المجموع : 20
يا مُوعِدِي بالوَصْلِ وعداً لا يَرى
يا مُوعِدِي بالوَصْلِ وعداً لا يَرى / فيهِ المَؤمِّلُ للتّقاضِي مَوضِعَا
أصبحتُ في حُبِّيْكَ كالدّاعِي الصّدى / ما إنْ لَهُ حظٌ سِوى أن يَسمَعَا
لكنَّ حظَّ هَواكَ من جِسمي ضَنىً / بَادٍ نَفَى نَومِي وأَفْنَى الأَدْمُعَا
أُطيعُ هَوَى عَصْمَاءَ وهو يُضِلُّنِي
أُطيعُ هَوَى عَصْمَاءَ وهو يُضِلُّنِي / ومَا أنَا فيها للنُّهى بمُطيعِ
وَيَسمِعُني داعي الهَوى من بلادِها
وَيَسمِعُني داعي الهَوى من بلادِها / وَإِني لَداعِي النُصحِ غيُر سَمِيعِ
وأحفَظُها وهيَ المُضِيعُ لَعَهْدهِ
وأحفَظُها وهيَ المُضِيعُ لَعَهْدهِ / فيا عجَبَاً من حافظٍ لِمُضيعِ
أحبَابَنَا لي عندَ خَطْرةِ ذِكرِكُم
أحبَابَنَا لي عندَ خَطْرةِ ذِكرِكُم / نَفَسٌ تَقومُ له حنَايا أضلُعِي
أُنْسِيتُ بَعدَكُمُ السرورَ وأنكَرَتْ / عَيْنِي الكَرى ونَبا بِجَنبي مَضْجَعِي
ألْقَى نَسيمَ الرّيحِ من تِلقَائِكُم / بخُفُوتِ مكرُوبٍ وأنّةِ مَوجَعِ
وإذا السحابُ سَرى فَنَارُ بُروقِه / من زَفْرتي ومياهُه من أدْمُعي
يا قلبُ دَعْهُم فقد جرّبْتَ غَدرَهُمُ
يا قلبُ دَعْهُم فقد جرّبْتَ غَدرَهُمُ / وَفي التّجارِبِ بَعد الغَيّ ما يَزَعُ
أكَفّرَ البعدُ عَنهم ما جَنَوهُ أم ال / أيّام أنْسَتْكَ بعد البَينِ ما صَنَعُوا
وهبْهمُ أحسنُوا هل يُرجعَنّهُمُ / إليكَ وجدُك أو يُدنيهِمُ الهَلَعُ
ألستَ بالأمسِ فارقْتَ الشَبابَ ولا / أعزّ منْهُ فَلِمْ لا رَدّه الجَزَعُ
إلى مَتَى أُمسي وأُضْ
إلى مَتَى أُمسي وأُضْ / حِي بالنّوى مُرَوّعَا
مُرتَحِلاً كُرهَا عن ال / أحبابِ أو مُوَدّعَا
تُرَى اللّيالِي نَذَرَتْ / ألاّ نُرَى يوماً مَعَا
مَالِي وللشّفعاءِ فيما أرتَجِي
مَالِي وللشّفعاءِ فيما أرتَجِي / من حُسن رأيِكَ فيَّ وهو شَفيعي
أعْذَبتَ لِي من جُودِ كفّكَ مَوردي / فصَفَا وأمْرَعَ من نَدَاكَ ربيعِي
وبِكَ اعتليتُ وطُلتُ من ساميتُه / فخراً بمجدِك لا بِحُسنِ صَنِيعِي
وقضَى بِبُعديَ عنك دهرٌ جائرُ / وإلى جَنَابِكَ إن سلمتُ رُجوعِي
نظامَ الدّينِ لا سُقَيا لخَطبٍ
نظامَ الدّينِ لا سُقَيا لخَطبٍ / رَمانَا بالنّوَى بعدَ اجتماعِ
عدَا حتّى على حُسنِ اصْطبارِي / وضَنّ عليّ حتّى بالوَداعِ
فمَا قلبي لسُلوانٍ مُطيعٌ / ولا السّلوان عنك بمستطاعِ
ولو أَمَّلتُ أَن أَلقاكَ حتَّى / أَبثُّكَ مضمرَ القلبِ الشَّعاعِ
لسرّتْنِي الأمانِي أو لسرّتْ / جَوَى قلبي لبُعدك واُلْتِيَاعي
أنِيسِيَ في ليلِ القطيعةِ مُشْبِهي
أنِيسِيَ في ليلِ القطيعةِ مُشْبِهي / نُحولاً وتَسهيداً ولوناً وأدْمُعَا
أُواجِهُ وجهاً منه حيثُ رأيتُهُ / منيراً إلى مَن أمّهُ متطَلِّعَا
كمُلْبِسِ جِسمِي سُقْمَ جفنَيْهِ حيثمُا / بَدَا لِيَ عاينْتُ الملاحةَ أجمَعَا
وَمفردةٍ تبكِي إذا جَنَّ ليلُها
وَمفردةٍ تبكِي إذا جَنَّ ليلُها / خُفَاتاً وفي أحشائِها النّارُ واللّذْعُ
تذوبُ جوىً إِمّا لصدٍّ وهجرةٍ / وإِمِّا لِبَينٍ ما لِتَشتِيتِهِ جَمْعُ
فلم أرَ جمراً ذائباً غيرَ دَمعِها / ولا جِسمَ باكٍ قَبْلَهَا كلُّه دمْعُ
لئن شتَّتَتْ أيدي الحوادِثِ شَملَنا
لئن شتَّتَتْ أيدي الحوادِثِ شَملَنا / فجُودُ أبي الغاراتِ للشملِ جَامعُ
هو المَلِكُ الجزلُ النَّدى الصَّالِحُ الّذي / بحارُ نَداهُ كلُّهُنَ شَرائِعُ
يجودُ بلا منٍّ على عُظْمِ مَنِّهِ / كأَنَّ عطاياهُ لديهِ ودائعُ
يحكِّمُ مُشتَطَّ المُنى في نَواله / فتعجبُ من جَدوَى يديه المطامِعُ
فإليكَ بنتَ الفِكر من بُعدِ المَدَى
فإليكَ بنتَ الفِكر من بُعدِ المَدَى / تُهدَى فَشرِّفْها بحُسنِ سَمَاعِ
وصِداقُها الإكرامُ لا ما سِيقَ في / نِحَلِ الكرائم من لُهىً ومتَاعِ
فهي الكريمةُ ليس في أعْرَاقِها / عِرقٌ إلى الأطماعِ بالنَّزّاعِ
لا تستكِنْ للهَمِّ واثْنِ جِماحَه
لا تستكِنْ للهَمِّ واثْنِ جِماحَه / بعزيمةٍ في الخَطبِ لا تَتَضَعْضَعُ
فإذا أتى ما لَيس يُدفعُ فالْقَهُ / بالصّبر فهْوَ دَواءُ مالا يُدفَعُ
لا تُخْدعَنَّ بأطماعٍ تُزَخْرِفُها
لا تُخْدعَنَّ بأطماعٍ تُزَخْرِفُها / لكَ المُنى بحديثِ المَينِ والخُدَعِ
فلو كَشَفتَ عن المَوتى بأجمَعِهِم / وجدتَ هُلكَهُمُ في الحِرصِ والطَّمَعِ
ومُماذقٍ رَجْعُ النّداءِ جَوابُهُ / فإذا عَرا خطبٌ فأبعدُ مَن دُعِي
مثلُ الصّدَى يَخفى عليَّ مكانُهُ / أبداً ويملأُ بالإجابَةِ مِسمَعِي
مَن مبلغُ المعتَرِّ والقانِعِ
مَن مبلغُ المعتَرِّ والقانِعِ / وابنِ السّبيلِ النّازِحِ النازعِ
أنَّ النَّدى قد مات فاستعصِموا / باليأسِ من دانٍ ومِن شاسِعِ
لا يبذُلَنْ ذو فاقَةٍ وجهَهُ / لِذي ثراءٍ باخلٍ باخِعِ
ما يظفَرُ الرّاجي نَدى كَفِّهِ / بغيرِ ذُلِّ الخاشِع الخاضِعِ
هل ينفعُ الظّامي إذا ما طَمَا / أُجاجُ بحرٍ ليسَ بالنَّاقِعِ
لله درُّ اليأسِ من ناصِحٍ / ليس بِغَرَّارٍ ولا خادِعِ
ولا سَقى الأطماعَ صوبُ الحَيا / فإنَّها مَهْلَكَةُ الطَّامِعِ
لا ترجُوَنْ خَلقاً فكلُّ الوَرى / يقبِضُ كَفَّ المانِعِ الجامِعِ
وما حوَتْ أيديهِمُ فَهو في / مثلِ لَهاةِ الأسَدِ الجائِعِ
قد سَمِعوا بالجودِ لكنَّهُ / لبُخلِهِم ما لذَّ للسِّامِعِ
وكلُّهمْ إن أنت كشَّفتَهُم / مثلُ سرابِ القِيعَةِ الّلامِعِ
فدعْهُمُ واطلُبْ من اللهِ ما / ضَنُّوا به من فضلِهِ الواسِعِ
فَما لِما يقطَعُ من واصِلٍ / ولا لِما يوصِلُ من قاطِعِ
قد قَسَّمَ الأرزاقَ بين الوَرى / في مُتعَبٍ ساعٍ وفي وادِعِ
كلّهُمُ يأتيهِ من رِزقِهِ / كفايةٌ لو كان بالقانِعِ
لكنَّهُم مِن حِرصِهم قد عَمُوا / عن الطَّريقِ المهْيَعِ الشَّارِعِ
لو أيقَنُوا أنَّ لهم رازِقاً / ليس لما يُعطيهِ مِن مانِعِ
ولا لِما يرفَعُ مِن خافِضٍ / ولا لِما يَخفِضُ مِن رافِعِ
ما طلَبوا مِن غيرِ مُعْطٍ ولا / دَعَوْا إذا اضْطُرُّوا سوى السامِعِ
أَيّها الغافِلُ كم هَذا الهجوعُ
أَيّها الغافِلُ كم هَذا الهجوعُ / أعلنَ الدَّاعيِ فهل أنتَ سَميعُ
أنت عَمّا هو آتٍ غافلٌ / وكأَنْ قد فاجأَ الخطبُ الفَظيعُ
نحن فرْعٌ لأصولٍ ذَهبتْ / كم تُرى من بَعدِها تبقى الفُروعُ
وزُروعٌ للمنايا حُصِدَتْ / بيَدَيْها قبلَنَا مِنَّا زُروعُ
بادِرِ الخَوفَ وقَدِّم صالحاً / ما لِمَن مات إلى الدُّنيا رُجوعُ
نحن سَفْرٌ سارَ مِنّا سلَفٌ / وعَلى آثارِهم يَمضي الجميعُ
وإلى المورِدِ ميعادُهُمُ / يلتقي فيه بطيءٌ وسريعُ
أُمّنَا الدُّنيا رَقوبٌ يستوي / عندَها في الفقدِ كَهلٌ ورضيعُ
ما رأيْنا ثاكلاً مِنْ قَبْلها / مالَها في إثْرِ مفقودٍ دُموعُ
كلُّنَا منها ومنّا كلُّها / فهيَ لا تشبعُ أوْ نحنُ صَريعُ
بئستِ الأمُّ رَمَتْ أولادَها / برزاياها ألا بِئْسَ الصَّنيعُ
ما هناهُم فوقَها نَومُهُمُ / فهُمُ فيها إلى الحشرِ هُجوعُ
أبداً تجفو علينا ولَنا / نحوَهَا الدّهرَ حنينٌ ونزوعُ
هي ليلَي والوَرى أجمعُهم / قَيسُها كلٌّ بها صبٌّ وَلوعُ
جِدَّ يا مطلوبُ من جدَّ نَجا / إنَّ ذا الطّالِبَ مِدراكٌ تَبوعُ
ليس يُنْجي الجحفلُ الجَرّارُ مِن / يدهِ الطُولى ولا الحِصنُ المنيعُ
يأخذُ السلطانَ ذا الجمعِ فَلا / يدفعُ السلطانُ عنه والجموعُ
ليسَ يَرعى حرمةَ الجارِ ولا / يُنقذُ الشّاسِعَ في البُعدِ الشُّسُوعُ
ما معَ السَّبعينَ تسويفٌ فلا / يخدعَنْكَ الأملُ الواهي الخَدوعُ
قد تحمّلْتَ على ضعفِك مِن / ثِقْل أوزارِك ما لا تَستطيعُ
وتَقضَّتْ عنك أيّامُ الصِّبا / وعلى مفرقِكَ الشَّيبُ الشَّنيعُ
ثمَّ أفضَتْ مدّةُ الشَّيبِ إلى / هرمٍ يَعقُبه الموتُ الذّريعُ
صوَّحَ المرعَى فماذا تَرتجي / بعد ما صوَّح مَرْعاك المَريعُ
هل تَرى إلاّ هشيماً ذاويا / تجْتويهِ العينُ إن ولَّى الرَّبيعُ
صَبري على فَقدِ إخواني وفُرْقَتِهمْ
صَبري على فَقدِ إخواني وفُرْقَتِهمْ / غَدْرٌ وأجملُ بي من صَبريَ الجَزعُ
تَقاسَمَتْهُم نَوىً شطَّت بهم وردىً / فالحيُّ كالمَيْتِ ما في قُربِه طَمَعُ
وأَصبَحَتْ وحشَةُ الغبراءِ دونَهُمُ / من بعد أُنسي بِهِم والشَّملُ مُجتمِعُ
وعِشتُ منفرداً منهم وأُقسِمُ ما / يكادُ مُنفردٌ بالعيشِ يَنتفِعُ
وقفتُ على رسمٍ ببيداءَ بلقعِ
وقفتُ على رسمٍ ببيداءَ بلقعِ / خليٍّ من النّادي صَموتٍ إذا دُعي
نَبتْ عنه عَيني ثم قال لَها الهَوى / هي الدّارُ فاستمْرِي شُؤونَكِ وادمَعي
ولا تُنكِري للدّهرِ إخلاقَ جدّةٍ / وتَشتيتَ أُلاَّفٍ وإيحاشَ مَجمَعِ
فللموتِ سُكّانُ الديارِ ولِلبَلى / مَنازِلُهم وشَملُهُم للتّصَدُّعِ
فصبراً فإنْ عزَّتْ نوائبُ دهرِنا / وأحداثُه حُسنَ التَّصبُّرِ فاجزِعِ
غالبتني عليك أيدي المنايا
غالبتني عليك أيدي المنايا / ولها في النفوس أمر مطاع
فتخليت عنك عجزا ولو أغ / نى دفاعي لطال عنك الدفاع
وأرادت جميل صبري فرامت / مطلبا في الخطوب لا يستطاع