القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَنْتَرة بن شَدّاد الكل
المجموع : 8
ظَعَنَ الَّذينَ فَراقَهُم أَتَوَقَّعُ
ظَعَنَ الَّذينَ فَراقَهُم أَتَوَقَّعُ / وَجَرى بِبَينِهِمُ الغُرابُ الأَبقَعُ
حَرِقُ الجَناحِ كَأَنَّ لِحيَي رَأسِهِ / جَلَمانِ بِالأَخبارِ هَشَّ مولَعُ
فَزَجَرتُهُ أَلّا يُفَرِّخَ عُشُّهُ / أَبَداً وَيُصبِحَ واحِداً يَتَفَجَّعُ
إِنَّ الَّذينَ نَعَيتَ لي بِفِراقِهِم / هُم أَسهَروا لَيلي التَمامَ فَأَوجَعوا
وَمُغيرَةٍ شَعواءَ ذاتِ أَشِلَّةٍ / فيها الفَوارِسُ حاسِرٌ وَمُقَنَّعُ
فَزَجَرتُها عَن نِسوَةٍ مِن عامِرٍ / أَفخاذُهُنَّ كَأَنَّهُنَّ الخَروَعُ
وَعَرَفتُ أَنَّ مَنِيَّتي إِن تَأتِني / لا يُنجِني مِنها الفِرارُ الأَسرَعُ
فَصَبَرتُ عارِفَةً لِذَلِكَ حُرَّةً / تَرسو إِذا نَفسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ
خُذوا ما أَسأَرَت مِنها قِداحي
خُذوا ما أَسأَرَت مِنها قِداحي / وَرِفدُ الضَيفِ وَالأَنَسُ الجَميعُ
فَلَو لاقَيتَني وَعَلَيَّ دِرعي / عَلِمتَ عَلامَ تُحتَمَلُ الدُروعُ
تَرَكتُ جُبَيلَةَ بنَ أَبي عَدِيٍّ / يُبَلُّ ثِيابَهُ عَلَقٌ نَجيعُ
وَآخَرَ مِنهُمُ أَجرَرتُ رُمحي / وَفي البَجَلِيِّ مِعبَلَةٌ وَقيعُ
جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِعِ
جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِعِ / أَحَدُّ مِنَ البيضِ الرِقاقِ القَواطِعِ
إِذا جُرِّدَت ذَلَّ الشُجاعُ وَأَصبَحَت / مَحاجِرُهُ قَرحى بِفَيضِ المَدامِعِ
سَقى اللَهُ عَمّي مِن يَدِ المَوتِ جَرعَةً / وَشُلَّت يَداهُ بَعدَ قَطعِ الأَصابِعِ
كَما قادَ مِثلي بِالمُحالِ إِلى الرَدى / وَعَلَّقَ آمالي بِذَيلِ المَطامِعِ
لَقَد وَدَّعَتني عَبلَةٌ يَومَ بَينِها / وَداعَ يَقينٍ أَنَّني غَيرُ راجِعِ
وَناحَت وَقالَت كَيفَ تُصبِحُ بَعدَنا / إِذا غِبتَ عَنّا في القِفارِ الشَواسِعِ
وَحَقِّكَ لا حاوَلتُ في الدَهرِ سَلوَةً / وَلا غَيَّرَتني عَن هَواكَ مَطامِعي
فَكُن واثِقاً مِنّي بِحُسنِ مَوَدَّةٍ / وَعِش ناعِماً في غِبطَةٍ غَيرِ جازِعِ
فَقُلتُ لَها يا عَبلَ إِنّي مُسافِرٌ / وَلَو عَرَضَت دوني حُدودُ القَواطِعِ
خُلِقنا لِهَذا الحُبَّ مِن قَبلِ يَومِنا / فَما يَدخُلُ التَفنيدُ فيهِ مَسامِعي
أَيا عَلَمَ السَعدِيِّ هَل أَنا راجِعٌ / وَأَنظُرُ في قُطرَيكَ زَهرَ الأَراجِعِ
وَتُبصِرُ عَيني الرَبوَتَينِ وَحاجِراً / وَسُكّانَ ذاكَ الجِزعِ بَينَ المَراتِعِ
وَتَجمَعُنا أَرضُ الشَرَبَّةِ وَاللِوى / وَنَرتَعُ في أَكنافِ تِلكَ المَرابِعِ
فَيا نَسَماتِ البانِ بِاللَهِ خَبِّري / عُبَيلَةَ عَن رَحلي بِأَيِّ المَواضِعِ
وَيا بَرقُ بَلِّغها الغَداةَ تَحِيَّتي / وَحَيِّ دِياري في الحِمى وَمَضاجِعي
أَيا صادِحاتِ الأَيكِ إِن مُتُّ فَاِندُبي / عَلى تُربَتي بَينَ الطُيورِ السَواجِعِ
وَنوحي عَلى مَن ماتَ ظُلماً وَلَم يَنَل / سِوى البُعدِ عَن أَحبابِهِ وَالفَجائِعِ
وَيا خَيلُ فَاِبكي فارِساً كانَ يَلتَقي / صُدورَ المَنايا في غُبارِ المَعامِعِ
فَأَمسى بَعيداً في غَرامٍ وَذِلَّةٍ / وَقَيدٍ ثَقيلٍ مِن قُيودِ التَوابِعِ
وَلَستُ بِباكٍ إِن أَتَتني مَنِيَّتي / وَلَكِنَّني أَهفو فَتَجري مَدامِعي
وَلَيسَ بِفَخرٍ وَصفُ بَأسي وَشِدَّتي / وَقَد شاعَ ذِكري في جَميعِ المَجامِعِ
بِحَقِّ الهَوى لا تَعذِلوني وَأَقصِروا / عَنِ اللَومِ إِنَّ اللَومَ لَيسَ بِنافِعِ
وَكَيفَ أُطيقُ الصَبرَ عَمَّن أُحِبُّهُ / وَقَد أُضرِمَت نارُ الهَوى في أَضالِعي
يا أَبا اليَقظانِ أَغواكَ الطَمَع
يا أَبا اليَقظانِ أَغواكَ الطَمَع / سَوفَ تَلقى فارِساً لا يَندَفِع
زُرتَني تَطلُبُ مِنّي غَفلَةً / زَورَةَ الذِئبِ عَلى الشاةِ رَتَع
يا أَبا اليَقظانِ كَم صَيدٍ نَجا / خالِيَ البالِ وَصَيّادٍ وَقَع
إِن تَكُن تَشكو لِأَوجاعِ الهَوى / فَأَنا أَشفيكَ مِن هَذا الوَجَع
بِحُسامٍ كُلَّما جَرَّدتُهُ / في يَميني كَيفَما مالَ قَطَع
وَأَنا الأَسوَدُ وَالعَبدُ الَّذي / يَقصِدُ الخَيلَ إِذا النَقعُ اِرتَفَع
نِسبَتي سَيفي وَرُمحي وَهُما / يُؤنِساني كُلَّما اِشتَدَّ الفَزَع
يا بَني شَيبانَ عَمّي ظالِمٌ / وَعَلَيكُم ظُلمَهُ اليَومَ رَجَع
ساقَ بِسطاماً إِلى مَصرَعِهِ / عالِقاً مِنهُ بِأَذيالِ الطَمَع
وَأَنا أَقصِدُهُ في أَرضِكُم / وَأُجازيهِ عَلى ما قَد صَنَع
مَدَّت إِلَيَّ الحادِثاتُ باعَها
مَدَّت إِلَيَّ الحادِثاتُ باعَها / وَحارَبَتني فَرَأَت ما راعَها
يا حادِثاتِ الدَهرِ قُرّي وَاِهجَعي / فَهِمَّتي قَد كَشَفَت قِناعَها
ما دُستُ في أَرضِ العُداةِ غُدوَةً / إِلّا سَقى سَيلُ الدِما بِقاعَها
وَيلٌ لِشَيبانٍ إِذا صَبَّحتُها / وَأَرسَلَت بيضُ الظُبى شُعاعَها
وَخاضَ رُمحي في حَشاها وَغَدا / يَشُكُّ مَع دُروعِها أَضلاعَها
وَأَصبَحَت نِساؤُها نَوادِباً / عَلى رِجالٍ تَشتَكي نِزاعَها
وَحَرُّ أَنفاسي إِذا ما قابَلَت / يَومَ الفِراقِ صَخرَةً أَماعَها
يا عَبلَ كَم تَنعَقُ غِربانُ الفَلا / قَد مَلَّ قَلبي في الدُجى سَماعَها
فارَقتُ أَطلالاً وَفيها عُصبَةٌ / قَد قَطَّعَت مِن صُحبَتي أَطماعَها
لَقَد قالَت عُبَيلَةُ إِذ رَأَتني
لَقَد قالَت عُبَيلَةُ إِذ رَأَتني / وَمَفرِقُ لِمَّتي مِثلُ الشَعاعِ
أَلا لِلَّهِ دَرُّكَ مِن شُجاعٍ / تَذِلَّ لِهَولِهِ أُسدُ البِقاعِ
فَقُلتُ لَها سَلي الأَبطالَ عَنّي / إِذا ما فَرَّ مُرتاعُ القِراعِ
سَليهِم يُخبِروكِ بِأَنَّ عَزمي / أَقامَ بِرَبعِ أَعداكِ النَواعي
أَنا العَبدُ الَّذي سَعدي وَجَدّي / يَفوقُ عَلى السُها في الاِرتِفاعِ
سَمَوتُ إِلى عَنانِ المَجدِ حَتّى / عَلَوتُ وَلَم أَجِد في الجَوِّ ساعي
وَآخَرُ رامَ أَن يَسعى كَسَعيِي / وَجَدَّ بِجَدِّهِ يَبغي اِتِّباعي
فَقَصَّرَ عَن لَحاقي في المَعالي / وَقَد أَعيَت بِهِ أَيدي المَساعي
وَيَحمِلُ عُدَّتي فَرَسٌ كَريمٌ / أُقَدِّمُهُ إِذا كَثُرَ الدَواعي
وَفي كَفّي صَقيلُ المَتنِ عَضبٌ / يُداوي الرَأسَ مِن أَلَمِ الصُداعِ
وَرُمحي السَمهَرِيِّ لَهُ سِنانٌ / يَلوحُ كَمِثلِ نارٍ في يَفاعِ
وَما مِثلي جَزوعٌ في لَظاها / وَلَستُ مُقَصِّراً إِن جاءَ داعي
قِف بِالمَنازِلِ إِن شَجَتكَ رُبوعُها
قِف بِالمَنازِلِ إِن شَجَتكَ رُبوعُها / فَلَعَلَّ عَينَكَ تَستَهِلُّ دُموعُها
وَاِسأَل عَنِ الأَظعانِ أَينَ سَرَت بِها / آباؤُها وَمَتى يَكونُ رُجوعُها
دارٌ لِعَبلَةَ شَطَّ عَنكَ مَزارُها / وَنَأَت فَفارَقَ مُقلَتَيكَ هُجوعُها
فَسَقَتكِ يا أَرضَ الشَرَبَّةِ مُزنَةٌ / مُنهَلَّةٌ يَروي ثَراكِ هُموعُها
وَكَسا الرَبيعُ رُباكِ مِن أَزهارِهِ / حُلَلاً إِذا ما الأَرضُ فاحَ رَبيعُها
كَم لَيلَةٍ عانَقتُ فيها غادَةً / يَحيا بِها عِندَ المَنامِ ضَجيعُها
شَمسٌ إِذا طَلَعَت سَجَدتُ جَلالَةً / لِجَمالِها وَجَلا الظَلامَ طُلوعُها
يا عَبلَ لا تَخشَي عَلَيَّ مِنَ العِدا / يَوماً إِذا اِجتَمَعَت عَلَيَّ جُموعُها
إِنَّ المَنِيَّةَ يا عُبَيلَةُ دَوحَةٌ / وَأَنا وَرُمحي أَصلُها وَفُروعُها
وَغَداً يَمُرُّ عَلى الأَعاجِمِ مِن يَدي / كَأسٌ أَمَرُّ مِنَ السُمومِ نَقيعُها
وَأُذيقُها طَعناً تَذِلُّ لِوَقعِهِ / ساداتُها وَيَشيبُ مِنهُ رَضيعُها
وَإِذا جُيوشُ الكِسرَوِيِّ تَبادَرَت / نَحوي وَأَبدَت ما تُكِنُّ ضُلوعُها
قاتَلتُها حَتّى تَمَلَّ وَيَشتَكي / كُرَبَ الغُبارِ رَفيعُها وَوَضيعُها
فَيَكونُ لِلأُسدِ الضَواري لَحمُها / وَلِمَن صَحِبنا خَيلُها وَدُروعُها
يا عَبلَ لَو أَنَّ المَنِيَّةَ صُوِّرَت / لَغَدا إِلَيَّ سُجودُها وَرُكوعُها
وَسَطَت بِسَيفي في النُفوسِ مُبيدَةً / مَن لا يُجيبُ مَقالَها وَيُطيعُها
إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناعا
إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناعا / وَمَدَّ إِلَيكَ صَرفُ الدَهرِ باعا
فَلا تَخشَ المَنيَّةَ وَاِلقَيَنها / وَدافِع ما اِستَطَعتَ لَها دِفاعا
وَلا تَختَر فِراشاً مِن حَريرٍ / وَلا تَبكِ المَنازِلَ وَالبِقاعا
وَحَولَكَ نِسوَةٌ يَندُبنَ حُزناً / وَيَهتِكنَ البَراقِعَ وَاللِفاعا
يَقولُ لَكَ الطَبيبُ دَواكَ عِندي / إِذا ما جَسَّ كَفَّكَ وَالذِراعا
وَلَو عَرَفَ الطَبيبُ دَواءَ داءٍ / يَرُدُّ المَوتَ ما قاسى النِزاعا
وَفي يَومِ المَصانِعِ قَد تَرَكنا / لَنا بِفِعالِنا خَبَراً مُشاعا
أَقَمنا بِالذَوابِلِ سوقَ حَربٍ / وَصَيَّرنا النُفوسَ لَهَ مَتاعا
حِصاني كانَ دَلّالَ المَنايا / فَخاضَ غُبارَها وَشَرى وَباعَ
وَسَيفي كانَ في الهَيجا طَبيباً / يُداوي رَأسَ مَن يَشكو الصُداعا
أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتَ عَنهُ / وَقَد عايَنتَني فَدَعِ السَماعا
وَلَو أَرسَلتُ رُمحي مَع جَبانٍ / لَكانَ بِهَيبَتي يَلقى السِباعا
مَلَأتُ الأَرضَ خَوفاً مِن حُسامي / وَخَصمي لَم يَجِد فيها اِتِّساعا
إِذا الأَبطالُ فَرَّت خَوفَ بَأسي / تَرى الأَقطارَ باعاً أَو ذِراعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025