المجموع : 3
رفقاً بصب في هواك صريع
رفقاً بصب في هواك صريع / قد بات يشكو من جوى وولوع
مليا حببتك غير ناشد سلوة / يوماً ولا متطلع لنزوع
أرخصت من وجدي وحسبك انه / أغلى هوى حنيت عليه ضلوعي
وخدعت قلبي في هواك ولم أزل / أهفو اليك بقلبيَ المخدوع
لولا غرامك ما انثنيت بناظر / يلقاك بين مهابة وخشوع
كيف المتاب وكيف تغفر زلتي / ان كان لا يأتي الهوى بشفيع
رفقاً على نفس أطرت شعاعها / وعلى فؤاد للفراق هلوع
منع العواذل ان أراك ولم أكن / في الحب اول سائل ممنوع
عشقوا الوشاية فادرعت من الهوى / ومن الأسى بجواشن ودروع
ولقد هممت بزورة تحت الدجى / لولا هلال راعني بطلوع
لا تتركي قلبي لديَّ فانني / عفت البقاءَ لقلبيَ المفجوع
قلب تلهب من جواه ومقلة / ملئت ولكن من دم ونجيع
لجزعت لو أبصرتني يوم النوى / في موقف جم الخطوب فظيع
والدهر أطرق رأسه متهيباً / مما ألمّ بشملنا المصدوع
فقفي رعاك اللَه أمتع ناظري / قبل الفراق وساعة التوديع
هل بعد هذا البين لا كانت نوى / بك طوحت من أوبة ورجوع
كيف السبيل إلى اللقاء ودوننا / بيداء ملتطم الحباب مريع
مني السلام على الشآم واهله / وعلى ربي بك ازهرت وربوع
يا ليتنا كنا كما شاء الهوى / فرحَين فيه بشملنا المجموع
متنقلين على هضاب غضة / نجتاز ينبوعاً إلى ينبوع
وانا وانت على رباها تابع / يمشي وراء المالك المتبوع
نلفى الطبيعة في غضون بهاءها / من كل صنع للاله بديع
شهر على نار الغرام قضيته / وعددته باليوم والاسبوع
لا عشت ان لم أُلفَ صبا ساهداً / ما بين حر جوى ووكف دموع
عثرت بحب الغانيات فلا لعا
عثرت بحب الغانيات فلا لعا / ورحت وما أبقيت للطهر موضعا
تعرض لي قوم يقولون ما له / وللشيخ حتى بات بالهجو مولعا
وما أنا الا مسلم وابن مسلم / يغار على الاسلام أنيَّ تروعا
تخذت قوافي الشعر سهماً مفوقا / فصادف من تلك المقاتل موقعا
شددت لساني ثم قلت له اتئد / لعل له عذراً يبين فيشفعا
الى ان قضى الشرع الحنيف فلم يدع / بقوس الاهاجي في ابن يوسف منزعا
وما حقه الا حسام ابن ملجم / يحز وريدا في قفاه وأخدعا
يحاول داراً بالنبيّ تطهرت / وبيتاً من النجم الملعلع أرفعا
ولو كان يدرى ما الحياء بقومه / لغطى عليهم وجهه وتقنعا
غمام دنا من بيت احمد قاتم / فهزته نكباء سرت فتقشعا
جنيت على الآداب حتى تروعت / وصلت على الاسلام حتى تفزعا
ومن كان لا يخلو من الطيش عقله / اذا ما جرى نحو الرذيلة أسرعا
فحقرت نفساً لا تزال حقيرة / وصعرت خدا بالمذلة أضرعا
وألهبت أستار العفاف بجذوة / بدا بعدها وجه الفضيلة أسفعا
طرقت بيوت الآنسات وانما / وطئت طريقاً كان من قبل مهيعا
وخلت وجاراً كنت فيه موسدا / يضارع بيتاً كالعرين ممنعا
بأي لسان قصر اللَه طوله / ذممت قضاة اللَه في الشرع أجمعا
وفندت حكماً لو به الشم أنذرت / لخرت له تلك الشواهق خشعا
وأظهرت من وهن العزيمة قوة / ومثلك من يحنى على الخزي أضلعا
فهل ينفع الايهام في الاصل بعدما / سمعنا قضاء في أصولك مقنعا
لقد ضعت في الدنيا وحسبك ضيعة / إذا كنت في حكم الشريعة أضيعا
ومثلك أحرى ان يداس بمنسم / ويلطم أني قابلوه ويصفعا
نظمت قوافي هجوه وأنا الذي / اذا صاغ شعراً في هجائك أبدعا
ولي شاغل في الحب عنك عسى الهوى / يهدّئ روعا أو يكفكف مدمعا
فليتك تدري ان قلبي مدله / يحن الى من ويندب مربعا
فكائن رأيت الخمر يحلو وذا فمي / على فمها يحسو الرحيق المشعشعا
لحى اللَه واش قد سعى بي عندها / فصادف منها لا هدى اللَه من سعى
إلى أن قضى الدهر المشت ببينها / فودعت قلبي والغزال المودعا
ليال تقضت في غرام مليحة / هي الحسن مرأى والمحاسن مسمعا
لئن صادها غيرى بناب وبرثن / وبات بها تحت الجدار ممتعا
فاني عهدت الكلب أسرع وثبة / وأحذق في صيد الغزال وأصنعا
عذيريَ من شيخين كلٌّ بلؤمه
عذيريَ من شيخين كلٌّ بلؤمه / على كل سوء للبرية واقع
فهذا لانساب الكرائم واضع / وهذا لأعلام النقائص رافع