المجموع : 14
بياضُ شيبٍ قَدْ نَصَعْ
بياضُ شيبٍ قَدْ نَصَعْ / رَفعتُهُ فما ارتَفَعْ
إِذا رَأى البِيضَ انْقَمَعْ / مِنْ بَينِ يَأسٍ وطَمَعْ
للَّهِ أَيَّامُ النَّخَعْ / يَا ليتَني فِيها جَذعْ
أَخُبُّ فيها وأَضَعْ /
أَرى لِلصّبا وداعا
أَرى لِلصّبا وداعا / وما يَذْكُرُ اجْتماعا
كأَنْ لم يَكُنْ جديراً / بِحِفْظِ الَّذي أَضاعا
ولم يُصِبْنا سُروراً / وَلم يُلْهِنا سَماعا
فَجَدِّدْ وِصالَ صَبٍّ / متَى تَعْصِهِ أَطاعا
إنْ تَدْنُ مِنْهُ شِبراً / يُقَرّبْكَ مِنْهُ باعا
حقيقٌ أنْ يُصاخَ لكَ استِماعا
حقيقٌ أنْ يُصاخَ لكَ استِماعا / وأنْ يَعصى العَذولُ وأَن تُطاعا
متى تكشفْ قناعَكَ للتَّصابي / فقد نادَيتَ مَن كشفَ القِناعا
متى يمشِ الصَّديقُ إليَّ فِتْراً / مشَيتُ إليهِ من كرمٍ ذِراعا
فجدِّدْ عهدَ لهوِكَ حينَ يَبْلى / ولا تُذْهبْ بشاشَتَه ضَياعا
أمِصباحَ هذا الدين بعدَ نبيّنا
أمِصباحَ هذا الدين بعدَ نبيّنا / ومَن نُورهُ في الشرقِ والغربِ ساطعُ
ومَن إنْ مشَى تَرْنو النَّواظِرُ نحوَهُ / ومَن قَولُه تُصغي إليهِ المسامعُ
ومَن إنْ تَوارَى جسمُه عاشَ ذكرُهُ / وكان اسمُه ما خرَّ للَّهِ راكعُ
أتَرضَى لقلبٍ أنتَ فيه مُصوَّرٌ / ومَن هو سَيفٌ في يمينِكَ قاطعُ
بأن يشتكي داءً وأنتَ دَواؤهُ / وأنتَ له بُرْءٌ منَ الداءِ نافعُ
بِكُلِّ رُدَيْنيٍّ كأنَّ سِنانَهُ
بِكُلِّ رُدَيْنيٍّ كأنَّ سِنانَهُ / شِهابٌ بَدا في ظُلمَةِ اللَّيلِ ساطِعُ
تَقاصَرَتِ الآجالُ في طُول مَتْنِه / وعادَتْ بِهِ الآمالُ وَهْيَ فَجائِعُ
وَساءَتْ ظُنُونُ الحَرْبِ في حُسن ظَنِّهِ / فَهُنَّ ظُبَاتٌ لِلقُلوبِ قَوارِعُ
وَذِي شُطَبٍ تَقْضي المَنايا بِحُكمِهِ / وَليْسَ لِماَ تَقْضِي المَنِيَّةُ دافِعُ
فِرَنْدٌ إذا مَا اعْتَنَّ لِلعَيْنِ رَاكِدٌ / وبَرقٌ إِذَا مَا اهْتَزَّ بالكفِّ لامِعُ
يُسَلِّلُ أَرواحَ الكُماةِ انْسِلالُهُ / ويَرتاعُ منهُ المَوتُ والموتُ رائِعُ
إِذا ما التَقَتْ أَمْثالُهُ في وَقيعةٍ / هُنالِكَ ظَنُّ النَّفْسِ بالنَّفْسِ واقِعُ
إذا كُنْتَ تَأْتِي المَرءَ تُعْظمُ حَقَّهُ
إذا كُنْتَ تَأْتِي المَرءَ تُعْظمُ حَقَّهُ / وَيجهَلُ مِنْكَ الحقَّ فالهَجْرُ أَوْسَعُ
وفي النَّاسِ أبدالٌ وَفي الهجْرِ راحَةٌ / وفي النّاسِ عمَّنْ لا يُواتيكَ مَقْنعُ
وَإنَّ امْرأً يَرضَى الهوانَ لِنَفْسِهِ / حَرِيٌّ بِجدعِ الأَنفِ والأَنفُ أَسْنَعُ
تَجافَى النَّومُ بَعْدَكَ عَنْ جُفُونِي
تَجافَى النَّومُ بَعْدَكَ عَنْ جُفُونِي / ولكِنْ ليسَ يَجفُوها الدُّموعُ
يَطيبُ ليَ السُّهادُ إِذا افْترَقنا / وأنتَ بهِ يَطيبُ لكَ الهُجوعُ
يُذَكِّرُني تَبَسُّمُكَ الأَقاحي / ويَحكي لي تَوَرُّدكَ الرَّبيعُ
يطيرُ إليكَ مِن شَوْقٍ فُؤادِي / ولكنْ ليسَ تَترُكُهُ الضُّلوعُ
كأَنَّ الشَّمسَ لمَّا غِبْتَ غابَتْ / فليسَ لها على الدُّنيا طُلوعُ
فما لي عَن تَذَكُّرِكَ امْتِناعٌ / ودُونَ لِقائكَ الحِصْنُ المَنيعُ
إذا لم تَستَطِعْ شَيئاً فَدَعْهُ / وجاوِزْهُ إلى ما تَستَطيعُ
أَدعُو إِليكَ فلا دُعاءٌ يُسْمَعُ
أَدعُو إِليكَ فلا دُعاءٌ يُسْمَعُ / يا مَن يَضُرُّ بِناظِرَيهِ وَيَنْفَعُ
لِلْوَرْدِ حِينٌ ليسَ يطلعُ دُونَهُ / والوَردُ عِنْدَكَ كُلَّ حِينٍ يَطلُعُ
لم تَنْصَدِع كَبِدِي عَلَيْكَ لِضَعْفها / لكِنَّها ذابَتْ فما تَتَصَدَّعُ
مَن لي بأَحوَرَ ما يبينُ لسانُهُ / خَجلاً وسَيْفُ جُفُونِهِ ما يَقْطَعُ
مَنعَ الكلامَ سِوى إشارَةِ مُقْلَةٍ / فَبها يُكلِّمُني وَعَنها يَسمَعُ
قَلبي رَهينٌ بينَ أَضلاعي
قَلبي رَهينٌ بينَ أَضلاعي / مِن بينِ إيناسٍ وإِطْماعِ
مِن حَيْثُ ما يَدعوهُ داعي الهوى / أجابَهُ لَبَّيْكَ مِن داعِ
مَن لسَقيمٍ ما لهُ عائدٌ / وميِّتٍ ليس له ناعي
لمَّا رأَتْ عاذِلَتي ما رأَتْ / وكانَ لي مِن سَمْعِها واعي
قالت ولم تقصِدْ لِقِيلِ الخنى / مَهْلاً لقد أَبلغْتَ أَسْماعي
أَوْمَتْ إِليكَ جُفونُها بِوَادعِ
أَوْمَتْ إِليكَ جُفونُها بِوَادعِ / خَوْدٌ بَدَتْ لكَ مِنْ وَراءِ قِناعِ
بَيضاءُ أَنماها النَّعيمُ بِصُفْرَةٍ / فَكَأَنَّها شَمْسٌ بِغَيرِ شُعاعِ
أَمَّا الشَّبابُ فوُدِّعتْ أَيّامُهُ / ووَداعُهُنَّ مُوَكَّلٌ بِوَادعي
للَّهِ أَيَّامُ الصَّبا لو أَنَّها / كرَّت عَليَّ بِلَذَّةٍ وسَماعِ
وحَومَةٍ غادَرت فُرسانَها
وحَومَةٍ غادَرت فُرسانَها / في مَبْركٍ لِلحَربِ جَعْجاعِ
مُسْتَلْحمٍ بالمَوتِ مُسْتشعِرٍ / مُفَرّقٍ لِلشَّمْلِ جَمَّاعِ
وَبلدَةٍ صَحْصَحْتَ مِنها الرُّبا / بِفَيْلَقٍ كالسَّيْلِ دَفَّاعِ
كأَنَّما باضَتْ نَعامُ الفَلا / مِنهُمْ بهامٍ فوقَ أَدْراعِ
تَراهُمُ عِنْدَ احْتِماسِ الوَغى / كَأَنَّهُم جِنٌّ بِأَجْراعِ
بِكُلِّ مَأثورٍ على مَتنِهِ / مِثْلُ مَدَبِّ النَّمْلِ في القاعِ
يَرتَدُّ طَرفُ العَيْنِ مِنْ حدّهِ / عَنْ كَوْكَبٍ للموتِ لَمَّاعِ
بُنَيَّ لئنْ أَعْيا الطَّبِيبَ ابنَ مُسلمٍ
بُنَيَّ لئنْ أَعْيا الطَّبِيبَ ابنَ مُسلمٍ / ضَناكَ وَأعْيا ذا البَيان المُسجَّعِ
لأَبْتَهِلَنْ تحتَ الظَّلامِ بِدَعوَةٍ / متَى يَدْعُها داعٍ إِلى اللَّه يسْمعِ
يُقَلْقِلُ ما بَيْنَ الضُّلوعِ نَشيجُها / لها شافِعٌ مِنْ عَبرَةٍ وَتَضَرُّعِ
إلى فارجِ الكَرْبِ المجيبِ لمَن دَعا / فَزِعتُ بِكَرْبي إِنَّهُ خَيرُ مَفْزَعِ
فَيا خَيرَ مَدْعُوٍّ دَعَوتُكَ فَاْستَمِعْ / وما لِي شَفِيْعٌ غَيْرُ فَضْلِكَ فَاشْفَعِ
أَيُّها البَدرُ الذي ضَنْ
أَيُّها البَدرُ الذي ضَنْ / نَ عَلينا بِالطُّلوعِ
إِبْغِ لي عِنْدَكَ قَلْباً / طارَ مِنْ بَينِ ضُلوعِي
يا بَديعَ الحُسْنِ كم لي / فيكَ مِنَ وَجْدٍ بَديعِ
فَرَرْتُ مِنَ الفَقْرِ الذي هُو مُدْرِكي
فَرَرْتُ مِنَ الفَقْرِ الذي هُو مُدْرِكي / إِلى بُخْلِ مَحْظورِ النَّوال مَنُوعِ
فَأَعْقَبَني الحِرمانُ غِبَّ مَطامِعي / كذلكَ مَن تَلْقاهُ غَير قَنوعِ
وغيرُ بَديعٍ مَنْعُ ذِي البُخْلِ مالَهُ / كما بَذْلُ أَهْلِ الفَضْلِ غَيرُ بَديعِ
إِذا أَنتَ كَشَّفْتَ الرِّجالَ وَجدتَهُمْ / لأعْرَاضِهِمْ مِن حافِظٍ ومُضيِّعِ