المجموع : 14
أجل أهواك أنتِ مُنى حياتي
أجل أهواك أنتِ مُنى حياتي / وأنت أحبُّ من بصري وسمعي
وهل أنساكِ كلا لست أنسى / هوى قد كان إلهامي ونبعي
لبست من التصبر عنك درعا / فها أنا تنزع الأيام درعي
وها أنا لا أورّي عنك سرا / عرفت محبتي ورأيتِ دمعي
تلاشت قوتي وغدا فؤادي / كأن خفوقه خلجات نزع
أبشره فيرقص في ضلوعي / وأنظر سود أيامي فأنعي
وقد نضب الخيال وغاض طبعي / ومات على حياض اليأس زرعي
أجرجر وحدتي في كل حشد / وأحمل غربتي في كل جمع
مزّقته فصار والله لا يقدر / حتى أن يسأل الله رفقا
لجة بعد لجة كلما صارع / ردت له أمانيه غرقى
فيلق بعد فيلق حجب الشمس / ولم يبق للنواظر أفقا
وسنان الغروب تغزوه حمرا / وسنان العذاب تطعن زرقا
وجيوش الظلام تزحف زحفا / وثقال الأقدام تسحق سحقا
عجباً لعارية كسا
عجباً لعارية كسا / ها الفن حسناً رائعا
سمراء وشتها بنا / نته بياضاً ناصعا
شبه الفرائد قد كسين / في الغمام براقعا
خبأن نصفا في الدجى / وجلون نصفا لامعا
من أي وديان الظبا / ء ملاعبا ومراتعا
من عبقر ومن الالم / ب ومن فنونهما معا
تبدين ريان الثدي / ي لنا وخصراً جائعا
وترين كونا يشبه ال / كون الرحيب الواسعا
متغاير الإبداع مُخ / تلف المحاسن جامعا
لك خفة الطير المحل / لق طائراً أو واقعا
لك خفة البطل المجل / لي مقبلاً أو راجعا
متمهلاً للخصم متئداً / وحينا للّقاء مسارعا
يا جمالا وجلالا يتدفق
يا جمالا وجلالا يتدفق / رجع البلبل أم عاد الربيع
بهر النور عيوني فترفق / حين تدنو أنني لا أستطيع
أيها الورد الذي طاف بنا / أيها الطل الذي بلَّ الظما
لا أراك الله حالي وأنا / أطأ الشوك ويغزوني الغما
يا أمانيّ وحبي وخيالي / لا تضيع لحظة فالعمر ضاع
لا أراك الله حالي والليالي / كاسفات ليس فيهن شعاع
قد بلوت الويل فيها لا بلوتا / وأنا أبدأ يومي بالمساء
وعرفت الضيق ضيق القلب حتى / لم أجد في الكون ثقباً من رجاء
لا وربي ليس في الدنيا ختام / حين يغدو البعث نجوى من حبيب
حين يستيقظ قلب من منام / والمنادي أنت والحب المجيب
قف يا فؤادُ على المنازل ساعا
قف يا فؤادُ على المنازل ساعا / فهنا الشباب على الأحبة ضاعا
وهنا أذلَّ إباءه متكبر / أمرت عيون قلبه فأطاعا
أحسست بالداء القديم وعادني / جرح أبيت لعهده إرجاعا
ومشى مع الأمل الذهول كأنما / طارت بلبي الحادثات شعاعا
كثرت عليّ متاعبي فمحونني / ومحون حتى السقم والأوجاعا
يا من هجرت لقد هجرت إلى مدى / فإلى اللقاء ولن أقول وداعا
لمن العيون الغائرات خشوعا
لمن العيون الغائرات خشوعا / لمن النواظر قد صفت ينبوعا
وتكللت بالطهر مؤتلق السنا / وجلت لنا معنى الجمال رفيعا
مهلاً فتاة الدير والحسن الذي / تصبو له مهج العباد جميعا
الحسن من حق الورى وحملتِه / مستخفيا متأبيا ممنوعا
في الدير مثواه وفي جنح الدجى / يتحدر الحسن الشهيد دموعا
يا مؤنس الدنيا فديتك موحشا / تهتاج وجداً أو تضيق ضلوعا
تتحرق الدنيا عليك وربما / أوقدت نفسك في الظلام شموعا
أمير الفضل فضلك بيت شعرٍ
أمير الفضل فضلك بيت شعرٍ / عُلاك نسجن معناه الرفيعا
إذا كان الضياء نسيج فن / سناه يملأ الكون الوسيعا
فحولك حيثما تمشي وتسعى / قصيدٌ عامر غمر الربوعا
تكلم حيثما تمضي مبيناً / وما عرف البيان ولا البديعا
حببت سناك أتبعه بشعري / وفخراً أن أكون له تبيعا
مدحتك جهد مقدرة القوافي / فضقت بها مقصِّرة جميعا
أتعصاني مغردة بنفسي / معودة هنالك أن تطيعا
أقول لها وقد كلت قصوراً / رويدك واهدئي لن نستطيعا
يراك الناس حيث ترى عظيما / كريماً في تسامحه وديعا
وأنت النهر دفاقاً قوياً / إذا ما هم لم يملك رجوعا
يفيض على الربوع جلال نعمى / ويغشى من حوائلها المنيعا
أصبحتُ يوم الجمعه
أصبحتُ يوم الجمعه / ذا غربة ما أضيعه
منفرداً لا خلَّ لي / وأين مَن قلبي معه
ضاقت بيَ الأرض فما / في فُسحة الكون سَعَه
أقطع يومي مُبطئاً / كأنني لن أقطعه
إني امرؤٌ يُفضي إلى / أزمانه المرقَّعه
يَلُمُّ من شَتاتها / بجهده ما وَسِعَه
فلا يصيبُ غير ما / روَّعه وفزَّعه
ولا يُصيب غير ما / أمَلَّه وصدَّعه
يا هند من يُعيد لي / آماليَ المُزعزعه
وإنّ يوماً واحداً / حِبَالُه مُقطَّعه
فكيف لو مرّ بنا / ثلاثةٌ أو أربعة
قلبي خلا من نسمةٍ / مشرقةٍ مُرَصَّعه
طالَعَهُ اليوم بها / كأنه قد ودّعه
إن عاشه دونك يا / هند تمنَّى مصرعه
أحببتُ ميَّة حبّاً لا يُعادله
أحببتُ ميَّة حبّاً لا يُعادله / حبٌّ وأفنيت فيها العمر أجمعَه
أُحبُّ عمري الذي في قرب ميَّ وما / قد مرَّ من دونها ما كان أضيعه
يا ميّ يا قلبي الثاني أعيش به / وإن يكن فوق ظنِّي أنّني معه
يا بضعة من كيان الصبّ نابضة / بكل حبٍّ به الرحمن أودعه
غرامك لي معبدٌ طاهرٌ
غرامك لي معبدٌ طاهرٌ / دعائمه شُيِّدت من ولوعي
تعهدتُ محرابه بالوفاء / وأوقدتُ فيه الهوى من شموعي
جوانبه من دموعيَ قامت / وأضلعه بُنيت من ضلوعي
ومن ذا رأى هيكلاً في الوجود / يُقام على عمدٍ من دموع
جدّدي الحبَّ واذكري لي الربيعا
جدّدي الحبَّ واذكري لي الربيعا / إنني عشت للجمال تبيعَا
أشتهي أن يلفَّني ورق الأَي / كِ وأَثوِى خلف الزهور صريعا
آه دُر بي على الرِّفاق جميعاً / واجعل الشمل في الربيع جميعا
لا تقل لي اشتر المسرَّة والجا / ه فإنّي حسن الربى لن أبيعا
فلغيري الدنيا وما في حماها / إنني أعشق الجمال الرفيعا
أنا من أجله عصيت وعُذِّب / تُ وأقسمت غيرَه لن أطيعا
وبطيبِ الربيع أقتات زهراً / وعبيراً ولا أُكابد جوعَا
فَهو حسبي زاداً إِذا عَفَت الدُّن / يا وأقوَت منازلاً وربوعَا
داوِ ناري والتياعي
داوِ ناري والتياعي / وتمهَّل في وداعي
يا حبيب العمر هب لي / بضع لحظاتٍ سراع
قف تأمل مغربَ العم / ر وإخفاقَ الشعاع
وابكِ جبَّار الليالي / هدّه طول الصراع
وا ضياع الحزن والدم / ع على العمر المضاع
وهتاف القلب بالشك / وى على غير انتفاع
ما يهمّ الناس من نج / م على وشك الزماع
غاب من بعد طلوعٍ / وخبا بعد التماع
طال بي سُهدي وإِعيا / ئي وقد حان اضطجاعي
وإذا الراحة حانت / بعد لأيٍ ونزاع
فصدور الغيد سيَّا / ن وأنياب السباع
آه لو تقضي الليا / لي لشتيت باجتماع
كم تمنيتُ وكم من / أملٍ مرّ الخداع
وقفة أقرأ فيها / لك أشعار الوداع
ساعة أغفر فيها / لك أجيال امتناع
يا مناجاتي وسرِّي / وخيالي وابتداعي
ومتاعاً لعيوني / وشميمي وسماعي
تبعث السلوى وتنسى ال / موت مهتوك القناع
دمعة الحزن التي تس / كبها فوق ذراعي
قل للبخيل إذا ما عزَّ مشرعهُ
قل للبخيل إذا ما عزَّ مشرعهُ / يا مانع الماء عني كيف تمنعُه
أغرَّ حسنك أن الخلد جدوله / وأنّه من غريب السحر منبعُه
يا أيها الكوكب المحبوس في فلكٍ / مبدد مجده فيه مضيّعُه
هيهات يخلد حسنٌ لا يؤلهه / شعرٌ من النسق الأعلى ويرفعُه
أنا شهيدك والقلب الضحوك إذا / أدميتَه والمغني إذ تقطّعُه
هل منك يوم رضىً ضنَّ الزمان به / أعيا خيالي وأضناني توقّعُه
كم بتُّ منتبهاً أصغي لخطوته / أراه في الوهم أحياناً وأسمعُه
وأنت في أفق الأوهام طيف صبا / سما ودقَّ على الأفهام موضعُه
كأنك النسم النشوان منطلقاً / أظل كالنفس الحيران أتبعُه
تعالَ وادنُ بيوم لا نحسّ به / أجسادنا في صفاء لا نضيعُه
لكن أحسك تجري في صميم دمي / أنت الحياة وأنت الكون أجمعُه
يا أيها الحملُ الوديعُ أنا الذي
يا أيها الحملُ الوديعُ أنا الذي / يحنو عليك أنا الحبيب الراعي
كم ليلة والرعبُ يمشي في الدجى / والهول منتشر على الأصقاع
أغفيت في كنفي وفي ظل الكرى / كالطفل في أمنٍ مِنَ الأوجاع
يا ربِّ قد وهت العصا واستأثرت / غيرُ الليالي بالقويِّ الباع
فانظر إلى الحمل الوديع ووقّه / شر النفوس وفتنة الأطماع
نضّر له الدنيا ومدَّ ربيعها / وانشره مؤتلقا بكل شعاع
واجعل له الأيام ظلاً وارفاً / وخرير أنهارٍ وخصب مراعي
كلانا عليل فلا تجزعي
كلانا عليل فلا تجزعي / ودمعك تسبقه أدمعي
وإن كان بين ضلوعك نار / فنار الصبابة في أضلعي
وإن كان نجم هنائك غاب / فنجم هنائيَ لم يطلع