القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : شَرف الدّين الحِلّي الكل
المجموع : 6
قضت لك بالنصر السيوف القواطع
قضت لك بالنصر السيوف القواطع / وجرد المذاكي والرماح الشوارع
هي النفس إن همَّتْ بإدراك مطلب / فسيّان دانٍ تبتغيه وشاسع
نهضت بما أعيا الملوك وما استوى / ضليع يرى الإعياء غُنماً وضالع
فإن راعهم خطب يروع سماعه / فبأسك للخطب المروع رائع
فمن ذا إلى مجد يجاريك أو عُلاً / وأنت لأشتات المحامد جامع
ومن في ملوك الأرض غيرك يحتمي / به الدين أو عن سرب ملك يدافع
ينير الهدى منك النهوض إلى العدا / وخوض الردى في وقت تخشى الوقائع
وتبتسم الدنيا سروراً لعلمها / بأن إليك الأمر والنهي راجع
فخذ في الذي تهوى فعزمك ماله / عن الغاية القصوى إذا هم وازع
فبأسك مرهوب وجيشك ناصح / ونصرك مكتوب ورأيك ناصع
فلا يغرر الأعداء منك تَثَبُّتَ / تروز به الأمر الذي أنت تابع
فإن يصح جوّ من سطاك ولم تقم / ولم تغشهم منك السيول الدوافع
فبشرك أغراهم وغَرَّ ولم تزل / تدل على الغيث البروق اللوامع
وإن يكُ قد هبت رياحك فيهم / رُخاء ففيها عن قريب زَعَازع
وإن طارت الجرد العتاق إلى مدى / فأغلب ظني أنَّ سخطك واقع
فما بك عن حرب قصور وإنما / لأمر تداري قادراً وتصانع
وإن لم يعد جيش العدو ولم يعذ / بعفوك إذ سدَّت عليه المطالع
سأنشد بيتاً نابغيّاً معظماً / تردِّده خوفاً وبأسك سامع
فإنك كالليل الذي هو مدركي / وإن خلتُ أن المنتأى عنك واسع
رفضت الهوينا فانتضى العزم ماضياً / اباؤك والقلب الجريّ المتابع
فأوليت أهل الشرّ شرّاً وبعضهم / كذي العُرِّ يكوى غيره وهو راتع
فباتوا إذا نامت طلائعك انبرت / تطلّ عليهم من سطاك طلائع
فيا ابن الذي أخلى الكنائس فاغتدت / بأقصى بلاد الشرك وهي جوامع
لواؤك مرفوع وسيفك جازم / وبعض رقاب الناس فعل مضارع
فعزماً غياثيّاً فبالدين غُلَّة / لها عزمك الناريّ مُروٍ وناقع
فقد آن أن تحيي العباد وتغتدي / ومالك في ملك البلاد منازع
أخذت بأنفاس العدوّ فلم يجد / إلى معقل إلا وذكرك رائع
أدرت عليه حتفه في انتباهه / وسقت إليه رُعْبَهُ وهو هاجع
فإن يتنبه فالمنايا وإن ينم / فأسوأ حال ما تريه المضاجع
لك الله رفقاً بالمواهب واللُّهَى / إذا لم يكن رفق لخصم تنازع
فقد ضجت الأموال مما تهينها / وملت سيوف الهند مما تقارع
امنتزعي من قبضة الدهر بعدما / مكثت وروحي في السياق تنازع
بك اجتنبتني الحادثات وأصبحت / على رغمها شزراً إليَّ تطالع
فكم ولَّدت نعماك شكري صنيعة / وما الشكر إلا حيث تزكو الصنائع
غدا وهو في وجه المحامد غرة / وفي أفق العلياء زهر طوالع
وليس كشكري كلما أيقظ الندى / لواحظه ألقيته وهو هاجع
فكم آنستني منك في كل خلوة / مواهب أبكار عليَّ رواجع
كأن الليالي فوضت ما أهمها / إليك اقتناعاً بالذي أنت صانع
فلا معتفٍ إلا بسيبك آمل / ولا معتدٍ إلا بسيفك خاشع
غمام على العافين في الجدب واقع / وسُمٌّ على العادين في الحرب ناقع
فيا قبلة الإقبال دم لممالك / مفاتحها عند الملوك ودائع
فلا عدم الشهر الأصم مواقفاً / بمدحك فيها تستلذُّ المسامع
فلا تلفت إلا بأسيافك العدا / ولا ألفت إلا ثناك المجامع
وَنَى عن نيل شَأُوِك كل ساع
وَنَى عن نيل شَأُوِك كل ساع / وعاقَتْه الوِهاد عن اليَفَاع
وكيف يلام ذو سعي بطيءٍ / تقاعس عن مساعيك السراع
مناقب يا غياث الدين جلَّت / عن الأخبار عنها والسماع
تجلت في سماء المجد زُهْراً / ولجت بعد ذلك في ارتفاع
فمن يطلب محلك بالتمني / فقل حاولت غير المستطاع
كذلك لا نُراع لصَرْف دهر / يهدِّدنا وأنت لنا مراعي
فما أعملت بأساً منك إلا / حمدنا سورة البطل الشجاع
ولاغ أَرْهَفْتَ سيف نداك إلا / وقام على قتيل المال ناعي
وصاحبة نهتني إذ رأتني / قليل الحفظ للمال المضاع
بكت لتطيعها في الشُّحِّ نفسي / أَذَلَّ اللَّه كل هَوىً مُطَاع
تخادعني عن المعروف نهياً / ومثلي لا يُنَهْنَهُ بالخداع
تصدت للقطيعة ثم صدَّت / وأين الصدُّ من ثِقَلِ الطباع
وقالت دع لريب الدهر شيئاً / فوصل الرزق يؤذن بانقطاع
فقلت لها غياث الدين بيني / وبين الحادثات فلا تُراعي
أتنصر غرمتي نُعمى يديه / وتقصر عَزْمَتِي ويضيق باعي
أأبخلُ لا وأنعمه اللواتي / كَلِفْنَ بعشق بِرِّي واصطناعي
ألم أعلق بأبلج يوسفيٍّ / يجيب إلى المكارم كلّ راع
كفاني أن تكف خطوب دهري / يميني عن سُمُوِّي وارتفاعي
وأعداني على الأيام حتى / جَزَيْت صروفها صَاعاً بصاع
فيا لِلَّه ممدوح السجايا / كريم الخيم محمود المساعي
له طربات نشوان الحميا / إلى الجدوى وصولات السباع
إذا ابتسمت مكارمه أرتنا / سَطَاه عُبُوس مَشْبُوحِ الذراع
فمن سيب وسيف عامَ جَدب / وحرب لِلقراء وللقِراع
وإن قسمت مواهبه علينا / وفدن عليه بالحمد المشاع
فيا من أحرز العلياء إرثاً / وراعاها فكان أجل راعي
وأدركها وقد هرمت فردّت / لها أيامه زمن الرضاع
أَجِلْ عزماً غياثّياً يرينا / صباح النصر مشبوب الشعاع
لعل الأرض تحظى بارتياح / فقد سئمت مقاماً في ارتياع
وتصبح عنك ليس لها نزوع / وأنفس مالكيها في نزاع
وقم دون الممالك مستنيراً / ودافع فَالْحَزَامَةُ في الدفاع
فإن لم تقلعوا عنها وإلا / فما لحمى محصنة القلاع
رعاك اللَّه ما أنداك كَفّاً / إذا بَخِلَ الغمامُ على اليَفَاع
وما أمضى اعتزامك حين يغرى / بسلب للممالك وانتزاع
فدم للملك في صوم وفطر / مباح المال محميّ الرِّباع
أخفى الغرام فأبداه توجعه
أخفى الغرام فأبداه توجعه / وترجمت عن مصون الحب أدمعه
صبّ بعيد مرامي الصبر ما برحت / تُحْنَى على بُرحَاء الشوق أضلعه
به لواعج شوق لو تحملها / رَضْوَى لهدته أو كادت تُضَعْضِعُه
ما بات أخيب خلق الله منه سوى / مفندٍ ظن أن العذل يخدعه
يا عذَّب الله قلبي كم يُجِنُّ هوى / يجني عليه ويرعى من يُرَوِّعُه
وشى عليه بما أخفاه من شَجَنٍ / فرط الحنين الذي أمسى يُرَجِّعُه
وما أغار الهوى إلا ليخجله / لما توهم أن الصبر ينفعه
واهاً لِغِرٍّ خَلاَ مما يكابده / مُسَهَّد الطرف صبُّ القلب مُوجَعُه
ظبي توهم نومي حيلة نُصِبَتْ / لصيده فهو بالهجران يقطعه
أجرى دَماً دمع عيني وهو مورده / وأمكن النار قلبي وهو مَرْبَعُه
ويلاه من شَرسِ الأخلاق يعذب لي / فيه العذاب ويحلو لي تمنّعه
وليلة بتُّ أَسْقَى من مراشفه / سُلاَفَ خمر ثناياه تُشَعْشِعُه
يرنو ويعلم أن الطرف يصرعني / وقد تيقنت أن السكر يصرعه
حتى إذا أَخَذَتْ منه الكؤوس ثنى / إليَّ جيداً يعير الظبي أَتْلَعُه
وبات قلبي الذي ما زال يُؤْنِسُه / يسمو إلى غاية الآمال مَطْمَعُه
ولان بعد شِمَاسٍ كنت أعهده / منه وأصغى إلى شَكْوَايَ مَسْمَعُه
فلا تسل كيف بتّ الليل من سهري / لما اطمأن بعيد النوم مضجعه
والدهر قد أَحْجَمَتْ عنّا حوادثُه / كأن بأس غياث الدين يردعه
حامي حمى الدين بالهنديّ يرهفه / يوم الكريهة والخطيّ تشرعه
مشيد العدل لما هُدَّ معلَمُه / وموجد الجود لما سُدَّ مَهْيَعُه
أقصى فخار ملوك الأرض قاطبة / إذا غدت في طريق المجد تتبعه
تلقاه أغزرهم نيلاً وأفصحهم / قولاً إذا يوم فخر غُصَّ مجمعه
ما احتال في فرقة الأموال نائله / إلا ليغرب في حمدٍ يجمعه
فكم له من حديث في السماع عَلاَ / إسناده فلسان الدهر يرفعه
هَامِي مُلِثِّ حيا المعروف هامعه / مُخْضَلُّ تربِ جنابِ العدل مُمْرَعُه
تجير مياه العطايا من أنامله / إلى غليل مُنَى الراجي فَتَنْقَعُهُ
تكاد عند نفاذ الا يقظته / على الذي أضمر الأعداء تطلعه
فحبذا منه يومَ الروع بدر دُجى / في السَّابِرِيَّة والمَاذِيّ مطلعه
تقصد الذابلات السمر سطوته / في محفل من أعاديه يصرعه
يرضيه عن زلة الجاني توقفه / وفي إجابة مضطر تسرعه
يا من سقى أملي منه على ظمئي / أغرُّ ملآنُ حوضِ الجودِ مُتْرَعُه
كم من رياح عِداً هاجت عواصفها / فصادفت منك طوداً لا تزعزعه
وأين وقع سهام الكيد من ملك / بالحزم دون بني الدنيا تَدَرُّعُه
أقسمت لا خاف صرف الدهر ذو أمل / إلا جنابك بعد الله مفزعه
سوغتني عندك النعمى وكم رَنَقٍ / من قبل كنت على رغمي أُجَرَّعُه
هززت غصن سماح منك مثمره / ما زال يدنو إلى الجانين مُونِعُه
صفا لمنتجع المعروف مشربه / لدَيك من حوض جود طاب مشرعه
فاسمع غرائب شعرٍ فيك حَبَّرَهُ / فكري فجاء كصفو الخمر مبدعه
ثملت من عبقة فيه وهمت بها / أذاك ذكرك أم مسك أضوعه
فلا ذوت في ثرى ذا الملك نَبْعَتُه / يوماً ولا غاض طول الدهر مَنْبَعُه
خَلِيلَيّ مَا هذا الشذا المتضوِّع
خَلِيلَيّ مَا هذا الشذا المتضوِّع / يخبُّ به وفد النسيم ويوضع
وما لفؤادي قد تعرّض للصبا / ونبهه داعي هوى ليس يهجع
أفي نسمات الريح من أرض بابل / أحاديث ترويها البروق وترفع
أجل طرقت بالشام رحلي سقيمة / فما برحت حتى تمايل موجَع
ولله طيف ظلّ وهناً فلم يكد / ليجمعنا لولا التأوّهُ مضجع
تغلغل في بحر الدموع وإنما / تخلص مذ غاضت مع النوم أَدْمُع
وأوهمني أشياء ما خلت أنها / على الضعف تقتاد الفؤاد فيقبع
لك الله قلباً لا يزال تشوقه / طلائع أعلام تغر وتخدع
إذا صبوة عنها أَمالتك سلوة / تعرض زُورٌ من خيال فَتَرْجِع
خَلِيلَيَّ هُبَّا فاطلبا لي جذوة / سما نحوها طرفي أم البرق يلمع
فإن كان برقاً فاستميحاه وقفة / لعل شآبيب الحيا منه تهمع
فإن جاد قبل الدمع مَدْرَجَةَ اللوى / فتلك لعمري منه ما تضيع
فلا فُطِمَتْ تلك الثنية من حيا / يُبَاكِرُ طِفْلَ النبت فيها فيَرْضَعُ
ولا تبخلا أن تُتْبِعَا الظعن نظرة / فلي خلف تلك العيس قلب مروَّع
فما أخذوه عنوة غير أنه / تأخر عني حين راح يودع
ولا تسأما أن تنشداه فربَّما / أجابكما عنه حنين مرجَّع
فإن لم يقع للطرف صادق مطمح / هناك فما للقلب في العود مطمع
وإن غربت تلك البدور بِغُرَّب / فعهدي بها بين الطوالع تطلع
وأرقني بالأبرق الفرد طارق / وَوُرق غدت في مورق البان تسجع
ترخم صوتاً أعجميّاً ومقلتي / تترجم عنها حين تدمى وتدمع
وعن أيمن السعدي يا سعد أربع / لقلبي إليها لفتة وتطلع
يرنحني تذكارها فكأنما / يدار عليَّ البابليُّ المشعشع
فيا حبذا ظلُّ النخيل وجرعة / تبل غليلي لا كثيب وأجرع
ليالي أغصان المعالي تنثني / عليَّ ومن لعس المراشف أكرع
زمان كعصر الصاحب بن محمد / رقيق الحواشي مُخْصِب الجوِّ مُمْرع
به الظل ضافٍ والنبات منوِّر / كما الورد صافٍ والصِّلات تَبَرَّع
فللَّه شمس الدين أي مشمر / إلى المجد والأقوام حسرى وضُلّع
وزير إذا عُدَّتْ مناقبه غدت / حياء لها شمس الضحى تتبرقع
حَمَتْ جَارَه من أن يضام حميّةٌ / أرتنا صروف الدهر كيف تصرع
فيا طالب العلياء أعوز نيلها / يميناً لقد نادتك لو كنت تسمع
سما ابن أبي يعلى إلى غاية العلا / فَرُم غيرها إن كان في القوس منزع
أخو يقظة في الملك لا الحزم ينثني / إلى غيره في الدست يمتد أصبع
بحيث جناب العز في جنباته / مناخ العطايا الغمر وهو ممنع
يشتت شمل المال جوداً فحبذا / شتات لأشتات المعالي يجمع
فللمعتفي والمعتدي من رياحه / ندىً وردىً يجري رُخاء وزَعْزَع
بطيء إذا ما هاجه ذنب مجرم / عن البطش لكن جوده متسرع
مواهبه كالغيث عمّ ركامه / فمن جوده لم يخل في الأرض موضع
يروع العدا منه أغرّ مشمِّر / إلى المجد طلق الوجه أبلج أروع
يسرك منه موقع بعداته / ويرضيك منه بالسماح موقع
فيا ابن الأولى حازوا العلا وتسربلوا / جلابيب من مَوْشيها وتدرعوا
هم القوم طالوا بالمعالي فقدرهم / من الشهب في الأفلاك أعلى وأرفع
تقاصر كعب عن نداك وحاتم / وقصَّر كسرى عن مداك وتُبَّع
وكم نشرت أوصافك الغر واغتدى / شذا المسك من أردانها يتضوع
ويهتز متن الهُنداوانِيِّ غَيْرَةً / لأنك أمضى منه عزماً وأقطع
فما اتسعت آمالنا وتلفتت / إلى مطلب إلا وجودك أوسع
ولا طاردتنا الحادثات مغيرة / فكان لنا إلا جنابك مفزع
وقلت لمن يخشى الليالي وغدرها / بحيث أذاها ماله عنه مدفع
إذا شئت أن يعدوك منها إذا اعترت / غمائم ليست عن جنابك تقلع
فقل أنا جار الصاحب بن محمد / وَبِتْ آمناً مما تخافُ وتجزع
فيا خير من تسمو الأماني عنده / إلى بحر جود فيه للوفد مشرع
تهنَّ بشهر الصوم وابقَ لدولة / صفا لك من سلسالها العذب منبع
ودونكها زُهر الخدود كأنها / صفاتك يجلوهنَّ للخلق مجمع
ودمْ ما هَمَتْ وُطْفُ الغمائم وانبرت / على دوحها وُرْقُ الحمائم سجع
كيف يشفي براق الحمى وخداعه
كيف يشفي براق الحمى وخداعه / داء قلب أعيا الأساة انصداعه
مَرَّ فيه نَوىً فطار شَعَاعاً / لسناه لما استطار شعاعه
مرَّ بي مُذْكراً لياليَ أنس / وزماناً بالخيف عزَّ ارتجاعه
وانثنى خُلّباً فَأتْبَعْتُهُ دِيمة دم / ع لولاه خاب انتجاعه
وبروحي أحوى أغن بقلبي / منه داء لا تنقضي أوجاعُه
ليس للقلب عن جواه نزوع / أخذ ما طال في هواه نزاعه
فهو كالظبي نافراً قلَّما تطم / ح إلا إلى الفلا أَتْلاَعُه
فرقاً بتّ للفراق وقد أودع قل / بي سرّ الغرام وداعه
أوجد الوجد بعده عدم غمض / وصل السوء بالفؤاد انقطاعه
واستمال الغرام قلبي عن الصب / ر وسدّت دون المنى أطماعه
فرأت مقلتي من البين خطباً / كان قبل النوى يهون سماعه
وعجيب أن يستباح فتى أصب / ح بالصاحب الوزير امتناعه
بفتى لم يفته نوع من المج / د فقد جُمِّعَت له أنواعه
مزنيٌّ نجاره مازنيٌّ / جاره مُرْغِم الخطوب دفاعه
ذُعر المجد من تكاليف قوم / نفرته فآنسته طباعه
سار نحو العلياء في مسلك وع / ر فأعيا على الأنام اتباعه
سدل الكف بالسماحة حامي البي / ت هامي غيم الندى هَمَّعه
سر إحسانه لَدَيَّ إذا أخف / اه يبدو مع الثناء مذاعه
وإذا ما السنون ألبست الأف / ق نجيع الجدوب أغنى انتجاعه
ضقت ذرعاً بالحادثات فلما / زرت مغناه لم يضق بي ذراعه
شيمتي كانت القناعة حتى / شِمْت معروفه وحطّ قناعه
كنت في رقدة الخمول إلى أن / نبهتني هباته واصطناعه
مد ضَبْعِي فانتاشني من يد الده / ر وقد أحدقت بِشِلْوي ضِباعه
صح لي ودّه فيا بعد آمالي م / ن باخل لهاه سُواعه
أحرز المجد واستباح حمى م / ال تولى حفظ المعالي ضياعه
ففداء الوزير قوم عداهم / من ثنائي مَقْسُومهُ ومشاعه
قصروا عن مساعي المجد مذ ط / ال إلى ذروة المعالي باعه
لهم السفح من مراتب فخر / لمساعيه واستطالت رباعه
صح رسم الندى فلولاه ما ش / يدت مبانيه واستطال رباعه
وحساب العلياء أهمل في الناس إل / ى أن أضحى إليه ارتفاعه
لي منه التقريب أغنى وغيري / غير مجد إلى الغنى إِيضَاعه
ساهر الطرف للفضائل يلهيه ع / ن النوم كشفه واطلاعه
سعي أعدائه إلى بابه السام / ي كما في الطروس يسعى يراعه
قدمته همومه وشجاياه وَبَيْ / تٌ فوق النجوم ارتفاعه
لا كقوم ساروا وقد رقد الدهر ف / ودّوا أن لا يزول اضطجاعه
سالمته الأيام قسراً وقد ذل / ل منها عز العُرام وباعه
فاستمعها أبا المؤيد غراء كوج / ه الصباح لاح شعاعه
مذهب الشعر في جدال ولكن / لم يخالف تفصيلها إجماعه
إن يكن حاتم كما قيل في الجود / وإلا فالمكرمات اختراعه
وعلى كل حالة فهو مبديه فللَّ / ه خلقه وابتداعه
إن أقل في سواك مدحاً فأوصاف / ك مضمون ما أريد استماعه
فاهب الآمال من كل فَقْرٍ / يَتَرَاءَى بمطلبي جعجاعه
سلس القول لا يجاري إذا ما ض / اق في حَلْبة الجدال اتساعه
ما عداها من غصن أنعمك المثم / ر لا ظله ولا إيناعه
ولرب ليلة موعد كصدوده
ولرب ليلة موعد كصدوده / لا تهتدي فيها النجوم لمطلع
نازلتها بالأبلجين جبينه / وسلاف كأس يمينه المتشعشع
ودعوت حيّ على الشمول فلم يكن / متأبّياً عن شربه لما دُعِي
فسقيته كأساً توهم أنها / معصورة من خدّه أو أدمعي
وأخذت في شكوى الغرام مردداً / حُرَقِي فرقَّ لأنتي وتوجعي
واستنزعت منه الكؤوس نزاقه / ما كان لولا نزعها بالطيع
لو كنت شاهد ما نبث من الجوى / لعجبت من مرأى هناك ومسمع
راضت شمائله الشمول وطالما / قد بتُّ ألقى عزة بتخضعي
فسخا بقبلته وجاد بجيده / لما انتشى وأباح كل ممنع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025