المجموع : 7
خَضَعتُ وَأَمرُكَ الأَمرُ المُطاعُ
خَضَعتُ وَأَمرُكَ الأَمرُ المُطاعُ / وَذاعَ السِرُّ وَاِنكَشَفَ القِناعُ
وَهَل يَخفى لِذي وَجدٍ حَديثٌ / أَتَخفى النارُ يَحمِلُها اليَفاعُ
أَشاعوا أَنَّني عَبدٌ لِموسى / نَعَم صَدَقوا عَلَيَّ بِما أَشاعوا
وَقَد سَكَتَ الوُشاةُ اليَومَ عَنّي / أَقَرَّ الخَصمُ فاِرتَفَعَ النِزاعُ
عَبَدتُ هَواكَ فَاِستَهوى عَفافي / كَأَنَّ الوُدَّ وَدٌّ أَو سُواعُ
بَعَثتُ وَسيلَةً لَكَ مِن وِدادي / فَصافَحَ وَفدَها مِنكَ الضَياعُ
هَلَكتُ بِما رَجَوتُ بِهِ خَلاصي / وَقَد يُردي سَفينَتَهُ الشِراعُ
نَفى سَهَري الخَيالَ فَهَل رُقادٌ / يُعارُ لِوَصلِ طَيفِكَ أَو يُباعُ
لَقَد أَربى هَواكَ عَلى عَذابي / كَما أَربَت عَلى الأَدَبِ الطِباعُ
أَخافُ عَلَيكَ أَن أَشكوكَ بَثّي / مُشافَهَةً فَيُخجِلَكَ السَماعُ
وَإِن عَبَّرتُ عَن شَوقي بِكُتبٍ / تَلَهَّبَ في أَنامِلِيَ اليَراعُ
تَنازَعُني الآمالُ كَهلاً وَيافِعاً
تَنازَعُني الآمالُ كَهلاً وَيافِعاً / وَيُسعِدُني التَعليلُ لَو كانَ نافِعاً
وَما اِعتَنَقَ العَليا سِوى مُفرَدٍ سَرى / لِهَولِ الفَلا وَالشَوقِ وَالسَوقِ رابِعاً
رَأى عَزَماتِ الشَوقِ قَد نَزَعَت بِهِ / فَساعَدَ في اللَهِ النَوى وَالنَوازِعا
وَرَكبٍ دَعَتهُم نَحوَ يَثرِبَ نِيَّةٌ / فَما وَجَدَت إِلاّ مُطيعاً وَسامِعا
يُسابِقُ وَخدَ العيسِ ماءُ شُؤونِهِم / فَيُفنونَ بِالشَوقِ المَدى وَالمَدامِعا
إِذا اِنعَطَفوا أَو رَجَّعوا الذِكرَ خِلتَهُم / غُصوناً لِدناً أَو حَماماً سَواجِعا
تُضيءُ مِنَ التَقوى حَنايا صُدورِهِم / وَقَد لَبِسوا اللَيلَ البَهيمَ مَدارِعا
تَلاقى عَلى وادي اليَقينِ قُلوبُهُم / خَوافِقَ يُذكِرنَ القَطا وَالمَشارِعا
قُلوبٌ عَرَفنَ الحَقَّ فَهيَ قَدِ اِنطَوَت / عَلَيها جُنوبٌ ما عَرَفنَ المَضاجِعا
تَكادُ مُناجاةُ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ / تَنِمُّ بِها مِسكاً عَلى الشَمِّ ذائِعا
تَخالُهُمُ النَبتَ الهَشيمَ تَغَيُّراً / وَقَد فَتَقوا رَوضاً مِنَ الذِكرِ يانِعا
سَقى دَمعُهُم غَرسَ الأَسى في ثَرى الجَوى / فَأَنبَتَ أَزهارَ الشُجونِ الفَواقِعا
فَذاقوا لُبانَ الصِدقِ مَحضاً لِعِزِّهِم / وَحَرَّمَ تَفريطي عَلَيَّ المَراضِعا
خُذوا القَلبَ يا رَكبَ الحِجازِ فَإِنَّني / أَرى الجِسمَ في أَسرِ العَلائِقِ قابِعا
وَلا تُرجِعوهُ إِن قَفَلتُم فَإِنَّما / أَمانَتُكُم أَلاّ تَرُدّوا الوَدائِعا
مَعَ الجَمَراتِ اِرموهُ يا قَومُ إِنَّهُ / حَصاةٌ تَلَقَّت مِن يَدِ الشَوقِ صادِعا
وَحَطّوا رَجائي في رَجا زَمزَمَ الصَفا / وَخَلّوا المُنى تَجمَع غَليلاً وَناقِعا
تَخَلَّصَ أَقوامٌ وَأَسلَمَني الهَوى / إِلى عُلَقٍ سَدَّت عَلَيَّ المَطامِعا
هُمُ دَخَلوا بابَ القَبولِ بِقَرعِهِم / وَحَسبِيَ أَن أَبقى لِسِنِّيَ قارِعا
وَوَاللَهِ ما لي في الدُخولِ وَسيلَةٌ / تُرَجّى وَلَكِن أَعرِفُ البابَ واسِعا
أَيَنفَكُّ عَزمي عَن قُيودٍ ثَقيلَةٍ / أَيَمحو الهَوى عَن طينَةِ القَلبِ طابِعا
وَتُسعِفُ لَيتٌ في قَضاءِ لُبانَتي / وَتَترُكُ سَوفٌ فِعلَ عَزمي المُضارِعا
إِذا شَرَّقَ الإِرشادُ خابَت بَصيرَتي / كَما بَعَثَت شَمسٌ سَراباً مُخادِعا
فَلا الزَجرُ يَنهاني وَإِن كانَ مُرهِباً / وَلا النُصحُ يَثنيني وَإِن كانَ ناصِعا
بَنَيتَ بِناءَ الحَرفِ خامَرَ طَبعَهُ / فَصارَ لِتَأثيرِ العَوامِلِ مانِعا
بَلَغتَ نِصابَ الأَربَعينَ فَزَكَها / بِفِعلٍ تُرى فيهِ مُنيباً وَرابِعا
وَبادِر بَوادي السَمِّ إِن كُنتَ راقِياً / وَعاجِل رُقوعَ الفَتقِ إِن كُنتَ راقِعا
فَما اِشتَبَهَت طُرقُ النَجاةِ وَإِنَّما / رَكِبتَ إِلَيها مِن يَقينِكَ ظالِعا
لِلَّهِ سِرُّ جَمالٍ أَنتَ مَوضِعُهُ
لِلَّهِ سِرُّ جَمالٍ أَنتَ مَوضِعُهُ / وَالسِرُّ حَيثُ يَشاءُ اللَهُ يودِعُهُ
مَن كانَ يُنكِرُ أَنَّ الخَلقَ جُمِّعَ في / شَخصٍ فَفيكَ بَيانٌ لَيسَ يَدفَعُهُ
فَمِنكَ في كُلِّ عَينٍ ما تَقَرُّ بِهِ / وَمِنكَ في كُلِّ جَأشٍ ما يُرَوِّعُهُ
إِذا اِنطَوى لَكَ قَلبٌ فَوقَ مَوجِدَةٍ / تَبَرَّأَت مِنهُ أَو عادَتهُ أَضلُعُهُ
لِلناسِ إِن رَكِبوا نَهجَ الفَخارِ بُنَيّ / اتِ الطَريقِ وَلِاِبنِ الجَدِّ مَهيَعُهُ
ما صُوِّرَت لِسِوى التَنويلِ راحَتُهُ / وَلا لِغَيرِ اِستِماعِ الحَمدِ مَهيَعُهُ
وَجهٌ يُضيءُ وَيُمنى سَيبُها غَدِقٌ / كَالبَدرِ وافَقَ فَيضَ النيلِ مَطلِعُهُ
كَالغَيثِ لَكِنَّهُ رَيٌّ بِلا شَرَقٍ / وَالغَيثُ قَد يُشرِقُ الوُرّادَ مَشرَعُهُ
كَالطَلِّ لَكِن يُرَدّى النورَ لابِسُهُ / وَالظِلِّ لا يَقبَلُ الأَنوارَ مَوقِعُهُ
بِفِكرِهِ مِن مَصيفٍ شَبَّ لَفحَتُهُ / وَكَفِّهِ مِن رَبيعٍ رَبَّ مَربَعُهُ
زادَت وَزارَتُهُ إِذ ثُنِّيَت شَرَفاً / مُزَوَّجُ الدُرِّ أَبهاهُ وَأَبدَعُهُ
إِحداهُما صارِمٌ مِن فَوقَ عاتِقِهِ / وَأُختُها عَلَمٌ في الكَفِّ يَرفَعُهُ
أَو هُدبُ حُلَّتِهِ في السِلمِ يَلبَسُها / وَهَذِهِ في الوَغى سَردٌ يُدَرَّعُهُ
أَو تِلكَ مِغفَرُ عِزٍّ فَوقَ مَفرِقِهِ / وَتِلكَ تاجٌ مَعاليهِ تُرَصِّعُهُ
مَن عَزمُهُ لِصُدوعِ الحَقِّ يَجبِرُها / وَرَأيُهُ لِظَلامِ الشَكِّ يَصدَعُهُ
فَذاكَ بابٌ إِلى الإِرشادِ يَشرَعُهُ / وَذا سِنانٌ إِلى الإِلحادِ يُشرِعُهُ
كَم ماكِرٍ بَطَلَت عَن ذاكَ خُدعَتُهُ / وَذي عُتُوٍّ بِهَذا لانَ أَخدَعُهُ
وَكَم مَكانٍ مِنَ العَلياءِ يَفرَعُهُ / بِذا وَكَم نَظَرٍ عَن ذا يُفَرِّعُهُ
فَإِن رَمى قَرطَسَت بِالسَهمِ نَزعَتُهُ / وَإِن رَأى صادَفَ التَوفيقَ مَنزِعُهُ
تَنبو المَضاجِعُ عَنهُ فىِ الدُجى سَهَراً / لِيَطمَئِنَّ بِجَنبِ الدينِ مَضجِعُهُ
فَلا الكَثيرُ مِنَ الدُنيا يُشاغِلُهُ / وَلا الكَفافُ مِنَ العَلياءِ يُقنِعُهُ
لَطابَ نَفسُ أَميرِ المُؤمِنينَ وَلَم / يَدَع لِصَوتِ الهُدى الداعي تَوَرُّعُهُ
لَمّا تَحَرَّكَ يَأجوجُ النِفاقِ بَنى / لَهُ سَدادُكَ سَدّاً لا يُضَعضِعُهُ
لَو أَعرَبَت طاعَةٌ عَن طائِعٍ شَهِدَت / بِأَنَّها لَكَ طَوقٌ لَيسَ تَخلَعُهُ
وَلَو تُشَقُّ عَنِ المَنصورِ تُربَتُهُ / أَثنى عَلَيكَ لِعَهدٍ لا تُضَيِّعُهُ
حَفِظتَ لِلحافِظِ المَرحومِ سيرَتَهُ / وَالأَصلُ إِن طابَ طابَت عَنهُ أَفرُعُهُ
رَجاجَةٌ عَصَتِ الغاوينَ نَبعَتُها / وَنائِلٌ طاوَعَ العافينَ مَنبَعُهُ
شَيَّدتَ عَهدَكَ فَالتَقوى دَعائِمُهُ / وَاِشتَقَّ مِنهُ بِناءٌ ظَلتَ تَصنَعُهُ
فَالعَهدُ أَكرَمُ مَنوِيٍّ وَأَوثَقُهُ / وَالدارُ أَسعَدُ مَبنِيٍّ وَأَرفَعُهُ
أَنتَ الَّذي أُسِّسَت بِالصِدقِ بَيعَتُهُ / كَمِثلِ ما أُسِّسَت بِاليُمنِ أَربُعُهُ
ما بِالبِناءِ اِضطِرارٌ أَن تُحَسِّنَهُ / سُكناكَ يَملَأَهُ حُسناً وَيوسِعُهُ
مَنازِلُ البَدرِ لا تَحتاجُ تَحلِيَةً / فَغُرَّةُُ البَدرِ فيها الحَليُ أَجمَعُهُ
أَمّا الفَعالُ فَما تَأتيهِ أَشرَفُهُ / أَوِ الكَلامُ فَشِعري فيكَ أَبدَعُهُ
تَبَرَّعَ النَظمُ في يِحيى وَطاوَعَني / وَمِن بَراعَةِ مَمدوحي تَبَرُّعُهُ
راجيكَ مُستَشعِرٌ حَربَ الخُطوبِ وَما / غَيرُ الخَطابَةِ وَالأَشعارِ مَفزَعُهُ
لَو قادَ مِن فَقرِهِ قَولاً يُفَقِّرُهُ / أَو لَو يُشَجِّعُهُ لَفظٌ يُسَجِّعُهُ
وَشيمَةُ الزَمَنِ المَذمومِ تُؤيِسُهُ / وَعادَةُ السَيِّدِ المَحمودِ تُطمِعُهُ
أَيُسلِمُ المَجدُ آمالي إِلى قَلَمٍ / تَنهَلُّ لي رَحمَةً في الطِرسِ أَدمُعُهُ
صادٍ حَكى شَقَّهُ ضيقاً وَريقَتَهُ / لَوناً كَذا الإِلفِ حالُ الإِلفِ تَتبَعُهُ
إِلَيكَ مَرجِعُ تَأميلي فَكَيفَ تَرى / تَخييبَهُ وَلِأَوفى الناسِ مَرجِعُهُ
عَلَّقتُ أَمداحَكَ الحُسنى عَلى أُذُني / تَمائِماً مِن جُنونِ العُدمِ تَمنَعُهُ
أَموسى لَقَد أَورَدتَني شَرَّ مَورِدٍ
أَموسى لَقَد أَورَدتَني شَرَّ مَورِدٍ / وَما فِرعَونٌ كَفورُ الصَنائِعِ
سَحَرتَ فُؤادي حينَ أَرسَلتَ حَيَّةَ ال / عِذارِ وَقَد أَغرَقتَني في مَدامِعي
وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ مَنِيَّتي / بِكَفَّيكَ وَالأَيّامُ ذاتُ بَدائِعِ
وَوَاللَهِ ما يَلتَذُّ سَمعي وَناظِري / بِغَيرِكَ إِنساناً وَما ذاكَ نافِعي
جَعَلتَ عَلَيَّ الصَبرَ ضَربَةَ لازِبٍ / وَحَرَّمتَ أَن آتي إِلَيكَ بِشافِعِ
وَما أَسَفي أَنّي أَموتُ وَإِنَّما / حِذارِيَ أَن تُرمى بِلُؤمِ الطَبائِعِ
تُرَى يا زَمَانَ الوَصلِ هَل أنتَ رَاجِعُ
تُرَى يا زَمَانَ الوَصلِ هَل أنتَ رَاجِعُ / وَهَل مَاضِيَ الأفعَالِ مِنكَ مُضارعُ
وَلَولاَ دُمُوعٌ أشعَلَ الجَمرُ بَاطِنِي / وَلَولاَ جَمَارِي أغرَقَتنِي المَدَامِعُ
وَمِثلِي كَثَكلَى فَارَقَت أنسَ حِبِّهَا / وَمِثلِيَ مُوسَى فَارَقَتهُ المَرَاضِعُ
وَمَا شَيبُ رَأسِي مِن سِنِينَ تطاولَت / عَلَيَّ وَلَكِن شَيَّبَتنِي الوَقَائِعُ
إذا كنتَ تجفوني وأنت ذخيرتي
إذا كنتَ تجفوني وأنت ذخيرتي / وموضِعُ شكوايَ فما أنا صَانِعُ
أقضّي نهارِي بالحديثِ وَبِالمُنَى / وَيجمَعُني وَاللَّيلَ للهَمّ جَامِعُ
نهارِي نهارُ النَّاسِ حتَّى إذا بَدَا / لِيَ اللَّيلُ هَزَّتني إليك المضَاجِعُ
حرامٌ على عيني يَلذُّ لها الكَرَى / كما حُرّمت يوما لموسى المَرَاضِعُ
طَائِرُ القَلبِ طار عن وكرِي
طَائِرُ القَلبِ طار عن وكرِي / مِن ثَنَايَا الضُّلُوع
وَرَضَى بِالنَّوَى ولَم أدرِ / هَل لَهُ مِن رُجُوع
آه منِ لَوعَة بَرَدت كَبِدشي / يَومَ حَثُّوا الرّكَاب
حِينَ بِعتٌُ الحِجَا يداً بيَدِ / واشتَرَيتُ العَذَاب
وَمَضَت مُهجَتِي بِلاَ قَوَدِ / بَينَ تِلكَ القِبَاب
تَرَكُونِي مُلاَزِمَ الفِكرِ / وَاقَِفاً بِالرّبُوع
أسألُ الليلَ عن ضِيَا الفَجرِ / هَل لَهُ مِن طُلُوع
لاَ وَسِحرِ الجفونِ لم أنسَا / عَهدَنَا بِالحِمَى
إذ رَشَفنَا مُرَاشِفاً لُعسا / وَاعتصَرنَا اللَّمَا
وَشَرِبنَا مِن كاسِها شَمسَا / كُلِّلَت أَنجُمَا
وفَنَائِي بِمُنيَةِ الصَّدرِ / مَعَ ظَبيٍ مَرُوع
مايِسِ القَدّ نَاحِلِ الخِصر / سَالِبٍ كُل رُوعٌ
إي يَدُ البين صَيرت جسمي / مَرتَعاً لِلسِّقَام
صَيَّرَتنِي بِهِ قُوَى عَزمِي / حَابِساً للِغَرَام
صِحتُ مذ أنحَلَ الهَوَى رَسمِي / طَامِعاً فِي السَّلاَم
شَفَّني الوَجدُ فاقبلوا عُذرِي / وَاعدِلُوا بِالرّجُوع
وَمِنَ الوَجدِ هِمتُ لاَ أدرِي / لَذّةً لِلهُجُوع
لاَ وَحَقّ الوِدَادِ لاَ أسلُو / حُسن تِلكَ اللَّيال
إذ ثَوَينَا بِسَجعِهَا نَخلُو / لَم يَرُعنَا الزّوال
وَرَشَفنَا مَرَاشِفاً تَحلُو / لَم تَدُم بِالمطَال
وَأدَرنا الأكواس مِن خمرٍ / مَا يُثِيرُ الوُلُوع
وَقَضَينَا مِن غَفلة الدّهرِ / إرباً بِالرّبُوع