القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صالِح الكَوّاز الحِلّي الكل
المجموع : 5
ما ضاق دهرك إلا صدرك اتسعا
ما ضاق دهرك إلا صدرك اتسعا / فهل طربت لوقع الخطب مذ وقعا
تزداد بشراً إذا زادت نوائبه / كالبدر إن غشيته ظلمةً سطعا
وكلما عثرت رجل الزمان عمى / أخذت في يده رفقاً وقلت لعا
وكم رحمت الليالي وهي ظالمةٌ / وما شكوت لها فعلا وإن فضعا
وكيف تعظم في الأقدار حادثةً / على فتى ببني المختار قد فضعا
أيام أصبح شمل الشرك مجتمعاً / بعد الشتات وشمل الدين منصدعا
ساقت عدياً بنو تيم لظلمهم / أمامها وثنت حرباً لها تبعا
ما كان أوعر من يوم الحسين لهم / لولا لنهج الغصب قد شرعا
سلا ظبا الظلم من أغماد حقدهما / وناولاها يزيداً بئس ما صنعا
فقام ممتثلاً بالطف أمرهما / ببيض قضب هما قدماً لها طبعا
لا غرو إن هو قد ألفى أباه على / هذا الظلال إذا ما خلفه هرعا
وجحفل كالدبا جاء الدباب به / ومن ثنية هرشي نحوكم طلعا
يا ثابتاً في مقام لو حوادثه / عصفن في يذبل لأنهار مقتلعا
ومفرداً معلماً في ضنك ملحمةٍ / بها تعادي عليها الشرك واجتمعا
للَه أنت فكم وتر طلبت به / للجاهلية في أحشائها زرعا
قد كان غرساً خفياً في صدورهم / حتى إذا أمنوا نار الوغى فرعا
واطلعت بعد طول الخوف أرؤسها / مثل السلاحف فيما أضمرت طمعا
واستأصلت ثار بدر في بواطنها / وأظهرت ثار من في الدار قد صرعا
وتلكم شبهةٌ قامت بها عصب / على قلوبهم الشيطان قد طبعا
ومذ أجالوا بأرض الطف خيلهم / والنقع أظلم والهندي قد لمعا
لم يطلب الموت روحاً من جسومهم / إلا وصارمك الماضي له شفعا
حتى إذا بهم ضاق الفضا جعلت / سيوفكم لهم في الموت متسعا
وغص فيهم فم الغبرا وكان لهم / فم الردى بعد مضغ الحرب مبتلعا
ضربت بالسيف ضرباً لو تساعده / يد القضاء لزال الشرك وانقشعا
بل لو تشاء القضا أن لا يكون كما / قد كان غير الذي تهواه ما صنعا
لكنكم شئتم ما شاء بارؤكم / فحكمه ورضاكم يجريان معا
وما قهرتم بشيءٍ غير ما رغبت / له نفوسكم شوقاً وإن فضا
لا تشمتن رزاياكم عدوكم / فما أمات لكم وحياً ولا قطعا
تتبعوكم وراموا محو فضلكم / فخيب اللَه في ذلكم طمعا
أني وفي الصلوات الخمس ذكركم / لدى التشهد للتوحيد قد شفعا
فما أعابك قتلٌ كنت ترقبه / به لك اللَه جم الفضل قد جمعا
وما عليه هوان أن يشال على / المياد منك محيساً للدجى صدعا
كأن جسمك موسى مذ هوى صعقاً / وإن رأسك روح اللَه مذ رفعا
كفى بيومك حزناً أنه بكيت / له النبيون قدماً قبل أن يقعا
بكاك آدم حزناً يوم توبته / وكنت نوراً بساق العرش قد سطعا
ونوح أبكيته شجواً وقل بأن / يبكي بدمع حكى طوفانه دفعا
ونار فقدك في قلب الخليل بها / نيران نمرودٍ عنه اللَه قد دفعا
كلمت قلب كليم اللَه فانبجست / عيناه دمعاً دماً كالغيث منهمعا
ولو رآك بأرض الطف منفرداً / عيسى لما اختار أن ينجو ويرتفعا
ولا أحب حياة بعد فقدكم / وما أراد بغي الطف مضطجعا
يا راكباً شدقمياً في قوائمه / يطوي أديم الفيافي كلما ذرعا
يجتاب متقد الرمضاء مستعراً / لو جازه الطير في رمضائه وقعا
فرداً يكذب عينيه إذا نظرت / في القفر شخصاً وأذنيه إذا سمعا
عج بالمدينة واصرخ في شوارعها / بصرخةٍ تملأ الدنيا بها جزعا
ناد الذين إذا نادى الصريخ بهم / لبوه قبل صدى من صوته رجعا
يكاد ينفذ قبل القصد فعلهم / لنصر من لهم مستنجداً فزعا
من كل آخذٍ للهيجاء اهبتها / تلقاه معتقلاً بالرمح مدرعا
لا خيللاه عرفت يوماً مرابطها / ولا على الأرض ليلاً جنبه وضعا
يصغي إلى كل صوتٍ على مصطرخاً / للأخذ في حقه من ظالميه دعا
قل يا بني شيبة الحمد الذين بهم / قامت دعائم دين اللَه وارتفعا
قوموا فقد عصفت بالطف عاصفةً / مالت بأرجاء طود العز فانصدعا
لا أنت أنتم إن لم تقم لكم / شعواء مرهوبةً مرأى ومستمعا
نهارها أسودٌ بالنق معتكر / وليلها أبيض بالقضب قد نصعا
إن لم تسدوا الفضا نقعاً فلم تجدوا / إلى العلا لكم من منهج شرعا
فلتلطم الخيل خد الأرض عاديةً / فإن خد حسين للثرى ضرعا
ولتملأ الأرض نعياً في صوارمكم / فإن ناعي حسين في السماء نعى
ولتذهل اليوم منكم كل مرضعةٍ / فطفله من دما أوداجه رضعا
لئن ثوى جسمه في كربلاء لقى / فراسه لنساه في السباء رعى
نسيتم أو تناسيتم كرئمكم / بعد الكرام عليها الذل قل وقعا
أتهجعون وهم أسرى وجدهم / لعمه ليل بدر قط ما هجعا
فليت شعري من العباس أرقه / أنينه كيف لو أصواتها سمعا
وهادر الدم من هبار ساعةٍ إذ / بالرمح هودجٌ من تنمى له قرعا
ما كان يفعل مذ شيلت هوادجها / قسراً على كل صعب في السرى ظلعا
ما بين كل دعى لم يراع بها / من حرمة لا ولا حق النبي رعى
بني علي وأنت للنجا سببي / في يوم لا سبب إلا وقد قطعا
ويوم لا نسب يبقى سوى نسب / لجدكم وأبيكم راح مرتجعا
لو ما أنهنه وجدي في ولايتكم / قذفت قلبي لما قاسيته قطعا
من حاز من نعم الباري محبتكم / فلا يبالي بشيءٍ ضر أو نفعا
فإنها النعمة العظى التي رجحت / وزناً فلو وزنت بالدر لارتفعا
من لي بنفس على التقوى موطنةً / لا تحفلن بدهرٍ ضاق أو وسعا
وبيت شاد أهل البيت منه
وبيت شاد أهل البيت منه / بناء في ذرى العليا رفيعا
بليلة نصف شعبان رأينا / عديد النيرات به شموعا
ومن للنيرات بحيث تلقى / لها ما بين مركزها طلوعا
وينهل داخليه بعين ماء / يوعود حشى اللهيف به مريعا
وهبك شققت نهراً من عين / عليه الناس واردةً جموعا
نشدتك هل لديك جبال حزوى / استحالت سكراً فيه جميعا
إذا ما قال ذا سر أناسٍ / رآه أحمد شرفاً وسيعا
يرى الدنيا وما فيها جميعا / عطية من غدا فيها قنوعا
يضيع المال في حفظ المعالي / وما حفظ المعالي لن يضيعا
فوا لبيت الذي شرفا وعزاً / به الأملاك قد هبطت خشوعا
بناه الكاظم الحبر الذي قد / حوى أسرار والده جميعا
أخو علم لو أن الخضر أضحى / لديه صاحباً لن يستطيعا
هو الداعي إليه باحتجاج / فلم يدرك لدعوته سميعا
فلم أر مثل ذاك اليوم يماً / ولم أر مثله حقاً أضيعا
وتابع أثره شبلاً عرين / بعرعرة العلا أضحى منيعا
فمن حسن وأحمد كل فعلٍ / لنا نور النبي بدا لموعا
هداة ينتمون إلى هداةٍ / زكت أعراقهم وزكوا فروعا
ما فارق الأسماع صوت الناعي
ما فارق الأسماع صوت الناعي / حتى دعا بنعاء آخر داع
هتفاً بنا متتابعين فاججا / ناراً على نارٍ لدى الأضلاع
فتزاحمت بهما اللواعج في الحشى / كتزاحم الأصوات في الأسماع
للَه من نصل تعذر سبره / إلا بضرب الصارم القطاع
رزء تسرع أثر رزء بغتةً / فتواصل التفجاع بالتفجاع
ورمى العيون الساهرات بمسهرٍ / من قبل أن يهممن بالتهجاع
واسأل ثمة كل دمعٍ سائل / وأراع قمة كل قلبٍ مراع
ذهب النقي فيا وفود تشتتي / في كل ذات مهالك مضياع
واستشعري إلا الحياة فإنما / هلك الرعية في هلاك الراعي
ذهب الذي قد كنت من نعمائه / في ريف ذي كرم طويل الباع
فجعت به عليا قريض وإنما / فجعت ببدر فخارها اللماع
أودى به القدر المتاح وطالما / قد ان للأقدار جد مطاع
تبكيك لابسة السواد بأدمعٍ / حمر لبيض مناقبٍ ومساع
تبكي وكل موحد من حولها / يبيك بصوت العارض الهماع
أبكيك مرفوع السرير مشيعاً / بعصائب الأملاك والأشياع
حتى أتوا بك بقعةً قد زدتها / شرفاً وكانت قبل خير بقاع
لو لم تكن في العرش روحك لان / ثنت شهب السماء نود فضل القاع
أأبا الحسين ومن به آمن الهدى / من كل قاصدٍ ركنه بتداع
ألبسته حفظاً عليه ورأفةً / زغف السوابغ من نسيج يراع
حتى غدا فيها بأعظم منعةٍ / ليست ترى بسوابغ الأدراع
رلا زال فيك وفي بينك ممنعاً / من كيد كل مصانع سماع
القوم ما خلقوا لغير هدايةٍ / وحماية للخائف المرتاع
أبناء منجبةٍ تكاد طباعهم / توفي على شهب السما بشعاع
إنا صنائعهم وقد بلغت بهم / حد النهاية قدرة الصناع
لم أدر واللَه المهين قادر / أيجيء مثلهم كرام الصناع
هضب لدى الأهوال جد ثوابت / وإذا دعا المظلوم جد سراع
يؤون لو أن ابن نوح جاءهم / آوى إلى عالي الذرى مناع
ما ذاك من حل الفضلو وإنما / كان اقتضاء طبايع ومساع
أأبى من الآساد إلا إنهم / في الجود طوع أرادة الخداع
تسع الفضاء صدورهم حتى إذا / بليت بحقد فهي غير وساع
يسعون في طلب العلاء فإن سعى / واشٍ لهم ألغوا حديث الساعي
لا يبرحن الدهر طوع أكفهم / شروى الذلول التابع المطواع
يغري محبكم وإن نقم العدا / وافى براغم أنفها جداع
نعى فشجى قلب الشريعة إذا نعى
نعى فشجى قلب الشريعة إذا نعى / وعاد لديه أصبر الناس أجزعا
وضيع أهل الحزم قوة حزمهم / كما أن حسن الحلم أضحى مضيعا
ولم تر هذا الكون إلا بدهشةٍ / كأن الفنا في الناس نادى فاسمعا
لفقد سليل الأكرمين محمد / لقد كاد قلب الدين أن يتصدعا
فتى كان في ألفاظه ولحاظه / حسامان كانا من شبا الموت أقطعا
أبا حسن قد كنت للدهر بهجةً / فأوحش منها البين للدهر أربعا
وقد كنت عرنين الزمان الذي غدا / يزان به وجهاً فأصبح أجدعا
وكنت بعينيه الضياء فما الذي / أزال الضيا عنها وأبدل أدمعا
فما أظلم المحراب بعدك وحده / نعم مشرق الدنيا ومغربها معا
كأن ضياء الصبح قد حال لونه / أو الليل قد أرخى على الصبح برقعا
وما أنت من خص الأقارب رزؤه / ولكنه عم البرية أجمعا
ألم تر هذا الكون كالفلك إذ غدا / يعوم بموج كالجبال تدفعا
بنفسي طوداً ضعضع الكون ركنه / وما خلت ذاك الطود أن يتضعضعا
أبا جعفرٍ أنت المرجى لمحنةٍ / إذا أكشلت أضحى إلى الحق مشرعا
وأعلم خلق اللَه في كل موطن / وأرساهم في الخطب ركناً وأمنعا
كأنك أعطيت الجبال ثباتها / وأوصيتها في الخطب إلا تزعزعا
وما أنت إلا عيبة لمحمد / بها كل آيات النبوة أودعا
هو المحراب فأبك له جزوعاً
هو المحراب فأبك له جزوعاً / عشية فارق البدر الطلوعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025