القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 9
يا باذلاً رزق الورى ومانعا
يا باذلاً رزق الورى ومانعا / وخافضاً أقدارهم ورافعا
وقادراً أضحت صروف دهره / لأمره مذعنة خواضعا
وطالعاً كالبدر في دست العلى / ووارثاً والده طلائعا
وناصر المجد الذي لو لم يقم / في حفظه أصبح مجداً ضائعا
غدوت للمال الجزيل فارقاً / ورحت للذكر الجميل جامعا
إذا المعالي عرضت نفوسها / كنت لها مشترياً لا بائعا
في منصب الملك أشم شامخ / قد استخف حمله متالعا
ذو هيبة أصبح كل أصيد / بين يديها ساجداً وراكعا
لو أن بهرام السماء خانه / أو طائر النسرين خر واقعا
فما عسى بهرام وهو عبده / إذ كفر الصنع يكون صانعا
سلبته ثوب الحياة إذ غدا / لخلعة الطاعة عنه خالعا
قطعت يوم السبت رأس صنوه / وذاق يوم السبت سما ناقعا
صفحت يوم الحي عنه قادراً / فعاد في فعل القبيح راجعا
وفارق الطاعة وهي جنة / تحرز من كان مطيعاً سامعا
عفوت في الأولى فلما خانها / أدنت له الأخرى حماما شاسعا
أراد أن يطلع في ذروة العلى / لكن بدا من فوق جذع طالعا
غادرته فوق الصليب قائماً / يمد وسط الجو باعاً واسعا
مد إلى الأفق يدي مستمطر / فأمطرته النبل وبلاً هامعا
تركتها مارقة من مارق / خان ونزهت الحسام القاطعا
وهو ينادي بلسان حاله / هذا جزا من كفر الصنائعا
بهرام مفتاح لكل ناكث / أصبح في بحر النفاق شارعا
فليصح من خمر الهوى مخامر / إن كان حلم عن سفاه رادعا
ولا يخادع نفسه فإنه / رب خداع أهلك المخادعا
غير بعيد وغير ممتنع
غير بعيد وغير ممتنع / نسيان مولاي للحديث معي
والحر في مرقدي يذكرني / موعده لي بذلك النطع
فامنن به مع مخدتيه وجد / واصفع بإنفاذها قفا طمعي
ولا تكلف علاك جدته / فكم خليع يعد في الخلع
قل للمشارف عني
قل للمشارف عني / إذا احتبى في الصناعه
كتب الرقاع إلى من / يهينهن رقاعه
وليس حكم القوافي / يجوز في كل ساعه
وسوف تسمع منها / ما لا تريد سماعه
عاملتهن بغدر / والغدر بئس البضاعه
حاشا غلام صليب / من ذاك وابن قضاعه
قلت وما قصدي رياء بما
قلت وما قصدي رياء بما / أقول في الناس ولا سمعة
جمل ورد جيد أيامه / بالجود والهيبة والمنعة
ضاءت كفاة الملك في جنبه / كالصبح يغنيك عن الشمعة
كم منة أردفها منة / ووقعة أتبعها وقعة
متوج تعرب أفعاله / عن كرم الطينة والنبعة
يدنو إلينا والسها دونه / في شرف الرتبة والرفعة
خاطب إحسانك مسترسلاً / وأنت أولى الناس بالشفعة
تناولت المكارم والمساعي
تناولت المكارم والمساعي / بأقوى ساعد وأتم باع
أبى تاج الخلافة قول من لا / يراقب في علاك ولا يراعي
بأي سجية يا ورد أثني / عليك بها من الشرف المشاع
أبالمنن التي لا من فيها / فكم لك في أياد واصطناع
أم الخلق الذي أمسى وأضحى / كريماً عند ضيق واتساع
أم الهمم التي في الملك ألوت / بهمة ذي رعين والكلاع
أم النوب التي أغنيت فيها / غناء المشرفي عن اليراع
وأيقنت الشجاعة ورداً / أحق فتي يلقب بالشجاع
وكم نادت ظباه إلى قلوب / وقد خفقت رويدك لن تراعي
فدى لأبي الحسام ولا أحاشي / رجالاً جانبوا كرم الطباع
تفضله مناقبه عليهم / كما فضل العيان على السماع
أرى يا ورد ضدك في انخفاض / وجدك في علو وارتفاع
ونارك في دجنة كل خطب / ومكرمة تشب على اليفاع
فللمغتر والمعتز منها / شهاب للقرى أو للقراع
وحق علاك فهو أجل عندي / إذا أقسمت من ملق الخداع
لقد أحببت مدحك لا لشيء / يعود بوجه ضري وانتفاعي
ولكن لاختراعك في المعالي / خلائق لم تدنس باختراع
رعاك الله من ملك هجان / فإنك للمكارم خير راع
إذا سارت جيادك والمطايا / فيا زمع القلوب مع الزماع
ومن لم يفتجع لنواك منا / فذاك يعد من سقط المتاع
وأصعب نائبات الدهر عندي / فجيعة فرقة بعد اجتماع
ولاسيما فراق أشم كانت / عقارب رأيه غصص الأفاعي
يدافع دون ملك أبي شجاع / إذا قعد الكفاة عن الدفاع
وداع ركابك السامي دعاني / إلى ذم التفريق والوداع
حفظت نم الضياع بلاد قوم / وأوقعنا افتراقك في الضياع
ستفقد منك أنفسنا حياة / وما فقد الحياة بمستطاع
فلا زالت عزائمك المواضي / تسوس الدهر بالأمر المطاع
إن نشطت فقل لها لا تربعي
إن نشطت فقل لها لا تربعي / على طلول دراسات الأربع
واصبر إذا الجزع بدا لا تجزع / ولا إذا ما بان بان الأجرع
والطم بأيديها خدود اليرمع / ذراعه برد السرة بالأدرع
ممعوطة أوراكها بالأنسع / يبري الوجيف عظمها ويرتعي
ما كثرت من صيفها والمربع / تصغي إلى الحادي كأنها تعي
إذا تلا مدح الكفيل الأروع / كفيل أبناء البطين الأنزع
شاور ذي المجد الأثيل الأرفع / وصولة صفاتها لم تقرع
ودولة صفاتها لم تقدع / كل رجاء للعدى ومطمع
بعزمة متى تجرد تقطع / كل رجاء للعدى ومطمع
أفلس راجي شأوك الممنع / وأنت رب الحق وهو المدعي
تنمى إلى المجد بزند أقطع / ومارن عن الفخار أجدع
وكم أطرت من خطوب وقع / من شاطئي مصر فلم تروع
وأصبحت أخت العرين المسبع / في عين شانيك قذى لم يقلع
منها وفي الحلق شجا لم يبلع / فهو إذا لم يرتدع ويردع
زجاجة تكسر إن لم تصدع / لك الوزارات التي لم يطمع
ذو منظر في مثلها ومسمع / في مغرب الشمس ولا في المطلع
لما استقرت منك في مستودع / كدر قوم صفو ذاك المشرع
بالغدر والغدر وخيم المصرع / وزارة رداؤها لم ينزع
وإنما كانت كشمس يوشع / معجزة تعجز كل مدعي
فارقتها وهي بقلب موجع / مشغولة الخاطر بالتفجع
ساهرة أجفانها لم تهجع / ولم تزل دائمة التطلع
عاطفة بجيدها والأخدع / إليك يا أكرم مدعو دعي
شديدة النشوز والتمنع / لثامها يضرب فوق البرقع
لم ترض بعد الطرف بالمدرع / وبعد عود النبع عود الخروع
تشتاق وجه العربي الألمعي / أفرس من تحمل ذات أربع
أشجع من عيينة في أشجع / حابس مجد حابس والأقرع
جامع فخر ليس في مجمع / حتى إذا جئت مجيء الأنزع
قضبت من نبت حماها ما رعي / قال لها سيفك عودي وارجعي
سافرة الوجه ولا تلفعي / وكيفما شئت فضري وانفعي
فإنني من غيره لم أقنع / بحاسر منك ولا مدرع
سقيتم كأس الحمام المنقع / وأصبحت ديارهم كالبلقع
وهكذا عزم الفتى فليصنع / ذكرك في الدنيا عظيم الموقع
أخملت ذكر قيصر و تبع / لم تبق في قوس العلى من منزع
فاسعد به عيداً سريع المرجع / يقتاد عمر النسر قود المتبع
عودوا إلى هذا الجناب الممرع / فرط أتى بعد صيام مزمع
عنك بذكر عبق التضوع / قسمته في الفرض والتطوع
بالك مصروف إلى التورع / مالك موقوف على التبرع
يا خير مبد في السماح مبدع / إن أمراً ترفعه لم يوضع
وإن من وضعته لم يرفع / قد مسني الضر ومس من معي
ضاقت بنا أحوالنا فوسع / أضحك والجمار بين أضلعي
من كثرة الدين وفقر مدقع / وأنت ظلي وإليك مفزعي
والدهر لا يحمل عنك موضعي / فانصر نصيراً بك في التشيع
وقد وجدت أرض شكر فازرع /
أعدُّ جوابي في ظهور رقاعي
أعدُّ جوابي في ظهور رقاعي / ليرجع سري وهو غير مذاع
وإن عقتها عني لتصبح حجة / علي فقد عاملتني بخداع
أيا أذن الأيام إن قلت فاسمعي
أيا أذن الأيام إن قلت فاسمعي / لنفثة مصدور وأنة موجع
وعي كل صوت تسمعين نداءه / فلا خير في أذن تنادى فلا تعي
تقاصر بي خطب الزمان وباعه / فقصر من ذرعي وقصر أذرعي
وأخرجني من موضع كنت أهله / وأنزلني بالجور في غير موضعي
بسيف ابن مهدي وأبناء فاتك / أقض من الأوطان جنبي ومضجعي
تيممت مصراً أطلب الجاه والغنى / فنلتهما في ظل عيش ممنع
وزرت ملوك النيل إذ زاد نيلهم / فأحمد مرتادي وأخصب مرتعي
وفزت بألف من عطية فائز / مواهبه للصنع لا للتصنع
وكم طوقتني من يد عاضدية / سرت بين يقظى في العيون وهجع
وجاد ابن رزيك من الجاه والغنى / بما زاد عن مرمى رجائي ومطمعي
وأوحى إلى سمعي ودائع شعره / فخبرته مني بأكرم مودع
وليست أيادي شاور بذميمة / ولا عهدها عندي بعهد مضيع
ملوك رعوا لي حرمة صار نبتها / هشيماً رعته النائبات وما رعي
ورُدَّتْ بهم شمس العطاء لوفدهم / كما قال قوم في علي ويوشع
مذاهبهم في الجود مذهب سنة / وإن خالفوني في اعتقاد التشيع
فقل لصلاح الدين والعدل شأنه / من الحكم المصغي إلي فأدعي
شكوت فقالت ناطقات ضرورتي / إذا حلقات الباب غلقن فاقرع
فأدللت إدلال المحب وقلت ما / أبالي بعفو الطبع لا بالتطبع
وعندي من الآداب ما لو شرحته / تيقنت أني قدر ابن المقفع
أقمت لكم ضيفاً ثلاثة أشهر / أقول لقلبي كلما ضاق وسع
أعلل غلماني وخيلي ونسوتي / بما صغت من عذر ضعيف مرقع
ثوابكم للوفد في كل بلدة / يفرق شمل النائل المتوزع
وكم من ضيوف الباب ممن لسانه / إذا قطعوه لا يقوم بإصبع
مشارع من نعماكم زرتها وقد / تكدر بالإسكندرية مشرعي
وضايقني أهل الديون فلم يكن / سوى بابكم منهم ملاذي ومفزعي
فيا راعي الإسلام كيف تركتها / فريقي ضياع من عرايا وجوع
دعوناك من قرب وبعد فهب لنا / جوابك فالباري يجيب إذا دعي
إلى الله أشكو من ليالي ضرورة / رجعنا بها نحو الجناب المرجع
قنعنا فلم نسألك صبراً وعفة / إلى أن عدمنا بلغة المتقنع
ولما أغص الريق مجرى حلوقنا / أتيناك نشكو غصة المتوجع
فإن كنت ترعى الناس للفقه وحده / فمنه طرازي بل لثامي وبرقعي
ألم ترعني للشافعي وأنتم / أجل شفيع عند أعلى مشفع
ونصري له في حيث لا أنت ناصر / بضرب صقيلات ولا طعن شرع
ليالي لا فقه العراق بسجسج / بمصر ولا ريح الشآم بزعزع
كأني بها من آل فرعون مؤمن / أصارع عن ديني وإن حان مصرعي
أمن حسنات الدهر أم سيئاته / رضاك عن الدنيا بما فعلت معي
ملكت عنان النصر ثم خذلتني / وحالي بمرأى من علاك ومسمع
فمالك لا توسع علي وتلتفت / إلي التفات المنعم المتبرع
فإما لأني لست دون معاشر / فتحت لهم ردن العطاء الموسع
وإما لما أوضحته من زعازع / عصفن على ديني ولم أتزعزع
وردي ألوف المال لم ألتفت لها / بعيني ولم أحفل ولم أتطلع
وإما لفن واحد من معارفي / هو النظم إلا إنه نظم مبدع
فإن سمتني نظماً ظفرت بمفلق / وأن سمتني نثراً ظفرت بمصقع
طباع وفي المطبوع من خطراته / غنى عن أفانين الكلام المصنع
سألتك في دين لياليك سقنه / وألزمتنيه كارهاً غير طيع
وهاجرت أرجو منك إطلاق راتب / تقرر من أزمان كسرى وتبع
وليتك ممن أطلع الشرق مطلعي / لتعلم نبعي إن عجمت وخروعي
وما أنا إلا قائم السيف لم يصن / بكف ودر لم يجد من مرصع
وياقوتة في سلك عقد مداره / على خرزات من عقيق مجزع
وكم مات نضناض اللسان من الظما / وقد شرقت بالماء أشداق ألكع
فيا واصل الأرزاق كيف تركتني / أمد إلى نيل المنى كف أقطع
أعندك أني كلما عطس امرؤ / بذي شمم أقنى عطست بأجدع
ظلامة مصدوع الفؤاد فهل له / سبيل إلى جبر الفؤاد المصدع
وأقسم لو قالت لياليك للدجى / أعد غارب الجوزاء قال لها اطلعي
غدا الأمر في إيصال رزقي وقطعه / بحكمك فابذل كيفما شئت وامنع
كذلك أقدار الرجال وإن غدت / بحكمك فاحفظ كيف شئت وضيع
فيا زارع الإحسان في كل تربة / ظفرت بأرض تنبت الشكر فازرع
فعندي إذا ما العرف ضاع غريبه / ثناء كعرف المسكة المتضوع
وقد صدرت في طي ذا النظم رقعة / غدا طمعي فيها إلى خير مطمع
أريد بها إطلاق ديني وراتبي / فأطلقهما والأمر منك ووقع
فبيني وبين الجاه والعز والغنى / وقائع أخشاها إذا لم توقع
وما هي إلا مدة نستمدها / وقد جفت الأرزاق من كل منبع
إلى ها هنا أنهي حديثي وأنتهي / وما شئت في حقي من الخير فاصنع
فإنك أهل الجود والبر والتقى / ووضع الأيادي البيض في كل موضع
قلب كفاه من الصبابة أنه
قلب كفاه من الصبابة أنه / لبى دعاء الظاعنين وما دعي
ومن الظنون الفاسدات توهمي / بعد اليقين بقاءه في أضلعي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025