المجموع : 19
كَمْ زفراتٍ وكم دُمُوع
كَمْ زفراتٍ وكم دُمُوع / هذا لَعَمري هُوَ القُطُوعُ
لَوْ أَعْشَبَ الخَدُّ مِنْ دُمُوعٍ / لَكانَ في خَدِّيَ الرَّبيعُ
يا قَمَراً غَابَ عَنْ عِياني / بِاللَهِ قُلْ لي مَتى الطُّلوعُ
بِنْتَ فَما بِنْتَ عَنْ فُؤادي / فَبَانَ مِنْ بَيْنِكَ الهُجُوعُ
لَوْ كانَ يَعْلَمُ عُذَّالي بِما صَنَعُوا
لَوْ كانَ يَعْلَمُ عُذَّالي بِما صَنَعُوا / لَأَقْصَرُوا عَنْ مَلامي فيكَ وَارْتَدَعُوا
زَادُوكَ عِنْدِيَ إِذْ عَابُوكَ مَنْزِلَةً / كَأَنَّهُمْ رَفَعُوا مِنْكَ الَّذي وَضَعُوا
فَمَنْ يَكُنْ فيهِ عَنْ عُذَّالِهِ صَمَمٌ / فَإِنَّني فيكَ لِلْعُذَّالِ مُسْتَمِعُ
حُبّاً لِذِكْرِكَ أَنْ يَجْري عَلَى أُذُني / فَلْيُقْصِروا عَنْ مَلامِي فِيكَ وَليَدَعُوا
يا مَنْ إِذا رُمْتُ عَنْهُ الصَّبْرَ يَمْنَعُني
يا مَنْ إِذا رُمْتُ عَنْهُ الصَّبْرَ يَمْنَعُني / شَوْقٌ يُجيبُ وَدَمْعٌ لَيْسَ يَمْتَنِعُ
هَبْني أُخادِعُ طَرْفي عَنْ تأَمُّلِهِ / فَكَيْفَ أَخْدَعُ قَلْباً لَيْسَ يَنْخَدِعُ
اخْضَعْ إِذا عَزَّ مَنْ تَهْوى وَذِلَّ لَهُ / فَودُّ أَهْلِ الهَوى أَبْقَى إِذا خَضَعُوا
عَانَقْتُ مَولايَ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ
عَانَقْتُ مَولايَ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ / وَنِلْتُ سُؤْلي بِحُسْنِ ما صَنَعا
مِنْ قَمَرٍ صارَ في تَنَصُّفِهِ / كأَنَّهُ نِصْفُ دِرْهَمٍ قُطِعا
وَلَحْظٍ يَكَادُ الْحُسْنُ يَعْبُدُ حُسْنَهُ
وَلَحْظٍ يَكَادُ الْحُسْنُ يَعْبُدُ حُسْنَهُ / إِذا أَقْلَقَتْهُ لِلْعُيونِ المَضَاجِعُ
تَحَرَّكَ طِفْلُ الغُنْجِ في مَهْدِ طَرْفِهِ / فَأَجْفانُهُ مُسْتَيْقِظَاتٌ هَوَاجِعُ
سَقْياً لِطَيْفِ خَيَالٍ زارَني جَزِعاً
سَقْياً لِطَيْفِ خَيَالٍ زارَني جَزِعاً / يَسْتَقْبِلُ اليَأْس مِنْهُ بالرَّجا طَمَعا
حَتَّى إِذا بَذَلَ المَوْعودَ مِنْ صِلَتي / وَخافَ مِنْ مَلَلي إِذْ قَالَ لِي وَلعا
لا تَطْمَعَنَّ بِغَيْرِ الوَعْدِ مِنْ صِلَتي / أَحَبُّ شَيْءٍ إِلى الإِنْسانِ ما مُنِعا
قَدْ كانَ يَقْنَعُ بِالمُنى مِنْ حُبِّهِ
قَدْ كانَ يَقْنَعُ بِالمُنى مِنْ حُبِّهِ / فَزَها عَلَيْهِ فَماتَ صَبْرُ قُنوعِهِ
فَكأَنَّما أَلْفاظُهُ يَوْمَ النَّوى / مِنْ رِقَّةِ الشَّكْوى دُمُوعُ دُموعِهِ
حَقِيقٌ لِعَيْنَيَّ أَنْ تَدْمَعا
حَقِيقٌ لِعَيْنَيَّ أَنْ تَدْمَعا / لِحَرِّ الفِراقِ وأَنْ تَجْزَعا
وَأَلْطِمُ خَدَّيَّ حُزْناً عَلَيْهِ / وأَبْكي عَلى الإِلْفِ إِذْ وَدَّعا
رَمَاني الزَّمانُ بِسَهْمِ الفِراقِ / فَشَتَّتَ شَمْلي وَلَمْ يَجْمَعا
رَعى اللَهُ لَيْلاً ضَلَّ عَنْهُ صَبَاحُهُ
رَعى اللَهُ لَيْلاً ضَلَّ عَنْهُ صَبَاحُهُ / وَطَيْفُكَ فيهِ لا يُفارِقُ مَضْجَعي
وَلَمْ أَرَ مِثْلي غارَ مِنْ طُولِ لَيْلِهِ / عَلَيْهِ كأَنَّ الليلَ يَعْشَقُهُ مَعي
وَمازِلْتُ أَبْكي في دُجَاهُ صَبَابَةً / مِنَ الوَجْدِ حتَّى ابْيَضَّ مِنْ فَيْضِ أَدْمُعي
رَعى اللَهُ مَنْ لَمْ يَرْعَ لي ما رَعَيْتُهُ
رَعى اللَهُ مَنْ لَمْ يَرْعَ لي ما رَعَيْتُهُ / وإِنْ كانَ في كَفِّ المَنِيَّةِ مُودِعي
فَيا أَسَفي زِدْني عَلَيهِ تأَسُّفاً / وَيا كَبِدي وَجْداً عَلَيْهِ تَقَطَّعي
وَإِنِّي لَمُشْتاقٌ إِلى مَنْ أُحِبُّهُ / فَلا مَعَهُ شَوْقي وَلا صَبْرُهُ مَعي
رَحَلوا فَعاجَ عَلى الرُّبُوعِ
رَحَلوا فَعاجَ عَلى الرُّبُوعِ / يَبْكي إِلى وَقْتِ الرُّجُوعِ
ما وَدَّعوا بَلْ أَوْدَعُو / هُ تَحَرُّقاً بَيْنَ الضُّلوعِ
سارُوا وَخَلَّوا مُقْلَةً / مَمْنوعَةً طِيبَ الهُجوعِ
قَسَمَ الفِراقُ لِحاظَها / بَيْنَ التَّلَفُّتِ والدُّمُوعِ
لَمْ أَمْشِ في طُرُقِ العَزاءِ لأَنَّني
لَمْ أَمْشِ في طُرُقِ العَزاءِ لأَنَّني / غَالي السُّلُوِّ رَخِيصُ فَيْضِ الأَدْمُعِ
وإِذا ذكَرْتُكَ يَوْمَ سِرْتَ مُوَدِّعاً / وَقَفَ الأَسى في القَلْبِ غَيْرَ مُوَدِّعِ
وَرَأَيْتُ شَخْصَكَ في سَوادِ جَوَانِحي / مُتَمَثِّلاً فَكأَنَّنا في مَوْضِعِ
هُمُ عَرَّضوا لِلْبَيْنِ رُوحي فَأَعْرَضُوا
هُمُ عَرَّضوا لِلْبَيْنِ رُوحي فَأَعْرَضُوا / فَوَدَّعْتُ رُوحي حينَ وَدَّعْتُهُمْ مَعَا
فَلَو رُدَّ فِيَّ الرُّوحُ بَعْدَ فِراقِهِمْ / لَما وَجَدَتْ رُوحي لَها فِيَّ مَوْضِعَا
تَقُولُ وقَدْ بانَتْ حَيَاتي لِبَيْنِها
تَقُولُ وقَدْ بانَتْ حَيَاتي لِبَيْنِها / أَتَطْمَعُ أَنْ تَشْكُو إِلَيَّ وَأَسْمَعا
فَلَوْ كانَ حَقّاً ما تَقُولُ لَما انْثَنَتْ / يَداكَ وَقَدْ عانَقْتَنِي بِهِما مَعَا
كَتَبْتُ إِلَيْكُمُ بِيَدِ الدُّموعِ
كَتَبْتُ إِلَيْكُمُ بِيَدِ الدُّموعِ / وَما أَمْلى سِوى قَلْبي المَرُوعِ
أَرى آثارَكُمْ فَأَذُوبُ شَوقاً / وَأَسْكُبُ في مَوَاطِنِكُمْ دُمُوعي
وأَسْأَلُ مَنْ بِبَيْنِكُمُ رَمَاني / يَمُنُّ عَلَيَّ مِنْكُمْ بِالرُّجُوعِ
أَسْتَوْدِعُ اللَهَ في بَغْدَادَ لِي قَمَراً
أَسْتَوْدِعُ اللَهَ في بَغْدَادَ لِي قَمَراً / بِالكَرْخِ مِنْ فَلَكِ الأَزْرَارِ مَطْلَعُهُ
وَدَّعْتُهُ وَبِوُدِّي أَنْ تُوَدِّعَني / رُوحُ الحَياةِ وَأَنِّي لا أُوَدِّعُهُ
وَكَمْ تَشَبَّثَ بِي يَوْمَ الرَّحيلِ ضُحَىً / وأَدمُعي مُستَهِلاتٌ وَأَدمُعُهُ
وَكَم تَشَفَّعَ في أَن لا أُفارِقَهُ / وَلِلضَّرُورَةِ حَالٌ لا تُشَفِّعُهُ
مَا تَرى النِّيلَ عَلَيْهِ
مَا تَرى النِّيلَ عَلَيْهِ / حَبكاً مِثْلَ الدُّرُوعِ
إِنَّما زَادَ لأَنِّي / فيهِ أَجْرَيْتُ دُمُوعي
يا سَادَتي هذِهِ رُوحي تُوَدِّعُكُمْ
يا سَادَتي هذِهِ رُوحي تُوَدِّعُكُمْ / إِذْ كَانَ لا الصَّبْرُ يُسْلِيها وَلا الجَزَعُ
قَدْ كُنْتُ أَطْمَعُ في رَوْحِ الحَياةِ لَها / فَالآنَ مُذْ غِبْتُمُ لَمْ يَبْقَ لِي طَمَعُ
لا عَذَّبَ اللَهُ رُوحي بِالبَقاءِ فَما / أَظُنُّها بَعْدَكُمْ بِالعَيْشِ تَنْتَفِعُ
وَكَرِيمَةٍ سَقَتِ الرّيَاضَ بِدرِّها
وَكَرِيمَةٍ سَقَتِ الرّيَاضَ بِدرِّها / فَغَدتْ تَنُوبُ عَنِ السَّحَابِ الهَامِعِ
بِلِبَاسِ مَحْزُونٍ وَدَمْعَةِ عَاشِقٍ / وَحَنِينِ مُشْتاقٍ وَأَنَّةِ جَازعِ
فَكأَنَّهَا فَلَكٌ يَدورُ وَعُلْوُهُ / يَرْمِي القَرار بِكُلِّ نَجْمٍ طَالِعِ