المجموع : 4
وتَدْرِي سِباعُ الطَّيْرِ أَنَّ كُمَاتَهُ
وتَدْرِي سِباعُ الطَّيْرِ أَنَّ كُمَاتَهُ / إِذا لَقِيَتْ صِيدَ الكُماةِ سِباعُ
لَهُنَّ لُعَابٌ في الهَوَاءِ وهِزَّةٌ / إِذا جَدَّ بينَ الدّارِعين قِراعُ
تَطِيرُ جِياعاً فَوْقَهُ وتردها / ظُبَاهُ إِلى الأَوْكَارِ وَهْيَ شِباعُ
تَمَلَّكَ بالإِحْسَانِ رِبْقَةَ رِقِّهِا / فهُنَّ رَقِيقٌ يُشْتَرَى ويُبَاعُ
وأَلْحَمَ مِن أَفْرَاخِهَا فَهيَ طَوْعُهُ / لَدَى كُلِّ حَرْب والمُلُوك تُطَاعُ
تُمَاصِعُ جَرْحاها فيُجْهِزُ نَقْرُهَا / عَلَيْهِمْ وللطَّيْرِ العِتَاقِ مِصَاعُ
وناظِرَةٍ تَحْتَ طَيِّ القِنَاع
وناظِرَةٍ تَحْتَ طَيِّ القِنَاع / دَعاها إِلى اللَّه والخَيْرِ داعِ
سَعَتْ بابْنِها تَبْتَغِي مَنْزلاً / لوَصْلِ التَّبَتُّل والانْقِطَاعِ
وَجالَتْ بأَكنْافِهِ جَوْلَةً / فَحَلَّ الرَّبِيعُ بتِلْكَ البِقَاعِ
فَجاءَتْ تَهَادَى كمِثْلِ الرَّؤُومِ / تُراِعي غَزَالاً بأَعْلى يَفَاعِ
أَتَتْنَا تَبَخْتَرُ في مَشْيِهَا / فَحَلَّتْ بوادٍ كَثِيرِ السِّباعِ
ورِيعَتْ حذاراً على طِفْلِهَا / فنادَيْتُ يا هَذِهِ لا تُراعِي
غَزالُكِ تَفْرَقُ منه اللُّيُوثُ / وتَهْرُبُ منه كُمَاةُ المصاعِ
فوَلَّتْ ولِلْمِسْكِ مِن ذَيْلِهَا / على الأَرْض خَطٌّ كظَهْرِ الشُّجَاعِ
وأَتاكَ بالنَّيْرُوزِ شَوْقٌ حافِزٌ
وأَتاكَ بالنَّيْرُوزِ شَوْقٌ حافِزٌ / وتَطَلُّعٌ للزَّوْر غِبَّ تَطلعِ
وافاكَ في زَمَن عَجِيبٍ مُونِقٍ / وأَتاكَ في زَهْرٍ كَرِيمٍ مُمْتِعِ
فانظُر إِلى حُسْن الرَّبِيعِ وقَدْ جَلَتْ / عن ثَوْبِ نَوْرٍ للربِيعِ مُجَزَّعِ
فكأَنَّ نَرْجِسَهَا وقَد حَشَدَتْ به / زهْرُ النُّجُومِ تقارَبَتْ في مَطْلَعِ
أَوْ أَعْيُنُ الأَحْبَابِ حين تَرَاسَلَتْ / باللَّحْظِ تَحْتَ تَخَوُّفٍ وتوقُّعِ
وَبِها البَنَفْسَجُ قد حكى بخُضُوعِهِ / وقُنُوِّ لَوْنٍ في سَوَادٍ مُشْبَعِ
خَدَّ الحَبِيبِ وقَد عَضَضْتَ بِجَنَّةٍ / فشَكا إلَيْكَ بأَنَّةٍ وتوجُّعِ
وكأَنَّمَا خيريُّهَا تَحْتَ الدُّجَى / بَيْنَ الأَزَاهِرِ قَامَ كالمُتَطَلِّعِ
يَرْجُو زِيَارَةَ مَن يُحِبُّ لِوَعْدِهِ / كَلَفاً فباتَ مُرَاقِباً لم يَهْجَعِ
شَكَرْتُ للدَّهْرِ حُسْنَ مَا صَنَعَا
شَكَرْتُ للدَّهْرِ حُسْنَ مَا صَنَعَا / طَائِرُ مَجْدٍ بجَنَّتِي وَقَعَا
نَفَرْتُ لمّا أَيْقَنْتُ جيْئَتَهُ / وطارتِ النَّفْسُ عِنْدَها قِطَعَا
يا حُسْنَ حَمّامِنَا وقَد غَرَبَتْ / شَمْسُ الضُّحَى فيه بَعْدَ مَا مَتَعَا
أَيْقَنَ أَنَّ الهِلالَ راكِبُهُ / فضاءَ للحاضِرِينَ واتَّسَعَا
فانْعَمْ أَبا عامِرٍ بنِعْمَتِهِ / واعْجَبْ لأَمْرَيْنِ فيه قد جُمِعَا
نِيرانُهُ مِن زِنَادِكُمْ قَدِحَتْ / وماؤهُ مِن بنانِكم نَبَعَا