المجموع : 15
أَراكُ الحِمَى لَمّا شَدتْهُ السَّواجِعُ
أَراكُ الحِمَى لَمّا شَدتْهُ السَّواجِعُ / تَثَنَّى كَما هَبَّتْ عليه الزُّعازِعُ
فأَطْرَبَهُ مِنْ شَدْوِهَا لَحْنُ سَاجِعٍ / يَنُوحُ عَلى أَحْبابِهِ فَهْوَ سَاجِعُ
فَسِرُّ الهَوَى لِلصَّبِّ بِالدَّمْعِ ذائعٌ / كَمَا قَلْبُهُ بَيْنَ المحامِلِ ضَائِعُ
على أَنّ أيّامَ الوِصَالِ وَدائِعٌ / وَلا بُدَّ يَوْماً أَنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ
وَلَيْلٍ جَلا فيه الطَّلا أَنْجُم الطِلا / وَهُنَّ أُفُولٌ بَيْنَنا وَطَوالِعُ
وَقَدْ غَابَ وَاشِينا وَنامَ رَقِيبُنا / وَقَدْ صَدَقَتْنَا بِاللّقاءِ المَطالِعُ
وَنَحْنُ سُجُودٌ في جَوامِع لَذَّةٍ / مِنَ الأُنْسِ والإْبرِيقُ لِلكَأْسِ رَاكِعُ
وَطَرْفِ الصّبا في حَلبَةِ الرَوضِ راكضٌ / وَطَرْف النَّدى في وَجْنَةِ الوَرْدِ دَامِعُ
إلى أَنْ تَجَلَّى صُبْحُه فَكَأَنَّهُ / وُجُوهُ العَذَارى أَبْرَزَتْهَا البَراقِعُ
فَودَّعنا لا عَنْ مَلَالٍ وَلَا قِلىً / وقُلنا دَنَا التَّفْرِيقُ وَالشَّمْلُ جَامِعُ
رَكَائِبُ سُهْدِي مِنْ قَراها المَدامِعُ
رَكَائِبُ سُهْدِي مِنْ قَراها المَدامِعُ / هَدَاهَا لَهيبٌ أَضْرَمَتْهُ الأَضالِعُ
أَبيْتُ أَبيتُ اللَّيْلَ إلَّا بِلَوعَةٍ / أَقَضَّتْ بِهَا وَجْداً عَلَيَّ المَضاجِعُ
كأَنَّ الدُّجَى يَبْكِي لِحاليَ رَحْمةً / فَتِلْكَ النُّجُومُ الزّاهراتُ مَدامِعُ
يَا رَبِّ هَلْ طَيْفُ الحبيبةِ زَائِرٌ / وَهَلْ عَهْدُ لَيْلَى بِالأُجَيرِعِ رَاجِعُ
وَيا رَبَّة الخَالِ الخَليَّةِ مِنْ جَوَىً / مُحِبٍّ لَهُ دُونَ التَّصبُّرِ مَانِعُ
هَجَرَتْ فَلَمْ يَسْتَغْرِقِ الطَّرْفَ هَجعَةٌ / فَنَاظِرُهُ صَادٍ وهجْرُكَ صَادِعُ
وَمَا ذنْبُ مَنْ لَا عِنْدَهُ الحُبُّ ذَائِعٌ / وَلا السِّرُّ مَبْذُولٌ وَلا العَهْدُ ضَائِعُ
نَمَّتْ بِمَا تَحْنُو عَلَيْهِ ضُلُوعُهُ
نَمَّتْ بِمَا تَحْنُو عَلَيْهِ ضُلُوعُهُ / أَسْقامُهُ وَشُجونُه وَدُمُوعُهُ
جَلَبَتْ نَواظِرهُ لِمُهْجَتِهِ أَسىً / وَجَوىً يَذُوبُ بِبَعْضِهِ مَجْموعُهُ
مُغْرىً بِوَسْنَانِ اللِّحَاظِ وَإِنَّما / في حُبِّهِ هَجَرَ المُحِبَّ هُجُوعُهُ
أَبْدَى مُحَيَّاهُ وَأَسْبَلَ شَعْرَهُ / وَالبَدْرُ يَحْسُنُ في الظَّلامِ طُلُوعُهُ
لِلطَّرْفِ فيهِ سَناً وَفيهِ بَارِقٌ / هَذا وذَاكَ يَرُوقُهُ وَيَروعُهُ
دَبَّتْ عَقارِبُ صُدْغِه في خَدِّهِ / فَغَدا وقَلْبِي في الهَوَى مَلْسُوعُهُ
يا وَافِرَ الهَجْرِ الطَّويلِ تَولُّهي / خَبَبٌ أَلا وَعْدٌ يَجُودُ سَرِيعُهُ
نَبِّه جُفُونَكَ مِنْ نُعَاسِ فُتُورِهَا / لِتَرى مُحبّاً ذابَ فِيكَ جَمِيعُهُ
ما أَنْتَ يا طَرْفي بِمُتَّهَمٍ عَلى / سِرِّي فَكَيْفَ إِلى الوُشَاةِ تُذيعُهُ
حَمَّلتني ثِقْلَ الهَوى وَوَضَعْتَهُ / عِنْدِي فَهَلْ مَحْمُولُهُ مَوْضُوعُهُ
مَنْ لي بِمَنْ لَوْ سَام قَلْبِي غَيْرُهُ / ما كُنْتُ بالدُّنْيا الغَداةَ أَبِيعُهُ
دَعْنِي وَسَهْمُ اللَّحْظِ مِنْهُ فَإِننّي / صَبٌّ كَما شاءَ الغَرامُ صَرِيعُهُ
يَشْكُو إِلَيْكَ مُتيَّمٌ
يَشْكُو إِلَيْكَ مُتيَّمٌ / صَبٌّ جَفاهُ هُجُوعُهُ
يَعْصِي العَذُولَ على هَوىً / بِكَ لا يَزالُ يُطيعُهُ
يَكْفِيكَ مِنْ أَلمِ الجَوَى / مَا ضُمِّنَتْهُ ضُلُوعُهُ
إِنْ لَمْ تَرِقّ لَهُ فَقَدْ / رَقَّتْ عَلَيْهِ دُمُوعُهُ
ما كُنْتُ أَنْدُبُ رَامةً وَطُوَيْلِعاً
ما كُنْتُ أَنْدُبُ رَامةً وَطُوَيْلِعاً / لَوْ كُنْتَ يا قَمَرِي عليَّ طُويْلِعَا
وَلَقَدْ رَأَيْتُ بِرَامَةٍ بَيْنَ النَّقَا / فَمَنَعْتُ طَرْفي مِنْهُ أَنْ يتَمتَّعا
ما ذَاكَ مِنْ رَوْعٍ وَلكِنْ مَنْ رَأَى / أَشْباهَ عِطْفِكَ حُقَّ أَن يَتورَّعا
يا ساكِني نُعْمان لا اِصْطَنَعَ الهَوَى / صَبّاً يكونُ بِكُم هَواهُ تَصنُّعا
قَدْ أَزْعَجَ القَلْبَ الغَرامُ وأَعْجَزَ ال / طَرْفَ المنامُ فَحَقَّ لي أَنْ أَجْزَعَا
أَضْمَرْتُموا هَجْراً وأَمْرَضْتُمْ حَشىً / مِنّي وأَضْرَمَتُمْ بِنارٍ أَضْلُعَا
وَلَقَدْ وَقَفْتُ على حِماكُمْ مُجْدِباً / فَجَرَى بِهِ دَمْعِي إلى أنْ أَمْرَعَا
وَحَفِظْتُ عَهْدَكُمُ وَضَيَّعْتُمْ فَلَا / أَدْعو لأَجْلِكُم عَلى مَنْ ضَيَّعا
قَالَ العَواذِلُ إِنَّ مَنْ أَحْبَبْتَهُمْ / لَمْ يَتْركُوا لَكَ في وِصَالٍ مَطْمَعَا
أَنَا قَدْ رَضيتُ بِمَا ارْتَضوْهُ فَمَا عَسَى / أَنْ يُبْلِغَ الواشي لَديَّ بِمَا سَعَى
مَنْ أَنْتَ يا ظَبْيَ الصَّريمِ دَعوتَهُ / هَيْهَاتَ عَنْكَ بِسَلْوةٍ أَنْ يَرْجِعَا
لا بُدَّ يا قَمَرَ الملاحَةِ بَعْدَ أَنْ / تُبْدِي السِّرَارَ وَتَخْتَفِي أَنْ تَطْلُعَا
وَلَرُبَّما يا ظَبْيُ تَرْتَاعُ الظِّبا / مِثْلَ ارْتِياعِكَ ثم تَأْنَسُ مَرْتَعَا
ما سِحْرُ هَارُونَ المُفَرِّق غِيْرُ ما / في مُقْلَتَيْكَ مِنَ الفُتُورِ تَجَمَّعَا
أَخْلَيْتَ مَرْبَع كُلِّ قَلْبٍ في الهَوَى / مِنْ صَبْرِهِ وجَعَلْتَهُ لَكَ مَرْبَعا
وَهِيَ القُلُوبُ الطائِراتُ فَمَا لَهَا / أَبداً نَراها في حِبَالِكَ وُقَّعَا
مَا صَدَّ عَنِّي في الغَرامِ فَديْتُهُ / لَمّا بَذلْتُ لَهُ دَمِي فَتَمَنَّعا
لَكنْ رَأَى قَلْبي يَزيدُ بِقُرْبِهِ / صَدْعاً فأَشفَقَ إِن دَنَا أَنْ يُصْدَعا
يا عاذِلي دَعْنِي وَعَلِّم مُقْلَتِي / لِتَرى خَيال مُعَذِّبي إِنْ تَهْجَعَا
مَنْ كَانَ مَدْمَعُهُ نَجِيعاً في الهَوَى / هَيْهَاتَ عَذْلُكَ عِنْدَهُ أَنْ يَنْجَعَا
أَمْ كَيْفَ رِيقَتُكَ الَّتي أَرِقَتْ لها / عَيْني وَما رَاقَتْ تُكَفْكِفُ أَدْمُعَا
لِلْمَنْطِقيِّينَ أَشْتَكِي أَبداً
لِلْمَنْطِقيِّينَ أَشْتَكِي أَبداً / عَيْنَ رَقيبي فَلَيْتَهُ هَجَعَا
حَاذَرَهَا مَنْ أُحِبُّهُ فَأَبَى / أَنْ نَخْتَلِي سَاعةً وَنَجْتَمِعَا
كَيْفَ غَدَتْ في الهَوَى وَمَا انْفَصَلَتْ / مانِعةُ الجَمْعِ والخُلوِّ مَعَا
إِنَّ الَّذي مَنْزِلُهُ
إِنَّ الَّذي مَنْزِلُهُ / مِنْ سُحْبِ دَمْعِي أَمْرَعَا
لَمْ أَدْرِ مِنْ بَعْدِيَ هَلْ / ضَيَّعَ عَهْدِي أَمْ رَعَى
بَعَثْتَ لَنَا خَطّاً يُشَرِّفُ نَاظِراً
بَعَثْتَ لَنَا خَطّاً يُشَرِّفُ نَاظِراً / وَفي ضِمْنِهِ لَفْظٌ يُشَنِّفُ مَسْمَعَا
فَخُذْهَا مُدَاماً مِثْلَ طَبْعِكَ رِقَّةً / وَوُدّكَ صَفْواً وَابْتِسامِكَ مَلْمَعا
طَرْفٌ تَعَرَّضَ بَعْدَكُمْ لِهُجُوعِ
طَرْفٌ تَعَرَّضَ بَعْدَكُمْ لِهُجُوعِ / لَا زَالَ ذَا شَرَقٍ بِفَيْضِ دُمُوعِ
وَجَوانِحٌ جَنَحَتْ لِغَيْرِ جَمالِكُمْ / لا بُشِّرَتْ مِنْ عَوْدِكُمْ بِرُجُوعِ
يَا غَائِبونَ وهُمْ بُدُورٌ هَلْ لَكُمْ / أَنْ تَسْمَحُوا لِطُوَيْلعٍ بِطُلُوعِ
أَوْطَانُهُ لَيْسَتْ بِأَوْطَانٍ إِذَا / غِبْتُمْ وَلَيْسَ رُبُوعُهُ بِرُبُوعِ
وَإذَا حَلَلْتُمْ فِي مَحَلٍّ مُمْحِلٍ / كُسِيَتْ مَحَاسِنُهُ بِكُلَّ رَبِيعِ
مَنْ لِي بِهَا قُمْرِيَّةٌ قَمَرِيَّةٌ / تَسْبِيكَ بالمَنْظُورِ وَالمَسْمُوعِ
زَادَتْ بُطُرَّةِ شَعْرِهَا المَفْرُوقِ فَوْ / قَ جَبِينها في حُسْنِهَا المَجْمُوعِ
فَعَجِبْتُ مِنْ تِلْكَ الذَّوَائِبِ بَعْضُهَا ال / مَحْمُولُ جَاذَبَ بَعْضَهَا المَوْضُوعِ
قَدْ نُزِّهَ البَدْرُ المُنيرُ وَوَجْهُهَا / وَالشَّمْسُ بِالتَّثْلِيثِ عَنْ تَرْبِيعِ
بَخِلَ الخيالُ بِهَا وَزارَتْ يَقْظةً / فَحَظِى بِهَا سَهَرِي وَخَابَ هُجُوعِي
وَأَلذُّ مَا كَانَ الوِصَالُ إذَا أَتَى / شَفْعاً كَمَا تَهْوَى بِغَيْرِ شَفِيعِ
فَرَفَعْتُ عَنْ تِلْكَ العُقُودِ قِنَاعَهَا / شَرَها وَلَمْ أَكُ دُونَهُ بِقَنُوعِ
فَتبسَّمَتْ عَنْ مِثْلِ مَا فِي جِيدِهَا / لُطْفاً فَفَاضَتْ لِلسُّرورِ دُمُوعي
فَتوَهَّمَتْ أَنِّي بَكَيْتُ تَخَضُّعاً / فَتَواضَعَتْ جَبْراً لِفَرْطِ خُضُوعِي
فَضَمَمْتُهَا ضَمَّ الكِمَامِ لِوَرْدِهَا / أَحْنُوا على مَجْمُوعِها بِجَمِيعي
خَافَتْ مِنَ الرُّقَباءِ يَوْمَ وِدَاعِي
خَافَتْ مِنَ الرُّقَباءِ يَوْمَ وِدَاعِي / لَمَّا دَعَا بِنَوَى الأَحِبَّةِ دَاعِ
قَامَتْ تُودِّعُنِي بِقَلْبٍ آمنٍ / مِمَّا أَجُنُّ وَنَاظِرٍ مُرْتاعِ
لِلَّه رَكْبٌ لَيْسَ عَهْدُ وِدَادِهمْ / عِنْدَ المُحِبِّ وَإنْ نأَى بِمُضَاعِ
مَنَحُوا النَّواظِرَ بَهْجَةً وَملاحَةً / وَجَنَتْ حُداتُهُم عَلى الأَسْماعِ
بَانُوا فَغُصْنُ البانِ فَوْقَ هَوادِجٍ / وَسَروْا بِبَدْرِ التَّمِّ تَحْتَ قِنَاعِ
كَمْ كَادَ يَقْضِي عَاشِقٌ لِفُرَاقِهِمْ / لَوْلَا الرَّجَا وَتَعَلُّقِ الأَطْمَاعِ
أَعذُولُ مِنْ عَلق الهَوَى بِي عَادةٌ / فَلَقَدْ أُمِرْتُ بِأَمْرِ غَيْرِ مُطَاعِ
أَوَ مَا كَفَاهُ نِزَاعُهُ مِمَّا بِهِ / فَأَتَيْتَهُ مِنْ عَذْلِهِ بِنَزَاعِ
أَفْدِى عَرَباً حَلُّوا بِوَادِي الجَزْعِ
أَفْدِى عَرَباً حَلُّوا بِوَادِي الجَزْعِ / يَا وَحْشَةَ نَاظِري لَهُمْ في الرَّبْعِ
لَمَّا بَحَثُوا عِنْدِي فِي فُرْقَتِنَا / اشْتَاقَ لَهُمْ مَسَايِلاً مِنْ دَمْعِي
يَا جَامِعَ المَالِ وَهْوَ يَمْنَعُهُ
يَا جَامِعَ المَالِ وَهْوَ يَمْنَعُهُ / عَنْ راغبٍ في نَوَالِهِ طَامِعْ
أَصْبَحْتَ في البُخْلِ إذْ عُرِفْتَ بِهِ / كَأَنَّكَ الحَدُّ جامِعٌ مَانِعْ
غَنِيتُ بِالمَحْبُوبِ عَمَّا يُشْتَهَى
غَنِيتُ بِالمَحْبُوبِ عَمَّا يُشْتَهَى / وَالدَّهْرُ قَدْ آمَنني مِنْ نَزْغِهِ
فَخمْرهُ وَوَرْدُهُ وَآسهُ / مِنْ ريقِهِ وَخَدِّهِ وَصُدغِهِ
رَأَتْ شَغَفِي عِنْدَ ارْتِشَافِ رِضَابِهَا
رَأَتْ شَغَفِي عِنْدَ ارْتِشَافِ رِضَابِهَا / وَتَقْبِيلها الشَّافي لِمَا في الأَضالعِ
فَقالَتْ تُرى ماذا الَّذي كُنْتَ قانِعاً / بِهِ مِنْ هَوانَا قلْتُ مقلوبَ قانعِ
يا أَيُّهَا الصَّدْرُ الَّذي وَجْهُ العُلى
يا أَيُّهَا الصَّدْرُ الَّذي وَجْهُ العُلى / منْهُ يُزانُ بِمَنْظَرٍ مَطْبوعِ
لا تَعْتَقدْ قَلْبي يُحبُّكَ وَحْدَهُ / هَا قَدْ بَعَثْتُ لسيِّدي مَجْمُوعِي