المجموع : 11
لَعَمري لَقَد أَفشَيتُ يَوماً فَخانَني
لَعَمري لَقَد أَفشَيتُ يَوماً فَخانَني / إِلى بَعضِ مَن لَم أَخشَ سِرّاً مُمَنَّعا
فَمَزَّقَهُ مَزقَ العَما وَهوَ غافِلٌ / وَنادى بِما أَخفَيتُ مِنهُ فَأَسمَعا
فَقُلتُ وَلَم أَفحَش لَعاً لَكَ عالياً / وَقَد يَعثرُ الساعي إِذا كانَ مُسرِعاً
فَلَستُ بِجازيكَ المَلامَةَ إِنَني / أَرى العَفوَ أَدنى لِلسَّداد وَأَوسَعا
وَلَكِن تَعلَّم إِنها عَهدُ بَينِنا / فَبِن غَيرِ مَذمومٍ وَلَكِن مودَّعا
حَديثاً أَضَعناهُ كِلانا فَلَن أُرى / وَأَنتَ نَجيّاً آخِرَ الدَهرِ أَجمَعا
وَكُنتَ إِذا ضَيَّعتَ سِرَّك لَم تَجِد / سِواكَ لَهُ إِلّا أَشَتَّ وَأَضيَعا
لَيتَ شِعري عَن خَليلي ما الَّذي
لَيتَ شِعري عَن خَليلي ما الَّذي / غالَهُ في الحُبِّ حَتّى وَدَعَهُ
لا تُؤاخِ الدَهرَ جِبساً راضِعاً / مُلهَبَ الشَدِّ سَريعَ المَنزَعَه
ما يَنَل مِنكَ فَأَحلى مَغنِمٍ / وَيَرى ظَرفاً بِهِ أَن يَمنَعَه
يَسأَلُ الناسَ وَلا يُعطيهِمُ / هَبِلَته أُمُّه ما أَجشَعَه
حَقِّقِ القَولَ إِذا ما قُلتَهُ / واحذَرَن مَخزاتَهُ في المَجمَعَه
لا تُهِنّي بَعدَ إِكرامِكَ لي / فَشَديدٌ عادَةٌ مُنتَزَعَه
لا يَكُن بَرقُكَ بَرقاً خُلَّباً / انَّ خَيرَ البَرقِ ما الغَيثُ مَعهُ
لا تَشوبَنَّ بِحَقٍّ باطِلاً / إِنَّ في الحَقِّ لِذي الحَقِّ سَعَه
أَطِلِ الصَمتَ إِذا ما لَم تُسَل / إِنَّ في الصَمتِ لِأَقوامٍ دَعَه
رُبَّ ماشٍ بِحَديثٍ قالَهُ / لا يَضُرُّ المَرءَ أَن لا يَسمَعَه
أَحبِب إِذا أَحبَبتَ حُبّاً مُقارِباً
أَحبِب إِذا أَحبَبتَ حُبّاً مُقارِباً / فَإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ نازِعُ
وَأَبغِض إِذا أَبغَضتَ بُغضاً مُقارِباً / فَإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ راجِعُ
وَكُن مَعدَناً لِلحِلمِ واصفَح عَنِ الأَذى / فَإِنَّكَ راءٍ ما عَمِلتَ وَسامِعُ
يُدافِعُني مَهرانُ في نَقدِ دِرهَمٍ
يُدافِعُني مَهرانُ في نَقدِ دِرهَمٍ / كَأَنَّكَ في شَيءٍ كَبيرٍ تُدافِعُ
فَكَيفَ وَقَد زُوِّجتَ خَوداً كَأَنَّها / إِذا ما مَشَت في الدارِ أَدماءُ ظالِعُ
تَطيفُ بِها كَأَنَّما أَنتَ آزِمٌ / بِفَروَةِ كَبشٍ قُدَّ مِنهُ الأَكارِعُ
وَإِنّي لَيَثنيني عَن الجَهلِ والخَنى
وَإِنّي لَيَثنيني عَن الجَهلِ والخَنى / وَعَن شَتمِ ذي القُربى خَلائِقٌ أَربَعُ
حَياءُ وَإِسلامٌ وَبُقياً وَأَنَّني / كَريمٌ وَمِثلي قَد يَضُرُّ وَيَنفَعُ
فَإِن أَعفُ يَوماً عَن ذُنوبٍ وَتَعتَدي / فَإِنَّ العَصا كانَت لِغَيرِكَ تُقرَعُ
وَشَتانَ ما بَيني وَبَينِكَ إِنَّني / عَلى كُلِّ حالٍ أَستَقيمُ وَتُظلعُ
تَصيحُ وَتَستَشلي كِلاباً تَهُرُّني / وَتُشرِعُني فيما أَردتَ وتَشرعُ
دَعاني أَميري كَي أَفوهَ بِحاجَتي
دَعاني أَميري كَي أَفوهَ بِحاجَتي / فَقُلتُ فَما رَدَّ الجَوابَ وَما استَمَع
فَقُلتُ وَلَم أَحسُس بِشيءٍ وَلَم أَصُن / كَلامي وَخيرُ القَولِ ما صينَ أَو نَفع
فَأَجمَعتُ يَأساً لا لُبانَةَ بَعده / وَلَليأسُ أَدنى لِلعَفافِ مِنَ الطَمَع
كَيفَ بِصاحِبٍ إِن أَدنُ مِنهُ
كَيفَ بِصاحِبٍ إِن أَدنُ مِنهُ / يَزِدني في مُباعَدَةٍ ذِراعا
وَإِن أَمدُد لَهُ في الوَصلِ ذَرعي / يَزِدني فَوقَ قيسِ الذَرعِ باعا
أَبَت نَفسي لَهُ إِلّا وِصالاً / وَتَأبى نَفسُهُ إِلّا اِنقِطاعا
كِلانا جاهِدٌ أَدنو وَينأى / كَذَلِكَ ما اِستَطَعتُ وَما اِستَطاعا
غَدا مِنكَ في الدُنيا الشَبابُ فَأَسرَعا
غَدا مِنكَ في الدُنيا الشَبابُ فَأَسرَعا / وَكانَ كَجارٍ بانَ مِنكَ فَوَدَّعا
فَقُلتُ لَهُ فاِذهَب ذَميماً فَلَيتَني / قَتَلتُكَ عِلماً قَبلَ أَن تَتَصَدَّعا
جَنَيتَ عَلَيَّ الذَنبَ ثُمَّ خَذَلتَني / عَليهِ فَبِئسَ الخَلَّتانِ هُما مَعا
وَكُنتَ سَراباً ماحِصاً إِذ تَرَكتَني / رَهينَةَ ما أَجني مِنَ الشَرِّ أَجمَعا
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرَّ نَفسِهِ
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرَّ نَفسِهِ / فَفاضَ فَفي صَدري لَسِرِّيَ مُتَّسَع
إِذا فاتَ شَيءٌ فَاصطَبِر لِذهابِهِ / وَلا تَتبَعَنَّ الشيءَ إِن فاتَكَ الجَزَع
فَفي اليأسِ عَمّا فاتَ عِزٌّ وَراحَةٌ / وَفيهِ الغِنى والفَقرُ يا ضافيَ الطَمَع
إِذا صاحِبا وَصلٍ بِحَبلٍ تَجاذَبا / فَمُلَّ قُواهُ أُوهِنَ الحَبلُ فَانقَطَع
وَلا تَحفِرَن بِئراً تُريدُ أَخاً بِها / فَإِنَّكَ فيها أَنتَ مِن دونِهِ تَقَع
وَكُلُّ امرىءٍ يَبغي عَلى الناسِ ظالِماً / تُصِبهُ عَلى رَغمٍ عواقِبُ ما صَنَع
أَنتَ الفَتى وَابن الفَتى وَأَخو الفَتى
أَنتَ الفَتى وَابن الفَتى وَأَخو الفَتى / وَسَيِّدُنا لَولا خَلائِقُ أَربَعُ
نُكُولٌ عَن الجَلّى وَقُربٌ مِنَ الخَنا / وَبُخلٌ عَن الجَدوى وَأَنَّكَ تُبَّعُ
وَساجِعٍ في فُروعِ الأَيكِ هَيَّجَني
وَساجِعٍ في فُروعِ الأَيكِ هَيَّجَني / لَم أَدرِ لِم ناحَ مِمّا بي وَلِم سَجَعا
أَباكِياً إِلفَهُ مِن بَعدِ فَرقَتِهِ / أَم جازِعاً لِلنَوى مِن قَبلِ أَن تَقعا
يَدعو حَمامَتَهُ وَالطَيرُ هاجِعَةٌ / فَما هَجَعتُ لَهُ لَيلاً وَلا هَجعا
مُوَشَّحٌ سُندُساً خُضرٌ مناكِبُهُ / تَرى مِنَ المِسكِ في أَذيالِهِ لُمَعا
لَهُ مِنَ الآس طَوقٌ فَوقَ لَبَّتِهِ / مِنَ البَنَفسَجِ وَالخيريِّ قَد جُمِعا
كَأَنَّما عَبَّ في مُسوَدِّ غاليَةٍ / وَحَلَّ مِن تَحتِهِ الكافورُ فانتَقَعا
كَأَنَّ عَينَيهِ مِن حُسنِ اِصفِرارِهِما / فَصّانِ مِن حَجَرِ الياقوتِ قَد قُطِعا
كَأَنَّ رِجلَيهِ مِن حُسنِ اِحمِرارِهِما / ما رَقَّ مِن شُعَبِ المَرجانِ فاِتَّسَعا
شَكا النَوى فَبَكى خَوفَ الأَسى فَرَمى / بَينَ الجَوانِحِ مِن أَوجاعِهِ وَجَعا
وَالريحُ تَخفِضُهُ طوراً وَتَرفَعُهُ / طوراً فمُنخَفِضاً يَدعو وَمُرتَفِعا
كَأَنَّهُ راهِبٌ في رأَسِ صَومَعَةٍ / يَتلو الزَبورَ وَنَجمُ الصُبحِ قَد طَلَعا