المجموع : 13
لَو لَم يُخالِط يَومَ بَينَكَ أَدمُعي
لَو لَم يُخالِط يَومَ بَينَكَ أَدمُعي / قاني دَمي ما كُنتُ إِلّا مدَّعي
قَد صَحَّ عِندَكَ شاهِدٌ مِن عَبرَتي / فَسَلِ الدُجى وَنُجومَهُ عَن مَضجَعي
عاقَبتَني بِجِنايَةٍ لَم أَجنِها / ظُلماً وَكَم مِن حاصِدٍ لَم يَزرَعِ
وَمنعتَ طَيفكَ مِن زِيارَةِ عاشِقٍ / حاوَلتَ مُهجَتَهُ فَلَم يَتَمَنَّعِ
وَأَمالَكَ الواشي وَلَولا غِرَّةٌ / كانَ الصِبى سَبَباً لَها لَم تخدَعِ
فَجَمَعتَ أَثقالَ الصُدودِ إِلى النَوى / فَوقَ المَلامِ إِلى فُؤادٍ موجَعِ
يا راحِلاً وَالقَلبُ بَينَ رِحالِهِ / يَقتادَهُ حِفظاً لِعَهدِ مُضَيّعِ
هَلّا وَقَفتَ عَلى مُحِبِّكَ حافِظاً / عَهدَ الهَوى فيهِ وُقوفَ مُوَدِّعِ
كَيفَ السَبيلُ إِلى السُلُوِّ وَلَم تُعد / عَقلي عَلَيَّ وَلَم تَدَع قَلبي مَعي
فَسَقى زَماناً مَرَّ لي بِطُوَيلِعٍ / صَوبُ الحَيا وَسقى عِراص طُوَيلِعِ
فَلَأَصبِرَنَّ عَلى الزَمانِ وُجَورِهِ / صَبرَ اِمريءٍ مُتَجَمِّلٍ لَم يَخضَعِ
وَلَأَلبسَنَّ مِنَ التَجَلُّدِ نَثرَةً / حَصداءَ تَهزَأُ مِن سَوابِغَ تُبَّعِ
وَلَأَشكُرَنَّ حَوادِثاً قَذَفَت بِآ / مالي إِلى الملكِ الهمامِ الأَروَعِ
فَضَفا عَلَيَّ ظِلالُ أَبلَجَ ماجِدٍ / ضافي لِباسِ المَجدِ صافي المَشرعِ
وَرَأَيتُ أَحسَنَ مَنظَرٍ وَخبرتُ أَط / يَبَ مَخبرٍ وَحَلَلتُ أَرفَعَ مَوضِعِ
في ظِلِّ وَضّاحِ الجَبينِ سَمَيذَعٍ / مِن نَسلِ وَضّاحِ الجَبينِ سَميذَعِ
الأَشرَفِ المَلكِ الَّذي بَذلُ النَدى / مِن كَفِّهِ طَبعٌ بِغَيرِ تَطَبُّعِ
مَلِكٌ لَهُ يَومَ الهياجِ مَواقِفٌ / مَشهورَةٌ لا يَدعيها مُدَّعي
مُتَبَسِّمٌ في كُلِّ يَومٍ عابِسٍ / مُتَوَضِّحٌ في كُلِّ خَطبٍ أَسفَعِ
يَروي حِرارَ السَمهَرِيِّ بِكَفِّهِ / يَومَ الوَغى مِن قَلبِ كُلِّ مَدرَّعِ
سِيّانِ عِندَ يَمينِهِ وَحُسامِهِ / في الحَربِ هامَةُ حاسِرٍ وَمُقَنَّعِ
وَلَطالَما حَطَمَ الوَشيجَ بِكَفِّهِ / مِن بَعدِ حَشوِ الدرعِ بَينَ الأَضلُعِ
مَلكٌ مَتى اِستَسقَيتَ بَحرَ يَمينِهِ / جادَت عَلَيكَ بِديمَةٍ لَم تُقلَعِ
حَسَنَت مَواقِعُها وَكَم مِن ديمَةٍ / جَهَلَت فَجادَت في سَباخٍ بَلقَعِ
وَلَطالَما غَشِيَ الوَغى بِثَلاثَةٍ / في ظَهرِ مَنسوبٍ يَطيرُ بِأَربَعِ
بِأَصَمَّ مُعتَدِلٍ وَأَبيَضَ صارِمٍ / وَجَنانِ مَضّاءِ العَزيمِ مُشَيَّعِ
كَم مَوقِفٍ ضَنكٍ فَلَولا صَبرُهُ / فيهِ لِوَقعِ البيضِ لَم يَتَوَسَّعِ
مِن مَعشَرٍ شَرَعوا السَماحَ وَأَرشَدوا / فيهِ العُفاةَ إِلى طَريقٍ مهَيعِ
وافيتُهُ وَالسَيلُ قَد بَلَغَ الزُبى / عندي وَوِردُ العَمررنقِ المُشرعِ
فَبَلَغتُ مِن نُعماهُ ما لا يَنتَهي / أَملي وَلَم يَطمَح إِلَيهِ مَطمَعي
وَنَهى الحَوادِثَ أَن تُلِمَّ بِمَنزِلي / وَصُروفَ دَهري أَن تَطوفَ بِمَربَعي
مُتَبَرِّعٌ بِالجودِ قَبلَ سُؤالِهُ / وَالجودُ جودُ الباديءِ المُتَبَرِّعِ
فَغَدَوتُ أُنشِدُ جودَهُ مُتَمَثِّلاً / وَنَوالُهُ مِثلُ السُيولِ الدُفَّعِ
وَلَقَد دَعَوتُ نَدى الكِرامِ فَلَم يجِب / فَلَأَشكُرَنَّ نَدىً أَجابَ وَما دعي
ما سِرُّ سُكانِ الحِمى بِمُذاعِ
ما سِرُّ سُكانِ الحِمى بِمُذاعِ / عِندي وَلا عَهدُ الهَوى بِمضاعِ
أَينَ الحِمى مِنّي سَقى اللَهُ الحِمى / رَيّاً وَكانَ لَهُ الحَفيظَ الراعي
وَمَنازِلاً بَينَ البِقاعِ وَراهِطٍ / أَكرم بِها من أَربُعٍ وَبِقاعِ
تِلكَ المَنازِلُ لا مَنازِلُ أَنهَجَت / بَينَ الكَثيبِ الفَردِ وَالأَجراعِ
كَم باتَ يُلهيني بِها مَصنوعَةُ ال / أَلحانِ أَو مَطبوعَةُ الأَسجاعِ
إِنسِيَّةٌ بَيضاءُ أَو أَيكِيَّةٌ / وَرقاءُ عاكِفَةٌ عَلى التَرجاعِ
كَحلاءُ ضاقَت عَن إِجالَةِ مرودٍ / وَجِراحُها في القَلبِ جدُّ وِساعِ
وَمَدامَةٍ لَم يُبقِ طولُ ثَوائِها / في خدرِها إِلّا وَميضَ شُعاعِ
مِن كَفِّ مَصقولِ العَوارِضِ آنِسٍ / يَرنو بِمُقلَةِ جُؤذُرٍ مُرتاعِ
وَقَفَت عَقارِبُ صُدغِهِ في خَدِّهِ / حَيرى وَباتَت في القُلوبِ سَواعي
راضَت خَلائِقَهُ العُقارُ وَبَدَّلَت / نزقَ الصِبى بِمُوَقَّرٍ مِطواعِ
في رَوضَةٍ نَسَجَت وَشائِعَ بُردِها / كَفُّ السَحابِ وَأَيُّ كَفِّ صَناعِ
حَلَّت بِها الجَوزاءُ عِقدَ نِطاقِها / فَتَباشَرَت بِالخصبِ وَالإِمراعِ
وَعَلا زَئيرُ اللَيثِ في عَرصاتِها / ما بَينَ طَرفٍ واكِفٍ وَذَراعِ
وَتَدافَعَت تِلكَ التِلاعُ فَأَتأَقَت / غُدرانَها بِأَتِيّ ذي دُفَّاعِ
فَكَأَنَّما المُلكُ المُعَظَّمُ جادَها / بِنَوالِهِ المُتَدَفِّقِ المُنباعِ
الخائِضُ الغَمَراتِ في رَهَجِ الوَغى / وَالحَربُ حاسِرَةٌ بِغَيرِ قِناعِ
وَالقَومُ بَينَ مُرَدَّعٍ بِدِمائِهِ / وَمُعَرَّدٍ بِذَمائِهِ مُنصاعِ
في مَوقِفٍ ضَنكٍ كَريهٍ طَعمُهُ / حُبسَ الفَوارِسُ مِنهُ في جَعجاعِ
بِمطهَّمٍ نَهدٍ كَأَنَّ مُرورَهُ / سَيلٌ تَدافَعَ مِن مُتونِ تِلاعِ
أَو لَقُوَّةٍ شَغواءَ حَقَّقَ طَرفُها / مِن رَأسِ مرقَبَةٍ طَلاً في قاعِ
وَمُهَنَّدٍ يَبدو عَلى صَفحاتِهِ / رَقراقُ ماءٍ فَوقَ نَملٍ ساعِ
وَمُثَقَّفٍ إِن رامَ مُهجَةَ فارِسٍ / لَم تَحمِها مَوضونَةُ الأَدراعِ
فَكَأَنَّ مُحكَمَةَ السَوابِغِ عِندَهُ / مِن نَسجِ خَرقاءِ اليَدَينِ لَكاعِ
بِجَنانِ مَضّاءِ العَزائِمِ رَأيُهُ / في الحَربِ غَيرُ الفائِلِ الضَعضاعِ
وَكَأَنَّما يَختالُ في غَمَراتِها / وَالنَقعُ قَد سَتَر الدُجى بِلِفاعِ
لَيثُ الشَرى في مَتنِ أَجدَلَ كاسِرٍ / يَسطو بِصَلٍّ في ثِيابِ شُجاعِ
مَلِكٌ فَواضِلُ جودِهِ مَبثوثَةٌ / في الأَرضِ تَسأَلُ عَن ذَوي الإِدقاعِ
خُلِقَت أَنامِلُهُ لِحطمِ مُثَقَّفٍ / ولفلّ هِندِيٍّ وَحِفظِ يَراعِ
ما رايَةٌ رُفِعَت لِأَبعَدِ غايَةٍ / إِلّا تَلَقّاها بِأَطوَلِ باعِ
مَلَأَت مَساعيهِ الزَمانَ فَدَهرَهُ / يَومانِ يَومُ قِرىً وَيَومُ قِراعِ
وَشَأَت أَياديهِ الغُيوثَ لِأَنَّها / تَبقى وَتِلكَ سَريعَةُ الإِقلاعِ
وَلَهُ إِذا اِفتَخَر المُلوكُ مَفاخِرٌ / لا تُعتَلى بِأُبُوَّةٍ وَمَساعِ
ما أوقِدَت نارُ الكِرامِ بِوَهدَةٍ / في المَحلِ إِلّا شَبَّها بِيَفاعِ
تَرجوهُ أَملاكُ الزَمانِ وَتَتَّقي / سَطواتِ ضرّارٍ لَهُم نَفّاعٍ
يا أَيُّها الملكُ المُعَظَّمُ دَعوَةً / مِن نازِحٍ قَلِقِ الحَشا مُرتاعِ
لا يَأتَلي لِدَوامِ مُلكِكَ داعِياً / وَإِلى وَلائِكَ في المَحافِلِ داعي
يُهدي إِلَيكَ مِنَ الثَناءِ مَلابِساً / تَضفو وَتَصفو مِن قَذى الأَطماعِ
مَصقولَةَ الأَلفاظِ يَلقاها الفَتى / مِن كُلِّ جارِجَةٍ بِسَمعٍ واعِ
أَبدَعتَ فيما تَنتَحيهِ فَأَبدَعَت / فيكَ المَدائِحُ أَيَّما إِبداعِ
فَإِلى مَتى أَنا بِالسِفارِ أُضَيِّعُ ال / أَيّامَ بَينَ الشَدِّ وَالإيضاعِ
حِلفَ الرَحالَةِ وَالدُجى فرواحلي / ما تَأتَلي مَمعوطَةَ الأَنساعِ
أَشبَهتُ عِمراناً وَأَشبَهَ كُلُّ من / جاوَزتُ مَنزِلَهُ فَتى زِنباعِ
بَينا أُصَبِّحُ بِالسَلامِ مَحَلَّةً / حَتّى أُمَسّي أَهلَها بِوَداعِ
أَبَداً أُرَقّحُ كَي أُرَقّعَ خَلةً / مِن حالَةٍ مِثلَ الرَدا المُتَداعي
قسماً بِما بَينَ الحَطيمِ إِلى الصَفا / مِن طائِفٍ مُتَنَسِّكٍ أَو ساعِ
إِنّي إِلى تَقبيلِ كَفِّكَ شَيِّقٌ / شَوقاً يَضُمُّ عَلى جَوىً أَضلاعي
هَجَوتُ الأَكابِرَ في جِلَّقٍ
هَجَوتُ الأَكابِرَ في جِلَّقٍ / وَرُعتُ الوَضيعَ بِهَجوِ الرَفيعِ
وَأُخرِجتُ مِنها وَلكِنَّني / رَجَعتُ عَلى رغمِ أَنفِ الجَميعِ
جاءَ الشِتاءُ وَلَيسَ عِندي فَروَةٌ
جاءَ الشِتاءُ وَلَيسَ عِندي فَروَةٌ / وَالقُرُّ خَصمٌ لا يُرَدُّ وَيُدفَعُ
وَإِذا الشِتاءُ أَتى وَما لِيَ فَروَةٌ / أَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَعُ
فَوَحَقَّ مَجدِكَ وَهوَ جَهدُ ألِيَّتي / وَنَداكَ وَهوَ لِكُلِّ خَطبٍ مَدفَعُ
إِنّي أَبيتُ عَلى الطَوى خاوي الحَشا / سَغَباً وَأَحناءُ الضُلوعِ تَقَعقَعُ
وَمِن عَجَبِ الأَيّامِ أَنَّ شَفاعَتي
وَمِن عَجَبِ الأَيّامِ أَنَّ شَفاعَتي / تُرَجّى لِمَن في وَجهِهِ أَلفُ شافِعِ
لِأَبلَجَ عَسّالِ التَثَنّي مُهَذَّبِ ال / خَلائِقِ مَعسولِ الثَنايا مُطاوِعِ
يَرومُ شَفيعاً مِن سِواهُ جَهالَةً / وَلا شافِعٌ مِثلَ الحَبيبِ المُضاجِعِ
سائِلِ الرَبعَ وَالدِيارَ اللَواتي
سائِلِ الرَبعَ وَالدِيارَ اللَواتي / بِتُّ أَسقي طلولَها مِن دُموعي
هَل وَفَت لِلطلولِ عَيني فَأَغنَت
هَل وَفَت لِلطلولِ عَيني فَأَغنَت / ساحَتَيها عَن صيفٍ وَرَبيعِ
وَضَلالٌ سُؤالُ غَيرِ مُجيبِ / وَسَفاهٌ دُعاءُ غَيرِ سَميعِ
لَو رَآني العَذولُ يَومَ اِستَقَلّوا / لَرَثى لي في مَوقِفِ التَوديعِ
عَبراتٌ تَحارُ مِنها الغَوادي / وَزَفيرٌ تَضيقُ عَنهُ ضُلوعي
ثَلاثَةٌ أَحرُفُهُ
ثَلاثَةٌ أَحرُفُهُ / وَواحِدٌ جَميعُهُ
إِن رُمتَ أَن تَعكِسَهُ / فَلَستَ تَستَطيعُهُ
يا شاعِراً أَلغَزَ لي
يا شاعِراً أَلغَزَ لي / مِن شِعرِهِ بَديعُهُ
سَمِيُّهُ في البَحرِ لا / كنّيَ لا أُذيعُهُ
لا غَروَ أَن ضاعَتِ الأَعيادُ بَينَكُمُ
لا غَروَ أَن ضاعَتِ الأَعيادُ بَينَكُمُ / رِفقاً كَأَنّي بِكُم قَد ضاعَتِ الجُمَعُ
فَليَعجَبِ الناسُ مِن قَومٍ يَقودهُمُ / إِلى الضَلالَةِ أَعمى وَهوَ مُتَّبَعُ
قَد كَذَّبوا ما رَأَوهُ وَهوَ مُتَّضحٌ / وَصَدَّقوا ما رَواهُ وَهوَ مُمتَنِعُ
لا كانَ عِشقٌ لا يُصَكُّ لِعاشِقٍ
لا كانَ عِشقٌ لا يُصَكُّ لِعاشِقٍ / بِالنَعلِ فيهِ هامَةٌ وَأَخادِعُ
لا تَحسبَن يا مُرُّ أَنَّكَ أَوَّلٌ / في صَفعِهِ ما أَنتَ إلّا رابِعُ
أَرى الناسَ لا يَرقى إِلى المَجدِ مِنهُمُ
أَرى الناسَ لا يَرقى إِلى المَجدِ مِنهُمُ / سِوى ناقصٍ أَو ناقِضٍ في الأَضالِعِ
فَمَن شَكَّ فيما قُلتُهُ فَقِياسُهُ / عَلى مَعشَرٍ يَنفونَ شَكَّ المُنازِعِ
سُلَيمانَ وَالجاموسِ وَالصَدرِ وَاِبنِهِ / وَأَصهارِهِم وَالناصِحَينِ وَجامِعِ
أَرِح مِن نَزحِ ماءِ البرجِ يَوماً
أَرِح مِن نَزحِ ماءِ البرجِ يَوماً / فَقَد أَفضى إِلى تَعَبٍ وَعي
مُرِ القاضي بِوَضعِ يَدَيهِ فيهِ / وَقَد أَضحى كَرَأسِ الدَولَعِيِّ