القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 14
أجل أهواك أنتِ مُنى حياتي
أجل أهواك أنتِ مُنى حياتي / وأنت أحبُّ من بصري وسمعي
وهل أنساكِ كلا لست أنسى / هوى قد كان إلهامي ونبعي
لبست من التصبر عنك درعا / فها أنا تنزع الأيام درعي
وها أنا لا أورّي عنك سرا / عرفت محبتي ورأيتِ دمعي
تلاشت قوتي وغدا فؤادي / كأن خفوقه خلجات نزع
أبشره فيرقص في ضلوعي / وأنظر سود أيامي فأنعي
وقد نضب الخيال وغاض طبعي / ومات على حياض اليأس زرعي
أجرجر وحدتي في كل حشد / وأحمل غربتي في كل جمع
مزّقته فصار والله لا يقدر / حتى أن يسأل الله رفقا
لجة بعد لجة كلما صارع / ردت له أمانيه غرقى
فيلق بعد فيلق حجب الشمس / ولم يبق للنواظر أفقا
وسنان الغروب تغزوه حمرا / وسنان العذاب تطعن زرقا
وجيوش الظلام تزحف زحفا / وثقال الأقدام تسحق سحقا
عجباً لعارية كسا
عجباً لعارية كسا / ها الفن حسناً رائعا
سمراء وشتها بنا / نته بياضاً ناصعا
شبه الفرائد قد كسين / في الغمام براقعا
خبأن نصفا في الدجى / وجلون نصفا لامعا
من أي وديان الظبا / ء ملاعبا ومراتعا
من عبقر ومن الالم / ب ومن فنونهما معا
تبدين ريان الثدي / ي لنا وخصراً جائعا
وترين كونا يشبه ال / كون الرحيب الواسعا
متغاير الإبداع مُخ / تلف المحاسن جامعا
لك خفة الطير المحل / لق طائراً أو واقعا
لك خفة البطل المجل / لي مقبلاً أو راجعا
متمهلاً للخصم متئداً / وحينا للّقاء مسارعا
يا جمالا وجلالا يتدفق
يا جمالا وجلالا يتدفق / رجع البلبل أم عاد الربيع
بهر النور عيوني فترفق / حين تدنو أنني لا أستطيع
أيها الورد الذي طاف بنا / أيها الطل الذي بلَّ الظما
لا أراك الله حالي وأنا / أطأ الشوك ويغزوني الغما
يا أمانيّ وحبي وخيالي / لا تضيع لحظة فالعمر ضاع
لا أراك الله حالي والليالي / كاسفات ليس فيهن شعاع
قد بلوت الويل فيها لا بلوتا / وأنا أبدأ يومي بالمساء
وعرفت الضيق ضيق القلب حتى / لم أجد في الكون ثقباً من رجاء
لا وربي ليس في الدنيا ختام / حين يغدو البعث نجوى من حبيب
حين يستيقظ قلب من منام / والمنادي أنت والحب المجيب
قف يا فؤادُ على المنازل ساعا
قف يا فؤادُ على المنازل ساعا / فهنا الشباب على الأحبة ضاعا
وهنا أذلَّ إباءه متكبر / أمرت عيون قلبه فأطاعا
أحسست بالداء القديم وعادني / جرح أبيت لعهده إرجاعا
ومشى مع الأمل الذهول كأنما / طارت بلبي الحادثات شعاعا
كثرت عليّ متاعبي فمحونني / ومحون حتى السقم والأوجاعا
يا من هجرت لقد هجرت إلى مدى / فإلى اللقاء ولن أقول وداعا
لمن العيون الغائرات خشوعا
لمن العيون الغائرات خشوعا / لمن النواظر قد صفت ينبوعا
وتكللت بالطهر مؤتلق السنا / وجلت لنا معنى الجمال رفيعا
مهلاً فتاة الدير والحسن الذي / تصبو له مهج العباد جميعا
الحسن من حق الورى وحملتِه / مستخفيا متأبيا ممنوعا
في الدير مثواه وفي جنح الدجى / يتحدر الحسن الشهيد دموعا
يا مؤنس الدنيا فديتك موحشا / تهتاج وجداً أو تضيق ضلوعا
تتحرق الدنيا عليك وربما / أوقدت نفسك في الظلام شموعا
أمير الفضل فضلك بيت شعرٍ
أمير الفضل فضلك بيت شعرٍ / عُلاك نسجن معناه الرفيعا
إذا كان الضياء نسيج فن / سناه يملأ الكون الوسيعا
فحولك حيثما تمشي وتسعى / قصيدٌ عامر غمر الربوعا
تكلم حيثما تمضي مبيناً / وما عرف البيان ولا البديعا
حببت سناك أتبعه بشعري / وفخراً أن أكون له تبيعا
مدحتك جهد مقدرة القوافي / فضقت بها مقصِّرة جميعا
أتعصاني مغردة بنفسي / معودة هنالك أن تطيعا
أقول لها وقد كلت قصوراً / رويدك واهدئي لن نستطيعا
يراك الناس حيث ترى عظيما / كريماً في تسامحه وديعا
وأنت النهر دفاقاً قوياً / إذا ما هم لم يملك رجوعا
يفيض على الربوع جلال نعمى / ويغشى من حوائلها المنيعا
أصبحتُ يوم الجمعه
أصبحتُ يوم الجمعه / ذا غربة ما أضيعه
منفرداً لا خلَّ لي / وأين مَن قلبي معه
ضاقت بيَ الأرض فما / في فُسحة الكون سَعَه
أقطع يومي مُبطئاً / كأنني لن أقطعه
إني امرؤٌ يُفضي إلى / أزمانه المرقَّعه
يَلُمُّ من شَتاتها / بجهده ما وَسِعَه
فلا يصيبُ غير ما / روَّعه وفزَّعه
ولا يُصيب غير ما / أمَلَّه وصدَّعه
يا هند من يُعيد لي / آماليَ المُزعزعه
وإنّ يوماً واحداً / حِبَالُه مُقطَّعه
فكيف لو مرّ بنا / ثلاثةٌ أو أربعة
قلبي خلا من نسمةٍ / مشرقةٍ مُرَصَّعه
طالَعَهُ اليوم بها / كأنه قد ودّعه
إن عاشه دونك يا / هند تمنَّى مصرعه
أحببتُ ميَّة حبّاً لا يُعادله
أحببتُ ميَّة حبّاً لا يُعادله / حبٌّ وأفنيت فيها العمر أجمعَه
أُحبُّ عمري الذي في قرب ميَّ وما / قد مرَّ من دونها ما كان أضيعه
يا ميّ يا قلبي الثاني أعيش به / وإن يكن فوق ظنِّي أنّني معه
يا بضعة من كيان الصبّ نابضة / بكل حبٍّ به الرحمن أودعه
غرامك لي معبدٌ طاهرٌ
غرامك لي معبدٌ طاهرٌ / دعائمه شُيِّدت من ولوعي
تعهدتُ محرابه بالوفاء / وأوقدتُ فيه الهوى من شموعي
جوانبه من دموعيَ قامت / وأضلعه بُنيت من ضلوعي
ومن ذا رأى هيكلاً في الوجود / يُقام على عمدٍ من دموع
جدّدي الحبَّ واذكري لي الربيعا
جدّدي الحبَّ واذكري لي الربيعا / إنني عشت للجمال تبيعَا
أشتهي أن يلفَّني ورق الأَي / كِ وأَثوِى خلف الزهور صريعا
آه دُر بي على الرِّفاق جميعاً / واجعل الشمل في الربيع جميعا
لا تقل لي اشتر المسرَّة والجا / ه فإنّي حسن الربى لن أبيعا
فلغيري الدنيا وما في حماها / إنني أعشق الجمال الرفيعا
أنا من أجله عصيت وعُذِّب / تُ وأقسمت غيرَه لن أطيعا
وبطيبِ الربيع أقتات زهراً / وعبيراً ولا أُكابد جوعَا
فَهو حسبي زاداً إِذا عَفَت الدُّن / يا وأقوَت منازلاً وربوعَا
داوِ ناري والتياعي
داوِ ناري والتياعي / وتمهَّل في وداعي
يا حبيب العمر هب لي / بضع لحظاتٍ سراع
قف تأمل مغربَ العم / ر وإخفاقَ الشعاع
وابكِ جبَّار الليالي / هدّه طول الصراع
وا ضياع الحزن والدم / ع على العمر المضاع
وهتاف القلب بالشك / وى على غير انتفاع
ما يهمّ الناس من نج / م على وشك الزماع
غاب من بعد طلوعٍ / وخبا بعد التماع
طال بي سُهدي وإِعيا / ئي وقد حان اضطجاعي
وإذا الراحة حانت / بعد لأيٍ ونزاع
فصدور الغيد سيَّا / ن وأنياب السباع
آه لو تقضي الليا / لي لشتيت باجتماع
كم تمنيتُ وكم من / أملٍ مرّ الخداع
وقفة أقرأ فيها / لك أشعار الوداع
ساعة أغفر فيها / لك أجيال امتناع
يا مناجاتي وسرِّي / وخيالي وابتداعي
ومتاعاً لعيوني / وشميمي وسماعي
تبعث السلوى وتنسى ال / موت مهتوك القناع
دمعة الحزن التي تس / كبها فوق ذراعي
قل للبخيل إذا ما عزَّ مشرعهُ
قل للبخيل إذا ما عزَّ مشرعهُ / يا مانع الماء عني كيف تمنعُه
أغرَّ حسنك أن الخلد جدوله / وأنّه من غريب السحر منبعُه
يا أيها الكوكب المحبوس في فلكٍ / مبدد مجده فيه مضيّعُه
هيهات يخلد حسنٌ لا يؤلهه / شعرٌ من النسق الأعلى ويرفعُه
أنا شهيدك والقلب الضحوك إذا / أدميتَه والمغني إذ تقطّعُه
هل منك يوم رضىً ضنَّ الزمان به / أعيا خيالي وأضناني توقّعُه
كم بتُّ منتبهاً أصغي لخطوته / أراه في الوهم أحياناً وأسمعُه
وأنت في أفق الأوهام طيف صبا / سما ودقَّ على الأفهام موضعُه
كأنك النسم النشوان منطلقاً / أظل كالنفس الحيران أتبعُه
تعالَ وادنُ بيوم لا نحسّ به / أجسادنا في صفاء لا نضيعُه
لكن أحسك تجري في صميم دمي / أنت الحياة وأنت الكون أجمعُه
يا أيها الحملُ الوديعُ أنا الذي
يا أيها الحملُ الوديعُ أنا الذي / يحنو عليك أنا الحبيب الراعي
كم ليلة والرعبُ يمشي في الدجى / والهول منتشر على الأصقاع
أغفيت في كنفي وفي ظل الكرى / كالطفل في أمنٍ مِنَ الأوجاع
يا ربِّ قد وهت العصا واستأثرت / غيرُ الليالي بالقويِّ الباع
فانظر إلى الحمل الوديع ووقّه / شر النفوس وفتنة الأطماع
نضّر له الدنيا ومدَّ ربيعها / وانشره مؤتلقا بكل شعاع
واجعل له الأيام ظلاً وارفاً / وخرير أنهارٍ وخصب مراعي
كلانا عليل فلا تجزعي
كلانا عليل فلا تجزعي / ودمعك تسبقه أدمعي
وإن كان بين ضلوعك نار / فنار الصبابة في أضلعي
وإن كان نجم هنائك غاب / فنجم هنائيَ لم يطلع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025