القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد زكي أبو شادي الكل
المجموع : 5
أَسمعتَ أجراسَ الكنائس خُشعَّاً
أَسمعتَ أجراسَ الكنائس خُشعَّاً / ورأيتَ نور الحبِّ كيف تضوعا
اليومُ عيدٌ للبريَّةِ شاملٌ / كالنورِ هزَّ رياضَها والبلقعا
ما كانَ عن تقديره مُتخلفٌ / فهو الأبُ الحاني يُلبىّ من دعا
عيدُ السلام على البسيطةِ كلهَّا / ولو أنَّ فيها من جِراحٍ موُجِعا
عيدٌ به يُجنى الحصادُ مُكرراً / من غَرسِ من بَذرَ السلامَ فأبدعا
إن كانَ خُضِّبَ بالدماءِ فَربُّهُ / كان الشهيد لأجله فترفَعَّا
والسلمُ مثلُ الحِّق ليس مقدساً / إن لم يُصن ويَسد وَيَبقَ مُمنعَّا
يا عيدُ أهلاً بالبشيرِ وبالهدى / وجدا بيومكَ للتحررِ مطلعا
لم نَشقَ بالظُّلامِ إلاَّ ساقنا / لسناكَ من ترك الظلومُ مضعضعا
من كانَ مذودهُ الحقيرُ ولادةً / للنبلش من وهبَ الصليب وودعا
نلتف حولكَ في الرموزِ سواطعاً / مُثلاً تلمسَّها الجمالُ فوقعا
عيدَ الفداءِ هل الفداءُ سوى غنىً / أعيا النفوسَ تأملاً وتوسُّعا
عيد الفقيرِ هل الخصاصة نعمةٌ / فلقد جعلتَ الفقرَ أنساً ممرعَا
عيدَ الأخوة في المظاهر والنُّهىَ / مضت القرون ولا تزالُ الَمفزعا
عيدَ الُمكافحِ في الحياةِ بلاونىً / اليومُ ينعمَ بالسكينةِ مُولعا
عيدَ الحزَانى إن روحك ملجأٌ / لهمو ولو ذرفوا لرزءٍ مَدمعا
عيدَ الأسيرِ وقد يكون بأسرِهِ / شعبٌ تَمثَّل بالمسيحِ فأزمعا
عيدَ الطهارة فالأثيمُ بدمعهِ / غَسلَ الذنوب لديكَ حين تَضَّرعا
عيدَ الأمومةِ في أعزَّ جلالها / عيد الطفولة بهجة وتلعلعا
عيدَ الرجاءَ بحاضر وبمقبل / للحالم الواني ومُلهمَ من سعى
لكَ ايُّها العيدُ الحبيبُ تحيَّةً / جمعت قلوباً ليتها تبقى معا
مُقبِّل الراحةِ النكراءِ مزدهياً
مُقبِّل الراحةِ النكراءِ مزدهياً / من ذا تركت إذن في الناس يَقطعها
هل إرثُ سعدٍ خُنوعُ لا مثيلَ له / لمن أذلَّ بلاداً كنت ترفعها
حفَّ اللصوصُ به من كلِّ ناحيةٍ / والدَّاعرونَ فمن ذا اليوم يَنفعها
أنا أدخرناكَ للجَّلى فهل خُدعت / عقولنا أم بدأت اليوم تخدعُها
والهفتي في اغترابي اليومَ عن وطني / وكل بأسىِ دموعٌ لي أوزعها
تقاطرت كلظى البركانِ صارخةً / وأحرقت كلَّ غرسٍ وهو مَرتَعها
ولم تَجد من بقايا الأَمسِ صالحةً / كأنمَّا الأمس أسياف تُقطعِّها
عَلامَ مَدِحى وإِعزازِي وتضحيتي / ومصرُ تشقي وفيما قلتَ مَصرعُها
هل خابَ ظَنِّي فَيمن كنت أَعبدهُ / أم الضمائرُ كالثرواتِ تَصنعها
إنِّي أُطأطئُ راسي عانياً خَجلاً / أني ذكرت رزايا كنتَ تَمنعها
من ينقذُ الشعبَ والويلاتُ تَنكههُ / حينَ الزعاماُ تدعوها تمنعها
وحينما التاجُ في الأفواهِ سخريةٌ / وَمَن يَردَّ مآسينا ويردعَها
هيهات لم يبق إلاّ الشعبُ منتفضاً / متى المصائبُ هزَّ الشعبَ أَوجعها
هيا إلى السماء هيا
هيا إلى السماء هيا / وانشر جناحيك كالشراع
نافس الشمس في علاها / لم تهوي إلى البقاع
يا مليكا على الطيور / كيف مرقاك فوق غصن
ليس هذا الجثوم أهلا / لك في عزة وحسن
لم ترنو إلى الثرى / عابسا ساخط النظر
حينما فسحة السماء تدعو / راقيا عالم البشر
حينما نحن قابعون ذلا / في هشيم وبين عشب
فارتفع يا مليك وارحل / في معاليك بين سحب
عندها عندها سنزهى / يا صغار بعزتك
نمدح المجد فيك أنت / يا مليكا بصولتك
فاعطنا نحن عاشقيك / فرصة تطرد الوجل
من عيون لنا أهينت / مضها الخوف والخجل
وأجز تركنا حمانا / فهو مثوى لنا حقير
كي نسلى بنور شمس / بعد عيش لنا أسير
إنسنا زمرة الأداني / في تعاليك للسماء
فنرى المجد يا مليك أنت / ونغني لك الثناء
لا ترقبوا مني الدموع رخيصة
لا ترقبوا مني الدموع رخيصة / أغلى الدموع المحرقات دموعي
ليست على نفس تراق وإنما / هي بعض قرباني لغوث جموع
نثرت شواظا ليس يرحم ظالما / أو عابثا ويبر بالمفجوع
كالجحفل اللجب الذي تعنو له / أمم ويشخر بالظما والجوع
شعري دموعي وهو إنسانيّتي / وتحرقي لمواطني وخشوعي
ينساب في الغدران من ألحانه / ألق ويعبق ضاحكا لزروع
ويعود بالأمل المجانب راضيا / من بعد هجرته أعز شفيع
ويفيض كالبركان في حمم له / ويلا على المتجبر المفزوع
شخصيتان له توحدتا كما / يتوحد المنظور بالمسموع
أو كالصلابة أودعت في رقة / أو كالبطولة في إهاب وديع
هذي دموعي لا ميوعة عاجز / غرّ ولا بالك بكاء خليع
هذا قريضي ثورة لمواطني / في بؤسها وهداية المجموع
هو ثروة لي حينما هو ثروة / لمواطني ورسالتي ونزوعي
فاهزأ به ما شئت أو فانعم به / يا شعب فهو حشاشتي ودموعي
إن نالني السقم لم يبلغ بي الجزع
إن نالني السقم لم يبلغ بي الجزع / ما قد يعاب ولم يعبث بي الفزع
وما جزعت لنفسي مثلما جزعت / نفسي لغيري وقد هانوا وما جزعوا
كم للعروبة في نفسي مآثمها / والقاهرون لها جان ومنتفع
الحاكمون بلا دين ولا شرف / والغاصبون وأقصى نبلهم طمع
والهازلون بتهريج وقد خلقوا / منه البطولة ألوانا وكم خدعوا
يا لائمي من أدالوا عز أمتنا / خلوا النفاق فأنتم في الأذى شرع
لولاكمو ما استباح العلج عزتنا / ولا استبدت بنا الأوهام والبدع
وما نزال فكم من زمرة شقيت / دستورها الجهل أو دستورها الودع
يوحي لها القات والقناب غفلتها / فما تفيق وما يدنو لها الهلع
وحولها النار بالعدوان صارخة / كأنما ليس فيها اليوم مستمع
يا ليتني مستطيع أن أطهرها / وأن أهز نياما في الردى قبعوا
وأن أحكم سيفا في اصاغرها / الهادميها بما بثوا وما جمعوا
وأن أقطع أذنابا لها مرنوا / على الفجور وقالوا فجرهم ورع
وأن أثير جميع العرب قاطبة / كما يثار إذا ما هوجم السبع
إني لجد حزين حين أرقبها / يودي بها الذئب أو يودي بها الضبع
وحولها للثعالي في بطولتهم / ما لم يعد بعده للخبث متّسع
وكل حولي في شعر أجود به / كما أجود بأنفاسي لمن سمعوا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025