اشجاك أنك رائح لا ترجع
اشجاك أنك رائح لا ترجع / وهواك والأوطان بعدك بلقع
متلفت ما تبتغي؟ متوجع / ما تشتكي؟ متنصتق ما تسمعُ
تلك الزغاليل التي غادرتَها / جف الندي ومات عنها المرضعُ
لا الريشُ مكتمل ولا أوكارها / خضر ولا السجع البكيُ يُشَفّعُ
ولكنت تسفك ناظريك ليرتووا / وتذيب قلبك في يديك ليشبعوا
جرس الكنيسة لو تكلم لاشتكى / ولبان فيه مذ نأيت تصدع
وتلفتت فيها الدمىو تساءلت / عن باقة في صحنها تتضوّع
ما بهجة الأعياد بعد كعهدها / في البيعتين ولا المرتل يسجع
ألجوزة الخضراء بعدك صوحت / إلا وريقات تكاد تودع
تقضي إلى النسمات في غدواتها / عما تكابد في نواك وتجرع
لله أنت مغربا ومشرقا / تذريك عاصفةٌ وأخرى تزرَعُ
حتى اندفعت فكلُ صحر روضة / سلمت يداك وكل أفق مطلع
وفتحت فتح العبقرية تاركا / في مسمع الدنيا صدى يترجع
تتحطم الأقدار ساعة تنبري / تتفجر الأنوار ساعة تطلع
فهناك أندلس القصائد تسجع / وهناك لبنان المواهب يلمع