القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 16
قالت وقد نالها للبين أوجعُه
قالت وقد نالها للبين أوجعُه / والبين صعْب على الأحباب موقِعُه
اِجعلْ يديك على قلبي فقد ضَعُفَتْ / قُوَاه عن حَملِ ما فيه وأضلُعه
واعطِف عليّ المطايا ساعةً فعسى / مَنْ شتَّ شملَ الهوى بالوصلِ يجمعه
كأنني يوم ولَّت حسرةً واسىً / غريقُ بَحْرٍ يَرَى الشاطي ويُمْنَعُه
أُحِبُّ عدوّي فيك والكاشح الذي
أُحِبُّ عدوّي فيك والكاشح الذي / يَنُمُّ علينا والرقيبَ الذي يسعى
لأنهمُ من أجلِ حبِّك أصبحوا / معارفَ لي لا أستطيع لهم دفعا
ولولاك ما خادعت قلبي ومهجتي / وصيَّرتُ ضرّي فيك عند الورى نَفْعا
ولو لم أكن أُرْضيك إلا بناظري / لأعطيتك العينين والقلب والسمعا
وما غاب عن قلبي الرشادُ وطُرْقُه / ولكنْ حُسَامُ الحبِّ يَقْرَعُه قرعا
والله ما قلتُ بئس ما صنعا
والله ما قلتُ بئس ما صنعا / ولا قطعت الهوى ولو قطعا
وكيف يسطيع قلعَ مُقْلِته / مَنْ أوجعته لِيُذْهِب الوجعا
يا قمراً لم يجُدْ لِعاشِقه / ببعضِ ما يشتهِيهِ مذ طلعا
هاك حديثي فما انتفعت به / من حين فارقتَني ولا انتفعا
أحدّث النفس عنك خاليةً / بالوصل كيما أسّرها خدعا
وأُكثر السعي في البقاع إذا / هِمْتُ لعلِّي أراك مطَّلعا
وربما قد نقشت شِبْهك في / كفّي وقبلت وجهه طمعا
إذا رمتُ أن أثني بما أنت أهله
إذا رمتُ أن أثني بما أنت أهله / من المدح أعيتني خصائلُ أربع
نوالٌ إذا قلَّ النوالُ أفضتَه / ورأى كحدِّ السيفِ بل هو أقطع
وحِلم إذا قلَّت حلُوم ذوِي النُهَى / وطاشت حِجا الأقوام لا يتضعضع
وإِشراق أخلاقٍ صَفتْ في عذوبة / ورقَّت كما رقًَّ الشّراب المشعشع
وفي خصلةٍ من هذه يَغْرَقُ الحِجا / وتغدو القوافي وهي حَسْرَى وظلَّع
وحسبك أن الناس جادوا تصنّعا / وجُودُك طبعٌ ليس فيه تصنّع
وأنك للعلياءِ والمجدِ جامعٌ / وغيرك للورّاث واللؤمِ يجمع
وأنك تَدْنُو كُلَّ يومٍ تواضُعاً / وأنت من الجَوْزَاءِ أعلى وأرفعُ
أهنّيك بالعيدِ الذي أنت عِيدُه / ونورُ سنا إِقبالِهِ حين يَسْطع
إذا ما تأمَّلت الزمانَ وجدته / بكفّيك يُعْطِي من يشاء ويمنع
ولو لم تكن فيه لما لاح بدرُه / ولا أَشرقت شمسُ الضحى حين تطلع
فدونكها من مادحٍ لك ما جدٍ / بذِلّ له شُوس القوافِي وتخضع
له فِطنةٌ لم تَذْبُ يوماً سِهامُها / عن الغرضِ الأقصى ولا تتمنَّع
على انه أمسى وأبياتُ شِعرِه / جُمَانٌ على بُرْدَي علاك مرصَّعُ
ثناء كأن المسك من طِيبِ نَشْرِه / إذا رُدِّدتْ ألفاظُه يَتضوَّع
لو رمتُ قطع ودادي فيك ما انقطعا
لو رمتُ قطع ودادي فيك ما انقطعا / ولو رجعتُ فؤادِي عنك ما رجعا
إذا ذكرتك في سِرّ وفي عَلَنٍ / وجدتُ حبّك في قلبي قد انطبعا
هذا ولِي بعده حِفظٌ أُدِلّ به / ونسبةٌ تترك التفريقَ مجتمِعا
ما لي إذا شئتُ لم أُعطَ المرادَ وإِن / تطلبتُ منك قَبولاً عزّ وامتنعا
وإن شفعتُ لقِيتُ المنعَ منك وإن / أتاك غيري شفيعاً نال ما شَفَعا
والله ما ليَ ذنبٌ أَستحِقّ به / ذا المنعَ منك ولا ذا الردَّ والشَنَعا
ولو تذكّرتُ ذنباً لانثنيت به / حتى أقطِّع قلبي تحته قِطعا
يا أكرمَ الخلقِ أخلاقاً ومَحْمِيَةً / وأشرفَ الناسِ أفعالاً ومصطَنعا
لا تسمعِ البغيَ من واشٍ يُزَيِّنُه / فالبغيُ ليس بمحمودٍ إذا سُمِعا
إِني وأنت كما قُدَّ الشِرَاكُ فلا / تقبل من الحاسدِين الزُورَ والخدَعا
عهدُ المحبِّ المخلِص المتطوِّع
عهدُ المحبِّ المخلِص المتطوِّع / متجمِّع أبدا وإن لم يجمعِ
يُرجى الوفاءُ من المَلُول وإن نأَى / والحفظُ لا يرجى من المتصنّع
مالي عدِمتُ مكاتباتِك بُرْهَةً / لملالة ذا أم لخوف موجِعِ
إن كنتَ من تضييع سرِّك عندنا / تخشى فكيف تُضيع غيرَ مضيِّعِ
مكنونُ سرِّك في فؤادي ثابتٌ / بين الجوانِح والحشى والأضلُعِ
إني جعلت عليك أعدل شاهدٍ / يرعاك حسن ودادِك المتسرع
فاربَعْ مع الكرماءِ تحت وفائهم / حتى تقولَ لك العلا لا تربعِ
واصبِر لرَيْب الدهر صبر مجرّب / وادفع رزاياه بأحسنِ مَدْفعِ
فلعلّه يوماً يعود بعَطْفِهِ / يُحيي حُشاشات العطاشِ الجُوَّعِ
إن كنت تعلم أنني أهلٌ لما / تُسْدِي إليَّ من الوفاء فمَنْ معي
فَوَحقّ مَنْ أنا نجله مِن هاشم / قَسَماً يتمّ من الحسابِ لأربعِ
لأُمكِّنَنَّ البِيضَ من هامِ العِدَا / ولأقطعن أنامِلاً لم تقطعِ
ولأنزعن من التراقي غُصَّة / لم تنتزع بالبِيض إذْ لم تبلعِ
أبا عبد الإله ووجه ودِّي
أبا عبد الإله ووجه ودِّي / مزالٌ عن أسرَّته القِناع
علامَ أنت فيما صحَّ عندي / صديق ما لخُلَّته انصِداعُ
تأخَّرتِ الرسائلُ منك عنّي / وأبَطتْ عن تعهّدِيَ الرِقاعُ
أسهواً يا بنَ إبراهيم عنّي / فأسهو أم أعاتب أم أُراع
ومثلُكَ لا يبيع أخاً ببخسٍ / على حال ومثلي لا يباعُ
ولسنا نلتقي لُقْيَا اجتماع / فيُغنِينا عن الكتُبِ اجتماع
ولكنْ تُعرِب الأقلام عنّا / إذا افترقت بشَخْصَيْنا البِقاع
وأكثرُ حظِّنا في البعدِ أنّا / أمِنّا أن يروِّعنا الوَدَاع
بأيَّة حُجَّةٍ تحتجّ عندي / وليس لواضح الحقّ اندفاع
وأنت من الملال على انتهاء / شهدن به عليك لِيَ الطِباع
أبا عبد الإلهِ ووفدُ ودِّي / لديك ثَوى وليس له زَمَاع
فهاك حديثَ ما عندي بنصّ / إليك وليس كالخبر السماع
سأذكر إن نسيتَ قديمَ عهدي / وأُسهِل إن ألمَّ بك امتناع
وأَرْخُصُ إن غَلوتَ وكلُّ عِلْقٍ / إذا ما ضاع تاجره مضاع
لأني ليس في طبعي انقِلابٌ / يُذَمُّ وليس في ودّي خِداع
فدونَكها تَزيدُ الودّ صَفْوا / ويعلو بالوفاءِ لها شعاع
مزجتُ بها مزاجاً فيه ذِكرَى / بمن نَسِيَ المودّةَ وانتفاع
عدلتُ عن المقال إلى السماع
عدلتُ عن المقال إلى السماع / يضيق عن الجواب مَدَى ذِراعي
أمِيري ظلت في نِعَمٍ جِسامٍ / رِتاع أو شبيهاتِ الرِتاع
أعهدِي كالسراب لدى الموامِي / وقَطْرُ مودَّتي حِلْف انقشاع
إذَا أبتِ الليالِي أن تُريني / عدوّي نهب عادية الضباع
ولم أقل السباع لضنّ نفسي / عليه بالجريء من السباع
عتبتَ عليّ يا ترْبَ المعالي / لتأخِيري موالاةَ الرِقاعِ
وعادتُك التي سلفت إِلينا / ستُنسُبني إلى حُسْن الطِباع
ألست المبتدِي بالشعر عفواً / وأسْلك بعدُ في النَهْج الوَسَاع
لكُم فضلُ التقدّم فيه قبلي / ولي من بعدكم فضلُ اتّباع
وأين البحرُ حين يفيض فضلاً / عليَّ من الجداول والتِراع
أقول لِنفس من يَهْوَى ودادي / قَرِى وتيقَّني أن لن تراعي
يودِّع يَذْبُلٌ وحِراً ورَضْوَى / وعهدي لا يميل إلى الوداع
فكيف لسيِّد جلَّت لدينا / له نعمٌ كأمثال القلاع
عُلُوٌّ تحسِر الأبصارُ عنه / ونورٌ مثل تنوير الشعاع
وحقِّك لا رأت عيناك منّي / رهيناً بين أثواب الخداع
مغطَّى الرأس من كذب ومَيْن / بأَصْفقِ ما يكون من القِناع
يميل مع الرياحِ إذا تبارت / كما مال الضعيف من اليراعِ
ألا يا نسيم الريح عرِّج مسلِّماً
ألا يا نسيم الريح عرِّج مسلِّماً / على ذلك الشخص البعيد الموَدِّعِ
وهُبَّ على من شفَّ جِسمِي بِعادُه / سَمُوماً بما استمليتَ مِن نارِ أضلعِي
فإن قال ما هذا الحرَورُ فقل له / تنفُّسُ مشتاقٍ لوجهِك موجَعِ
بعثت إليك بنيلوفرٍ
بعثت إليك بنيلوفرٍ / يفوق مدى صفة البارع
بأحمرَ قانٍ وذي زُرقةٍ / واصفَر في لونه فاقعِ
تأنَّقتِ الأرضُ في نَبْتهِ / تأنُّقَ مقتدِرٍ صانع
فجاء كبردِ ثُغُور المَهَا / وفاح كعنبرها الرادعِ
وطاب كطِيبك يوم النّدى / ولفظِك في أذُن السامعِ
أأعذِر قلبي وهْوَ لي غير عاذِرٍ
أأعذِر قلبي وهْوَ لي غير عاذِرٍ / أم أعصِي غرامي وهو ما بين أضلعي
ومن لِي بصبرٍ أَستزيلُ به الجوى / وما جَلَدِي طوعِي ولا كبِدِي معِي
نَأَوْا والأسى عنَّي بهم غير مُنْتَأٍ / وودّعتهم والحبُّ غير مودّعِي
فأوّل شوقي كانَ آخِرَ سَلْوتي / وآخِرُ صَبْري كانَ أَولَ أَدْمُعِي
الراح أجمعُ للسرورِ وأنفعُ
الراح أجمعُ للسرورِ وأنفعُ / في مثلِ ذا اليومِ الذي يتلمَّع
صحوٌ وغَيم في سماءٍ أصبحت / وكأنّها بهما غراب أبقع
يوم كأنّ الريح في أرجائِهِ / لُحُفٌ مشقَّة تمرّ وترجِع
فاطرَبْ فذا وجهُ الرِّياضِ مرصَّعٌ / واشرب فذا ثوبُ السماءِ مجزّعِ
إذا خالفتْ إِبانَها كلُّ طُرْفةٍ
إذا خالفتْ إِبانَها كلُّ طُرْفةٍ / غدا حسَنا في كلّ نفسٍ وقوعُها
بعثت بخَوخ جاء في غيرِ وقتِهِ / وأعذبُ لذَّاتِ الأنام منيعها
وإن كنتُ لا أُهدِيه إلا لمن له / طرائِفُ أبكارِ العلا وبدِيعها
إذا جَمَدَتْ عَيْنُ السنين وأجدبت / فأنت أميرَ المؤمِنين ربيعها
الشوقُ يَستسقِي العيون الأدمعا
الشوقُ يَستسقِي العيون الأدمعا / والعَدْلُ يسقي القلب سمّا مُنقعا
فعرِفْن منْ لمتنَّ في عَبَراتِهِ / وارجِعن عن غايات شوقي ظُلَّعا
أمُريدَ سمعِي لومَه منَع الهوى / من كان مِثلي مُدْنَفا أن يسمعا
أأردتَ من قلِقِ الحشى أن يرعوِي / ومنَ المتيّم قلبُه أن يُقلِعا
والله لا عصتِ الجوى أحشاؤُه / أبدا ولا أضْحى لِلومِك طيِّعا
حتى تُفرِّجَ كربَ نفسٍ صبَّةٍ / في صدره وتُريحَ قلباً موجَعا
وإذا فشا سقم المحِبِّ ودمعه / مَنَعَا منِيع السرّ أن يتمنّعا
للهِ أيُّ دمٍ أرِيق وموقف / للبين ضَمَّ مودِّعا ومودَّعا
وَقفا على جمرِ الأسى يَصِفانه / مُتَعانِقَيْنِ كأنما خُلِقا معا
خَرِسا خلا دمعا يجول وأنفساً / مقبوضة وتنفُّساً متقطّعا
أَسْفَرْن عن مثلِ البدورِ طوالعاً / وضحِكن عن مثل البوارِقِ لمَّعا
وكشفن عن جَعْدٍ كأنّ فروعه / أمست مغِيبا للدّجى أو مطلعا
وَبَللْن كافورَ الخدودِ من البكا / فَبَدا بياقوتِ الدموعِ مرصَّعا
بانوا فبان لِبَيْنِهمْ طِيبُ الكَرى / وتقطّعوا فغدا الحشى متقطعا
أتبعتُهمْ من أدمعي ما لو غدا / مَطَراً لروَّى عِيسَهم والبلقعا
وَتَنفُّساً لو لم أُبرّدْ حَرَّهُ / بمدامِعي ودَمِي لقضَّ الأضلُعا
أصباً وقد ودّعتُ خُلاّنَ الصِّبا / ونهيت قرح جوانحي أن يَبجعا
لأخالِفنّ على الهوى من عَقَّنِي / وأذيقه ما قد أذاق وجرّعا
نحن الّذين بهم تَسامَتْ هاشمٌ / حتى حَوَتْ شَرَف المعالِي أَجْمَعا
رهطُ النّبِيّ وآلُه وبنوه مِن / دون البنين ونَبْتُه مُتَرَعْرِعا
والمُصْطَفَيْنَ المرتضين من الورى / والمفضلِين بما حَوَوْه تَسَرُّعا
والمطعِمين إذا الرياح تناوحت / شُعْثَ الأَرامِلِ واليتامَى الجُوّعا
والحازمين العازمين شهامةً / والقائلين الفاعلين تَبَرُّعا
والفاتِقين الرّاتقين سياسةً / والطاعِنين الضاربين تَشَجُّعا
والمصبِحين لكل عافٍ مَلْجَأً / والرائحين لكلّ عانٍ مَفْزَعا
والطالعين على البريّة أَنْجُماً / والكائنين لهم غُيوثاً هُمَّعا
والفاطِمِيّين الذين إذا انْتَمَوْا / حازُوا التُّقَى والْفَضْلَ أَجْمَعَ اَكْتَعا
لا ندَّعي ما ليس يَعْرِفه الورَى / منّا إذا كَذَبَ المُفاخرُ وادّعى
وإذا تصنَّع للعُلا مُتَصَنِّعٌ / لم نأْتِ أفعال الجميلِ تَصَنُّعا
شَرَفٌ بنته لنا البتولُ وبعلُها / وابناهما حتى رسا وتمنّعا
واستودَعوه بعدَهم أبناءَهمْ / فبنوا عليه وشيَّدوا المستودعا
نحن الذين بِنا الكتابُ مُنَزَّلُ / وبنا يُجِيبُ الله دعوةَ من دعَا
ولنا النَّدَى ولنا السَّدَى ولنا الهدى / ولنا الجَدَا ولنا الرَّدى يومَ الوعى
لم نُلْفَ إِلاَّ ماجداً أو راشِداً / أو رافِداً أو صاعِداً أو مِصْقَعا
ولَرُبَّ مُضْطَرٍّ دَعاني صَارِخاً / يرجُو نَدايَ ونُصْرَتي مُتَكَنِّعا
لَبَّيْتُه مُتَسَرِّعاً ومَطَرْته / مُتَدفِّعا ونصرته مُتَطَوّعَا
وطَروقِ ليلٍ فاتَه مُسْتَنبِحا / حتى يَخيل من العُواءِ سَمَعْمعا
أَوْقَدت ناري باليَفاع لعَيْنه / ودعوتُه وَهْناً إليّ فأوضعا
وقريته بِشْري فبات مُمَهّدا / وأَلَمَّ غرثانا فألفِي مُشْبَعا
وكتيبةٍ فرقتها وشدائدٍ / فَرَّجْتُهن ولم أبِتْ مُتَضَجّعا
أقبلتها بِيضَ السيوف عواريا / يوم الكريهة والعوالِي شُرّعا
أَبَني عَليّ إنْ نَكُنْ نُنْمَى إلى / حَسَب أنافَ بنا وَجَدٍّ أَرْوعا
فلقد علمتمْ أَنني أَغْشَى الوغَى / وأَنوب في الجُلَّى قَؤولا مُسْمِعا
ولقد علمتمْ أَنني رُضْتُ العُلا / يَفَعاً وحاولتُ المكارمَ مُرْضعاً
أَرمِي مُعادِيَكم وأَجْبُرُ صَدْعَكُمْ / وأَذُبُّ عن أَعراضِكم مُتَوَرّعا
فَدَعُوا لِيَ الشرفَ الذي شيَّدْتُه / إذ هِضْتُموه فانْكَفَا وتَضَعْضَعا
ضَيَّعتموهُ ولم يكنْ آباؤكُمْ / لِتُضِيعَه فحفِظتُ ما قدْ ضُيِّعا
والمرءُ لا يَحوِي العلا بجُدودِه / إذ لا ينالُ المرءُ إلا ما سعى
فإذا زكتْ أفعالُه وأُصولُه / كانت له قِممُ الكواكب مَرْبَعا
إني لتغزوني الخطوبُ مُغِيرةً / فيكم وبي صدق اللِقَاء سَميْدعا
لا أَستكين من الزمان ضراعةً / كلاّ ولا أَشكو وغاه تَوَجُّعا
وإذا وَعَدتُ وَفَيْت لا مُتَبَرِّماً / وإذا هَمَمْت فعلتُ لا مُتَوقِّعا
لا تُبْطِر السَّراءُ بي خُلُقاً ولا / أَغدو على ضَرّائِها مُتَخَشِّعا
لي في المشارق والمغارب جولةٌ / يَغْدُو بها قلبُ الزمانِ مُصَدَّعا
تَسْتَجْفِلُ الآسادَ عن أَجَماتها / وتُشَيِّبُ الطِّفْلَ الذي ما أَيْفعا
فادْفعْ بحدِّ السّيفِ كلَّ ظُلامةٍ / إن لم تَجِدْ يوماً سِواه مَدْفَعا
واركب رؤوسَ السَّمْهَريّة في العُلا / فالرمحُ ناهٍ للعُلا أَن تشسعا
فبذاك أَوصاني الوصِيّ ورَهْطُه / وعَلَيَّ فَرْضٌ أَنْ أُطيع وأَسمعا
فالفَرْعُ ليس يُخالفُ الأَصلَ الذي / منه ابْتَدا نَبْتاً وعنه تَفَرّعا
عجباً لمُفْتَخِرٍ بعبّاسِيَّة / يُزْجِي القوافي ضلَّةً وتَخَدُّعا
والله لا سَتَروا الضُّحَى بأَكفّهِم / أبدا ولا منعوا السَّنا أن يلمعا
هَوىً زادَ حتّى لم تُطِقْه الأَضالع
هَوىً زادَ حتّى لم تُطِقْه الأَضالع / وشوقٌ مُسَرٌّ في الجوانِح شائِع
إذا لم تَجِد إلا بكاءَكَ حيلةً / فَدَمْعُك منهوبٌ وسِرُّك ضائع
مُسْتَقْبَلٌ بالّذي يَهْوَى وإنْ كَثُرَتْ
مُسْتَقْبَلٌ بالّذي يَهْوَى وإنْ كَثُرَتْ / مِنه الذُّنوبُ ومَقْبُولٌ بما صَنَعا
في وجهِه شافِعٌ يَمْحو إساءَتَه / من القلوب وجِيهٌ أينما شَفَعا
كأَنما الشمسُ من أَثوابه برزَت / حُسْناً أو البدرُ من أَزرارِه طَلَعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025