المجموع : 36
تذكر واستراحَ إلى الدُموعِ
تذكر واستراحَ إلى الدُموعِ / حزينَ المقلتين على الهُجوعِ
توعَّدَ بالسهادِ بطولِ ليلٍ / ويأتيني الصباحُ من الطلوعِ
ووَكلهُ بأسقامٍ وحُزنٍ / غليلٌ ساكنٌ بينَ الضلوعِ
عصى من لام فاستولى عليهِ / هوىً يختال في قلبٍ مطيعِ
عينٌ مؤرقةٌ وأخرى تدمَعُ
عينٌ مؤرقةٌ وأخرى تدمَعُ / ومتيمٌ دنفٌ بذكركَ مولِعُ
يا مَن يدلُّ بِنورِ بهجتهِ ومن / أضحَت محاسنُهُ تضرُّ وتنفعُ
لو كنتَ ترحمُ موجعاً ومدنفاً / لرحمتني فأنا الكئيبُ المُوجعُ
طالَ الملامُ فلا أقول لِعاذلي / قُل ما تشاءُ فإنني لا أسمَعُ
أولُ طَرفٍ بَكى فأتبعه
أولُ طَرفٍ بَكى فأتبعه / طالَ ملامي فليسَ ينفعُه
يُفرِّقُ الدمعَ حسرةً دُرراً / ومر بي والرداءُ يجمعُه
والقلبُ من لوعةٍ يُباشرهُ / بالوَعدِ حتى يكادَ يصدعُه
بحيثُ من لا يزالُ يعذلُه / باللَهِ أمسِك فلستُ أسمعُه
يا من شكوت إلى محاسنِ وجههِ
يا من شكوت إلى محاسنِ وجههِ / دنفي وحسبي أن يكونَ شَفيعاً
ارحَم فَقد أبدعتَ عِز جوانِحي / شَوقاً إليك كما خُلقتَ بديعا
إنَّ الفؤادَ وجسمَ من ألِفَ الهَوَى / إن دامَ ذاكَ سَيَهلكانِ جميعا
يا زاهياً ببهائه وجمالهِ / زِدني أزدكَ ضَراعةً وخُضوعا
أيا دمعَ عيني ما الذي أنتَ صانِعُ
أيا دمعَ عيني ما الذي أنتَ صانِعُ / تردد في خدي كأنكَ راجِعُ
ويا سُقمَ جِسمي قل لطرفٍ حكيتَه / ألا هل لِمن أعديتَ عندَكَ شافِعُ
ويا زهرةَ الدنيا وبهجةَ حسنِها / ومن أنا منهُ بالأماني قانِعُ
عزيزٌ على عينيَّ أن ينطق البُكا / بسلواك فأفهم ما تقول المدامِعُ
أبدعتَ في الهَجرِ يا بَديعُ
أبدعتَ في الهَجرِ يا بَديعُ / بِصدِّ من كانَ يَستطيعُ
أفنيتُ دمعي على عزائي / فلا عزاءٌ ولا دموعُ
إن يكُ عبدٌ عصى مليكاً / فإنني عبدكَ المُطيعُ
فاردُد على من ملكتَ منها / فعبدُ غيابكَ الخضوعُ
بعدَ ما أنفدَ الفِراقُ الدُّموعا
بعدَ ما أنفدَ الفِراقُ الدُّموعا / ونفى الشوقُ والحَنين الهُجوعا
قالَ طرفي للدَمعِ يسعفُ قلبي / أيها الدمع لم رقأتَ سريعا
عد دماً كيفَ كنتَ من حيثُ ما كن / تَ مجيباً لطولِ حزني مُطيعا
غدرَ الدهرُ بي فبانَ بإلفي / حسداً منه أن نكون جميعا
توسَّلتُ بالدُّموعِ
توسَّلتُ بالدُّموعِ / إلى سييء الصنيعِ
إلى من يحيِّرُ الحس / ن في وجههِ البَديعِ
أيا عاصِيا لصبٍّ / لطولِ الهوَى مُطيعِ
أذِق عينهُ هجوعاً / تمتَّعتَ بالهُجوعِ
يا مَن تغصُّ جفونُهُ بدموعهِ
يا مَن تغصُّ جفونُهُ بدموعهِ / شوقاً إلى فردِ الجمالِ بَديعِهِ
أين المنامُ ولن ينامَ متيمٌ / وتوقدُ الزفراتِ بينَ ضلوعِهِ
هَجَعَ الحبيبُ هناهُ طعمُ رُقادِهِ / أبدا وقرَّت عينُهُ بِهُجوعِهِ
فلقد تمكن من محبٍّ لم ينَل / إلا ملالتَهُ وسوءَ صنيعِهِ
فؤادِي بهِ مُوجعُ
فؤادِي بهِ مُوجعُ / وعيني لهُ تدمعُ
وقلبي بوجدٍ بهِ / على هَجرهِ مُولعُ
وقد جُدتُ من ودِّهِ / له بالذي يمنَعُ
على أنني اشتكي / هِ ما بي ولا يسمَعُ
أطعتُ الهوى فصحبتُ الضنى
أطعتُ الهوى فصحبتُ الضنى / كما صحبت مقلتاي الهُجوعا
وكم قائلٍ لو دَعوتَ السلو / وكيفَ يُجيبُ السلوُّ الجَزوعا
ولو كنتُ أقدرُ ألا أذوب / لكنتُ لدفعِ الهَوى مُستطيعا
أظنُّ المنيةَ ألا تُنيل / محباً منىً واليراع المُريعا
منعتَ المقلتين من الهُجوعِ
منعتَ المقلتين من الهُجوعِ / ووكلتَ المدامعَ بالدموعِ
وأضنيتَ الفؤادَ بطولِ وجدٍ / أقامَ عليهِ ما بينَ الضلوعِ
أيا قَمراً على غصنٍ نضيرٍ / بديعَ الحُسنِ يَبخلُ بالطلوعِ
ستعلمُ أنّني بكَ ذو اكتئابٍ / وكيفَ حياةُ مكتئبٍ جزوعِ
لم تدع زفرتي لعيني دموعا
لم تدع زفرتي لعيني دموعا / وكفاها أن لا تذوقَ هجوعا
ودمت بالسقام جسماً وقلبا / مستهامينِ يبكيانِ جَميعا
مِن حَبيبٍ أراهُ يزدادُ تيهاً / كلَّما ازدَدتُ ذِلةً وَخُضوعا
أبدعت في الفؤادِ عَيناهُ من لَح / ظةِ سَهمِ الفُتورِ جُرحاً بَديعا
اسمعي أنةَ الفؤاد الجَزوع
اسمعي أنةَ الفؤاد الجَزوع / يا جُفوني وأذعِني للدُّموعِ
إنَّ داعٍ يكونُ أعلى نِداءً / بينَ داعي الضلوعِ داعٍ سَميعِ
حَثَّهُ داعيا التذكر والوَج / دِ فأعطاهما قِيادَ المُطيعِ
ثِقةً أنهُ يَدومُ من الشَّو / قِ ومثواهُ في مَكانٍ مَنيعِ
هَتكوني لِزفرتي وَدُموعي
هَتكوني لِزفرتي وَدُموعي / ولطولِ الضَّنى وَهذا الهُجوعِ
ولِوجدٍ أقامَ مُذ غبتَ عنه / لكَ بينَ الحشا وبينَ الضلوعِ
أترى أن تسترَ الصبُّ يوماً / بِدموعٍ يُفيدُ سِتر الدُّموعِ
يا بَديعاً ما يَرجعُ الطرفُ عنهُ / أن رآه إلا بِوجدٍ بَديعِ
كيفَ أبكيتني دَماً وَدُموعا
كيفَ أبكيتني دَماً وَدُموعا / ثُم أعدمتَ مقلتيَّ الهُجوعا
يا ملياً بالحُسنِ مُعتدلَ القَد / دِ مَصوناً عن العيونِ بَديعا
والذي غايةُ الفؤادِ هَواهُ / ساعةً إن رَجوتُ وَصلا مَنيعا
كم أسِرُّ الهَوى مخافةَ واشٍ / ورضاهُ وإن أساءَ الصَّنيعا
بَديعُ الصنعِ من حُسنِ بَديع
بَديعُ الصنعِ من حُسنِ بَديع / حَميدُ الخَلقِ مَذموُم الصَّنيعِ
نَفَى عن طرفِ عاشقهِ مَناماً / ووكلَهُ بإرسالِ الدُّموعِ
وَقدّ فوقَهُ قَمَرٌ منيرٌ / قَليلُ الشبهِ ممتنع الطلوعِ
تغيبهُ عن الأبصارِ عَينٌ / ولكن حبُّهُ بينَ الضُّلوعِ
وَغبتَ ولم تَغِب عنهُ الدُّموعُ
وَغبتَ ولم تَغِب عنهُ الدُّموعُ / ولم يلمِم بِمُقلتهِ الهُجوعُ
وَدَلَّ هوىً ترددَ في حشائي / فأخبر أنه دَنِفٌ جَزوعُ
أيا يومَ الفِراقِ صَدعتَ قلباً / متى يصحو فتلتئمَ الصُّدوعُ
سَيؤيسُني الهَوى إن غابَ إلفي / وَيُسعِدني التذكرُ والنزوعُ
أتراني سَلوتُ لا أستطيعُ
أتراني سَلوتُ لا أستطيعُ / أينَ صبري وكيفَ يسلو الجَزوع
مَن عليهِ من التذكر والوَج / دِ رَقيبٌ تَحنو عليهِ ضُلوعُ
أيُطيقُ العَزاءَ من جفن عيني / هِ طويلٌ سُهادُهُ والدُّموعُ
لبديعِ الجمالِ منقطعِ الشّب / هِ له في الفؤادِ حبٌّ بَديعُ
لم يزَل طَرفي مطيعا
لم يزَل طَرفي مطيعا / لكَ ما ذاقَ هجوعا
وجفونُ العينِ تَبكي / كَ دُموعا فدموعا
يا بديعاً مُليءَ القل / بُ بهِ وَجداً بَديعا
إن وجدي وعزائي / ذهبا فيكَ جَميعا