كَتَمَ الهَوى فَوَشَت عَلَيهِ دُموعُهُ / مِن حَرِّ جَمرٍ تَحتَويهِ ضُلوعُهُ
صَبٌّ تَشاغَلَ بِالرَبيعِ وزَهرُهُ / قَومٌ وَفي وَجهِ الحَبيبِ رَبيعُهُ
يا لائِمي فيمَن تَمَنَّعَ وَصلُهُ / عَن بُغيَتي أَحلى الهَوى مَمنوعُهُ
كَيفَ التَخَلُّصُ إِن تَجَنّى أَو جَنى / وَالحُسنُ شَيءٌ ما يُرَدُّ شَفيعُهُ
شَمسٌ وَلَكِن في فُؤادي حَرُّها / بَدرٌ وَلَكِن في القَباءِ طُلوعُهُ
قالَ العَواذِلُ ما الَّذي اِستَحسَنتَهُ / فيهِ وَما يَسبيكَ قُلتُ جَميعُهُ

أَحبابَنا خِنتُم عُهودي وَما / تَرَكتُمُ لِلصُلحِ مِن مَوضِعِ
مِنكُم سُلُوّي كانَ لا مِن يَدي / أَطفَأتُمُ ناري بِما أَدمُعي
وَالآنَ قَد أَنصَفَنا دَهرُنا / مَعكُم هَواكُم وَفُؤادي مَعي

تُرى عِندَ مَن أَحبَبتُهُ لا عَدِمتُهُ / مِنَ الشَوقِ ما عِندي وَما أَنا صانِعُ
جَميعي إِذا حَدَّثتُ عَن ذاكَ أَلسُنٌ / وَكُلّي إِذا حُدِّثتُ عَنهُ مُسامِعُ

وَعِلقٍ تَعَلَّقتُهُ بَعدَ ما / غَدا مِنهُ كُلُّ جَديدٍ خَليعا
لَهُ ضَيعَةٌ كُلَّما أَمحَلَت / يَعيشُ وَإِن أَخصَبَت ماتَ جوعا

بَكى لي حاسِدي مَيناً وَأدري / بِضِحكِ فُؤادِهِ بَينَ الضُلوعِ
وَأَكذَبُ ما يَكونُ الحُزنُ يَوماً / إِذا كانَ البُكاءُ بِلا دُموعِ

لَحا اللَهُ مَلِكاً يَحتَويهِ اِبنُ مالِكٍ / وَعاجَلَهُ في ساحَةِ القَلعَةِ القَلعُ
فَتىً لَستَ تَرجوهُ وَلَستَ تَخافُهُ / كَدودِ الخَلا ما فيهِ ضَرٌّ وَلا نَفعُ

يا مُخجِلَ البَدرِ كُلَّما طَلَعا / وَفارِسَ الخَيلِ يَومَ كَلَّ وَعى
هَنِئتُ بِالخُلعَةِ الَّتي خَلَعَت / قَلبَ مُعاديكَ وَالحَسودِ مَعا
فَقُل لِشانيكَ إِن ظَفَرتَ بِهِ / قَولاً صَحيحاً يُفيدُ مَن سَمِعا
ما الفَخرُ فيمَن تُزينُهُ خِلَعٌ / الفَخرُ فيمَن يُزَيِّنُ الخِلَعا