القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الأَبّار الكل
المجموع : 10
جَلَداً خَلِيلِي ما لِنَفْسِكَ تَجْزَعُ
جَلَداً خَلِيلِي ما لِنَفْسِكَ تَجْزَعُ / آنَ الرَّحيلُ فأَيْنَ منهُ المَفْزَعُ
عَمَدُوا لِتَقْوِيضِ القِبَابِ فَعِنْدَهَا / أرْبَتْ على صَوْبِ الرَّبَابِ الأَدْمُعُ
لَنْ يَعْدَمُوا رَبَّابَها لِرِكَابِهِم / في حَيْثُ يَسْتَهْوِي السَّرَابُ ويَخْدَعُ
هَيْهَاتَ عافَتْ وِرْدَها وَرْدِيَّةٌ / نُجُبٌ غَدَتْ بِهِمُ تَخُبُّ وتُوضِعُ
إنْ لَمْ يُخَالِطْهَا نَجِيعِيَ أَحْمَراً / كَرَعَتْ بأَزْرَقَ سَيْحُهُ يَتَدَفَّعُ
عَجَبَاً لِشُرْعٍ لا تُدارُ عَلَيْهِمُ / وَهيَ المُدامَةُ بالزُّلالِ تُشَعْشَعُ
لمَّا بَكَيْتُ بَكَى يُسَاعِدُنِي الحَيَا / فَدُمُوعُهُ مِنْ رِقَّةٍ لِيَ تَهْمَعُ
أَشْدُو بِذِكراكُم وأَنْشِجُ لَوعَةً / وكَذا الحَمَامَةُ حينَ تَنْدُبُ تَسْجَعُ
يَا بَرْحَ شَوْقِي لِلذينَ تَحَمَّلُوا / وأَقامَ حُبُّهُم بِقَلْبِي يَرْبَعُ
أَضْحَتْ بَلاقِعَ مِنْهُمُ دَاراتُهُم / فالصَّدرُ إِلا مِنْ شُجونِي بَلْقَعُ
لا أُنْكِر البُرَحَاءَ في عَقِبِ النَّوَى / قَد حَلَّ بالتَّرْحالِ ما يُتَوَقَّعُ
في ذِمَّةِ اللَّهِ الأُلَى أَمُّوا الفَلا / بِالعِيسِ تَخْدِي والصَّوَاهِلُ تَمْزَعُ
وَصَلُوا السُّرى لَيْلاً إلى أنْ عَرَّسُوا / والصّبْحُ في ثَوْبِ الدُّجَى مُتَلَفِّعُ
وَكَأنَّمَا زُهْرُ الكَوَاكِبِ سَحْرَةً / جَشَمَتْ سُرَاهُم فَهي حَسْرَى طُلَّعُ
بانُوا فَبَانَ القَلْبُ لي عَن أَضْلُعِي / يا مَنْ لِقَلْبٍ أَسْلَمَتْهُ الأَضْلُعُ
كانَتْ سَلامَتُه لِوَقْتِ سَلامِهِمْ / صُدِعُوا بِرِحْلَتِهِ فَها هُوَ يصْدَعُ
يَصْلَى الهَواجِر في الظِّلالِ تَحَرُّقَاً / ويَحِنُّ إنْ سَلَت القُلُوبُ وَيَنْزَعُ
لمَّا تَراجَعَتِ الحُداةُ لِسَوْقِهِمْ / رَجَعَ الهَوى أدْرَاجَهُ يَسْتَرْجِعُ
أُخْفِي سُؤالي لَو شُفِيتُ إِجابَةً / مَا لِي وَما لِلْبَيْنِ بي يتَوقَّعُ
أأنا المُرَوّعُ حَيْثُ كنتُ بهَوْلِهِ / أَمْ لي بهِ مَثَلٌ كَذَاكَ يُرَوّعُ
لَمْ أدْرِ ساعَةَ أَزْمَعُوها نِيَّةً / مَحْيَايَ أمْ يَحْيَى الأَميرَ أُوَدِّعُ
مَلِكٌ علَى الأَقْدارِ خِدْمَةُ أَمْرِهِ / فَقَصِيُّ ما يَسْمُو إلَيْهِ طَيِّعُ
هَامَتْ بِهِ السَّبْعُ الشِّدادُ يَحِلُّها / وَتَنَافَسَتْ فيهِ الجِهَاتُ الأَرْبَعُ
بِالْعَالَمِ العُلْوِيِّ في حَضَرٍ وفي / سَفَرٍ يُحَفُّ وذاكَ ما لا يُدْفَعُ
ضَاهَى المَلائِكَ في ضَرائِبِهِ التِي / رَوْضُ الرُّبَى مِنْ عَرْفِها يَتَضَوَّعُ
وقَضَى علَى الأَمْلاكِ أقْعَسُ عِزّهِ / أَلا تَزَالَ لَهُ تَذِلُّ وتَخْضَعُ
خَطَبَ الخِلافَةَ بالقِرَاعِ فَنَالَها / مِنهُ قَريعٌ أنْفُهُ لا يُقْرَعُ
صَرْفُ اللَّيالِي في الْوَرَى مُتَصَرِّفٌ / برِضَاهُ يُنْعِشُ مَنْ أحَبَّ وَيَصْدَعُ
فَأَخُو الرَّشادِ لِعَيْشِهِ مُتَسَوِّغٌ / وأَخو الضَّلالِ لِحَتْفِهِ مُتَجَرِّعُ
هَجَعَتْ رَعاياهُ علَى فُرُشِ المُنَى / أَمْنا وباتَ لِرَعْيِها لا يَهْجَعُ
يَصِلُ ابْتِساماً في الوَغَى بِطَلاقَةٍ / كَرَماً وَوَجْهُ اليَوْمِ أرْبَدُ أسْفَعُ
فَكَأَنَّما النَّقْعُ المُثارُ دجُنَّةٌ / وَكأنَّ غُرَّتَهُ صَباحٌ يَسْطَعُ
لَمْ يَسْلُ عَنْ شَوْقٍ إلَيْهِ مِنْبَرٌ / لَم يَخْلُ مِنْ حِرْصٍ عَلَيْهِ مَوْضِعُ
نَادَى به الغَرْبُ القَصيُّ مُثَوِّباً / فأَجَابَهُ يَطْوِي الفَلاةَ ويَذْرَعُ
ثِقَةً بأنَّ جُنُودَهُ وبُنُودَهُ / يَغْدُو الوُجودُ لَها يُطيعُ وَيَسْمَعُ
حَفِظَ الذي شَرَعَ الإلَهُ حِفَاظَهُ / بالْبِيضِ تُنْضَى والأَسِنَّةُ تُشْرَعُ
مَلأَتْ جَحافِلُهُ مَنَادِيحَ المَلا / وَلَرُبَّما ضاقَ الأَمَدُّ الأوْسَعُ
أَعْشَى العُيونَ بِها الْتِماعُ حَديدِهِمْ / فَتَشابَهَتْ لامَاتُهُمْ إذْ تَلْمَعُ
يَأْبَى عَلَى البَأْسِ اقْتِصاراً والنَّدَى / فَمُفَرّق العَلياء فيهِ مُجَمَّعُ
مُتَبَوِّئٌ للْمَجْدِ أَشْمَخَ ذِرْوَةٍ / ولَهُ بِأَعْلاهَا لِواءٌ يُرْفَعُ
أحْيَا الهُدَى منهُ إمامٌ مُرْتَضىً / وغَزا العِدَى منهُ هُمَامٌ أرْوَعُ
أَتُرَى السَّماءَ دَرَتْ بما هُوَ صانِعٌ / فَلِذاكَ ما دَرَّتْ لَهُ تَتَصَنَّعُ
فَالأَرْضُ حَيْثُ يَحُولُ مِنْ أَطْرَافِها / وَيَحِلُّ إِمَّا مَرْتَعٌ أَوْ مَشْرعُ
ضَايَقْتُ في العُذْرِ العُفاةَ وقُلْتُ قَدْ / يَمَّمْتُمُ بَحْرَ النَّدَى فَاسْتَوْسِعُوا
إِنْ تَقْصدوا لا تُحْجَبوا أو تَقْرُبُوا / لا تبْعدُوا أو تَسْأَلُوا لا تمْنَعُوا
يا للزَّمانِ أَعَلَّنِي بِزَمَانَةٍ / أَصْبَحْتُ بالإخْلادِ فيها أقْنَعُ
لا بُرْءَ مِنْهَا يُسْتَفَادُ بِحيلَةٍ / فإِلى الرِّضَى بالحُكْم فيها المَرْجِعُ
مِنْ أيْنَ لِي صَبْرٌ عَلى مَضَضِ النَّوَى / سُدَّتْ إلَى الصَّبْرِ الطَّرِيقُ المَهْيَعُ
لَوْلا التَّكَرُّهُ أَنْ أُخِلَّ بِطاعَةٍ / لَسَعَيْتُ زَحْفاً أَسْتَقيمُ وأَظْلَعُ
وبِأَنْ وُكِلْتُ إلى الأَميرِ مُحَمَّدٍ / عَذُبَ الأَمَرُّ مِنَ الفِرَاقِ الأَقْطَعُ
نَدْبٌ نَبا عَنهُ الحِجَى نَزَقَ الصِّبا / رُبَّ اكْتِهالٍ مَا عَداهُ تَرَعْرعُ
حَكَمَتْ لَهْ بالْفَضْلِ بَيْنَ لِدَاتِهِ / نَفْسٌ مُهَذَّبَةٌ وَقَلْبٌ أَصْمَعُ
لا بَيْتَ يَعْدِلُ في الطَّهارَةِ بَيْتَهُ / نَصَعَ الصَّباحُ وَمُنْتَهاهُ أَنْصَعُ
ماذَا أَقولُ وأَيْنَ أبْلُغُ مادِحاً / وبِمَدْحِهم غَنَّى البَليغُ المِصْقَعُ
دَعْنِي أَعِدْ فيهِ وأُبْدِئُ جَاهِداً / فَلَعَلَّ فِكْرِي حينَ يُبْدِئُ يُبْدِعُ
إنْ سَالَ طَبْعي في ذراهُمْ سَلْسَلاً / فالعَذْبُ في الأَرْضِ الكَرِيمَةِ يَنْبُعُ
اللَّهُ عَنْ تِلكَ المَناقِبِ دَافِعُ
اللَّهُ عَنْ تِلكَ المَناقِبِ دَافِعُ / ولَها مِن المَحْذورِ واقٍ مانِعُ
لَوْلا اليَقينُ بأَنَّهَا مَعْصُومةٌ / لَتَفَجَّرَتْ بِدَمِ القُلوبِ مَدامِعُ
زَرَّتْ على الصَّبْر النّفُوسُ جُيوبَها / والذُّعْرُ فيها لِلْجَوانِحِ خالِعُ
وتَعَلَّلَتْ بِسُؤالِهَا وجَوَابِهِمْ / الفَضْلُ ناجٍ والتَّداوِي ناجِعُ
أنَّى تَضيرُ شِكايةٌ مِنْ جودِهِ / وَوُجودُهُ لِلخَلْقِ طُرّاً نافِعُ
عَجَباً لِمُخلِصِها إلَى نادِي النَّدَى / والعالَمُ العُلْوِيُّ عَنْهُ يُقارِعُ
آراؤُهُ بِيضٌ تُسَلُّ قَوَاطِعٌ / وَجداؤُه سُمْرٌ تُمَدُّ شَوارِعُ
جَرَّ الشّجونَ الجُونَ عارِضُ سُقْمِهِ / فالدَّهْر من جَرَّاهُ خاشٍ خاشِعُ
هَلا بِنا سَدَك التَّألُّمُ لا بِهِ / إنَّ العَبيدَ عَن المُلوكِ تُدَافِعُ
غاضَ التَّحَدُّث بالضَّنَى وبِحَسْبِنَا / أَنْ غاضَ مِنْ ماءِ العَنَاءِ النابِعُ
حتَّى إِذَا الإبْلالُ صَحَّ تَوَاتُراً / وَصَلَ الحُبُورَ بهِ الدّليلُ القاطِعُ
شُفِيَ الأَميرُ فَكُلُّ قَلْبٍ ساكِنٌ / بَعدَ الخُفوقِ وكُلُّ طَرْفٍ هاجِعُ
وَبدا سَناهُ فَلا عَدُوٌّ آمِنٌ / يَرجو النَّجاةَ ولا وَلِيٌّ جازِعُ
رُوحُ الوَرَى سِرُّ العُلَى مَعْنَى الهُدَى / فَرْدٌ لأَشتاتِ المَكارِمِ جَامِعُ
لِلدِّينِ والدُّنيا بِعِصْمةِ ذاتهِ / إِعْجابُ مَنْ هُوَ في حِماهُ وَادِعُ
يا حُسْنَ مَوْقعِ بُرْئِهِ مِن أُمَّةٍ / لَولاهُ حاق بِهم عَذابٌ واقِعُ
كانُوا مِن الشُّبَهِ المُضِلَّةِ في دُجىً / فَجَلا غَياهِبَها هُداهُ السَّاطِعُ
مَلأَتْ إيالَتُه اللَّيالي حَبْرَةً / وَالحادِثاتُ فَواجِئٌ وفَوَاجِعُ
وحَيَاة يَحْيَى المُرْتَضَى ما شَاقَ فِي / أَثْناءِ شَكْواه الحَمَامُ السَّاجِعُ
كَلا وَلا رَاقَ الرَّبيعُ وزَهْرُهُ / في ناظِرٍ وَهوَ النَّضِيرُ اليانِعُ
وَلَقد تَنَكَّرَ كُلُّ شَيْء دُونَهُ / حتَّى المَغانِي الآهِلاتُ بَلاقِعُ
غَلَبَ التَّوَلُّهُ فالعُقولُ غوارِبٌ / لَمَّا تَحَجَّبَ والكُروبُ طَوالِعُ
وَكأَنَّ بَرْدَ الظِّلِّ قَيْظٌ لافِحٌ / وكأَنَّ عَذْبَ العَيْشِ سُمٌّ ناقِعُ
يَسْوَدُّ مُبْيضُّ الصِّفاحِ الناصِعُ / وَيَضيقُ مُنْفَسِحُ البَراحِ الواسِعُ
وَكأَنَّ ساعاتِ الثَّواءِ لِطولِها / حِجَجٌ رَوائِبُ للنُّفوسِ رَوائِعُ
فالآنَ دانَ بِهِ القَصيُّ من المُنَى / ودَنا منَ المَنِّ القَصِيِّ الشاسِعُ
وتَطَلَّعَتْ لِلكافِرينَ مَصَارِعٌ / وتَمَهَّدَتْ بالمُؤْمِنينَ مَضَاجِعُ
وَبَدَتْ تَزينُ مَشَاهِدٌ ومَحَاضِرٌ / وغَدَتْ تَطيبُ مَصَائِفٌ ومَرَابِعُ
لاقَى السَّلامَةَ فالزّمَانُ مُسالِمٌ / دونَ انْتِقاضٍ والأَمانُ مُشايِعُ
وتَرَشُّفُ النُّعْمَى بهِ مُتَنَاسِقٌ / وتَشَرُّفُ الدّنيا بهِ مُتَتَابِعُ
مَلِكٌ تَقَدَّسَ في المُلوكِ مَقامُهُ / فَخَصَائِصٌ مَلَكِيَّةٌ وطَبَائِعُ
أَضْحَى له شَرَفُ الْكَمَالِ مُسَلَّماً / هَيْهَاتَ ما في العَالَمِينَ مُنازِعُ
في المُونِقَيْنِ رُوائِهِ وثَنَائِهِ / ما تَشْتَهيهِ نَوَاظِرٌ وَمَسَامِعُ
فَرَعَ الكَوَاكِبَ في التَّرَقِّي بَيْتُهُ / للَّهِ بَيْتٌ لِلْكَوَاكِبِ فارِعُ
مِنْ زَاهِراتِ حُلاهُ حِلْمٌ بارِزٌ / أَعْيا مُعاوِيَةً وعِلْمٌ بارِعُ
ماضٍ وقَدْ تَهِنُ الظُّبى في مَأْزقٍ / كَثُرَ الكُماةُ بهِ وقَلَّ مُضارِعُ
يَصِفُ النَّجابَةَ والرَّجَاحَة خُلقُه / ويَظَلُّ في الخَيْراتِ بَعْد يُسارِعُ
مَرْآهُ بِالطَّوْدِ المُنِيفِ مُطَالِعٌ / فَكَأَنَّما فَوْقَ السَّرِيرِ مُتالِعُ
إِنْ تَفْخَرِ الدُّنْيا بهِ وبِمُلْكِهِ / فَمُلوكُها خَوَلٌ لَهُ وَصَنائِعُ
مَوْلايَ عَبْدُكَ في الرِّضَى مُسْتَشْفِعٌ / وبَنَاتُ خاطِرِهِ إليْكَ شَوافِعُ
هُوَ ذا بِبابِكَ ليسَ يَسْأَم قَرْعَه / ولَطالَما وَلَجَ المُلِظُّ القارِعُ
يَرد السّرورُ مُهَنِّئاً وَمُهَنَّأ / عِدّاً يُطيلُ العَبَّ فيهِ الكارِعُ
وَيَوَدُّ لَوْ مُنِحَ الإجادَةَ ناظِماً / لِتَسيرَ عَنْهُ بَدَائِهٌ وبَدائِعُ
إنَّ الضَّراعَةَ لِلْقَبولِ ذَريعَةٌ / والحَقُّ في تَخْلِيدِ أمْرك ضارِعُ
عِندِي نِزاعٌ ليسَ عَنْهُ نُزُوعُ
عِندِي نِزاعٌ ليسَ عَنْهُ نُزُوعُ / لِلْبَدْرِ حَجْبٌ لَيْسَ مِنْهُ طُلوعُ
عَجَباً تَقَضَّى بالخُسوفِ سُطوعُهُ / ولِصِنْوِهِ عَقِبَ الخُسوفِ سُطوعُ
أوَ لَيْسَ عُلْوِيُّ الصِّفاتِ حَقيقَةً / غَيْرَ الْتِفاتٍ راعَ وَهْوَ مَروعُ
سُرْعانَ ما فَجَعَ الزّمانُ بِغَصْبِهِ / وَالدَّهْرُ بالعِلْقِ النَّفيسِ فَجوعُ
وَطَوى مَعَاهِدَ ذِكْرِهِ وعُهُودِهِ / حَتَّى كأَنَّهُ مَا وَفَى الأُسْبُوعُ
يَا لَيْتَهُ لَو دامَ يُمْتِعُنِي بِهِ / أَبَداً شُرُوقٌ لِلضُّحَى ومُتُوعُ
لَهْفِي عَلَيهِ مُوَدّعاً لا يُقْتَضَى / لِذِهابِهِ حَتَّى الحِساب رُجُوعُ
كَمْ دَافَعَ الجَيْشُ العَرَمْرَمُ دُونَهُ / لَوْ أَنَّ شَيْئاً لِلْحِمامِ دَفوعُ
لِلْقَلبِ حَالُ الشَّمْلِ يَوْمَ نَعِيِّهِ / كُلٌّ علَى حُكمِ الرَّدَى مَصْدُوعُ
إنْ تَخْلُ مِنْهُ مَنَازِلٌ وَمَطَالِعٌ / لَمْ تَخْلُ مِنْهُ جَوَانِحٌ وضُلوعُ
بِأَبِي مَحَاسِنَه التِي وُصِلَ الثَّرَى / مِنْها بِما أَنَا دونَهُ مَقْطُوعُ
لَو رُمْتُ أَنْ أَنْساهُ هَاجَ تَذَكُّرِي / بَرْقٌ لَمُوعٌ أَوْ أَغَنُّ سَجوعُ
وَكَفَى شَهِيداً بِالْهَوَادَةِ والهَوَى / أَنَّ المُباحَ مِن الكَرَى مَمْنوعُ
لَن يَبْرَحَ السُّهْدُ المُبَرِّحُ مُقْلَتِي / ما دَامَ يُطْبِقُ مُقْلَتَيهِ هُجُوعُ
فيهِ تَهَاجَرَتِ الحَشَايَا والحَشَا / وتَوَاصَلَ البُرْكَانُ واليَنْبُوعُ
لا فِطْرَ لا أَضْحَى يُؤَنِّسُ قُرْبَهُ / ولَهُ نُزوحٌ مُوحِشٌ وَشُسوعُ
لَمْ أَشْهَدِ الأَعْيادَ مَسْروراً بِها / لَكِنْ مَخافَة أنْ يُقَالَ جَزوعُ
حجِّي لأَجْدَاثٍ أَطَابَ تُرَابَهَا / بِشَذىً كَمَا هَبَّ النَّسِيمُ يَضُوعُ
مِنها أهِلُّ لِما أُفيضُ وإنَّما / لِبْسِي هُناكَ كآبَةٌ وَولُوعُ
والهَدْيُ في تِلكَ المَشَاعِرِ قُدِّسَتْ / قَلْبٌ جُذاذٌ والجِمَارُ دُمُوعُ
هُوَ مَا عَهدْتَ فَلا تَدِنْ بِمَلامَتِي / وَجْدِي بِفَرْطِ صَبَابَتِي مَشْفُوعُ
وَحَدِيثُ سُلْوانِي مَتَى أُسْمِعتَهُ / فَاحْكُمْ عَلَيْهِ بأَنَّهُ مَوْضُوعُ
يَا رَبَّةَ المُقَلِ المِرَاض فُتُورُها
يَا رَبَّةَ المُقَلِ المِرَاض فُتُورُها / أعدَى عَلَيَّ مِنَ الحِمامِ القَاطِعِ
كَمْ لَيلَةٍ لَيْلاءَ لَو أُعطَى المُنَى / فِيهَا تَجَلَّتْ عَن سَنَاكِ السَّاطِعِ
لَوْ كُنْت مُنْصِفَةً لَمَا جَازَيْتِنِي / وأنَا المُطيعُ جَزاء غَيْر الطَّائِعِ
قَلْبِي لَدَيْك وفِي يَديْك فإِن يَضعْ / فَعَلَيْكِ أرْجعُ بالْفُؤَادِ الضّائِعِ
تُناضِلُ عَنْ دينِ الهُدى وتُدافِعُ
تُناضِلُ عَنْ دينِ الهُدى وتُدافِعُ / كَأنَّكَ في الهَيْجا أبُوكَ مُدافِعُ
وتَثْبتُ يَوْمَ الرَّوْعِ في حَوْمَةِ الوَغَى / كَأنَّكَ ثَهْلانٌ بِها أَوْ مُتَالِعُ
وَتَغزُو العِدَى في عُقْرِها مُتَتابِعاً / وحَسْبُكَ غَزْوٌ في العِدَى مُتَتابِعُ
فَتُلْفِي دِيارَ المُشْرِكِينَ ولَم تَزَلْ / أَواهِلَ قَدْ أصْبَحْنَ وَهيَ بَلاقِعُ
وَما هُمْ ولا البُلْدان إِلا وَدَائِعٌ / وَعَما قَرِيبٍ تُسْتَرَدّ الوَدَائِعُ
تَقَدَّمَك الرُّعْبُ الذِي ما لَهُمْ بهِ / قَرارٌ ولا في العَيشِ مِنْهُم مَطامِعُ
فَضَاقَ عَلَيْهِم أفْقُهُمْ وهوَ واسِعٌ / وأَكْثَبَ مِنْهُم حيْنُهُمْ وهوَ شاسِعُ
وَلاذُوا بِأَعْلَى الرَّاسِياتِ تَوَقُّعاً / لِما سَوْفَ يَغْشاهُم وَما حُمَّ واقِعُ
فَلَمْ تَألُ هَدّاً أَرْضَهُم واسْتِبَاحَةً / تُجَاذِبُهُم أطْرَافَهَا وتُنازِعُ
يَمِيناً بِما قَدَّمْتَ مِن حَسَنٍ لَقَدْ / حَمَيْتَ ذِمارَ الدِّينِ والدِّينُ ضائِعُ
وَقُمْتَ بِأَعباءِ الإِمارَةِ نَاهِضاً / تُجالِد عَنها مَنْ عَتا وَتُقارِعُ
فَلا صامِتٌ إِلا بِشُكْرِكَ نَاطِقٌ / وَلا خالِعٌ إِلا لأَمْرِكَ خَانِعُ
ولَيْسَ بِأُفْقِ الشِّرْكِ إِلا مُبادِرٌ / بِطَاعَتِهِ يَرْجُو القَبُولَ مُسارِعُ
وقَدْ عَلِمَ الإيمانُ أَنَّكَ حاصِدٌ / بِمُنْصُلِكَ الماضِي لِما الكُفْرُ زارِعُ
وأَنَّك لِلْمَنْكورِ مُذْ كُنْتَ خَافِضٌ / وأَنَّكَ لِلْمَعروفِ مُذْ كُنْتَ رافِعُ
بَسَطْتَ مِن الأَنْوارِ ما تُقْبَضُ الدُّنَى / إذَا انْصَرَمَتْ آمَادُها وهوَ قاطِعُ
عُنِيتَ بِما يُعْنَى بِهِ كُلُّ خَاشِعٍ / فَلِلَّهِ بَرٌّ مِنْكَ للَّهِ خاشِعُ
صَلاةٌ وَصَوْمٌ واحْتِسابٌ وَخَشْيَة / وَعَدْلٌ وإِحْسَانٌ لَها الغَزْو سابِعُ
وَفِي كُلِّ حالٍ لا تَزال مُوَفَّقاً / تُوَاصِلُ في مَرْضاتِهِ وتُقَاطِعُ
يَسُرُّ بَنِي العَبَّاس خَلْعُكَ مَنْ غَدَا / لِدَعْوَتِهِم مِنْ قَبْلِهَا وهوَ خالِعُ
وَكَوْنُكَ في أبْناءِ سَعْدٍ مُشايِعاً / لآل رَسولِ اللَّهِ فِيمَنْ يُشَايِعُ
وأَنَّكَ أَرْيٌ لِلمُحالِفِ نافِعٌ / وأَنَّكَ شَرْيٌ لِلْمُخَالِف ناقِعُ
وللَّهِ مِنْ أبْناءِ سَعْدٍ عِصَابَةٌ / إِذا غابَ كَهْلٌ مِنْهُمُ قام يافِعُ
ملُوكٌ بِهَا ليلٌ كِرام أَعِزَّةٌ / لَهُمْ شِيَمٌ مَرْضِيَّةٌ ومَنَازِعُ
ليُوثٌ إِلَى حَرْبِ الأَعادِي دَوالِفٌ / نُجومٌ بِآفاقِ المَعالي طَوالِعُ
إِذَا بَطَشَتْ يُمْناكَ يَوْماً فَإِنَّهُم / لِرَاحَتِها العُلْيا هُناكَ أَصابِعُ
أَيَرْجو النَّصارَى في زَمانِكَ نُصْرَةً / وَقد كَثُرَتْ فِيهِمْ لَعَمْرِي الوَقائِعُ
فأَعْيُنُهُم بَعدَ الهُجوع سَواهِدٌ / وأَعْيُنُنا بعد السُّهاد هَوَاجِعُ
وكَيْفَ يَرُومُ الرُّومُ طُولَ تَمَتُّعٍ / وأنْتَ رَدَاهَا والمَواضِي القَوَاطِعُ
وجُنْدٌ كُماةٌ لا العُداةُ أَوَامِنٌ / بِأَسْيافِهِمْ وَلا الوُلاةُ جَوازِعُ
إِذا وَقَفُوا قُلْتَ الهِضَابُ الفَوارِعُ / وإِنْ زَحَفُوا قُلْتَ الرِّياحُ الزّعازِعُ
تَحُفُّ بِزَيَّانِ الأَمِيرِ كَأَنَّهُ / فُؤَادٌ وَهُمْ فَوْق الفُؤَادِ أَضالِعُ
أَميرٌ كَسَوْهُ بِالجَميلِ لأَنَّهُ / جَميلٌ حَميدٌ كُلُّ ما هُوَ صانِعُ
بإِمْرَتِهِ ازْدانَ الزَّمانُ وَأَصْبَحَتْ / مُوَدَّعَةَ الآمالِ وَهْيَ رَواجِعُ
لِرَايَتِهِ السَّوْداءِ في كُلِّ مَشْهَدٍ / قِيَامٌ بِنَصْرِ الحَقِّ أبْيَضُ نَاصِعُ
ثُغُورُ ثُغُورِ المُسْلِمِين بَوَاسِمٌ / بِهِ وَرِقابُ المُشْرِكين خَواضِعُ
يُفيضُ عَلَيها الخَيْرَ والشَّرُّ دائِمٌ / ويَقْبِضُ عَنْهَا الجُهْدَ والجُهْدُ شَائِعُ
فَتَدْبيرُهُ في حالَةِ السِّلْمِ نَاجِعٌ / وَتَشْميرُهُ في حالَةِ الحَرْبِ نَافِعُ
أَميرَ العُلى أَرْجُو ومِثْلُكَ سامِحٌ / أميرَ العُلى أَدْعُو ومِثْلُكَ سامِعُ
وأَشدُو بِما طَوَّقْتَنِي مِنْ صَنائِعٍ / جِسامٍ كَما تَشْدُو الحَمامُ السَّواجِعُ
فَيَصْدَعُ مِنِّي بِاعْتِمادِك صَادِحٌ / ويَصْدَحُ مِنِّي بِامْتِدَاحِكَ صادِعُ
وَدُمْ رَحْمَةً لِلعالَمينَ وَعِصْمةً / عَدُوُّكَ مَصْروعٌ وبَأْسُكَ صارِعُ
نَادَى المَشيبُ إلَى الحُسْنَى بِهِ وَدَعَا
نَادَى المَشيبُ إلَى الحُسْنَى بِهِ وَدَعَا / فَثَابَ يَشْعَب بِالإقْلاعِ ما صَدَعا
وَباتَ يَخْلَع مَلْذوذَ الكَرَى ثِقَةً / بِأَنَّهُ لابِسٌ مِنْ سُنْدُسٍ خِلَعا
مُسْتَبْصِراً في اتِّخَاذِ الزُّهْدِ مَفْزَعَةً / لِيَأْمَنَ الرَّوْع يَوْمَ العَرْضِ والفَزَعا
يَسْعَى إِلَى صالِحِ الأَعمالِ مُبْتَدِراً / ولَيْسَ لِلْمَرْءِ إِلا مَا إِلَيْهِ سَعى
يا خاشِياً خاشِعاً لا تَعْدُها شِيَماً / فالأَمْنُ والعِزُّ في الأُخْرى لِمَنْ خَشَعا
لَئِنْ تَمَلْمَلْتَ في جُنْحِ الدُّجَى أَرَقاً / فَسَوْفَ تَنْعَمُ في الفِرْدَوْسِ مُتَّدِعا
أَرِقْتَ لِلْواحِدِ القَيُّومِ مُتَّصِلاً / بِهِ فَلَيْسَ رِضَاهُ عَنْكَ مُنْقَطِعا
دارُ القَرَارِ لِمَنْ صَحَّتْ سِيَاحَتُهُ / في الأَرْضِ واعْتَمَدَ الجَنَّاتِ مُنْتَجَعا
لا تَبْتَدِعْ غَيْرَ مَا تَبْغِي بِمَصْنَعِهِ / مَرْضاةَ مَنْ صَنَعَ الأَشْياء وابْتَدَعا
ولا تُعَرِّجْ عَلى أعْراضِ فَانِيَةٍ / تُولِّيكَ هَجْراً إِذا أوْلَيْتَهَا وَلَعا
إيَّاكَ والأَخْذَ فيما أنْتَ تارِكُهُ / من تُرَّهاتٍ تَجُرُّ الشَّيْنَ والطَّبَعا
دِنْ بِاطِّراحِكَ دُنْيا طالَما غَدَرَتْ / وزُخْرُفاً مِنْ حُلاها شَدَّ ما خَدَعا
وادْأَبْ علَى البِرِّ والتَّقْوَى فَبابُهُما / إلَى السَّعادَةِ مَفْتُوحٌ لِمَنْ قَرَعا
وَلا تُفَارِق صَدىً فيها ومَخْمَصَةً / تَنَلْ بِدارِ الخُلودِ الرِّيَّ والشّبَعا
ساعِدْ مباعِدَها واحْذَرْ مَكَايِدَهَا / إنَّ الفِطامَ علَى آثارِ مَنْ رَضَعا
وَلْتَزْرَعِ الخَيْرَ تَحْصِدْ غِبْطَةً أَبَداً / فإِنَّما يَحْصِدُ الإنْسَانُ مَا زَرَعا
وَإنْ لَمَحْتَ فَصُنْعَ اللَّهِ مُعْتَبراً / وإِنْ أصَخْتَ فَلِلْقُرْآنِ مُسْتَمِعا
نِعْمَ الأَنِيسُ إذَا اللَّيْلُ البَهِيمُ سَجَا / لأِهْلِهِ وإذا رَأْدُ الضُّحَى مَتَعا
لا تَنْقَضِي كُلَّما تُتْلَى عَجَائِبُهُ / ولَيْسَ يُمْحِلُ مَنْ في رَوْضِهِ رَتَعا
حَبْلٌ لِمُعْتَصِمٍ نُورٌ لِمُتَّبِعٍ / هُدىً لِذِي حَيْرَةٍ أَمْنٌ لِمَن فَزِعا
هُوَ الشَّفِيعُ لِتَالِيهِ وَحَاذِقِهِ / وَمِثْلُهُ غَيْرُ مَرْدُودٍ إِذا شَفَعا
يَا حَسْرَتِي خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ / فَغَازَلَ الأَمَل المَكْذوبَ والطَّمَعا
وَعاشَ لِلْكَدِّ والأَوْصابِ مُحْتَقِباً / بِما اسْتَراحَ إِلى مَيْنِ المُنَى هَلَعا
آهٍ لِعُمْرٍ مُعَارٍ لا بَقَاءَ لَه / يُفَرّقُ الدَّهْر مِنْهُ كُلَّ مَا جَمَعا
كالمُزْنِ مَصْدَرُهُ في إِثْرِ مَوْرِدِهِ / بَيْنا تَرَاكَمَ في آفاقِهِ انْقَشَعا
فِي كُلِّ يَوْمٍ يَسيرُ المَرْءُ مَرْحَلَةً / وإنْ أقَامَ فَلَمْ يَظْعَنْ ولا شَسَعا
أُعِير يَا وَيْحَهُ عُمْراً إلى أَمَدٍ / ثُمَّ اسْتُرِدّ بِكره مِنْهُ وارْتُجِعا
وَذُو الحِجَى غَيْر مُغْتَرٍّ بِبارِقَة / لا ماءَ فيها وإنْ لألاؤُها سَطَعا
كأَنَّهُ وَالسُّهَادُ البَرْحُ هِمَّتُهُ / يَخْشَى البَيَاتَ مِنَ الأحْدَاثِ إنْ هَجَعَا
أَبَيْنٌ واشْتِياقٌ وَارْتِياعُ
أَبَيْنٌ واشْتِياقٌ وَارْتِياعُ / لَقَدْ حُمِّلْتُ مَا لا يُسْتَطَاعُ
تَمَلَّكَنِي الهَوَى فَأَطَعْتُ قَسْراً / أَلا إِنَّ الهَوَى مَلكٌ مُطَاعُ
وَرَوَّعَنِي الفِراقُ عَلَى احْتِمالي / ومَنْ ذَا بِالتَّفَرُّقِ لا يُرَاعُ
بِعَيْنِ اللَّهِ حِفْظِي دُونَ يَحْيَى / وكَتْمِي مَا يُضَاع ومَا يُذَاعُ
وَلَيْسَ هَوَى الأَحِبَّة غَيْرَ عِلْقٍ / لَدَيَّ فَمَا يُعَارُ ولا يُباعُ
طَوَيْتُ عَلَيْهِ أَضْلاعِي لِيَبْقَى / إذَا الأعْلاقُ أتْلَفَهَا الضَّيَاعُ
لَزِمْتُ الصَّبْرَ حَتَّى عيل صَبْرِي / وَبانَ العُذْرُ إذْ جَدَّ الزَّماعُ
فَلِلْعَبَرَاتِ بَعْدَهُمُ انْحِدَار / ولِلزَّفَراتِ إثْرَهُمُ ارْتِفَاعُ
أَلا إنَّ الأَحِبَّةَ لَوْ أَقامُوا / مَتاعٌ صَالِحٌ نِعْم المَتَاعُ
لَهُمْ أَمْرِي فإنْ شَاؤُوا بَقَائِي / بَقِيتُ وإنْ أَبَوْهُ فَلا امْتِناعُ
وَإنَّ مِنَ العَجَائِبِ جُبْنَ قَلْبِي / بُعَيْدَ نَواهُمُ وهوَ الشُّجَاعُ
نَأَوْا حَقّاً ولا أَدْرِي أيُقْضَى / تَلاقٍ أوْ يُباحُ لنا اجْتِمَاعُ
أَيا أَسَفي عَلى عَدَمِ الهُجُوعِ
أَيا أَسَفي عَلى عَدَمِ الهُجُوعِ / وَفقْدَانِ الأَحبَّةِ والرّبُوعِ
وَشَمْلِي مَزَّقَتْهُ يَدُ الرّزايا / ليُنْظَمَ بَعْدَهَا شَمْلُ الدُّمُوعِ
إلَى مَنْ أَشْتَكِي صُنْعَ اللَّيالِي / بِنا وَتفَرّق الحَيّ الجَميعِ
صَدَعنَ القلبَ بالزَّفَراتِ عَمدا / فَيا للَّهِ لِلقَلبِ الصَّدِيعِ
وَرَوَّعْنَ العَمِيدَ وكَانَ جَلْداً / فَيَا للَّهِ لِلصَّبِّ المَرُوعِ
فَهَا أنَذَا كَمَا شَاءَتْ عُدَاتِي / بَعيدُ الصِّيتِ في الأَسَفِ البَديعِ
يَشُقُّ عَلَيَّ عَنْ أَهْلي نُزُوحِي / وَيَغْلِبُني إلَى وَطَنِي نُزُوعِي
فَكَمْ أبْكِي الدِّيارَ وسَاكِنِيها / بِطَرْفٍ مُسْعِدٍ وَدَمٍ هَموعِ
وَكَمْ أَرْجُو الإِيابَ لَها سَفاهاً / وَتَركُس بِالإيَابِ وبِالرُّجُوعِ
جَمَعْتَ لِلنَّاسِ بَينَ الرِّيِّ وَالشِّبعِ
جَمَعْتَ لِلنَّاسِ بَينَ الرِّيِّ وَالشِّبعِ / فَهُمْ بأَخْصَبِ مُصطَافٍ وَمُرْتَبَعِ
وَلَمْ تَدَعْ كَرَماً إِلا أَتَيْتَ بِهِ / تُضِيفُ مُبْتَدَعاً مِنْهَا لِمُبْتَدَعِ
لَمَّا وَلِيتَ خَلعْت الخَيْرَ أجْمَعهُ / عَلَيْهِمُ فَبَدَوْا فِي أَجْمَلِ الخِلَعِ
وَحَسْبُ مَجْدِكَ مَا أَوْلاهُ جُودُكَ مِنْ / رَفْعِ الدُّعَاءِ لهُ في كلِّ مُجْتَمَعِ
للَّهِ أَيامُكَ اسْتَوفَتْ مَحَاسِنَها / فَلا مَزِيَّةَ لِلأَعيَادِ والجُمَعِ
دامَتْ مَساعِيكَ والأَقْدارُ تُسْعِدُها / تُولِي المَساجِدَ إِنْصافاً مِنَ البِيَعِ
إيّاك والاسفاف للأطماع
إيّاك والاسفاف للأطماع / قناعةُ المرء من الإقناع
في ما ادّعى من كرم الطّباع / وعاف من بذلة الانتجاع
تاللّه ما الإصرار كالإقلاع / انخفض الوهد عن اليفاع
عاريةُ العمر إلى ارتجاع / وصلة الحبل إلى انقطاع
واهاً لأسماع بلا استماع / وأنفسٍ ترضى بالانخداع
دع الوفا وجدّ في الزماع / إنّ الفطام عقبَ الرضاع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025