القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صُرَّدُر الكل
المجموع : 6
قالوا وزيرانِ هوَى نجمُ ذا
قالوا وزيرانِ هوَى نجمُ ذا / ونجمُ هذا قد علا طالعا
كذلك الدهرُ يُرَى خافضا / طورا وطورا قد يُرَى رافعا
قلتُ قياسٌ ويحْكم زِبْرِجٌ / جوهرُه لا يقبلُ الطابعا
هذا أتى من آمدٍ ساميا / وذا أتى من فارسٍ خاضعا
كم بين من وُلِّىَ من فوقها / فقرَّ في مركزها وادعا
وبين من رُقِّىَ من تحتها / فخرَّ من ذِروتها واقعا
نطَّرِحُ الباطنَ ما بيننا / ونستفيدُ الظاهر الذائعا
ابِن جَهيرٍ وابنُ دارسْتِكم / بأىِّ لفظٍ يُعجِبُ السامعا
أليس مطبوعا على قلبه / من ظنَّ تيسا أسدا رائعا
قد بانَ عذرُك والخليطُ مودَّعُ
قد بانَ عذرُك والخليطُ مودَّعُ / وهوَى النفوسِ مع الهوادج يُرفعُ
لك حيثما سمت الركائب لفتةٌ / أتُرى البدورُ بكل وادٍ تَطلعُ
لله مطوىٌّ على زفَراتهِ / لم يقضِ من ظمأ ولا هو يَنْقَعُ
قرُبت أمانىُّ النفوس وعندَه / أملٌ تخُبُّ به الركابُ وتوضِعُ
ونأتْ مَطارحُ قلبه عن سمعه / فالعاذلون بهنّ حَسَرى ظُلَّعُ
ما خاف في ظُلَمِ الصبابةِ ضلَّةً / إلا ودلَّتْه البروقُ الُّلمَّعُ
في الظاعنين من الحِمىَ ظبىٌ له ال / أحشاءُ مرعىً والمآقى مَكرَعُ
ممنوعُ أطرافِ الجمال رقيبُه / حذِرٌ عليه والغَيورُ البرقُعُ
عهِدَ الحبائلَ صائداتٍ شِبهَهُ / وارتابَ فهو لكلِّ حبلٍ يقطعُ
لم يدرِ حامِى سِربهِ أنِّى إذا / حُرمَ الكلامُ له لساني الإِصبعُ
وإذا الطُّيوف إلى المضاجعِ أُرسِلت / بتحيةٍ منه فعينى تسمعُ
ويح الألى انتجعوا الغمامَ وعندهم / بين المحاجرِ ديمةٌ ما تُقلعُ
لجؤا إلى عزِّ الخدور وفي الحشا / بيتٌ أعزُّ من الخدور وأمنعُ
هل من قِبابهم اللواتي رفَّعوا / مبنيَّةٌ أطنابهُنَّ الأضلُعُ
لهمُ مَصيفٌ في الفؤاد ولو سُقىِ / ماءَ الوصال لكان فيه مَربَعُ
يا كاسرَ النَّجلاءِ تُرسل نظرةً / خَطفا كلحظ الريمِ وهو مروَّعُ
لسوى أسنّتك المِجنُّ مضاعَفٌ / ولغير أسهمك السوابغُ تُصنَعُ
لي حيلةٌ في كلّ رامٍ مُغرِضٍ / لو أنه في غير قوسك ينزِعُ
أطيِبْ بأطلالِ ألأراك ونفحةٍ / باتت بمسراها الرجالُ تَضَوَّعُ
ومواقفٍ لم ألقَ مَولىً راحما / فيها ولم أظفرَ بخِلٍّ يشفعُ
لولا الذين البيدُ من أوطانهم / ما كان يملِكنى الفضاءُ البلقعُ
آنستُ من أطلالهم ما أوحشوا / وحفِظتُ من أيّامهم ما ضيّعوا
ورضيتُ بالمُهدِى إلىّ نسيمَهم / إن المحب بما تيسَّر يَقنَعُ
ولقد حللتُ حُبَى الظلام بفتيةٍ / ألِفَتْ وجوهَهُم النجومُ الطُّلَّعُ
قَرَوُا الهمومَ جسومَهم ونفوسَهم / وبطونُها بسواهُمُ ما تشبعُ
وسَرَوا بأشباحٍ تَجاوَزها الردى / إذ لم يكن فيها له مستمتَعُ
لاقتْ بهم خُوصُ المهارىَ مثلما / لاقى بأربَعِها الثرى واليَرْمعُ
في حيثُ لا زَجَلُ الحُداة مردَّدٌ / خوفَ الهلاك ولا الحنينُ مرجَّعُ
قلِفَت بهم قلقَ اللديغ كأنما / ظنَّت سياطَهُمُ أراقمَ تلسعُ
فَتل الدُّءوبُ لحومَها بشحومِها / فتشابهت أثباجها والأنسُعُ
متباريات بالنَّجاء كأنما / وضَعت رهونا سُوقُها والأذرعُ
وإلى عميد الدولة اعتسفت بنا / أنضاؤها حتى هناها المريَعُ
من عندَه الظلُّ الظليلُ ومنهلُ ال / عذب المصفَّق والجنابُ المُمرِعُ
والغادياتُ السارياتُ بريقُها / ولِبانُهَا يسقى الرجاءَ ويُرضعُ
ما زال يُفهمنا العلاءُ صنيعَه / حتى علمنا ما الأغرُّ الأروعُ
يخشى سهامَ الذمّ فهو مالما / ومحاربا بنواله يتدرَّعُ
غرسَ الصنائعَ فاجتنى ثمراتِها / شكرا وكلٌّ حاصدٌ ما يزرعُ
عيدانُ مجدٍ لا تلين لغامزٍ / وجبالُ عزٍّ مَرْوُها ما يُقرَعُ
ومناقبٌ يقضىِ لها متعنِّتٌ / في حكمه ويجيزها متتبِّعُ
كم أزمةٍ خَرِسَتْ رواعدُ سُحبها / وسحابةٍ فيها خطيبٌ مِصقَعُ
وإذا المطالبُ باللئام تعثَّرت / ظلّت مواهبُه بهنّ تُدَعدِعُ
تِبعوا مساعَيهُ فلمّا أبصروا / بُعدَ المسافة أفردوه وودَّعوا
إنّ المعالىَ صعبةٌ لا تُمتطَى / والمأُثَراتُ ثنيَّةٌ ما تُطلَعُ
يقِف الثناءُ عليه وقفةَ حائرٍ / ممّا تسُنُّ له يداه وتشَرَعُ
إن قصَّرت مُدّاحه عن وصفه / فعجائب البحرين ما لا تُجمعُ
قلِقُ اللواحظ أو تقرَّ بزائرٍ / كالمضرحىِّ لصيده يتوقَّعُ
فهناك أبلجُ ما وراء لثامهِ / ملأنُ من ماء البشاشةِ مُترَعُ
هو قِبلةُ المجد التي ما مِلَّةٌ / إلا وتسجُدُ نحوها أو تركَعُ
تتناسب الأهواءُ في تفضيله / والقولُ في أديانها يتنوّعُ
عِلماً بأنّ الشمس ما في عينها / رمَدٌ ولا ثوبُ السماء مرقَّعُ
يا دهرُ لا تَعِرضْ لمن آراؤه / في مَفِصل الجُلَّى تَحُزُّ وتَقطعُ
لطُفَت وجلَّ فعالها ولطالما / نزحَ النجيعَ من العروق المِبْضَعُ
وله عزائمُ ضاق عنها ذَرعُه / كالسيل غصَّ به الطريقُ المَهيعُ
شوسٌ إذا استدعتْ أنابيبَ القنا / أبصرتَها من سُرعة تتزعزعُ
إياك تنِحتُ في جوانبِ كُدْيةِ / بالحارشِينَ ضِبابُها لا تُخدعُ
أنسيتَ إذ قارعتَه عن مجده / فرجعتَ مفلولا وأنفُك أجدعُ
أيّامَ جاهدَ في أبيه بهمّةٍ / هجعَ الظلام وعينُها ما تهجَع
حتى اطمأنَّ من الوزارة نافرٌ / وثُنى إليه لِيتُها والأَخدعُ
واستُرجِعتْ عذراءَ لم يَنعَمْ بها / بعلٌ كما ارتَجع الوديعةَ مودِعُ
ومشى أمام جيادهِ مستقبِلا / من كان أمسِ وراءَ هن يُشيِّعُ
بالرفق تنحطُّ الوعولُ من الذُّرى / ويصاد يَربرعُ الفلا المتقطِّعُ
هذا أميرُ المؤمنين وظنّه / بالغيبِ مِرآةٌ تضىء وتلمعُ
لما تنّسم من شمائِل عِطْفهِ / ارجَ الكفاية فائحا يتضوّعُ
ناجاه بالوادي المقدّس نابذا / كَلِماً تلين لها القلوبُ وتخشعُ
ومساه من حُلل الدِّمَقْسِ جلابيا / كالروض بل منه أغضُّ وأنصعُ
فكأنها نُسجَت بجِنَّةِ عبقرٍ / أو ظلَّ يرقُمها الربيعُ ويطبَعُ
لو أنها دِمَنٌ أقامت بينها / وُرْقُ الحمائم تستهِلُّ وتسجَعُ
إن أُكملتْ حسنا فقد زُرَّت على / جسدٍ يكلَّل بالعلا ويرصَّعُ
وأعاضه من تاج فارسَ عِمةً / إذ عنده تاجُ الأعارب أرفعُ
كالليل إلا أها قد طُرِّزت / شفَقا على أفاقها يتشعشعُ
ما اشرقُ الألوان إلا سُودُها / ولأجل ذا لونُ الشبيبة أسفعُ
أمثالُها فوق الرؤوس وهذه / فوق الرزانةِ والحصانة توضعُ
وحباه من قُبّ العتاقِ بضامرٍ / كالذئب زعزعَ مَنِكبيْه مَطمَعُ
لا تُثبِت العينانِ أين مقرُّهُ / في الأرض لولا نقعُه المترفِّعُ
يقظانُ تحسَب سَرجَه ولجامَه / في لُجّة أمواجُها تتدفَّعُ
يخطو فيختصر البعيدَ من المَدى / بقوائم مثلِ البليغ تُوقِّعُ
بالسبق منفردٌ بلَى في مَتنه / منه إلى طُرُق المعالى أسرعُ
إِن الخليفةَ للزمان وأهلِهِ / طَودٌ من الحَدَثانِ لا يتضعضَعُ
هو في الدجى بدرٌ ينير وفي الضحى / شمسٌ لها في كل أفْقٍ مطلعُ
وبنو جَهيرٍ دَوحةٌ في ملكه / أفنانُها وغصونُها تتفرّعُ
بوزيرها وعميدِها وزعيمِها / وجهيرها أبدا يُضَرُّ ويُنفَعُ
القارحُ الموفى عليها سابقٌ / ورَباعُها وثَنِيُّها والمُجذِعُ
كلٌّ له يومَ الفخار مناقبٌ / ثمَّ الأكابرُ فضلُها لا يُدفَعُ
لله أربعةٌ بهم هذا الورى / وكذا حكَوْا أن الطبائع أربعُ
أمحمدُ بن محمدِ بنِ محمدٍ / وعُلاكَ منِصتةٌ تجيبُ وتسمَعُ
لا كان هذا الدهرُ إن عطاءَهُ / بالله يسمُجُ في العقول ويفظُعُ
ما بال أقوامٍ به لو أُنِصفوا / رُدّوا على باب النجاح ودُفِّعوا
ما كان قطُّ لهم على دَرَج العلا / مرقىً ولا عند الصنيعة موضعُ
وأرى المعايشَ بينهم مقسومةً / كالغُنم يُخمَسُ تارة أو يُربَعُ
وأعابهم نفرٌ بلا سببٍ سوى / أن المعايبَ بين قومٍ تَجمَعُ
أأُذادُ عن بَرْدِ الحياض ومثلُهم / يُدعَى إلأى العَذبِ الزلالِ فيكرَعُ
فابذُرْ عوارفَك الجسامَ بتُربةٍ / يزكو بها ثمرُ الجميلِ ويونعُ
هذا مقالى إن هززت فعنده / ما يَحسُنُ المطبوعُ والمتطبِّعُ
ويدى إذا استخدمتَها وبسطتهَا / حسدتْ أناملَها الرياحُ الشُّرَّعُ
ما بي إلى الشفعاء عندك حاجةٌ / ولسان فضلك شافعٌ ومشفِّعُ
أىُّ لبيبٍ بك لم يُخدَعِ
أىُّ لبيبٍ بك لم يُخدَعِ / وأيُّ عين فيك لم تدمَعِ
لا أمدح اليأسَ ولكنه / أرْوحُ للنفس من المطمعِ
أفلحَ من أبصرَ عُشْبَ المنَى / يُرَعى فلم يَرْعَ ولم يرتَعِ
يا ليتَ أنِّى قبلَ وَقْر الهوى / أذِنتُ للعذل على مسمعى
هل ما مضَى من عيشةٍ راجعٌ / والخُلفُ كلُّ الخلف في المرجِعِ
وأين بدورٌ من بنى دارمٍ / تبخل أن تُسفر من مطلِع
لا في سِرَار الشهر تبدو لنا / ولا الليالي العشر والأربعِ
لو لم تكن أعينُهم أسهما / ما خرَقَت في جانب البرقعِ
كيف تَخَطَّينَ إلى مَقتلى / وما درَى تُرسى ولا أدرعى
أودعُتهم قلبى وما خِلتُهم / يسحسنون الغدرَ بالمودعِ
صار بأيديهم وحاكمتهم / فالحقُّ حقىّ وأنا المدّعى
لو زرانى طيفُهمُ ما درى / من الضنا أنىَ في مضجعى
أقول للرّكبان قد أزمعوا / حجاًّ إلى الأطلال والأربُعِ
لَبُّوا بذكرِى في عقيق الحمى / وذلك المصطافِ والمَربعَ
وأخبروا عنّى بما شئتُمُ / فإنه دون الجوى الموجِعِ
دَرَّتْ على مرعاهُمُ ديمةٌ / تحنو على أطفاله الرُّضَّعِ
غرّاءُ لو يَنُبتُ شَعْرٌ بها / لأنبتت في جبهةِ الأقرعِ
كلُّ سحابٍ أمطرتْ أرضَهم / حاملةٌ للماء من أدمعى
وكلّ ريحٍ أزعجت تُربهم / فإنها الزفرةُ من أضلعى
أتشفع الخمسون لي عندَهم / هيهاتَ والعشرون لم تَشفعِ
إن أمطرتْ عيناى سُحبْا فعن / بوارقٍ في مَفرِقَى لُمَّعِ
تُريد عُمْرا وشبابا معاً / أشياءُ للإنسان لم تُجمَعِ
سيَّان عند الغانيات اكتسَى / رأسُ الفتى بشيبه أم نُعِى
يُصبَغُ رأسُ الدهر من ليلهِ / وصبحهِ بالجَوْنِ والأسفعِ
نوائبٌ أضعافُ عدِّ الحصى / تجَمعُ بين الضّبّ والضِّفْدَعِ
تصطلُم العفراءَ في قفرها / وتفجأ العذراءَ في المخدَعِ
كم مرَّ بى من صَرفه حاصبٌ / لو مرَّ بالوَرقاء لم تسجعِ
رفعتُ من أمواجه منِكبى / حيث يشير الجون بالإصبعِ
من لم يخُض غَمرتَها لم يشِدْ / قواعدَ المجد ولم يرفَعِ
دون المعالي مرتقىً شاهق / فِطرْ إلى ذِروتِه أوقَعِ
قل للصعاليك أرى دينَكم / دِينى ودِينَ الأسَد الأفدعِ
إمّا قَرىَ بُرثُنُه نابَهُ / أو ماتَ طيَّانَ ولم يَصرَعِ
متى أراكم كذئابِ الغضا / شمننَ ريح المَعِزِ الرُّتَّعِ
في فتيةٍ أكثرُ تهويمهم / إسناد هاماتٍ إلى أذُرعِ
إن عرَّسوا لم يعِقلوا إبْلَهم / إلا بوفراتٍ مع الأنُسعِ
مثل نجوم الليل يُهدَى بهم / من ضلَّ في الدَّيمومةِ البلقَعِ
يخضِبُ ايديهم نجيع الطُّلَى / إن خضَبَ الأقوامُ بالأَيدعِ
قلتُ وهم من نَشواتِ الكرى / موائلٌ كالسُّجَّد الرّكَّعِ
حُثُّوا مطاياكم فكم غاية / قد بُلَغَتْ بالأينق الظُّلّعِ
وادعوا أبا سعدٍ يساعِدْكُمُ / مثلَ سنانِ الأسمرِ المشرَعِ
باعٌ طويلٌ ويدٌ طَلقةٌ / ومنطق يختال في المجمعِ
إذا ارتقتْ أقلامهُ كفَّه / تهزّأت بالخاطبِ المِصقَعِ
غُدرانهُ بالفضل مملوءةٌ / متى يَرِدْها حائمٌ ينقَعِ
يكشِفُ منه الفَرُّ عن قارحٍ / قد أحرز السبق ولم يُخدَعِ
ليس جمالُ المرءِ في بُردِه / جمالُه في الحسَب الأرفعِ
يشير إيماءً إليه الورى / إن قيل منَ يُعرَفُ بالأرَوعِ
يربك ما ضَمَّت جلابيبُه / محاسنَ العالَم في مَوضعِ
يُوكَسُ من لا أدبٌ عنده / وكْس الدنانيرِ ولم تُطبعِ
أيا أخي والودّ أرحامهُ / إن تُقطَع الأرحامُ لم تُقطعِ
ما بيننا من أدبٍ جامع / أقربُ من والدةٍ مُرِضعِ
لُبانةٌ لي هي إن تَقِضها / صنيعةٌ في موضع المصنعِ
ورائدٌ مثلَك مستودِعٌ / أهليه في أحفظِ مستودَعِ
ألا ابلغا عنّى الذي شكره / صريرُ رحِل الراكب المُوضعِ
مَن تَصدرُ الآمالُ قد أُترِعتْ / مَزادُها من حوضهِ المترَعِ
لا خُلَّبٌ بارقُ معروفهِ / ولا سحابُ البيد بالمُقشِعِ
إن أنتَ شبَهتَ به غيرَه / سوَّيت بين النَّبع والخِروَعِ
ما بالُ أعدائىَ ملَّكتَهم / عِنانَ رأس السابحِ الأتلعِ
يرمون حبِّى بحصَى زُورهم / رمىَ جِمارِ الحجّ باليَرمَعِ
كلُّ فمٍ يَنفُثُ بي قولةً / اسلمُ منها لسعةُ الشَّبْدَعِ
علىَّ صاروا عند نُصحى ولو / عملتُ بالغِشّ لكانوا معي
واستطِف الرأى ليرِجعْ به / من رجَعَ الشمسَ إلى يُوشَعِ
فأنت أهدَى في طريق العلا / من القَطا في اللاحبِ المَهيعِ
واظفرْ بها لو أدركت ثعلبا / أنسته ما يُروَى عن الأصمعى
أمِس رأينا قائلا سامعا / واليوم قد أعوزنا من يعى
عزاءً فما يصنع الجازعُ
عزاءً فما يصنع الجازعُ / ودَمعُ الأسى أبدا ضائعُ
بكَى الناسُ من قبلُ أحبابَهم / فهل منهُمُ أحدٌ راجعُ
عرفنا المصائبَ قبلَ الوقوع / فما زادنا الحادثُ الواقعُ
ولكنَّ ما ينظر الناظرو / نَ ليس كما يسمعُ السامعُ
يُدَلَّى ابنُ عشرين في لحدِه / وتِسعون صاحبُها راتعُ
وفي رأس ذا اسودٌ حالكٌ / وفي فرعِ ذا أبيضٌ ساطعُ
ليعلم من شكَّ أن المنو / نَ هوجاءُ ما عندها شافعُ
وإن هُنَيدةَ من عاشَها / لفى عيشةٍ بعدها طامعُ
فقل لىَ ما السرُّ في ذى الحيا / ة تُهوى وطائُرها واقعُ
يهيم عليها الكسوبُ الحريصُ / ويعشقها الساجدُ الراكعُ
وللمرء لو كان يُنجى الفر / ر في الأرض مضطرَبٌ واسعُ
ومَن حتُفه بين أضلاعه / أيمنعه أنّه دارعُ
وكلُّ أبىٍّ لداعى الحِمام / متى يدْعُه سامعٌ طائعُ
يسلِّم مهجتَهُ سائما / كما مدَّ راحتَه البائعُ
وحى الضَّيْزن عن متنهِ / وحسَّانُ اسلمه فارعُ
وهبَّت على تُبّع نفحةٌ / فلم يبقَ من رهطهِ تابعُ
ولو أنّ من حَدَثٍ سالما / لما خَسَفَ القمرُ الطالعُ
ولا صِيدَ في شَرَكِ النائباتِ / فتىً لشروطِ القتَى جامعُ
غلامٌ كأنبُوبةِ السمهر / ى تُعي إذا رامها الصادعُ
شمائُلهُ مثلُ نَوْر الرّيا / ضِ نَمنمَها باكرٌ هامعُ
تكاد تبكّى عليه الغصونُ / إذا ناح قُمرِيُّها الساجعُ
عجبتُ لذاك الحُلِىِّ المصوغِ / لنا كيف يُفسِده الصانعُ
تخرَّمه ورُواءُ الشبا / بِ لم يدرِكم طولُه الذارعُ
على حين أُفرغَ في قالَب ال / جمال ورونقُه الطابعُ
وكيف توقِّى الفتى ما يخافُ / إذا كان حاصدَه الزارعُ
ومن فوقهِ ظُلَلٌ كالغمامِ / ومن تحته جبلٌ مانعُ
وأقرانُ فضلانَ في عزِّةٍ / يدور بها الفلَكُ السابعُ
ولو شاء قصَّر باعَ الردى / فلم يرمِهِ الساعدُ النازعُ
ولكنَّه جاءه سائلا / فجاد به صدرُه الواسعُ
أأسرفتَ في الجودِ حتى استما / حَ أحبابَك الزمنُ الخادعُ
أحاط بىَ العُذَّال حتى صرفتُهم
أحاط بىَ العُذَّال حتى صرفتُهم / بأنّ الهوى طبعٌ ولا يُنقَلُ الطبعُ
رأَوا كلَّ ما أبصرتُه أنا عاشقٌ / وما تسمع الأذنانِ ليس له نفعُ
فقالوا وقلبي ليس يقبلَ نصحَهم / أخونا له عينٌ وليس له سمعُ
قد علمَتْ ليلة الحمى ورَعِى
قد علمَتْ ليلة الحمى ورَعِى / والبدرُ فيها فريسةُ الطمعِ
أُغمِضُ عينىَّ عن محاسنها / والقلبُ ما تذكر الجفونُ يعى
تزجرُنا خيفة الإمامِ عن الصَّ / بوةِ زجرَ المشيبِ والصَّلعِ
القائمِ المنتضِى صوارمَه / على رءُوس ألأهواءِ والبدَعِ
بذكر أسمائِه التي شرُفَت / يُعرَفُ فضلُ الأعيادِ والجُمعِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025