المجموع : 11
إن تَبكِ عَيني أو تدرّ مَدامِعي
إن تَبكِ عَيني أو تدرّ مَدامِعي / لكَ يا أبا الشهداء يوم السابعِ
فلأنتَ أفضل من لِغُربته بكى / مَن في الوجودِ بكلّ طرفٍ دامعِ
أحسين قَد عَظُم المُصاب وناره / لا تَنطفي وتشبّ بين أضالعي
أبكيكَ مَطروحاً عفيراً في الثرى / دامي الوريد مجرّداً ببلاقعِ
وَالرأس يُحملَ فوقَ مسلوب القنا / يتلو الكتاب بدى بنورٍ ساطعِ
ما كانَ ذَنبُكَ يا اِبن بنت محمّد / تقضي ولا مِن ناصرٍ أو دافعِ
شُلّت يَدا شمر غداةَ جَثا على / صدرِ اِبن فاطم بالحسام القاطعِ
على جَبينك نورُ الحقّ قد سَطَعا
على جَبينك نورُ الحقّ قد سَطَعا / لذاكَ صِرتَ لأهلِ الحقّ مُتّبعا
وَقَد ترفّعت قَدراً في العلى شرفاً / واللّه ذِكرك ما بينَ الملا رَفَعا
طروسُ فضلكَ بين الناسِ قَد نشرَت / علماً وحكماً لمن يبقي الهدى شرعا
قَدِمتَ فالدار أضحت فيك زاهرةً / وفيكَ أصبحَ شملُ العلم مُجتَمِعا
يا قادماً جاء والإقبال يصحبهُ / وحلفهُ النصر والتأييد كان مَعا
ففيكَ روضُ الهنا قد عاد مُبتَسِما / وطائر البِشر في الأغصانِ قد سَجَعا
وَاِستَبشَرت فيكَ أرباب العلوم وقد / أضحى بِوجهكَ عنها الكربُ مُنقَشِعا
يا فرحةً مَلَأت قلبَ الهدى فرحاً / غداةَ نور الحسين الطهر قَد لَمَعا
الحجّة المُقتدى للمسلمين ومن / له المُهيمن جمّ الفضل قد جَمَعا
علّامة علَمٌ في كلّ مشكلةٍ / يَسعى لكي يمحقَ الإلحادَ والبِدَعا
للبيتِ حجّ لكي يقضي فريضتهُ / بالنسكِ مؤتزراً بالزهد مدَّرِعا
لولاهُ ما أنفقَ الحجّاج في عمل / بل إنّما فيه كلّ الشكّ قد رُفِعا
في البيتِ قد طافَ سَبعاً حول كعبتهِ / وفيهِ لبّى مُطيعاً مُحرماً وسَعى
وَفي المدينةِ مُذ أبدى طلاقتهُ / وَالخصم لمّا رآه ثائراً خَضَعا
نَعم كذا عُلماءُ الدين فضلهمُ / للناسِ يبدو فَشُكراً للّذي صنعا
عبد الحسين همامٌ باسلٌ بطلٌ / بِعلمهِ قد سَما للعزّ مرتفعا
له نِجار ذكيّ من دوحة كرمة / ينمى لأكرمِ أصلٍ منهُ قَد فرعا
السادة الأسرة الأمجاد آل طبا / مَن في بيوتهم القرآن قد وضعا
بهِ أُهنّي زعيمَ الدين سيّدنا / المولى أبا حسن مَن للصلاحِ دَعا
أرجو الإلهَ بأن يُبقي سماحتهُ / لكي يعيشَ بهِ الإسلامُ مُنتَفعا
والحجّة الحسن الزاكي الّذي أنا في / وِداده لَم يَزَل قلبي به ولعا
وَالسادةُ الأنجبون الأكرمون ومن / على المكارمِ والأخلاقِ قد طبعا
مَولايَ عُذراً فلا زلتم لنا كَنفاً / وَكهفَ عزّ مدى الأيّام مُمتَنِعا
العلمُ والدين صارا يَبكِيانِ مَعاً
العلمُ والدين صارا يَبكِيانِ مَعاً / غداةَ رُكن عماد الدين قد وَقَعا
حامي الشريعة عنها غاب مُرتَحِلاً / فأصبحَ الدينُ يَبكي بعده جَزعا
مَضى وخلّف في أكبادِنا حرقاً / وأعيُناً دَمعُها كالغيثِ مُنهَمِعا
اللّه كيفَ عمادُ المُسلمينَ هوى / فَمُذ هَوى قلبُ أبناء الهدى اِنصدَعا
قُل للمَدارسِ فلتبكِ عليه أسىً / وَللمَحاريبِ تبكي النسكَ والورَعا
من ذا تشدّ ثغور المسلمين وهل / بغيرهِ مَن يُميت الشركَ والبدَعا
هل للشريعةِ مَن يُرسي قواعدها / فيَغتَدي فيه ليلُ الغيّ مُنقَشِعا
هذا الحُسينُ قضى فالدين يندبهُ / بصوتِ شجوٍ ومنه الطرفُ ما هَجَعا
أَضحى العراقُ لهُ ينعي وما بلد / إلّا وصوّت ناعيه بهِ ونَعى
جِئنا نُعزّي بنيهِ في مصابهمُ / بوالدٍ شانُهُ بين الورى اِرتَفعا
لَنا السلوّ بهم من بعده فهمُ / مَعاشر بهمُ نهج الهُدى شرعا
فيا بني العلم لا زالت مَآثرُكم / تَبقى وشملُ الهدى لا زالَ مُجتَمِعا
يا صاحبَ الشرف الرفيعِ
يا صاحبَ الشرف الرفيعِ / والفخرِ والعزّ المنيعِ
يا مَن له من هاشمٍ / نَسبٌ إلى الهادي الشفيعِ
ألقى إليهِ الفخر أم / راً فهوَ كالعبد المُطيعِ
فيكَ الطفوف لقد زَهَت / كالروضِ أيّام الربيعِ
أنتَ المؤمّل للعفا / ةِ وَأَنت عزّ للجميعِ
بُشراكَ قد زُرتَ الرضا / اِنعم بذلك من صنيعِ
وَحليفك السامي أبو ال / مهديّ ذي الوجه اللميعِ
صنو الجواد كلاهُما / نَشَآ على خلق طبيعي
يروي حميدَ فِعالهِ / عن كلّ حاكٍ أو مذيعِ
روّى العدوّ بغيظهِ / بالرغمِ مِن أنف جديعِ
وَسَقى المُحبّ بجودهِ / مِن باردٍ عذب نقيعِ
مولىً كأنّ يمينهُ / في البذلِ كالغيث السريعِ
باعَت أناسٌ مجدَها / بالسوء والعمل الشنيعِ
وَلَقد ظفرتم بالسعا / دة مُذ رَبِحتم بالمبيعِ
يا مَن حَوى شرفاً فحا / زَ الفضلَ بالنوع البديعِ
أنا كلّما حاولت وص / فَكَ لم أكن بالمستطيعِ
لا زلتَ حِلفاً للعلا / ءِ برغمِ أفّاكٍ وكيعِ
والسعد غرّدَ طيرهُ / بفنائكِ الرحب الوسيعِ
أرحامك الصيد الأما / جد مِن كبيرٍ أو رضيعِ
آل النقيب بسَعيِهِم / ساروا على النهج الشريعِ
شَهِدَ الأنام بفضلِهم / مِن كلِّ عالٍ أو وضيعِ
فَليحيَ سيّدنا الهما / م بحقّ سادات البقيعِ
بالعلمِ تَمتازُ الرِجال وتُرفَعُ
بالعلمِ تَمتازُ الرِجال وتُرفَعُ / وبهِ يكونُ لها المقام الأمنعُ
ما العلمُ إلّا منبت طوبى لمن / بالجهدِ فيه خير علم يزرعُ
وَإِذا تزيّنَتِ الرِجال بزينةٍ / فالعلمُ زينتها به تتلفّعُ
فهوَ السِلاحُ لمَن تقلّده ومن / أضحى بهِ مِن خصمه يتدرّعُ
طلبُ العلومِ على الأنام فريضةٌ / وأرى به أهلَ العلى تتولّعُ
قومٌ قدِ اِكتَسبوا العلومَ وحصّلوا / عِلماً لهم يوم القيامة ينفعُ
بالعلمِ قد فازوا وجلَّ مقامُهم / وسَما لهم بين البريّة موقعُ
نالوا بهِ الرضوان فهو لديهمُ / إن أدركوهُ شافع ومشفّعُ
فالعلمُ يرفعُ قدرَ صاحبهِ علا / فليَحيَ مَن بعلومه يتمتّعُ
ماذا أقولُ بمدحِ أقوامٍ على / هامِ السماكِ لهم مكان أرفعُ
مِنهم عليّ القدر أكرم فاضل / فيه المناقب والفضائل أجمعُ
أخلاقهُ بين الورى محمودة / مَرأى بها فاقَ الكرامَ ومسمعُ
وله فَضائلُ لا أُطيقُ عدادها / هيَ كالكواكب نورُها يتشعشَعُ
وَعليه مِن تلكَ العلوم جلالة / وَمهابة عَظُمَت فلا تتضعضعُ
إنّي لأعجزُ عن عداد صفاتهِ / إذ أنّه البطلُ الكميُّ الأنزعُ
وهو اِبن موسى شيخنا الماضي الّذي / في الزُهدِ والتقوى إمامٌ أروعُ
قد شابَهَ المَولى أباه بعلمهِ / وَالشبل والده تماماً يتبعُ
أرجو منَ الرحمن يُبقي ظلّه / ويديمهُ والشمل فيه يجمعُ
وعليه منّي لا تزال تحيّة / فيها يسرّ محبّه إذ يسمعُ
أبا المهديّ إنّك من أُناسٍ
أبا المهديّ إنّك من أُناسٍ / إليهم يَنتهي الشرف الرفيعُ
مَلَكتَ القلبَ يا ذا الفضلِ حبّاً / فها أنا في الهوى صبّ مطيعُ
إذا عَظُمَ الإنسان زادَ تَواضُعاً
إذا عَظُمَ الإنسان زادَ تَواضُعاً / وإن لؤمَ الإنسان زادَ ترفّعا
كذا الغصن إن تعلو الثمار تناله / وإن عن حمل الثمار ترفّعا
أَبا باسمٍ يا من بفخارهِ
أَبا باسمٍ يا من بفخارهِ / ومدّ إلى المجدِ المؤثّل إصبعا
إليكَ كتابي بالثناءِ بعثتهُ / ليدركَ مِن ألطافِكَ الغرّ مَوضِعا
فَعِش سالماً يا ذا الفضائلِ والعلى / وَلا زلتَ بالعيشِ الرغيدِ ممتّعا
للّه درّ أبي الهادي وَما صَنَعا
للّه درّ أبي الهادي وَما صَنَعا / فإنّه خير نهجٍ للهُدى شَرعا
عبد الحسين الأمين الفذّ مَن شَكَرت / يراعَهُ الشرعةُ الغرّا بما صَدَعا
وَقَد تفضّل في تأليفه كتباً / بِها جميع بغاةِ العلمِ قد نفعا
فَكم أحاديث في يوم الغديرِ روى / بمِثلها ما رأى راءٍ وما سَمِعا
يا قارئاً كتبَهُ منها اِلتَقِط دُرراً / ضِياؤها في سماءِ العلمِ قد سَطَعا
واِنظر إلى ما أتى في فَضلِ حيدرة / أبي الأئمّة مَن هُم للوَرى شُفَعا
يوم الغدير الّذي قامَ النبيّ بهِ / مُنادياً كلّ مَن في حفلهِ اِجتمعا
يا قوم مَن كنتُ مولاهُ فإنّ أخي / مولاه طوبى لمَن للمُرتضى تَبِعا
هذا وصيّي ومَن أبقيته لكم / إمام حقٍّ بهِ ديني قد اِرتفعا
جُزيتَ خيراً أبا الهادي لقد ضربت / أقلامكَ الخصم حتّى في الرَدى وَقعا
أوضحتَ ما كانَتِ الأعداء تنكرهُ / فيها قلوبهمُ قد قُطّعَت قطَعا
كَم مرّ عامٌ علينا والعداة بنا / يَستهزِئون فزال الغيّ واِنقشعا
فنَحنُ في غبطة ممّا أتيت به / إذ أن فيه الهدى والحقّ قد جُمِعا
أرجو بقاءك يا زين العلومِ فلا / بَرِحتَ مُشتملاً بالعزّ مُلتفعا
بدَت للوَرى أنوار حيدر تسطعُ
بدَت للوَرى أنوار حيدر تسطعُ / وبرقُ سَناها للمحبّين يلمعُ
إمام الهدى صنو النبيّ محمّد / بهِ عُمُد الإسلام والدين تُرفَعُ
عليّ أمير المؤمنين ومَن له / ملائكةُ الرحمن تعنو وتخضعُ
وَمَن ولدته أمّه الطهر فاطم / وفي البيت لا مولود من قبل يوضعُ
بهِ شرّف البيت الحرام وقد علا / فَمِن نشرهِ أركانهُ تتضوّعُ
فأَكرِم بمولودٍ زكيّ مطهّر / له سيّدُ البطحا كفيل ومرضعُ
وَربّاه خير المرسلين بحجرهِ / وكانَ له شأنٌ وجاهٌ وموقعُ
وَعندَ جميع الناس يُدعى بحيدرٍ / هو الفارس الليث الكميّ السميدعُ
وأيّده الرحمنُ منه بقوّةٍ / بِها قد غدا باباً لخيبر يقلعُ
ببدر وأحد حاربَ الشرك ضارباً / بصارمهِ جيشَ العِدى لا يروّعُ
وقاتَلَ في الأحزاب عَمراً ببأسهِ / وأَرداه مَقتولاً على الأرض يصرعُ
وفي كلِّ حربٍ كان فيها مقدّما / وأعداؤه في حيرةٍ قد تسكّعوا
عليّ أمير المؤمنين وفي غدٍ / لكلِّ مُحبٍّ شافع ومشفّعُ
لواء رسولِ اللّه كان بكفّهِ / وفي طيّه الإقبال والنصر مودَعُ
وكانَ رسولُ اللّه يوصي بحبّه / وَعَن بُغضهِ ينهى الأنام ويمنعُ
وَقد قامَ في يوم الغديرِ مُنادياً / لآذان مَن قد كانَ في الجمع يقرعُ
يُنادي أَلا مَن كنت مولاهُ فَليَكُن / عليّ له مولى له الأمر يرجعُ
فيا ربّ وال من يواليه مُخلصاً / وعاد الّذي عاداه يا قوم فاِسمعوا
فهذا وصيّي ثمّ هذا خليفتي / وَهذا ملاذٌ للمخوف ومفزعُ
وأبناؤُه الغرّ الميامين عترتي / يشارُ بهم ديني ويعلو ويرفعُ
لَقَد ضلّ مَن عادى عليّاً عن الهدى / أَلَم يرَ أنواراً له تتشعشعُ
عليّ إمامٌ والأئمّة بعده / كواكب في أفق الهداية تطلعُ
فهُم أوصيائي حجّة بعد حجّة / عليكم بلا شكّ ثمان وأربعُ
وآخرهم مهديّ آلِ مُحمّد / لدابرِ أهل الشرك والكفر يقطعُ
فَيَملأها قِسطاً وعدلاً وإنّه / بهِ اللّه شمل المؤمنين سيجمعُ
فيا ربّنا صلّ على سيّد الورى / عليّ إذا ما الشمس تبدو وتطلعُ
وصلّ على الأطهار آلِ مُحمّد / ومَن هُم لنا يوم القيامة مرجعُ
وأيّد جُيوشَ المسلمين وكلّ من / لهم في ميادين الكفاح يشجّعُ
هذا مُحيّاك أم بدر السما طلعا
هذا مُحيّاك أم بدر السما طلعا / أم ذا جبينُك في أفق العلى سَطعا
قَدِمتَ فالطفّ فيك اليوم مبتهجٌ / لما رأى منك نوراً باهراً لمَعا
يا سيّد العُربِ يا من في مفاخرهِ / سادَ الأنامَ علا مرأى ومستمعا
يا اِبنَ الغطارفة الأمجاد من مضرٍ / وَمَن بِهم شيّد الإسلام واِرتفعا
وجدّهم رحمة للعالمين أتى / وَللبريّة ديناً قيّماً شرعا
وجاءَ للدين والأخلاقِ يُرشِدُهم / وفيه أصبحَ شمل العربِ مُجتمعا
ما للعراقِ سِواك اليوم مِن أملٍ / يحمي حِماهُ ويَرعاهُ إذا فزعا
وأنتَ للشعبِ حصنٌ يُستجار به / يذبُّ عنه إذا ما حادثٌ وقعا
في الشرق والغربِ كَم أبقيت مِن أثرٍ / وفيك كَم علَم للمَجد قد رُفِعا
عبد الإله وأنعم فيه من بطلٍ / قدِ اِرتدى بثياب الحزمِ واِدّرعا
ليث له سطوة في الناس قد عُرِفَت / فكلّ ليثٍ لماضي عزمه خَضعا
هو الوصيّ وليّ العهد قد شكرت / بنو العراق أياديه بما صَنعا
كَم جدّ للعربِ يبغي العزّ مُجتهداً / وكَم لمَجدهم بينَ الشُعوبِ سَعى
لوحدةِ العربِ يَسعى طالباً لهم / نيلَ السعادة حتّى شملهم جمعا
وفيصل الملك المحبوب دامَ لنا / سُلطانهُ ولهُ ربّ السماءِ رَعا
قد أشرَقَت في سماءِ الفخرِ غرّته / فصارَ فيها ظلام الغيّ مُنقشعا
وقد تورّث مِن آبائهِ شَرَفاً / سَما على هامة الجوزاءِ مُرتفعا
يا حارسَ التاج والعرش الّذي عَلِقَت / فيه الأماني وعنه الشعب ما اِنقَطَعا
يَرجو لكَ الشعب نَصراً دائماً أبداً / ما غرّد الورق أو طير الهنا سَجعا