المجموع : 3
أَقُولُ بِأَعلى نَخلَتَينِ وَقَد مَضى
أَقُولُ بِأَعلى نَخلَتَينِ وَقَد مَضى / مِنَ اللَيلِ شَطرُ اللَيلِ وَالرَكبُ هاجِعُ
لِذي لَطَفٍ مِن صُحبَتي وَهوَ دُونَهُم / أَقاتِلتي إِني إِلى اللَهِ راجِعُ
يَمانِيَةٌ مِن أَهلِ فَوزٍ تَشُوقُني / وَتَأتي بِرَيّاها الرِياحُ الزَعازِعُ
وِمِمّا يَهيجُ القَلبَ يا صاحِ نَحوَها / إِذا باكَرَ الأَيكَ الحَمامُ السَواجِعُ
كَأَنّي لِذِكراها إِذا اللَيلُ جَنَّني / أَسيرُ عَدُوٍّ أَسهرَتهُ الجَوامِعُ
يَرى المَوتَ غُنماً راحَةً وَالَّذي بِهِ / عَلَيهِ عَناءٌ فَهُوَ بِالمَوتِ طامِعُ
فَكَيفَ بِذِكراها وَبِالعَرجِ مَسكَني / وَمِن دُونِها الشُمُّ الجِبالُ الفَوارِعُ
بَلى في المطيٍّ القُودِ لِلمَرءِ في الهَوى / إِذا ضافَهُ هَمٌ شَديدٌ مَنافِعُ
وَنِعمَ دَواءُ النَأي وَالكَرب جَسرَةٌ / وَأَبيَضُ مَصقُولُ الغَرارَينِ قاطِعُ
أَجُولُ بِها عَرمَ السُرى بِتَنُوفَةٍ / بِها لِلقَطا قَد فارَقَتهُ مَواقِعُ
كَمُفتَحَصِ المَقرُورِ بِاللَيلِ شَفَّهُ / ضَرَيبٌ فَلِلِّحيَينِ مِنهُ قَعاقِعُ
فَإِنّي وَإِيعاد العِدى فِيكِ نَحوَكُم / أَنُوفَ العِدى حَتّى أَزُرَكِ جادِعُ
وَوَرّادُ حَوضٍ أَنتِ حَضرَةُ مائِهِ / وَإِن ذادَني الذُوّاد عَنهُ فَشارِعُ
أَلَم تَعلَمي أَن رُبَّ باذِلَةٍ لَنا / هَواها فَلا أَدنُو لَها فَتُصانِعُ
عَلَيَّ وَإِنّي بِالقَليلِ مِن الَّذي / لَدَيكِ وَلَو صَرَّدتِهِ لِيَ قانِعُ
مِنَ الحُورِ لَو تَبدُو لِأَشمَطَ راهِبٍ / تَعَبَّدَ مِمّا أَحرَزَتهُ الصَوامِعُ
ثَمانينَ عاماً رامَها إِن دَنَت لَهُ / وَضاقَ بِهِ مِحرابُهُ وَهوَ واسِعُ
إِذا اللَيلُ آواها إِلى السِترِ بَعدَما / تَضَمَّنَ سُمّارَ النَدِيِّ المَضاجِعُ
تَفُوحُ خُزامى طَلِّهِ مِن ثِيابِها / تُخالِطُ مِسكاً أَنبَتَتها الأَجارِعُ
يَشُبُّ مُتُونُ الجَمرِ بِالند نارَهُ / وَبِالعَنبَرِ الهِندِيِّ فَالعَرفُ ساطِعُ
كَأَنَّ عُقاراً قَهوَةً مَقدِيَّةً / أَبى بَيعَها خبٌّ مِنَ التَجرِ خادِعُ
ثَلاثَةَ أَحوالٍ يُحاوِلُ فُرصَةً / مِنَ السُوقِ لا يَدري مَتى السُوقُ نازِعُ
يُعَلُّ بِها أَنيابُها بَعدَ هَجعَةٍ / وَقَد مالَ لِلغورِ النُجُومُ الطَوالِعُ
خَلِيلَيَّ عُوجا نُحَيِّ نِباعا
خَلِيلَيَّ عُوجا نُحَيِّ نِباعا / وَخَيماً بِهِ وَنُحَيِّ الرِباعا
تَبَدَّلَتِ الأُدمَ مِن أَهلِها / وَعَينَ المَها وَنَعاماً رِتاعا
يُسَوِّقُها بِالرِياضِ الظَليمُ / سِياقَ المُعاقِبِ رَكباً سِراعا
فَلا ما وَقالا جِداءٌ قَليلٌ / سُؤالُكَ رَبعاً مُحِيلاً وَقاعا
رَأَيتَ المُحبِّينَ قَد أَقصَرُوا / وَتَأبى لِحينِكَ إِلّا اِتِّباعا
لِلَيلى فُؤادَكَ في خَلوَةٍ / وَفي مَجلِسٍ أَو سَمِعتَ السَماعا
تَحِنُّ إِذا ذُكِرَت مَرَّةً / حَنينَ الطَرِيفِ أَرادَ النِزاعا
فَقُلتُ بَلى عَرِّجا ساعَةً / وَغُضّا المَلامَ فَعاجا وَطاعا
لِذي شَجَنٍ يَعتَريهِ المِرا / رَ شَوقٌ يُعالِجُ مِنهُ رُداعا
فَظَلتُ أُبَكّي وَقَد أَسعَدا / عَلى ذاكَ فيهِ بِهِ ما اِستَطاعا
بِأَجرَعَ جَعدِ الثَرى مُكتَسٍ / مِنَ البَقلِ حَوذانَهُ وَالدُعاعا
وَمَجلِسِ خَمسٍ بِهِ مَوهِناً / تَواعَدنهُ إِذ أَرَدنَ اِجتِماعا
بَعَثنَ رَسُولاً كَتُوماً لِما / أَرَدنَ إِذا ما الرَسُولُ أَذاعا
إِلَيَّ بِأَن إِيتِنا وَاحذَرَن / وَقاكَ الرَدى أَهلَنا وَالشِناعا
عِداةً لَنا الدَهرَ لا يَغفَلُونَ / أذا وَجَسُوا نَظَراً وَاِستِماعا
فَأَقبَلتُ أَمشي كَمَشي الفَنيقِ / رَأَتهُ المَخاضُ فَطارَت شَعاعا
عَلَيَّ كِساءٌ تَقَنَّعتُهُ / عَلى سُنَّتي خَشيَةً أَن يُذاعا
بِمَمشايَ أَن كاشِحٌ رانئٌ / فَلَمّا بَلَغتُ كَشَفتُ القِناعا
عَقائِلُ كَالمُزنِ فيها البُرُو / قُ يُعشى العُيُونَ سَناها التِماعا
إِذا ما سَفَرنَ وَإِمّا اِختَبَي / نَ أَبصَرتُ مِن ضَوئِهِنَّ الشَعاعا
كَما تَتَراءى خِلالَ السَحا / بِ شَمسُ النَهارِ تَرُومُ اطِّلاعا
لَقَد حَبَّبَت نُعمٌ إِلينا بِوَجهِها
لَقَد حَبَّبَت نُعمٌ إِلينا بِوَجهِها / مَنازِلَ ما بَينَ الوَتائرِ وَالنَقعِ