المجموع : 7
أراعك برقٌ في دجى الليل لامع
أراعك برقٌ في دجى الليل لامع / أجل كل ما يلقاه ذو الشوق رابع
أألآن تخشى البرق والألف حاضر / فكيف إذا ما لاح والألف شاسع
وهاجت رياح زدن ذا الشوق صبوةً / وباكرت الأيك الحمام السواجع
وعاشرت أقواماً فلم تلق فيهم / خليلك فاستعصت عليك المدامع
وأصبحت لا تروي من الشعر إذ نأى / هواك وبات الشعر للناس واسع
سوى قول غيلان بن عقبة نادماً / هل الأزمن اللاتي مضين رواجع
هناك تمنى أن عينك لم تكن / وأنك لم ترحل والفك رابع
فكل الذي تلقى يسوؤك أن دنا / وكل الذي تلقى إذا بان فاجع
فيا ويك لا تسرع إلى البين أنه / هو الموت فاحظر غب ما أنت صانع
لقد جمعت أهواي بعد شتاتها
لقد جمعت أهواي بعد شتاتها / صفاتك الهوى لك اجمع
سوى خصلةٍ ذكرى رهين بذكرها / فقلبي منها ما حييت مروع
وحاشاك منها غير أن أخا الهوى / بذكر الذي يخشى من الغدر مولع
على كبدي من خيفة البين لوعةٌ
على كبدي من خيفة البين لوعةٌ / يكاد لها قلبي أسىً يتصدع
يخاف وقوع البين والشمل جامع / فيبكي بعينٍ دمعها متسرع
فلو كان مسروراً بما هو واقعٌ / كما هو مسرورٌ بما يتوقع
لكان سواءً برؤه وسقامه / ولكن وشك البين أدهى وأوجع
وأني وإن شاعت لديك سرائري
وأني وإن شاعت لديك سرائري / فإن الذي استودعتني غير شائع
أبى اللَه لي ألا الوفاء لكل من / رعى لي عهدي أو أضاع ودائعي
فكن آمناً من أن أذيع بسركم / فما سرُّ أعدائي لدي بذائع
وما أنا ممدوحاً بحفظ وديعةٍ / أقل حقوق الناس حفظ الودائع
أمن أجل سارٍ في دجى الليل لامع
أمن أجل سارٍ في دجى الليل لامع / جفوت جذار البين لين المضاجع
علام تخاف البين والبين راحةٌ / إذا كان قرب الدار ليس بنافع
إذا لم تزل ممن تحب مروعاً / بغدرٍ فإن الهجر ليس برائع
أيا قلب لا تجزع من البين واصطبر
أيا قلب لا تجزع من البين واصطبر / فلست لما يقضي عليك بدافع
توكل على الرحمان إن كنت مؤمناً / يجرك ودعني من نحوس الطوالع
فكل الذي قد قدر اللَه واقعٌ / وما لم يقدره فليس بواقع
تمتع من حبيبك بالوداع
تمتع من حبيبك بالوداع / فما بعد الفراق من اجتماع
فكم جرعت من هجرٍ وغدرٍ / ومن حال ارتفاعٍ واتضاع
وكم كأسٍ أمر من المنايا / شربت فلم يضق عنها ذراعي
فلم أر في الذي قاسيت شيئاً / أشد من الفراق بلا وداع
تعالى اللَه كل مواصلاتٍ / وإن طالت تؤول إلى انقطاع