام اصبعهْ /
أنحت عليه كالشّهاب تلذعهْ /
عَطَّكَ سربال حرير تخلعهْ /
فكلّ خلٍّ ظاهر تفجعهْ /
يزداد من بغتِ الحِمام جزعهْ /
واليأس من تيسيره توقعهْ /