المجموع : 4
أَعَزَّ اصطباري وأجرى دموعي
أَعَزَّ اصطباري وأجرى دموعي / وقوفي ضحى في بقاع البقيع
على عترة المصطفى الأقربين / وأمهمُ بنت طه الشفيع
همُ آمنوا الناس من كل خوفٍ / وهم أطعموا الناس من كل جوع
وهم روَّعوا الكفر في بأسهم / على أن فيهم أمان المروع
وقفت على رسمهم والدمو / عُ تسيل ونار الجوى في ضلوعي
وكان من الحزم حبس البكاء / لو أن هنالك صبري مطيعي
وهل يملك الصبر مَن مقلتاه / ترى مهبط الوحي عافي الربوع
وقَيِّمَهُ يمنع الزائرين / من لثم ذاك المقام المنيع
إذا همَّ زوَّاره بالدنوِّ / يذودونهم عنه ذود القطيع
وهذا مقام يذم الصبور / عليه ويحمد حال الجزوع
ويا ليت شعري ولا تبرح ال / ليالي تجيء بخطب فظيع
أكان إليهم أساء النبيُّ / فيجزونه بالفعال الشنيع
لئن كان في مكة صنعهم / بحجاجها نحو هذا الصنيع
فلست أرى الحج بالمستطا / عِ ولا واجد المال بالمستطيع
بنفسي التي لا هُم أعزُّوا جوارها
بنفسي التي لا هُم أعزُّوا جوارها / ولا تركوها تستجير بدمعها
رأوها تُقَضِّي ليلها ونهارها / بكاءً على الهادي فجدُّوا بمنعها
ومذ ألفت ظل الأراكة لم تكن / تطيب نفوس القوم إلا بقطعها
إذا كان قصد القوم بيعة بعلها / فما كان يحدوهم على كسر ضلعها
هَمَّت لتقضيَ من توديعه وطراً
هَمَّت لتقضيَ من توديعه وطراً / وقد أبى سوط شمرٍ أن تودعه
ففارقته ولكن رأسه معها / وغاب عنها ولكن قلبها معه
بدت كالبدر تمَّ لدى الطلوع
بدت كالبدر تمَّ لدى الطلوع / فأدنت ما تباعد من هجوعي
أتت كالغصن غضاً في التثني / تمرُّ عليه ناسمة الربيع
أعادت لي شبابثي بعد هجر / يشيب صبابة رأس الرضيع
سطت ريماً ولكن شبه ليثٍ / تريع فؤاد كل فتى مريع
إذا سلَّت من الأجفان سيفاً / تخضَّبَ خدها بدم نجيع
تُفرِّقُ وهي واحدة إذا ما / سطت باللحظ مجتمع الجموع
فكم من ليلة معها اجتمعنا / نحلِّي السمع بالشعر البديع
وكم طافت عليَّ بصرف راح / تحاكي الشمس في وقت الطلوع
وكم قَبَّلتُ سَيفَي مقلتيها / وأمسى رمح قامتها ضجيعي
لئن أثقلت بالآثام ظهري / فإن محمد الهادي شفيعي
به أمن الورى من كل خوف / وإطعام الورى من كل جوع
حليف المجد رب العلم خدن ال / معالي صاحب البيت الرفيع
أهنيه بمولود زكيٍّ / أقام هواه ما بين الضلوع
زكا فرعاً فكان لخير أصلٍ / فأكرم بالأصول وبالفروع
أرى الدنيا زهت بشراً فأرخ / لشهرِ ولادة الهادي ربيع