المجموع : 9
يا باذلاً رزق الورى ومانعا
يا باذلاً رزق الورى ومانعا / وخافضاً أقدارهم ورافعا
وقادراً أضحت صروف دهره / لأمره مذعنة خواضعا
وطالعاً كالبدر في دست العلى / ووارثاً والده طلائعا
وناصر المجد الذي لو لم يقم / في حفظه أصبح مجداً ضائعا
غدوت للمال الجزيل فارقاً / ورحت للذكر الجميل جامعا
إذا المعالي عرضت نفوسها / كنت لها مشترياً لا بائعا
في منصب الملك أشم شامخ / قد استخف حمله متالعا
ذو هيبة أصبح كل أصيد / بين يديها ساجداً وراكعا
لو أن بهرام السماء خانه / أو طائر النسرين خر واقعا
فما عسى بهرام وهو عبده / إذ كفر الصنع يكون صانعا
سلبته ثوب الحياة إذ غدا / لخلعة الطاعة عنه خالعا
قطعت يوم السبت رأس صنوه / وذاق يوم السبت سما ناقعا
صفحت يوم الحي عنه قادراً / فعاد في فعل القبيح راجعا
وفارق الطاعة وهي جنة / تحرز من كان مطيعاً سامعا
عفوت في الأولى فلما خانها / أدنت له الأخرى حماما شاسعا
أراد أن يطلع في ذروة العلى / لكن بدا من فوق جذع طالعا
غادرته فوق الصليب قائماً / يمد وسط الجو باعاً واسعا
مد إلى الأفق يدي مستمطر / فأمطرته النبل وبلاً هامعا
تركتها مارقة من مارق / خان ونزهت الحسام القاطعا
وهو ينادي بلسان حاله / هذا جزا من كفر الصنائعا
بهرام مفتاح لكل ناكث / أصبح في بحر النفاق شارعا
فليصح من خمر الهوى مخامر / إن كان حلم عن سفاه رادعا
ولا يخادع نفسه فإنه / رب خداع أهلك المخادعا
غير بعيد وغير ممتنع
غير بعيد وغير ممتنع / نسيان مولاي للحديث معي
والحر في مرقدي يذكرني / موعده لي بذلك النطع
فامنن به مع مخدتيه وجد / واصفع بإنفاذها قفا طمعي
ولا تكلف علاك جدته / فكم خليع يعد في الخلع
قل للمشارف عني
قل للمشارف عني / إذا احتبى في الصناعه
كتب الرقاع إلى من / يهينهن رقاعه
وليس حكم القوافي / يجوز في كل ساعه
وسوف تسمع منها / ما لا تريد سماعه
عاملتهن بغدر / والغدر بئس البضاعه
حاشا غلام صليب / من ذاك وابن قضاعه
قلت وما قصدي رياء بما
قلت وما قصدي رياء بما / أقول في الناس ولا سمعة
جمل ورد جيد أيامه / بالجود والهيبة والمنعة
ضاءت كفاة الملك في جنبه / كالصبح يغنيك عن الشمعة
كم منة أردفها منة / ووقعة أتبعها وقعة
متوج تعرب أفعاله / عن كرم الطينة والنبعة
يدنو إلينا والسها دونه / في شرف الرتبة والرفعة
خاطب إحسانك مسترسلاً / وأنت أولى الناس بالشفعة
تناولت المكارم والمساعي
تناولت المكارم والمساعي / بأقوى ساعد وأتم باع
أبى تاج الخلافة قول من لا / يراقب في علاك ولا يراعي
بأي سجية يا ورد أثني / عليك بها من الشرف المشاع
أبالمنن التي لا من فيها / فكم لك في أياد واصطناع
أم الخلق الذي أمسى وأضحى / كريماً عند ضيق واتساع
أم الهمم التي في الملك ألوت / بهمة ذي رعين والكلاع
أم النوب التي أغنيت فيها / غناء المشرفي عن اليراع
وأيقنت الشجاعة ورداً / أحق فتي يلقب بالشجاع
وكم نادت ظباه إلى قلوب / وقد خفقت رويدك لن تراعي
فدى لأبي الحسام ولا أحاشي / رجالاً جانبوا كرم الطباع
تفضله مناقبه عليهم / كما فضل العيان على السماع
أرى يا ورد ضدك في انخفاض / وجدك في علو وارتفاع
ونارك في دجنة كل خطب / ومكرمة تشب على اليفاع
فللمغتر والمعتز منها / شهاب للقرى أو للقراع
وحق علاك فهو أجل عندي / إذا أقسمت من ملق الخداع
لقد أحببت مدحك لا لشيء / يعود بوجه ضري وانتفاعي
ولكن لاختراعك في المعالي / خلائق لم تدنس باختراع
رعاك الله من ملك هجان / فإنك للمكارم خير راع
إذا سارت جيادك والمطايا / فيا زمع القلوب مع الزماع
ومن لم يفتجع لنواك منا / فذاك يعد من سقط المتاع
وأصعب نائبات الدهر عندي / فجيعة فرقة بعد اجتماع
ولاسيما فراق أشم كانت / عقارب رأيه غصص الأفاعي
يدافع دون ملك أبي شجاع / إذا قعد الكفاة عن الدفاع
وداع ركابك السامي دعاني / إلى ذم التفريق والوداع
حفظت نم الضياع بلاد قوم / وأوقعنا افتراقك في الضياع
ستفقد منك أنفسنا حياة / وما فقد الحياة بمستطاع
فلا زالت عزائمك المواضي / تسوس الدهر بالأمر المطاع
إن نشطت فقل لها لا تربعي
إن نشطت فقل لها لا تربعي / على طلول دراسات الأربع
واصبر إذا الجزع بدا لا تجزع / ولا إذا ما بان بان الأجرع
والطم بأيديها خدود اليرمع / ذراعه برد السرة بالأدرع
ممعوطة أوراكها بالأنسع / يبري الوجيف عظمها ويرتعي
ما كثرت من صيفها والمربع / تصغي إلى الحادي كأنها تعي
إذا تلا مدح الكفيل الأروع / كفيل أبناء البطين الأنزع
شاور ذي المجد الأثيل الأرفع / وصولة صفاتها لم تقرع
ودولة صفاتها لم تقدع / كل رجاء للعدى ومطمع
بعزمة متى تجرد تقطع / كل رجاء للعدى ومطمع
أفلس راجي شأوك الممنع / وأنت رب الحق وهو المدعي
تنمى إلى المجد بزند أقطع / ومارن عن الفخار أجدع
وكم أطرت من خطوب وقع / من شاطئي مصر فلم تروع
وأصبحت أخت العرين المسبع / في عين شانيك قذى لم يقلع
منها وفي الحلق شجا لم يبلع / فهو إذا لم يرتدع ويردع
زجاجة تكسر إن لم تصدع / لك الوزارات التي لم يطمع
ذو منظر في مثلها ومسمع / في مغرب الشمس ولا في المطلع
لما استقرت منك في مستودع / كدر قوم صفو ذاك المشرع
بالغدر والغدر وخيم المصرع / وزارة رداؤها لم ينزع
وإنما كانت كشمس يوشع / معجزة تعجز كل مدعي
فارقتها وهي بقلب موجع / مشغولة الخاطر بالتفجع
ساهرة أجفانها لم تهجع / ولم تزل دائمة التطلع
عاطفة بجيدها والأخدع / إليك يا أكرم مدعو دعي
شديدة النشوز والتمنع / لثامها يضرب فوق البرقع
لم ترض بعد الطرف بالمدرع / وبعد عود النبع عود الخروع
تشتاق وجه العربي الألمعي / أفرس من تحمل ذات أربع
أشجع من عيينة في أشجع / حابس مجد حابس والأقرع
جامع فخر ليس في مجمع / حتى إذا جئت مجيء الأنزع
قضبت من نبت حماها ما رعي / قال لها سيفك عودي وارجعي
سافرة الوجه ولا تلفعي / وكيفما شئت فضري وانفعي
فإنني من غيره لم أقنع / بحاسر منك ولا مدرع
سقيتم كأس الحمام المنقع / وأصبحت ديارهم كالبلقع
وهكذا عزم الفتى فليصنع / ذكرك في الدنيا عظيم الموقع
أخملت ذكر قيصر و تبع / لم تبق في قوس العلى من منزع
فاسعد به عيداً سريع المرجع / يقتاد عمر النسر قود المتبع
عودوا إلى هذا الجناب الممرع / فرط أتى بعد صيام مزمع
عنك بذكر عبق التضوع / قسمته في الفرض والتطوع
بالك مصروف إلى التورع / مالك موقوف على التبرع
يا خير مبد في السماح مبدع / إن أمراً ترفعه لم يوضع
وإن من وضعته لم يرفع / قد مسني الضر ومس من معي
ضاقت بنا أحوالنا فوسع / أضحك والجمار بين أضلعي
من كثرة الدين وفقر مدقع / وأنت ظلي وإليك مفزعي
والدهر لا يحمل عنك موضعي / فانصر نصيراً بك في التشيع
وقد وجدت أرض شكر فازرع /
أعدُّ جوابي في ظهور رقاعي
أعدُّ جوابي في ظهور رقاعي / ليرجع سري وهو غير مذاع
وإن عقتها عني لتصبح حجة / علي فقد عاملتني بخداع
أيا أذن الأيام إن قلت فاسمعي
أيا أذن الأيام إن قلت فاسمعي / لنفثة مصدور وأنة موجع
وعي كل صوت تسمعين نداءه / فلا خير في أذن تنادى فلا تعي
تقاصر بي خطب الزمان وباعه / فقصر من ذرعي وقصر أذرعي
وأخرجني من موضع كنت أهله / وأنزلني بالجور في غير موضعي
بسيف ابن مهدي وأبناء فاتك / أقض من الأوطان جنبي ومضجعي
تيممت مصراً أطلب الجاه والغنى / فنلتهما في ظل عيش ممنع
وزرت ملوك النيل إذ زاد نيلهم / فأحمد مرتادي وأخصب مرتعي
وفزت بألف من عطية فائز / مواهبه للصنع لا للتصنع
وكم طوقتني من يد عاضدية / سرت بين يقظى في العيون وهجع
وجاد ابن رزيك من الجاه والغنى / بما زاد عن مرمى رجائي ومطمعي
وأوحى إلى سمعي ودائع شعره / فخبرته مني بأكرم مودع
وليست أيادي شاور بذميمة / ولا عهدها عندي بعهد مضيع
ملوك رعوا لي حرمة صار نبتها / هشيماً رعته النائبات وما رعي
ورُدَّتْ بهم شمس العطاء لوفدهم / كما قال قوم في علي ويوشع
مذاهبهم في الجود مذهب سنة / وإن خالفوني في اعتقاد التشيع
فقل لصلاح الدين والعدل شأنه / من الحكم المصغي إلي فأدعي
شكوت فقالت ناطقات ضرورتي / إذا حلقات الباب غلقن فاقرع
فأدللت إدلال المحب وقلت ما / أبالي بعفو الطبع لا بالتطبع
وعندي من الآداب ما لو شرحته / تيقنت أني قدر ابن المقفع
أقمت لكم ضيفاً ثلاثة أشهر / أقول لقلبي كلما ضاق وسع
أعلل غلماني وخيلي ونسوتي / بما صغت من عذر ضعيف مرقع
ثوابكم للوفد في كل بلدة / يفرق شمل النائل المتوزع
وكم من ضيوف الباب ممن لسانه / إذا قطعوه لا يقوم بإصبع
مشارع من نعماكم زرتها وقد / تكدر بالإسكندرية مشرعي
وضايقني أهل الديون فلم يكن / سوى بابكم منهم ملاذي ومفزعي
فيا راعي الإسلام كيف تركتها / فريقي ضياع من عرايا وجوع
دعوناك من قرب وبعد فهب لنا / جوابك فالباري يجيب إذا دعي
إلى الله أشكو من ليالي ضرورة / رجعنا بها نحو الجناب المرجع
قنعنا فلم نسألك صبراً وعفة / إلى أن عدمنا بلغة المتقنع
ولما أغص الريق مجرى حلوقنا / أتيناك نشكو غصة المتوجع
فإن كنت ترعى الناس للفقه وحده / فمنه طرازي بل لثامي وبرقعي
ألم ترعني للشافعي وأنتم / أجل شفيع عند أعلى مشفع
ونصري له في حيث لا أنت ناصر / بضرب صقيلات ولا طعن شرع
ليالي لا فقه العراق بسجسج / بمصر ولا ريح الشآم بزعزع
كأني بها من آل فرعون مؤمن / أصارع عن ديني وإن حان مصرعي
أمن حسنات الدهر أم سيئاته / رضاك عن الدنيا بما فعلت معي
ملكت عنان النصر ثم خذلتني / وحالي بمرأى من علاك ومسمع
فمالك لا توسع علي وتلتفت / إلي التفات المنعم المتبرع
فإما لأني لست دون معاشر / فتحت لهم ردن العطاء الموسع
وإما لما أوضحته من زعازع / عصفن على ديني ولم أتزعزع
وردي ألوف المال لم ألتفت لها / بعيني ولم أحفل ولم أتطلع
وإما لفن واحد من معارفي / هو النظم إلا إنه نظم مبدع
فإن سمتني نظماً ظفرت بمفلق / وأن سمتني نثراً ظفرت بمصقع
طباع وفي المطبوع من خطراته / غنى عن أفانين الكلام المصنع
سألتك في دين لياليك سقنه / وألزمتنيه كارهاً غير طيع
وهاجرت أرجو منك إطلاق راتب / تقرر من أزمان كسرى وتبع
وليتك ممن أطلع الشرق مطلعي / لتعلم نبعي إن عجمت وخروعي
وما أنا إلا قائم السيف لم يصن / بكف ودر لم يجد من مرصع
وياقوتة في سلك عقد مداره / على خرزات من عقيق مجزع
وكم مات نضناض اللسان من الظما / وقد شرقت بالماء أشداق ألكع
فيا واصل الأرزاق كيف تركتني / أمد إلى نيل المنى كف أقطع
أعندك أني كلما عطس امرؤ / بذي شمم أقنى عطست بأجدع
ظلامة مصدوع الفؤاد فهل له / سبيل إلى جبر الفؤاد المصدع
وأقسم لو قالت لياليك للدجى / أعد غارب الجوزاء قال لها اطلعي
غدا الأمر في إيصال رزقي وقطعه / بحكمك فابذل كيفما شئت وامنع
كذلك أقدار الرجال وإن غدت / بحكمك فاحفظ كيف شئت وضيع
فيا زارع الإحسان في كل تربة / ظفرت بأرض تنبت الشكر فازرع
فعندي إذا ما العرف ضاع غريبه / ثناء كعرف المسكة المتضوع
وقد صدرت في طي ذا النظم رقعة / غدا طمعي فيها إلى خير مطمع
أريد بها إطلاق ديني وراتبي / فأطلقهما والأمر منك ووقع
فبيني وبين الجاه والعز والغنى / وقائع أخشاها إذا لم توقع
وما هي إلا مدة نستمدها / وقد جفت الأرزاق من كل منبع
إلى ها هنا أنهي حديثي وأنتهي / وما شئت في حقي من الخير فاصنع
فإنك أهل الجود والبر والتقى / ووضع الأيادي البيض في كل موضع
قلب كفاه من الصبابة أنه
قلب كفاه من الصبابة أنه / لبى دعاء الظاعنين وما دعي
ومن الظنون الفاسدات توهمي / بعد اليقين بقاءه في أضلعي