المجموع : 6
قضت لك بالنصر السيوف القواطع
قضت لك بالنصر السيوف القواطع / وجرد المذاكي والرماح الشوارع
هي النفس إن همَّتْ بإدراك مطلب / فسيّان دانٍ تبتغيه وشاسع
نهضت بما أعيا الملوك وما استوى / ضليع يرى الإعياء غُنماً وضالع
فإن راعهم خطب يروع سماعه / فبأسك للخطب المروع رائع
فمن ذا إلى مجد يجاريك أو عُلاً / وأنت لأشتات المحامد جامع
ومن في ملوك الأرض غيرك يحتمي / به الدين أو عن سرب ملك يدافع
ينير الهدى منك النهوض إلى العدا / وخوض الردى في وقت تخشى الوقائع
وتبتسم الدنيا سروراً لعلمها / بأن إليك الأمر والنهي راجع
فخذ في الذي تهوى فعزمك ماله / عن الغاية القصوى إذا هم وازع
فبأسك مرهوب وجيشك ناصح / ونصرك مكتوب ورأيك ناصع
فلا يغرر الأعداء منك تَثَبُّتَ / تروز به الأمر الذي أنت تابع
فإن يصح جوّ من سطاك ولم تقم / ولم تغشهم منك السيول الدوافع
فبشرك أغراهم وغَرَّ ولم تزل / تدل على الغيث البروق اللوامع
وإن يكُ قد هبت رياحك فيهم / رُخاء ففيها عن قريب زَعَازع
وإن طارت الجرد العتاق إلى مدى / فأغلب ظني أنَّ سخطك واقع
فما بك عن حرب قصور وإنما / لأمر تداري قادراً وتصانع
وإن لم يعد جيش العدو ولم يعذ / بعفوك إذ سدَّت عليه المطالع
سأنشد بيتاً نابغيّاً معظماً / تردِّده خوفاً وبأسك سامع
فإنك كالليل الذي هو مدركي / وإن خلتُ أن المنتأى عنك واسع
رفضت الهوينا فانتضى العزم ماضياً / اباؤك والقلب الجريّ المتابع
فأوليت أهل الشرّ شرّاً وبعضهم / كذي العُرِّ يكوى غيره وهو راتع
فباتوا إذا نامت طلائعك انبرت / تطلّ عليهم من سطاك طلائع
فيا ابن الذي أخلى الكنائس فاغتدت / بأقصى بلاد الشرك وهي جوامع
لواؤك مرفوع وسيفك جازم / وبعض رقاب الناس فعل مضارع
فعزماً غياثيّاً فبالدين غُلَّة / لها عزمك الناريّ مُروٍ وناقع
فقد آن أن تحيي العباد وتغتدي / ومالك في ملك البلاد منازع
أخذت بأنفاس العدوّ فلم يجد / إلى معقل إلا وذكرك رائع
أدرت عليه حتفه في انتباهه / وسقت إليه رُعْبَهُ وهو هاجع
فإن يتنبه فالمنايا وإن ينم / فأسوأ حال ما تريه المضاجع
لك الله رفقاً بالمواهب واللُّهَى / إذا لم يكن رفق لخصم تنازع
فقد ضجت الأموال مما تهينها / وملت سيوف الهند مما تقارع
امنتزعي من قبضة الدهر بعدما / مكثت وروحي في السياق تنازع
بك اجتنبتني الحادثات وأصبحت / على رغمها شزراً إليَّ تطالع
فكم ولَّدت نعماك شكري صنيعة / وما الشكر إلا حيث تزكو الصنائع
غدا وهو في وجه المحامد غرة / وفي أفق العلياء زهر طوالع
وليس كشكري كلما أيقظ الندى / لواحظه ألقيته وهو هاجع
فكم آنستني منك في كل خلوة / مواهب أبكار عليَّ رواجع
كأن الليالي فوضت ما أهمها / إليك اقتناعاً بالذي أنت صانع
فلا معتفٍ إلا بسيبك آمل / ولا معتدٍ إلا بسيفك خاشع
غمام على العافين في الجدب واقع / وسُمٌّ على العادين في الحرب ناقع
فيا قبلة الإقبال دم لممالك / مفاتحها عند الملوك ودائع
فلا عدم الشهر الأصم مواقفاً / بمدحك فيها تستلذُّ المسامع
فلا تلفت إلا بأسيافك العدا / ولا ألفت إلا ثناك المجامع
وَنَى عن نيل شَأُوِك كل ساع
وَنَى عن نيل شَأُوِك كل ساع / وعاقَتْه الوِهاد عن اليَفَاع
وكيف يلام ذو سعي بطيءٍ / تقاعس عن مساعيك السراع
مناقب يا غياث الدين جلَّت / عن الأخبار عنها والسماع
تجلت في سماء المجد زُهْراً / ولجت بعد ذلك في ارتفاع
فمن يطلب محلك بالتمني / فقل حاولت غير المستطاع
كذلك لا نُراع لصَرْف دهر / يهدِّدنا وأنت لنا مراعي
فما أعملت بأساً منك إلا / حمدنا سورة البطل الشجاع
ولاغ أَرْهَفْتَ سيف نداك إلا / وقام على قتيل المال ناعي
وصاحبة نهتني إذ رأتني / قليل الحفظ للمال المضاع
بكت لتطيعها في الشُّحِّ نفسي / أَذَلَّ اللَّه كل هَوىً مُطَاع
تخادعني عن المعروف نهياً / ومثلي لا يُنَهْنَهُ بالخداع
تصدت للقطيعة ثم صدَّت / وأين الصدُّ من ثِقَلِ الطباع
وقالت دع لريب الدهر شيئاً / فوصل الرزق يؤذن بانقطاع
فقلت لها غياث الدين بيني / وبين الحادثات فلا تُراعي
أتنصر غرمتي نُعمى يديه / وتقصر عَزْمَتِي ويضيق باعي
أأبخلُ لا وأنعمه اللواتي / كَلِفْنَ بعشق بِرِّي واصطناعي
ألم أعلق بأبلج يوسفيٍّ / يجيب إلى المكارم كلّ راع
كفاني أن تكف خطوب دهري / يميني عن سُمُوِّي وارتفاعي
وأعداني على الأيام حتى / جَزَيْت صروفها صَاعاً بصاع
فيا لِلَّه ممدوح السجايا / كريم الخيم محمود المساعي
له طربات نشوان الحميا / إلى الجدوى وصولات السباع
إذا ابتسمت مكارمه أرتنا / سَطَاه عُبُوس مَشْبُوحِ الذراع
فمن سيب وسيف عامَ جَدب / وحرب لِلقراء وللقِراع
وإن قسمت مواهبه علينا / وفدن عليه بالحمد المشاع
فيا من أحرز العلياء إرثاً / وراعاها فكان أجل راعي
وأدركها وقد هرمت فردّت / لها أيامه زمن الرضاع
أَجِلْ عزماً غياثّياً يرينا / صباح النصر مشبوب الشعاع
لعل الأرض تحظى بارتياح / فقد سئمت مقاماً في ارتياع
وتصبح عنك ليس لها نزوع / وأنفس مالكيها في نزاع
وقم دون الممالك مستنيراً / ودافع فَالْحَزَامَةُ في الدفاع
فإن لم تقلعوا عنها وإلا / فما لحمى محصنة القلاع
رعاك اللَّه ما أنداك كَفّاً / إذا بَخِلَ الغمامُ على اليَفَاع
وما أمضى اعتزامك حين يغرى / بسلب للممالك وانتزاع
فدم للملك في صوم وفطر / مباح المال محميّ الرِّباع
أخفى الغرام فأبداه توجعه
أخفى الغرام فأبداه توجعه / وترجمت عن مصون الحب أدمعه
صبّ بعيد مرامي الصبر ما برحت / تُحْنَى على بُرحَاء الشوق أضلعه
به لواعج شوق لو تحملها / رَضْوَى لهدته أو كادت تُضَعْضِعُه
ما بات أخيب خلق الله منه سوى / مفندٍ ظن أن العذل يخدعه
يا عذَّب الله قلبي كم يُجِنُّ هوى / يجني عليه ويرعى من يُرَوِّعُه
وشى عليه بما أخفاه من شَجَنٍ / فرط الحنين الذي أمسى يُرَجِّعُه
وما أغار الهوى إلا ليخجله / لما توهم أن الصبر ينفعه
واهاً لِغِرٍّ خَلاَ مما يكابده / مُسَهَّد الطرف صبُّ القلب مُوجَعُه
ظبي توهم نومي حيلة نُصِبَتْ / لصيده فهو بالهجران يقطعه
أجرى دَماً دمع عيني وهو مورده / وأمكن النار قلبي وهو مَرْبَعُه
ويلاه من شَرسِ الأخلاق يعذب لي / فيه العذاب ويحلو لي تمنّعه
وليلة بتُّ أَسْقَى من مراشفه / سُلاَفَ خمر ثناياه تُشَعْشِعُه
يرنو ويعلم أن الطرف يصرعني / وقد تيقنت أن السكر يصرعه
حتى إذا أَخَذَتْ منه الكؤوس ثنى / إليَّ جيداً يعير الظبي أَتْلَعُه
وبات قلبي الذي ما زال يُؤْنِسُه / يسمو إلى غاية الآمال مَطْمَعُه
ولان بعد شِمَاسٍ كنت أعهده / منه وأصغى إلى شَكْوَايَ مَسْمَعُه
فلا تسل كيف بتّ الليل من سهري / لما اطمأن بعيد النوم مضجعه
والدهر قد أَحْجَمَتْ عنّا حوادثُه / كأن بأس غياث الدين يردعه
حامي حمى الدين بالهنديّ يرهفه / يوم الكريهة والخطيّ تشرعه
مشيد العدل لما هُدَّ معلَمُه / وموجد الجود لما سُدَّ مَهْيَعُه
أقصى فخار ملوك الأرض قاطبة / إذا غدت في طريق المجد تتبعه
تلقاه أغزرهم نيلاً وأفصحهم / قولاً إذا يوم فخر غُصَّ مجمعه
ما احتال في فرقة الأموال نائله / إلا ليغرب في حمدٍ يجمعه
فكم له من حديث في السماع عَلاَ / إسناده فلسان الدهر يرفعه
هَامِي مُلِثِّ حيا المعروف هامعه / مُخْضَلُّ تربِ جنابِ العدل مُمْرَعُه
تجير مياه العطايا من أنامله / إلى غليل مُنَى الراجي فَتَنْقَعُهُ
تكاد عند نفاذ الا يقظته / على الذي أضمر الأعداء تطلعه
فحبذا منه يومَ الروع بدر دُجى / في السَّابِرِيَّة والمَاذِيّ مطلعه
تقصد الذابلات السمر سطوته / في محفل من أعاديه يصرعه
يرضيه عن زلة الجاني توقفه / وفي إجابة مضطر تسرعه
يا من سقى أملي منه على ظمئي / أغرُّ ملآنُ حوضِ الجودِ مُتْرَعُه
كم من رياح عِداً هاجت عواصفها / فصادفت منك طوداً لا تزعزعه
وأين وقع سهام الكيد من ملك / بالحزم دون بني الدنيا تَدَرُّعُه
أقسمت لا خاف صرف الدهر ذو أمل / إلا جنابك بعد الله مفزعه
سوغتني عندك النعمى وكم رَنَقٍ / من قبل كنت على رغمي أُجَرَّعُه
هززت غصن سماح منك مثمره / ما زال يدنو إلى الجانين مُونِعُه
صفا لمنتجع المعروف مشربه / لدَيك من حوض جود طاب مشرعه
فاسمع غرائب شعرٍ فيك حَبَّرَهُ / فكري فجاء كصفو الخمر مبدعه
ثملت من عبقة فيه وهمت بها / أذاك ذكرك أم مسك أضوعه
فلا ذوت في ثرى ذا الملك نَبْعَتُه / يوماً ولا غاض طول الدهر مَنْبَعُه
خَلِيلَيّ مَا هذا الشذا المتضوِّع
خَلِيلَيّ مَا هذا الشذا المتضوِّع / يخبُّ به وفد النسيم ويوضع
وما لفؤادي قد تعرّض للصبا / ونبهه داعي هوى ليس يهجع
أفي نسمات الريح من أرض بابل / أحاديث ترويها البروق وترفع
أجل طرقت بالشام رحلي سقيمة / فما برحت حتى تمايل موجَع
ولله طيف ظلّ وهناً فلم يكد / ليجمعنا لولا التأوّهُ مضجع
تغلغل في بحر الدموع وإنما / تخلص مذ غاضت مع النوم أَدْمُع
وأوهمني أشياء ما خلت أنها / على الضعف تقتاد الفؤاد فيقبع
لك الله قلباً لا يزال تشوقه / طلائع أعلام تغر وتخدع
إذا صبوة عنها أَمالتك سلوة / تعرض زُورٌ من خيال فَتَرْجِع
خَلِيلَيَّ هُبَّا فاطلبا لي جذوة / سما نحوها طرفي أم البرق يلمع
فإن كان برقاً فاستميحاه وقفة / لعل شآبيب الحيا منه تهمع
فإن جاد قبل الدمع مَدْرَجَةَ اللوى / فتلك لعمري منه ما تضيع
فلا فُطِمَتْ تلك الثنية من حيا / يُبَاكِرُ طِفْلَ النبت فيها فيَرْضَعُ
ولا تبخلا أن تُتْبِعَا الظعن نظرة / فلي خلف تلك العيس قلب مروَّع
فما أخذوه عنوة غير أنه / تأخر عني حين راح يودع
ولا تسأما أن تنشداه فربَّما / أجابكما عنه حنين مرجَّع
فإن لم يقع للطرف صادق مطمح / هناك فما للقلب في العود مطمع
وإن غربت تلك البدور بِغُرَّب / فعهدي بها بين الطوالع تطلع
وأرقني بالأبرق الفرد طارق / وَوُرق غدت في مورق البان تسجع
ترخم صوتاً أعجميّاً ومقلتي / تترجم عنها حين تدمى وتدمع
وعن أيمن السعدي يا سعد أربع / لقلبي إليها لفتة وتطلع
يرنحني تذكارها فكأنما / يدار عليَّ البابليُّ المشعشع
فيا حبذا ظلُّ النخيل وجرعة / تبل غليلي لا كثيب وأجرع
ليالي أغصان المعالي تنثني / عليَّ ومن لعس المراشف أكرع
زمان كعصر الصاحب بن محمد / رقيق الحواشي مُخْصِب الجوِّ مُمْرع
به الظل ضافٍ والنبات منوِّر / كما الورد صافٍ والصِّلات تَبَرَّع
فللَّه شمس الدين أي مشمر / إلى المجد والأقوام حسرى وضُلّع
وزير إذا عُدَّتْ مناقبه غدت / حياء لها شمس الضحى تتبرقع
حَمَتْ جَارَه من أن يضام حميّةٌ / أرتنا صروف الدهر كيف تصرع
فيا طالب العلياء أعوز نيلها / يميناً لقد نادتك لو كنت تسمع
سما ابن أبي يعلى إلى غاية العلا / فَرُم غيرها إن كان في القوس منزع
أخو يقظة في الملك لا الحزم ينثني / إلى غيره في الدست يمتد أصبع
بحيث جناب العز في جنباته / مناخ العطايا الغمر وهو ممنع
يشتت شمل المال جوداً فحبذا / شتات لأشتات المعالي يجمع
فللمعتفي والمعتدي من رياحه / ندىً وردىً يجري رُخاء وزَعْزَع
بطيء إذا ما هاجه ذنب مجرم / عن البطش لكن جوده متسرع
مواهبه كالغيث عمّ ركامه / فمن جوده لم يخل في الأرض موضع
يروع العدا منه أغرّ مشمِّر / إلى المجد طلق الوجه أبلج أروع
يسرك منه موقع بعداته / ويرضيك منه بالسماح موقع
فيا ابن الأولى حازوا العلا وتسربلوا / جلابيب من مَوْشيها وتدرعوا
هم القوم طالوا بالمعالي فقدرهم / من الشهب في الأفلاك أعلى وأرفع
تقاصر كعب عن نداك وحاتم / وقصَّر كسرى عن مداك وتُبَّع
وكم نشرت أوصافك الغر واغتدى / شذا المسك من أردانها يتضوع
ويهتز متن الهُنداوانِيِّ غَيْرَةً / لأنك أمضى منه عزماً وأقطع
فما اتسعت آمالنا وتلفتت / إلى مطلب إلا وجودك أوسع
ولا طاردتنا الحادثات مغيرة / فكان لنا إلا جنابك مفزع
وقلت لمن يخشى الليالي وغدرها / بحيث أذاها ماله عنه مدفع
إذا شئت أن يعدوك منها إذا اعترت / غمائم ليست عن جنابك تقلع
فقل أنا جار الصاحب بن محمد / وَبِتْ آمناً مما تخافُ وتجزع
فيا خير من تسمو الأماني عنده / إلى بحر جود فيه للوفد مشرع
تهنَّ بشهر الصوم وابقَ لدولة / صفا لك من سلسالها العذب منبع
ودونكها زُهر الخدود كأنها / صفاتك يجلوهنَّ للخلق مجمع
ودمْ ما هَمَتْ وُطْفُ الغمائم وانبرت / على دوحها وُرْقُ الحمائم سجع
كيف يشفي براق الحمى وخداعه
كيف يشفي براق الحمى وخداعه / داء قلب أعيا الأساة انصداعه
مَرَّ فيه نَوىً فطار شَعَاعاً / لسناه لما استطار شعاعه
مرَّ بي مُذْكراً لياليَ أنس / وزماناً بالخيف عزَّ ارتجاعه
وانثنى خُلّباً فَأتْبَعْتُهُ دِيمة دم / ع لولاه خاب انتجاعه
وبروحي أحوى أغن بقلبي / منه داء لا تنقضي أوجاعُه
ليس للقلب عن جواه نزوع / أخذ ما طال في هواه نزاعه
فهو كالظبي نافراً قلَّما تطم / ح إلا إلى الفلا أَتْلاَعُه
فرقاً بتّ للفراق وقد أودع قل / بي سرّ الغرام وداعه
أوجد الوجد بعده عدم غمض / وصل السوء بالفؤاد انقطاعه
واستمال الغرام قلبي عن الصب / ر وسدّت دون المنى أطماعه
فرأت مقلتي من البين خطباً / كان قبل النوى يهون سماعه
وعجيب أن يستباح فتى أصب / ح بالصاحب الوزير امتناعه
بفتى لم يفته نوع من المج / د فقد جُمِّعَت له أنواعه
مزنيٌّ نجاره مازنيٌّ / جاره مُرْغِم الخطوب دفاعه
ذُعر المجد من تكاليف قوم / نفرته فآنسته طباعه
سار نحو العلياء في مسلك وع / ر فأعيا على الأنام اتباعه
سدل الكف بالسماحة حامي البي / ت هامي غيم الندى هَمَّعه
سر إحسانه لَدَيَّ إذا أخف / اه يبدو مع الثناء مذاعه
وإذا ما السنون ألبست الأف / ق نجيع الجدوب أغنى انتجاعه
ضقت ذرعاً بالحادثات فلما / زرت مغناه لم يضق بي ذراعه
شيمتي كانت القناعة حتى / شِمْت معروفه وحطّ قناعه
كنت في رقدة الخمول إلى أن / نبهتني هباته واصطناعه
مد ضَبْعِي فانتاشني من يد الده / ر وقد أحدقت بِشِلْوي ضِباعه
صح لي ودّه فيا بعد آمالي م / ن باخل لهاه سُواعه
أحرز المجد واستباح حمى م / ال تولى حفظ المعالي ضياعه
ففداء الوزير قوم عداهم / من ثنائي مَقْسُومهُ ومشاعه
قصروا عن مساعي المجد مذ ط / ال إلى ذروة المعالي باعه
لهم السفح من مراتب فخر / لمساعيه واستطالت رباعه
صح رسم الندى فلولاه ما ش / يدت مبانيه واستطال رباعه
وحساب العلياء أهمل في الناس إل / ى أن أضحى إليه ارتفاعه
لي منه التقريب أغنى وغيري / غير مجد إلى الغنى إِيضَاعه
ساهر الطرف للفضائل يلهيه ع / ن النوم كشفه واطلاعه
سعي أعدائه إلى بابه السام / ي كما في الطروس يسعى يراعه
قدمته همومه وشجاياه وَبَيْ / تٌ فوق النجوم ارتفاعه
لا كقوم ساروا وقد رقد الدهر ف / ودّوا أن لا يزول اضطجاعه
سالمته الأيام قسراً وقد ذل / ل منها عز العُرام وباعه
فاستمعها أبا المؤيد غراء كوج / ه الصباح لاح شعاعه
مذهب الشعر في جدال ولكن / لم يخالف تفصيلها إجماعه
إن يكن حاتم كما قيل في الجود / وإلا فالمكرمات اختراعه
وعلى كل حالة فهو مبديه فللَّ / ه خلقه وابتداعه
إن أقل في سواك مدحاً فأوصاف / ك مضمون ما أريد استماعه
فاهب الآمال من كل فَقْرٍ / يَتَرَاءَى بمطلبي جعجاعه
سلس القول لا يجاري إذا ما ض / اق في حَلْبة الجدال اتساعه
ما عداها من غصن أنعمك المثم / ر لا ظله ولا إيناعه
ولرب ليلة موعد كصدوده
ولرب ليلة موعد كصدوده / لا تهتدي فيها النجوم لمطلع
نازلتها بالأبلجين جبينه / وسلاف كأس يمينه المتشعشع
ودعوت حيّ على الشمول فلم يكن / متأبّياً عن شربه لما دُعِي
فسقيته كأساً توهم أنها / معصورة من خدّه أو أدمعي
وأخذت في شكوى الغرام مردداً / حُرَقِي فرقَّ لأنتي وتوجعي
واستنزعت منه الكؤوس نزاقه / ما كان لولا نزعها بالطيع
لو كنت شاهد ما نبث من الجوى / لعجبت من مرأى هناك ومسمع
راضت شمائله الشمول وطالما / قد بتُّ ألقى عزة بتخضعي
فسخا بقبلته وجاد بجيده / لما انتشى وأباح كل ممنع