المجموع : 4
أَبانَ لَنا من درِّهِ يَومَ وَدَّعا
أَبانَ لَنا من درِّهِ يَومَ وَدَّعا / عُقوداً وَأَلفاظاً وَثغراً وَأَدمُعا
وَأبدى لنا من دَلِّه وَجَبينِهِ / وَمَنطَقِهِ مَلهىً وَمرأىً وَمَسمَعا
فَقُلتُ أَوجه لاح من تحت بُرقُعٍ / أَم البَدرُ بِالغَيمش الرَقيقِ تَبَرقَعا
أَصَم منادي بينَهُم حينَ أَسمَعا / وَرَوَّعَ قَلباً بِالفِراقِ مُروَّعا
شجاع إِذا لاقى كَميّاً مجرَّدا / جَبانٌ إِذا لاقى غَزالاً مُقَنَّعا
رَعى اللَهَ قَلباً بِالحِجازِ عَهِدتُهُ / وَإِن كُنتُ لا أَلقاهُ إِلّا مُودِّعا
أُحِبُّ النَوى لا عَن قِلىً غَيرَ أَنَّني / أَرى أُم عمروٍ وَالنَوى أَبَداً مَعا
يُوفّي هَواها حَقَّهُ فَيَصونَهُ / وَلَيسَ يَطيب الحُبُّ إِلّا مُمَنَّعا
وَفيها وَفي أَترابِها ليَ مَنظَرٌ / هُوَ العَيشُ لَو صادفت في الرَوضِ مَربعا
حُجبنَ فَما يُبدين إِلّا لِنيَّة / بِنَفسي شُموس تَجعَل الغَرب مَطلعا
وَلَمّا أَتَينَ الرَوض يَنشُرُ بَزَّهُ / تَضَوَّعن مِسكاً خالِصاً وَتَضَوَّعا
وقدَّت كمام الزَهر عنه فخلته / عُيوناً وخلت الطَل مِنهُنَّ أَدمعا
لَقَد خلقت عَيناه لِلسَّحرِ مَعدِناً / كَما خُلق الطَيموم للجودِ مَنبَعا
وَما أَبدَع الشَمل المُشَتَّت بَينَنا / وَلَو جمع الشَمل الشَتيت لأَبدَعا
سَأَقلَع غَرسَ الحُبِّ قَبلَ عُسوِّهِ / فأعجله من قبل أَن يَتَفرَّعا
وَأَورِد أَمالي الصَواديَ مِن يَدي / أَبي غانِمٍ بَحراً مِنَ الجودِ مُترعا
سَحاباً إِذا استَسقيت جاد إِجابة / وَإِن لم تَرِد سُقياهُ جاد تَبَرُّعا
وَبَحراً إِذا ما غُصتَ لقّاك دُرَّهُ / وَإِن لَم تغص أَلقى لك الدُرَّ مُسرِعا
نَدى الوجه من فرط الصَرامَة كُلَّما / جَرى الماءُ في صِمصامَةٍ كانَ أَقطعا
وَلَولا العَطايا أَنَّها سُنَّة لَهُ / لما قال لِلدُنيا إِذا عثرت لَعا
فإِن يَلبِس الدُنيا فَلِلجودِ لا لَها / وَإِن هَجَرَ الدُنيا فَعَنها ترفُّعا
يقطِّع آناء النَهارِ عَلى الطَوى / صِياماً وآناء الظَلام تَضَرُّعا
يُراقِبُ إِحياء المَسا لِورودِهِ / إِذا راقَبَ المَرءُ المَساءَ ليَهجَعا
إِذا كانَ حِفظُ الدينِ ما أَنتَ صانِع / فَلست تَرى في الناسِ إِلّا مضيعا
وَكَم قائِل لي كَيف مدحك هَكَذا / فَقُلتُ صِفوه إِنَّ لِلحَقِّ مُقنِعا
إِذا ما مدحت ابن الحسين بِوَصفِهِ / أَو البعض منه جِئتُ بِالمَدح أَجمعا
كَريم إِذا عاداكَ لَم تَر مغنماً / مِنَ الذَمِ إِلّا أَن تَقول وَيَسمعا
تُتَبِّعُ نعماه بروق ابتسامِهِ / كَما أَتبع الغيث البروق تتبُّعا
وَتُمطِرُ لِلعافينَ حَتّى كَأَنَّهُ / برويتهم يَسقي الرَحيق المُشَعشِعا
وَلَو أَنَّ إِنساناً لعظمِ مَحلِّهِ / ترفَّع عَن قدر الثَناءِ تَرَفَّعا
فَتىً ماله لِلوافِدين وَإِنَّما / يُضاف إِلَيهِ في الكَلامِ توسّعا
وَلَيسَ يُعَدُّ الجود جوداً لأَنَّهُ / يَرى ما أَتاهُ واجِباً لا تَبرُّعا
إِذا شرعت أَقلامه في كِتابَةٍ / رأَيت العَوالي في الكَتائِبِ شُرَّعا
وَإِن صدعت أَنيابهن بِمُديةٍ / رَأَيتُ لَها شمل الحَديد مصدَّعا
تَخِرُّ غداة الرَوعِ في الطِرسِ سُجَّدا / فَبيضٌ كَبيضِ الهِندِ في الهامِ رُكَّعا
تظلُّ سُيوف الهِندِ عِندَ صَريرِها / يُتَبِّعها فيما أَرادَ تَتَبُّعا
وَلَو مَسَّ أَنبوب اليَراعِ رأَيته / يُلَبي أَنابيبَ الرِماحِ إِذا دَعى
وَما أَحَدٌ في كتَبةٍ أَو كَتيبَةٍ / بأَسجَعَ مِنهُ في الكِتابِ وَأَشجَعا
فَصيح إِذا ما جال لَم ير مغنماً / مِنَ العَيشِ إِلّا أَن يَقول وَيَسمعها
سَعى لِلعلى حَتّى إِذا ما أَصابَها / أَتَتهُ العُلى تَسعى إِلَيهِ بِما سَعى
وتحرز ما تغنى بِهِ فَكَأَنَّما / تخال الفَتى مثل الغناء مُرجَّعا
وترقص أَطراف القَنا عن جبينه / إِذا ما اعتَرى يَومَ الهياجِ أَو ادَّعى
إِذا ما دَعى الداعوَ حيَّ عَلى النَدى / وَحيَّ عَلى الهيجاء أَقبل مسرعا
وَجَيشٍ كَأَنَّ الشَمسَ قَد لَبِسَت بِهِ / مِنَ النَقعِ وَالطَيرِ الحَوائِمِ بُرقُعا
شققت إِلى أَبطالِهِ الصَفَّ مِثلَما / شققت بِنصفين الرِداء الموشَّعا
بِأَبيَض يفري كل درعٍ وَجِنَّة / فَلَيسَ يُحاشي حاسِراً أَو مدرعا
وَلَم أَرَ كالطَيمومِ إِلّا أَبا النَدى / كريمين مِن أَصلٍ كَريم تفرَّعا
لِكُلِّ بهاءٌ مِنكُما غير أَنَّني / رأَيتكُما أَبهى إِذا كُنتُما معا
لَو أَنَّكُما بَعد التَأزُرِ مُتما / تضعضع رضوى أَو شرورى تضعضعا
مَعاً أَنتُما كالنَيِّرينِ مَحلة / وَنوراً ومثل الفرقدين تجمعا
أَبا حسن أَحيَيتَ بِالجودِ حاتِماً / وَبالحُلُمِ لُقماناً وَبِالمُلكِ تُبَّعا
فُطرتَ عَلى دينِ النَدى فاكتسبته / فَحُزتَ المَعالي فِطرَةً وَتَصَنُّعا
ورتَّبته فَوقَ السَموات رُتبَةً / فَلَم يَبقَ في جودٍ لغيركَ مَطمَعا
لَقَد سُدتَ أَهل الأَرضِ مُجتمع القوى / وَقَد سُدتَّهم من قبل ذَلِك مُرضعا
إِذا أَول الخُطيِّ أَخطاك طعنه / فَلا ترج في أَخراهُ لِلضَّيمِ مدفعا
إِذا ما طَريق المَدحِ ضاق عَلى امرىءٍ / رأَيتُ طَريق المَدحِ نَحوَكَ مهيعا
فَإِن قُلتَ لَيثاً كُنتَ أَشجَع مَدفَعا / وَإِن كُنتَ غيثاً كُنتَ أَنفَع موقعا
وَإِن قلت بَحراً كُنتَ أَعذَب مورداً / وَإِن قُلتُ بَدراً كُنتَ أَبعَد مطلعا
فَهُنِّيتَ ذا العيد الَّذي هوَ حاضِرٌ / وَهُنيتَ أَلفاً مثله مُتَوَقَّعا
زَمانكَ أَعياد وَهُنِّيت مثلها / ولست أَخُصُّ اليَومَ إِلّا لأَجمَعا
كرهتَ جوار المالِ من كَرَمٍ فَما / يَرى مالُك الخَزّانِ إِلّا مودِّعا
تَواضَعَ من فَرطِ الرَجاحَةِ أَنَّهُ / إِذا وزن الشَيء الرَفيع ترفَّعا
لَقَد أَلبَسَ اللَهَ البِلادَ وَأَهلَها / بِشخصلك تاجاً بِالمَعالي مرصَّعا
بَقيتَ بَقاء الدَهرِ تُرجى وَتُتَّقى / فَما العَيشُ إِلّا أَن تَضُرَّ وَتَنفَعا
أَلَمَّ خاليَها بَعد الهُجوعِ
أَلَمَّ خاليَها بَعد الهُجوعِ / فَعادَت إِذ رأَت سيفي ضَجيعي
وَهاجَت لي بِزَورتها زَفيراً / يَكادُ يُقيم مُعوَجَّ الضُلوعِ
فَباتَت بَينَ أَعناق المَطايا / تَردَّدُ في المَجيء وَفي الرُجوعِ
فَقُمتُ مُنادياً فَإِذا سُهَيل / مِنَ الخفقان كالقَلب المَروعِ
كَأَنَّ نُجوم لَيلك حينَ أَلقى / مَراسيَهُ مَسامير الدُروعِ
وَفي الحَيِّ الحِجازيين سِربٌ / كَأَنَّ وجوههم زهر لرَبيعِ
يَحُفُّ بأشنب الأَنياب أَحوى / كَأَنَّ رُضابَهُ ذوبُ الصَقيعِ
يَنوبُ بِوَجهِهِ عَن كُلِّ شَمسٍ / يَغيب من الغُروبِ إِلى الطُلوعِ
شَفعتُ إِلَيهِ في نَومي فأعيا / فَجاءَ بِهِ المَنامُ بِلا شَفيعِ
وَلا أَنسى بروضِ الحُزنِ ريماً / يَبُثُّ الوَجدَ عَن قَلبٍ وَجيعِ
وَأَحداقُ الحدائِقِ ناظِراتٌ / إِليَّ بأعيُنِ الزَهرِ البَديعِ
تَرَقرَقَ لؤلؤ الأَنداء فيها / كَما امتلأت عُيونُ من دُموعِ
وَلست بِواثِق بِجُفون عيني / وَقَد أَظهرن ما أَخفت ضُلوعي
وَمن يستكتم الأَجفان حُباً / فَقَد أَظهرن ما أَخفَت ضُلوعي
سَقى اللَهُ الحيا نَجداً فَإِنّي / لذو قَلبٍ إِلى نجد نَزوعِ
سَقاه وابِلٌ غَدقٌ ملتُّ / لَهُ جود كَجودِ أَبي المَنيعِ
وَلَو يَحكي أَنامله سَحابٌ / لَكانَ الدَهرُ منهُ في رَبيعِ
نَزَلتُ بِهِ فَقابَلَني بِوَجهٍ / أَغَرَّ كَغُرَّةِ الفَجرِ الصَديعِ
وَماءٍ من بشاشته زُلالٍ / وروض من مَكارِمِهِ مُريعِ
لَهُ يَدُ مُحسِنٍ وَحياء جانٍ / وجود مبَذِّرٍ وَعُلى جُموعِ
وَرأي مجرِّبٍ وقتال غِرٍ / وَذمَّةُ حافِظٍ وَنَدى مُضيعِ
إِذا ذُكِرَ النَوال اهتَزَّ شَوقاً / إِلَيهِ كَهِزَّة السَيفِ الصَنيعِ
يحنُّ إِلى العَطاء حنين قَيسٍ / إِلى لَيلى لعرفان الرُبوعِ
فَلا تَحمده في بَذلِ العَطايا / فَلَيسَ لِغَيرِ ذاكَ بِمُستَطيعِ
فَمِقبَضُ سَيفه مَجرى العَطايا / ومضربُ سيفهِ مَجرى النَجيعِ
مُنىً وَمَنيَّةٍ كالصِلِ يَطوي / عَلى الدِرياقِ وَالسُمِّ النَقيعِ
وَلَو بارى بِجودِ يَدَيهِ بَحراً / لآل البَحرُ كالآلِ المروعِ
إِذا وازَنتُهُ بِالناسِ طُراً / رأَيت البَعض يَعدل بِالجَميعِ
يُناطُ بِالرّأي منه بأَلمعيٍّ / يَرى الحِدثانِ من قبل الوقوعِ
بِذي حُلُمٍ أَصَمُّ عَن الدَنايا / وَذي جودٍ لسائِلِهِ سَميعِ
مفيدٍ متلفٍ حُلو مُمِرٍّ / عَلى العالّات ضَرّارٍ نَفوعِ
بِصَدرٍ مثل ساحتِهِ رَحيبٍ / وَبَذلٍ مثل نائِله سَريعِ
إِذا لاحَت بَنوه لنا شهدنا / لِطيب الأَصل مِن طيبِ الفُروعِ
نُجومٌ سَبعة عدد الثُريّا / وَموضعُها من الحَسَبِ الرَفيعِ
فَلا زالوا كأَنجُمها إِئتِلافاً / مِنَ الحِدثانِ في حِصنٍ مَنيعِ
تَراهُ وَحَولَهُ مِنهُمُ لُيوثٌ / إِذا نهل القَنا في كُلِّ رَوعِ
حَكوهُ شَمائِلاً وَعُلىً وَجوداً / وَبأَساً عِندَ مُعترِك الجُموعِ
تَراهُمُ مِثلَما اطَّردَت كعوب / وَراء سنانها الماضي الرَفيع
يَهُزُّ أَبو المَنيع بهم سُيوفاً / لِتَقويم المُخالِفِ وَالمُضيع
فَدامَ لهم بِهِ وَلَهُ سُرورٌ / بِهِم حَتّى المَماتِ بِلا فَجيعِ
صَبٌّ نَأَى فَأَفاعي البَينِ تلسعه
صَبٌّ نَأَى فَأَفاعي البَينِ تلسعه / وَلَيسَ عِندَ ذَوي الآلامِ يَنفَعُهُ
مشرق شَقَّ عنه ثَوبَ سَلوَتِهِ / حُزناً وَأَضحى سَلبياً مِنهُ ينزَعُهُ
في كُلِّ يَومٍ له من فِرطِ لَوعَتِهِ / جِنيَّةٌ في رَضى الأَحبابِ تَصرعُه
يا صاحِبيَّ أَصبِحاني راح عذركما / كَأَساً تردَّدَ في بؤسي تَشعشُعُه
وَخَلِّياني وطرف الحُبِّ أَركضه / حَتّى تَكَلُّ عَناءً منه أَربعُهُ
أَستودع اللَهَ في أَرض الحِجازِ رشاً / في رَوضَةِ القَلبِ مأواهُ وَمربَعُهُ
إِن يُعظِمُ البين قَلبي من تَعذُّبهِ / فَلِلصَّبابَةِ ثدي راح يُرضعُهُ
ما بنت عنه قِلىً مَنّي لصُحبَتِهِ / وَلا لودٍ سَها عنه يضيعُهُ
بَل غالَني فيهِ واشٍ ما قدرتُ عَلى / مرادهِ في مضرّاتي فأدفعُهُ
وآشٍ وَشا في أَذائي جهدَ طاقته / فَلا تَهنّا بحلو العيشِ يَجرَعُهُ
موكَّلٌ بِنَبات الخَيرِ يَحصُدُهُ / وَلا يَرى مِن صَوابِ الأي يَزرَعُهُ
قَد كانَ يَحكُمُ ما يَهوى فَأَقبَلُهُ / وَما أَتى مِن خِطابٍ كُنتُ أَسمَعُهُ
فَرُحتُ أَفرقُ مِن مَوتي بِمَنزِلِهِ / إِذ كانَ لَيسَ لَهُ حِفظٌ فَيُردِعُهُ
بِاللَهِ يا وَجدُ رِفقاً بِالفُؤادِ فَما / أَطيقُ أَكثَرَ مَمّا أَنتَ تَصنَعُهُ
كَيفَ العَزاء لمن في الغرب مُهجَتُهُ / وَجسمه بَلدُ الفِسطاطِ مَرتَعُهُ
صَبٌّ سَرى النَوم عَن جفنيهِ مُرتَحِلاً / فَالدَمع في إِثرِهِ جارٍ يُشَيِّعُهُ
وَأَنتَ يا وَصلُ عُج في رَبع فُرقتنا / عَساكَ تَجمع شَملاً عِزَّ مَجمَعُهُ
وَأَسقِهِ من حَيا التَقريب ساريَة / فَإِنَّهُ داثِر قَد مُجَّ مَوضِعُهُ
عَسى اللَياليَ بِأَوطاي الَّتي سلفت / يرجعن فيهِ رُجوعاً لا تُوَدِّعُهُ
فَكَم تركنا هلال الكأسِ طالعة / فيهِ تُغَيِّب هَمَّ النَفسِ مطلِعُهُ
سَماؤُهُ كَفَّ من كَفَّ الغَرامَ بِهِ / مَمدودَةٌ نَحوَ حَبل الصَبرِ يَقطَعُهُ
وَالرّاح رائِحَةٌ فينا وَغادِيَة / عَلى مَجالِسِ رَبعٍ جَلَّ مرتَعُهُ
راحٌ هيَ الرِيحُ فاجعلها عَلى طربٍ / تِجارة قَبلَ خُسرٍ لَيسَ يَنفَعُهُ
وَمُت بِها مَوتُ مَن يُرجى الحَياة لَهُ / فَمَيِّتُ الرّاحِ مَيتٌ صَحَّ مَرجِعُهُ
مَخبيَّةُ الدَهرِ كانَت في ذَخائِرِهِ / فَجادَ من صَفوِها ما كانَ يَمنَعُهُ
كَأَنَّها شفقٌ وَالمزجُ يكسِبُها / غَيماً سرياً بِلا ريثٍ يُقشِّعُهُ
وَلائِمٌ لامَني جَهلاً فَقُلتُ لَهُ / لي في الصَبابَةِ عُذرٌ لَيسَ تَدفعُهُ
لي فاصِرف اللَومَ قَلبٌ شاعَ منكَشِفاً / في مَذهَبِ الحُبِّ يا هَذا تَشَيُّعُهُ
وَمهجة لإِمام الحُسنِ يتبعها / فَالوجه عَهدٌ عَلَينا لَيسَ يَخلَعُهُ
دَلَّ فَأَبدى الصُدودَ وَالجَزَعا
دَلَّ فَأَبدى الصُدودَ وَالجَزَعا / تيهاً وَقَد كانَ حَقَّق الطَمَعا
وَلَم يَكُن ذاكَ مِنهُ عَن مَلَلٍ / بَل كانَ يَهوى أَذِيَّتي وَلَعا
حَتّى إِذا ما يَئِستُ مِن تَمَنُّعِهِ / قِدماً من الصابِ في الهَوى جُرَعا
ظَبيٌّ تَجرَّعتُ من تَمنُّعِهِ / قِدماً مِنَ الصابِ في الهَوى جُرَعا
يَتبَعُني في الهَوى وأَتبَعه / أَكرِم بِهِ تابِعاً وَمُتَّبَعا